جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فضل الدعاء فى شهر رمضان وآدابه2
*ولا يغيب عن القارئ المسلم للقرآن الكريم إرتباط الأمر بالدعاء بضرورة الإخلاص فيه نجد هذا المعنى فى قوله تعالى (وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)غافر:65. هذا الإخلاص يجعل الدعاء قويا صادرا من قلب ملهوف، ومعبرا عن يقين صادق بأنه لا ملجأ من الله إلا إليه ،إدراكا لحقيقة مهمة وهى قوله صلى الله عليه وسلم (من ام يدع الله عز وجل – يغضب عليه ) وقوله ( ليس شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء ).
* وعلى المرء المسلم ألا يستكثر مطالبه بجوار كرم الله ففى الحديث القدسى (لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكى شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا وضع فى البحر) وفى الحديث القدسى الآخر يتأكد الأمر ذاته (يابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالى ). وبعد أن تحدثنا عن العلاقة بين الصيام والدعاء ، وبين الإيمان والدعاء فإننا نسأل أنفسنا ما شأن المسلم عندما يتعجل الدعاء ؟ *دائما نقرر أن المسلم مدمن القرع لأبواب رحمة الله ، وهو بين الرجاء واليقين ،يدرك أن رحمة الله قريبة منه ، ولذا عليه أن يصبر وينتظر فى ترقب نتائج الدعاء وهذا المعنى نجده فى قوله صلى الله عليه وسلم .( يستجاب لأحدكم مالم يعجل يقول :"قد دعوت ربى فلم يستجب لى") على أنه من الأمور المهمة فى استجابة الدعاء أن يكون صالحا يقول صلى الله عليه وسلم (ما على الأرض مسلم يدعوالله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو صرف عنه من السوء مثلها ، مالم يدع بإثم ، أو قطيعة رحم) فقال رجل من القوم : إذا نكثر قال (الله أكثر) . نعم الله تعالى أكثر إحسانا وكرما وعطاءا مما تسألون *وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعجل إجابة الدعاء.، وكان فى اكثاره من الدعاء وحثه لصحابته الكرام على ذلك ، وتعليمهم دعوات معينة القدوة الحسنة للأمة ، فكان يسال الله الهدى والتقى والعفاف والغنى – ويدعو الله أن يثبت قلبه ( اللهم مصرف القلوب صرف قلبى على طاعتك ) ويدعوه بجوامع الكلم (اللهم إنى أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء ) ( اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار). *وأذا لم يجد المسلم قدرة لديه على حفظ هذه الأدعية فليكن جماع ذلك كله هو قوله صلى الله عليه وسلم الذى علمنا إياه ( اللهم إنى أسألك من خير ما سألك منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شرما استعاذك منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان وعلينا البلاغ ، ولا حول ولا قوة إلا بالله). *ومن الأدعية القوية دعاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( اللهم إنى ضعيف فقونى ، اللهم غنى غليظ فلينى ، اللهم إنى بخيل فسخنى ). *ومما يعجل بإجابة الدعاء كثرة التضرع فى الطلب ، والإلحاح فى الرجاء .وبداية الدعاء بالثناء على الحق سبحانه (ياذا الجلال والإكرام ) (اللهم إنى أسألك بإسمك الظاهر المبارك الأحب إليك الذى إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت ) ( يامن لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون ولا تغيره الحوادث ، ولا يخشى الدوائر يعلم مثاقيل الجبال ، ومكاييل البحار). ويستحب رفع اليد بالدعاء ، ومسح الوجه بهما ، يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( كان صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه فى الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه ) ويستحب الإستغفار عند التأكيد على دعوات معينة فعن أنس رضى الله عنه (كان رسول الله لو دعا بمائة دعوة افتتحها وختمها وتوسطها "بربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "). * ومن آدابه كذلك عليه الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صليت فقعدت فأحمد الله بما هو أهله وصل على ثم ادعه ) ويقول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ( إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدح والثناء على الله بما هو أهله ثم ليصل على النبى صلى الله عليه وسلم : ليسأل بعد فأنه أجدر أن ينجح). *والأمة اليوم فى حاجة إلى عون الله تعالى لما يحاق بها من مؤامرات ولما يلحق بالمستضعفين من المسلمين فى بلاد العالم من مهانة وظلم وقتل وعبث بمقدراتهم ، وربما لا يجد كثير من المسلمين العون المادى لإنقاذ هؤلاء أو مساعدتهم وعندئذ لا يبقى انا ولهم سوى الدعاء فى جوف الليل لهؤلاء أن ينصر لهم ، ويذهب عنهم الكرب . والحمد لله رب العالمين |
أدوات الموضوع | |
|
|