جديد المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
كبائر يقع فيها الصالحون
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فإن بعض الصالحين -هدانا الله وإياهم - يترفع عن كثير من الكبائر كالزنا وشرب الخمر والربا وغيرها من الموبقات المهلكات ولكنه يقع في مهلكات أخر ومنها : الغيبة والبهتان : وهي كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : (( أتدرون مالغيبة قالوا :الله ورسوله أعلم قال : ذكرك أخاك بما يكره .......)) والبهتان هو : الإفتراء على الناس والكذب عليهم . كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ...إن كان فيه ماتقول فقد إغتبته وإن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته )) رواه مسلم . فتجد أحدهم لو وجد درهماً حراماً لتركه وهو يفري في أعراض المسلمين ويقع فيهم قال تعالى (( ... ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم )) ومن أكثر وأشد الغيبة إثماً : غيبة علماء السنة والقدح فيهم بأنهم علماء السلطة وتهوين علمهم عند العامة بأنهم لايعرفون الواقع وأنهم مداهنون وغير ذلك من الكذب والبهتان -والعياذ بالله - وهذا جمع بين الغيبة والكذب والفجور . ومن البهتان الواضح نسبة الأقوال للعلماء وبتر الكلام ليوافق كلام العالم مايريد !!!!! وهذا من الخيانة وهي من خصال المنافقين والمبتدعة أهل الأهواء . ---------------------------------------------------------------------------- حكم الغيبـــــــــــــــــة الغيبــــــــــــــــة محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهر على تحريمها الدلائل الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة . ( الفتح 10/473) ------------------------------------------------------------------------------------------- ماينبغي لمن سمع غيبة أخيه المسلم : يجب على من سمع غيبة مسلم أمور منها : 1) رد هذه الغيبة . 2) زجر قائلهــــــــــــــــــــا . 3) إن لم ينزجر باليد أو باللسان فارق هذا المجلس . 4) إن كانت الغيبة لشيخه أو من له عليه حق كان الإعتناء بهذا أكثر . ( الأذكار للنووي رحمه الله ص294) وقد ثبت الإنكار للغيبة في أحاديث كثيرة منها حديث عتبان في البخاري ومسلم عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن مالك بن الخشن فقال رجل : (( إنه منافق لايحب الله ورسوله )) فقال صلى الله عليه وسلم : (( لاتقل ذلك ألاتراه قال لاإله إلا الله يريد بذلك وجه الله .....الحديث )) ( البخاري 1/110 ومسلم 1/455) وفي حديث ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة )) ( أخرجه احمد 6/450والترمذي 4/327 وقال الترمذي هذا حديث حسن . وقال الشيخ الألباني : أنه حديث صحيح ( صحيح الجامع 5/295) وفي حديث كعب بن مالك في الصحيحين عندما قال رجل عن مالك ( حبسه برداه ....) قال معاذ بن جبل : (( بئس ماقلت والله يارسول الله ماعلمنا عليه إلا خيراً )) فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم . ( البخاري 5/130 ومسلم 4/2122) -------------------------------------------------------------------------------------------- الأسباب الباعثة على الغيبة : 1) محاولة الإنتصار للنفس والسعي في شفي الغيظ فيغتاب ويبهت . 2) الحقد على الآخرين والبغض لهم فيذكر مساوئ من يبغض وهذا من صفات ناقصي الإيمان . 3) إرادة رفعة النفس وخفض غيره كأن يقول : فلان جاهل أو فهمه ضعيف أو سقيم أو عبارته ركيكة تدرجاً الى لفت أنظار الناس الى فضل نفسه وإظهار شرفه بسلامته من تلك النقائص التي ذكرها فيمن اغتابه وهذا من الإعجاب بالنفس وهذا من المهلكات والعياذ بالله . 