سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بقلمي :

[شبل العقيدة]

{واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا}

ذكرت قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون

في كثير من سور القران وبني إسرائيل مع موسى

موضحة مفصلة مبينة على أجمل بيان في سورة القصص والأعراف

قصة تتكرر في كل زمان ومكان


الأمة الطاغية الباغية عبدو العجل وتكبرو لدعوة نبيهم وقتلوا الأنبياء وسفكودماء الأبرياء


فنازع الله في ملكه واد عى الربوبية وأعلن التمرد والعصيان



انتصر الأيمان على الكفر يعلو الحق على البطلان


ولد في عهد الطاغية الأكبر فرعون فرعون عدوالله اشتهر بالطغيان

موسى أبن عمران وينتهي نسبة إلى يعقوب عليه السلام


سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام : بقلمي


قصة تتكرر في كل زمان ومكان في كثير من سور القران

سيدنا موسى عليه السلام مع الطاغية الكافر فرعون

أعلن التمرد والعصيان عدوالله اشتهر بالطغيان


قصة موضحة مفصلة مبينة على أجمل بيان


قصة نبي كريم مع جبار تتكرر في كل زمان ومكان


جند إبليس يتحدى التوحيد والأيمان


وقف الطغيان بجانب الكثير من دعاة الباطل يتحدى الأيمان

والحق بجانب القلة القليلة من الصفوة الأخيار


وهذا هو منطق الطغيان في كل وقت وزمان لايفهم حجة ولابرهان



كما كان منطق فرعون في زمن سيدنا موسى أبن عمران


في زمن موسى ذاقو إنواع الأذى وصنوف البلاء والعذاب










قصة موضحة مفصلة مبينة على أجمل بيان

قصة نبي كريم مع جبار عظيم تتكرر في كل زمان ومكان

نسبه :

هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث وينتهي نسبه إلى يعقوب عليه السلام ابن اسحق بن ابراهيم عليهم من الله أفضل الصلاة والتسليم

وأخوه هو هارون عليه السلام {واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي }

ولادته :

ولد موسى عليه الصلاة والسلام في عهد الطاغية الأكبر فرعون .عدو الله أسمه الوليد بن مصعب ولقبه فرعون . وفرعون لقب لكل من ملك

أرض مصر من الجبابرة ، كما إن كسرى لقب لكل من ملك بلاد الفرس وقيصر لقب لكل من ملك بلاد الروم

أمر أن يقتل الذكور عاما ويتركو عاما فولد موسى عليه الصلاة والسلام في السنة التي يذبحون فيها الأطفال وولد سيدنا هارون في السنة التي

لايذبح فيها أحد فحزنت أمه في هذا الوقت وخافت على إبنها حتى لايقتل

فألهمها الله ان تصنع له صندوق وتلقيه في نهر النيل وفعلت وقالت لأبنتها أخت موسى عليه الصلاة والسلام ضعيه في الماء وراقبيه


صراع بين الحق والباطل حقيقة واقعية وأليمة

معركة ضارية بين جند الرحمن وجند الشيطان

جند إبليس يتحدى التوحيد والأيمان

وقف الطغيان بجانب الكثير من دعاة الباطل يتحدى الأيمان

والحق بجانب القلة القليلة من الصفوة الأخيار

احتدمت المعركة بين الأيمان والكفر وبين الحق والطغيان

والنتيجة ان انتصر الأيمان على الكفر وعلا الحق على الباطل

سنة الله في الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلا هوا العدل والسلام

وهذا هو منطق الطغيان في كل وقت وزمان لايفهم حجة ولابرهان

لايقيم وزنا لمنطق أو عقل إنما طريقته البطش والأرهاب من تعذيب وتنكيل

كما كان منطق فرعون في زمن سيدنا موسى أبن عمران

منطق الرسل والأنبياء هوا منطق الحكمة والعقل في كل زمان ومكان

في زمن موسى ذاقو إنواع الأذى وصنوف البلاء والعذاب

هذه وحدة الأتجاه ووحدة الهدف في دعوة جميع الرسل والأنبياء

صور تتكرر في كل وقت وحين بين حق وباطل وهدى وضلال

والنتيجة واحدة هي انتصار أهل الأيمان على فئة البغي والعدوان

الطاغية الأكبر فرعون أعلن التمرد والعصيان

وهذا لقب لكل من ملك أرض وهوا جبار لقبه فرعون المتكبر

كابلاد الفرس كسرى وملك بلاد الروم قيصر

فرعون الجبار يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم

الله أعطاه عمر أربع مائة في بني أسرائيل يسومهم سوء العذاب

أمر من الطاغية الجبار بقتل كل غلام بسبب رؤيه أفزعته في المنام

قتل كل طفل ذكر من بني أسرائيل إلا الأناث من أجل الخدمة والتسخير

من الخوف المرأة تسقط حملها وأسرع الموت في الشيوخ الكبار

رؤساء القبط دخلوا على فرعون بسبب موت وقع في مشيخة بني اسرائيل

أن يقع العمل عليهم ولا يبقى احد لخدمتهم فأمر الجبار بقتل الغلمان سنة ويتركو سنة

حتى لايهلك جميع الأبناء من بني اسرائيل وهذه شدة العذاب

فأما سيدنا هارون ولدته أمه آمنة مطمئنة وسيدنا موسى ولد في عام التي تذبح فيه الأطفال

فأوحى الله لها بواسطة الألهام ألا تخاف ولاتحزن وقذف في قلبها السكينة

ألا تخاف ولاتحزن له شأن عظيم وسيحفظه الله من كيد فرعون الطاغوت المتجبرا

أمرها ربنا الرحمن بصنع تابوتا من خشب ترضعه وتضعه فيه وتلقيه في البحر

فوالدة موسى واثقة من حفظ الله تعالى لسيدنا موسى من السفاحين من زبانية فرعون


أقفلت الصندوق وألقته في النيل وأمرت أخته إن تتبعه سيدنا موسى الصديق

انطلق الماء به يرفعه الموج حتى وصل إلى بيت فرعون

كانت الجواري يغتسلن ويستسقين ثم أبصروا لهذا التابوت فكروا فيه مالا فأخذوه

فحملوه لسيدتنا آسيا زوجة فرعون ففتحته فاءذا بغلام القى الله محبته في قلبها


جاء زوجها فرعون فأراد قتله فالتمست منه أن يتركه لها لأنها لم تلد كما قص القران

عاش في بيت فرعون كما أحبه وعطف عليه فرعون بحثو عن مرضعة له وامتنع لايقبل ثدي احد

فجاءت أخت موسى وهي ترقبه وعرضت عليهم أن تأتي بمرضعة أمينة ناصحة تتعهد هذا الرضيع

فأتت أمه ورأته كادت تقول هذا ابني لولا إن ثبتها الله حتى لايشعر آل فرعون

عاش موسى في بيت فرعون معززا مكرما عيشة أبناء الملوك والناس يدعونه موسى بن فرعون


حتى إذا بلغ أشده يتجول في طرقات المدينة إذ برجلين يقتتلان هذا قبطي والثاني من بني أسرائيل

استغاث الأسرائيلي سيدنا موسى ليخلصه من القبطي فأقبل نحوه يريد أن يخلصه ويدفع الأذى فوكزه

لم يريد سيدنا قتله إنما أبعاده فحزن موسى على قتله فأتى الأقباط لفرعون يأخذ لهم بحقهم

أمر فرعون بأتيان قاتله فبينما يبحثون عنه إذ مر موسى فبصر الأسرائيلي يقاتل فرعونيا

استغاثه الأسرائيلي على خصمه الفرعوني فجاء موسى مغضبا يريد ان يبطش بالفرعوني

ظن الأسرائيلي ان يريده ليبطشه فقال اتريد ان تقتلني كما قتلت نفس بالأمس فسمع الفرعوني

ذهب يخبر جماعته بما سمع وجاء رجل مؤمن يكتم إيمانه فأخبر موسى أن يخرج من أرض مصر


فبعد عن الدار والوطن ومفارقة الأهل والمسكن وتوجه نحو أرض مدين خائفا يترقب ويريد النجاةمن شر فرعون وأعدائه

أبصر أبنتين ترعيان الأغنام وبئر كبيرة يسقى منها الرعاة وآباهم شيخ كبير فرفع الصخرة ثم استقى لهما وسقى غنهما ثم رد الحجر

أخبرتاه الفتاتان أبيهما بخبر موسى وبقوته وطلبتاه منه ان يكرمه وإن يستأجره لرعاية الغنم فأرسل واحدة منهن لتدعوه إلى أبيها

فجاءته وهي تمشي على استحياء فقالت له إن أبي يدعوك ليجزيك أمر ماسقيت لنا فلما جاءه وقص عليه قصته قال له شعيب لاتخف

عاش سيدنا موسى في أرض مدين بعد ان تزوج بأبنة شعيب يرعى الغنم هم الأنبياء الكرام أنتقلوا من رعاية الغنم إلى قيادة الأمم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين


أراد الرجوع إلى أرض مصر بعد إن أمضى السنوات العشرة في أرض مدين وحن قلبه إلى وطنه فعزم الرجوع مع أهله وولده

سار في الطريق في ليلة مظلمة باردة وتاه به الطريق فلم يهتد إلى السلوك في الدرب واشتد الظلام والبرد وأمرأته حاملا قدقرب أوان وضعها

فاحتار وقام وقعد يتأمل في الأفق لعل يرى شيئا يخرجه من حيرته إذ آنس من جانب الطور نورا فحسبه نارا فوصل إليه وكان نورا عظيما ممتدا

فسمع خطاب الله عز وجل يأمره أن يخلع نعليه ثم يدخل ذلك الوادي المقدس حتى يقترب من جبل الطور فاءن الله سبحانه وتعالى سيكلمه ويجعله رسولا


ثم يرسله إلى فرعون ليبلغه رسالة الله فسار بأهله نحو مصر حتى وصلها ليلا وأوحى الله سبحانه إلى أخيه هارون يبشره بقدوم موسى

ويخبره أنه قد جعله وزيرا له ورسولا معه إلى فرعون واجتمع موسى بهارون وذهبا إلى فرعون التي طغى فطلب سينا موسى من البواب

بالأذن لهما بالدخول على الملك فرعون وقال البواب ماذا اقول له فأجابه سيدنا موسى جاءك رسول رب العالمين ففزع البواب ودخل على سيده وأخبره فأستهزأ به فرعون شرح موسى رسالة ربه وأخذ فرعون يتهدده بسجن وتعذيب فقال أولو جئتك بشيء فقال وماذا عندك فألقى العصا

فاءذا هي ثعبان مبين وأدخل يده إلى صدره ثم أخرجها فأذا بها هي قطعة من نور فقال له فرعون كما قص القران :

{ألم نربك فينا وليدا،ولبثت فينا من عمرك سنين .وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين؟ قال:فعلتها إذا وأنا من الضالين ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين ،وتلك نعمة علي أن عبدت بني اسرائيل .قال فرعون ومارب العالمين؟قال رب السموات والأرض ومابينهما إن كنتم تعقلون }

أخذ فرعون يتوعده بالتهديد والتعذيب والتشريد

فألقى العصا فاءذا هي ثعبان مبين وأدخل يده إلى صدره

ثم أخرجها فاءذا بها كأنها قطعة من نور الشمس مضيء

ففزع فرعون لهذا ودعا جماعته واستشارهم فأشارواعليه

ليجمع السحرة ليبطلوا ماجاء به موسى لأنهم ظنوه سحرا

قال تعالى {قالواياموسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين قال ألقوافلما ألقواسحرواأعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم .وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فاءذا هي تلقف مايأفكون فوقع الحق وبطل ماكانوايعملون .فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ..}

ألقى السحرة حبالهم وعصيهم ،وقالو في غرور {بعزة فرعون إنالنحن الغالبون }

ونظر موسى وإذا بهذه الحبال والعصي كأنها حيات وثعابين وأوجس في نفسه خيفة منها,وثبته الله أمام ذلك الجمع الزاخر وأوحى إليه أن لاتخف فأن النصر لك وأمره إن يلقي عصاه فاءذا هي تبتلع كل ماقذف به السحرة من زور وبهتان

{فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لاتخف إنك أنت الأعلى .وألق مافي يمينك تلقف ماصنعوا،إنما صنعواكيد ساحر.ولايفلح الساحر حيث أتى}

يذكر المؤرخون :أن موسى عليه السلام لماألقى العصا،انقلبت إلى حية عظيمة لهاعنق طويل،وشكل مفزع هائل ،حتى إن الناس هربوافزعا منها،
وقد أقبلت هذه الحية على الحبال والعصى فجعلت تلقفها في أسرع مايكون،والناس في فزع واضطراب ،وفي دهشة واستغراب،وكان أول من أذعن للحق وأعلن إيمانه إنما هم السحرة الذين أتى بهم فرعون لينصروه ،ويتغلبوا على خصمه موسى عليه السلام

آمن السحرة وسجدوالله عزوجل وأقروابالوحدانية لهم لأنهم أيقنوا أن هذا ليس بسحر ولاشعوذة ولازور ولابهتان

إنما هي آية من آيات الله الباهرة ،أظهرها على يد رسوله موسى لتكون برهان على صدقه وإنها هي القوة الألهية التي تصنع العجائب فخروالله ساجدين وقالوا{آمنابرب العالمين .رب موسى وهارون }

علم فرعون إنه لم يعجز موسى ولكن موسى اعجزه فأراد أن يستر هزيمته ،ويستعيد هيبته ،فقال للسحرة وكان صاحب مكر وخداع :
{إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون،لأقطعن أيديكم وأرجلكم ولأصلبنكم أجمعين}

توعد السحرة بالقتل والصلب ،وتقطيع الأيدي والأرجل واتهمهم بالتآمر مع موسى ،مع أنه يعلم علم اليقين أن موسى لم يعرفهم ولم يجتمع معهم من قبل ،لأنه كان مقيما في أهل مدين ،فكيف يكون كبيرهم الذي علمهم السحر ؟ثم إن موسى لم يجمعهم ولاعلم باجتماعهم ،وإنما استدعاهم فرعون من أنحاء البلاد ليبطلوادعوى موسى عليه السلام ،ولكنه المقهور المغلوب يلتمس لنفسه العذر وإن كان لايغني أمام الحق شيئا

أما السحرة فقد ثبتوا على الأيمان ولم يبالوا بوعيد فرعون وتهديده،بل صرخوا في وجهه صرخة الأيمان والبطولة ،متحدين لفرعون وبطشه
وجبروته {قالولن نؤثرك على ماجاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ماأنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا
وماأكرهتنا عليه من السحر،والله خيروأبقى}

قال سعيد بن جبير:لماسجد السحرة رأوامنازلهم وقصورهم في الجنة تهيألهم وتزخرف لقدومهم ،ولهذا لم يلتفتوا إلى تهويل فرعون وتهديده ووعيده بل صدعوابالحق في وجهه ولقد نفذ فرعون ماهددهم به فصلبهم وقطع أيديهم وأرجلهم وقتلهم شر قتلة ومع ذلك لم يثنهم ذلك عن الأيمان
بالله فماتواشهداء أبرارا رضوان الله عليهم أجمعين ،قال ابن عباس :{كانوا من أول النهار سحرة ،فصاروامن آخره شهداء بررة}

رأى فرعون الآيات الباهرة والبراهين القاطعة التي تدل على صدق موسى عليه السلام ولكنه تمادى في كفره وأصر على عناده معرضا عن الآيات البينات التي جاء بها موسى كليم الله وأغراه قومه بموسى ومن آمن معه لائمين له منكرين عليه ترك موسى وقومه يفسدون في الأرض ،

{وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك .قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون .قال موسى لقومه استعينوابالله واصبروا،إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.قالواأوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا،قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}

لاكن الطاغوت فرعون أخذ العزة بالأثم وتمادى في تكذيب فرعون ثم إبتلاء فرعون بتسع آيات :

-1القحط والجدب

-2النقص من الثمرات

-3الطوفان
-4الجراد
-5القمل
-6الضفادع
-7الدم
-8العصا
-9اليد

قال الله تعالى {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ..}

أرسل الله على آل فرعون أنواعا من العذاب الدنيوي العاجل فكانوا كلما شاهدوا آية أظهروا الأسف والندم وجاءواإلى موسى يطلبون منه أن يدعو ربه ليكشف عنهم الرجز والعذاب فاءذا رفعت عنهم تلك الآية عادواإلى شر مماكانوا عليه

حتى كانت الآية الكبرى التي لم ينج منها أحد من فرعون وجنوده ،ألاوهي الغرق في البحر {انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين.فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين}
ذلك عند قدوم فرعون وجيوشه ووصوله إلى البحر فأراد موسى أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان حتى لايسلكه فرعون وجنوده فأوحى الله إليه أن يترك البحر على حاله لأن الله يريد إغراقهم فيه {واترك البحررهوا إنهم جند مغرقون }
الآية الباهرة التي رأى الطاغوت فرعون فرع وخاف أن يسلك الطريق وهوا البحر ولكنه أظهر لجنوده التجلد والشجاعة ثم خاطبهم بقوله {انظرواكيف انحسر البحر لي ،حتى أرى عبيدي التي خرجوا عن طاعتي وعبادتي حتى يرجعون لي مقهورين مدحورين }

وأخذ يشجع جنوده لأقتحام البحر أمامه حتى يفوز بالنجاة ولاكن فات الأوان واقتربت ساعة الأجل فساروا للبحر فأوحى الله إلى موسى أن اضرب البحر بعصاك فضربه فارتطم عليهم وعادت أمواجه كما كان فلم ينجو منهم أحد
{فأتبعوهم مشرقين .فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون .قال كلا إن معي ربي سيهدين .فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم.وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين.ثم أغرقنا الآخرين}

وغرقوا جميعا أما فرعون أعلن إسلامه {حتى إذا أدركه الغرق قال :آمنت أنه لاإله إلاالذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين.آلآوقد عصيت قبل وكنت من المفسدين }
فلم ينفعه إيمانه ولاتوبته بل هلك مع الهالكين إلى غمرات الجحيم

لما نجى الله بنو اسرائيل أمرسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يتوجه بهم إلى بيت المقدس وهم يسيرون في الطريق عطشو عطش شديد فشكو إلى موسى فأمره الله أن يضرب الحجر بعصاه وضرب فانبجست اي تفجرت منه اثنتاعشرة عينا لكل سبط من الأسباط عين تجري بالماء يشرب منها وأرسل الله لهم المن والسلوى ورزقهم الله من رزقه بدون جهد أوتعب فلما اقتربوا إلى بيت المقدس وجدوا فيه قوم جبارين وهم من الكنعانين فأمرهم سيدنا موسى بالدخول ومقاتلتهم ولكنهم عصو سيدنا موسى وقالو قولتهم الفاجرة لنبيهم الكريم{اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}
فألقاهم الله بالتيه وضاعوا في الصحراء أربعين سنة قوله تعالى {قال فاءنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين}
ثم عبدوا العجل وتنكروا لدعوة نبيهم موسى عليه السلام وقتلوا الأنبياء وسفكوا دماء الأبرياء وفعلوا ماتقشعر له الأبدان وكانت نهايتهم أن مسخهم الله قردة وخنازير وغضب الله عليهم ولعنهم
{ذلك بأنهم كانوايكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوايغتدون}{وماظلمهم الله ولكن كانواأنفسهم يظلمون}

توفي كليم الله موسى عليه السلام بعد أخيه هارون عليه السلام في أرض التيه ولم يدخل الأرض المقدسة بني اسرائيل وإنما دخلها بهم يوشع بن نون وكان عمر موسى حين وفاته مئة وعشرون سنة وقد روي البخاري في قصة وفاته حديث ملك الموت الذي جاءه ليقبض روحه فصكه موسى ففقاعينه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :لوكنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر قدر رمية بحجر صلى الله عليه وتغمده الله برحمته آمين