4) موافقة الجلساء والأصدقاء لكي يكسب رضاهم وهذا من ضعف الإيمان . 5) إظهار التعجب من اهل المعاصي . مثل أن يقول : مارأيت أعجب من فلان كيف يخطئ وهو رجل عاقل أو كبير ... وكان من حقه عدم التعيين . 6) السخرية والإستهزاء بالآخرين واحتقارهم . 7) الحسد فيجد الناس يثنون على من يحسده في مال أو جاه فيحاول الحسود قليل العقل والدين أن يزيل هذه النعمة فلايجد سبيلاً إلا الغيبة والتقليل من شأنه . وهذا من أقبح الناس عقلاً وأخبثهم نفساً . 8) أن ينسب إليه فعل قبيح فيتبرأ منه ويقول : ( فلان الذي فعله ) ليظهر بمظر البري من العيوب . وغير ذلك نسأل الله السلامة والعافية . انظر فتاوى ابن تيمية ( 28/236-238- 28/222) ( آفات اللسان للقحطاني ) -------------------------------------------------------------------------------------- علاج الغيبــــــــــــــــــة : لهـــــــــــــــــــــــــــــا علاجان : 1) هو ان يعلم الإنسان أنه إذا وقع في الغيبة فهو متعرض لسخط الله ومقته كما دل على ذلك الحاديث الصحيحة . ويعلم أن حسناته يؤخذ منها يوم القيامة لمن اغتابه بدلاً عما استباح من عرضــــــــــــــه . فإذا تدبر المسلم مافي نفسه من العيوب والتقصير ترك عيب الناس وعلم أن عجزهم عن تطهير انفسهم كعجزه هو عن تطهير نفسه من العيوب . 2) النظر في السبب الباعث على الغيبة وقطعه . فإن علاج العلة بقطع سببها . فإن كان السبب هو الغضب فعليه أن يقول : إن امضيت غضبي عليه فأنا أخشى الله أن يمضي علي غضبه بسبب الغيبة فإن الله نهاني عنها فعصيته . وإن كان السبب موافقة الآخرين وطلب رضاهم فكيف ترضى لنفسك ان تسخط مولاك جل وعلا من اجل إرضاء المخلوقين الذين لاينفعون ولايضرون !!! وهكـــــــــــــــــــــــذا فإذا نظر المسلم الى أسباب الغيبة وعلاجهــــــــــــا واستعمل هذا الدواء سلم أن شـــــــــاء الله من ضرر الغيبة وكان ممن اشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره . وصان لسانه وأرضى ربه جل وعلا . والله اعلم . ----------------------------------------------------------------------------------- ماتباح فيه الغيبـــــــــــــــة : تباح لغرض شرعي ذكرها الإمام النووي وغيره وهي : 1) التظلم عند السلطان او القاضي . 2) الإستعانة على تغيير منكر ورد العاصي الى الصواب . 3) الإستفتاء . 4) تحذير المسلمين من الشر وذلك من وجوه : أ)جرح المجروحين من الرواة وهذا جائز الإجماع . ب) الإخبار بعيب عند المشاورة . ج) إذا رأيت متفقهاً يتردد على مبتدع او فاسق فعليك النصيحة ببيان حال هذا المبتدع او الفاسق . وغير ذلك . 5) أن يكون الإنسان مجاهراً ببدعته وفسقه فيحذر منه . 6) التعريف إذا كان معروفاً بهذا اللقب كالأعمش والأعرج ..ونحوها ويحرم ذكره بها تنقصاً . ( شرح النووي 16/142 والأذكار ص292 -الفتح 10/471 العقيدة الطحاوية ص43) ------------------------------------------------------------------------------------ طريق التوبة من الغيبة : 1) أن يتحلل من اغتاب ويطلب من العفو إذا أمن الفتنة أما إذا كان يسبب شحنا أو منكر آخر فإن المغتاب يذكره بالخير في المواضع التي اغتابه فيها . 2) يرد عنه الغيبة مااستطاع . مع مراعاة شروط التوبة الأخرى . والله اعلم . ( آفات اللسان 16-49) |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع: كبائر يقع فيها الصالحون | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
هل سمعت بهذا من قبل | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-12-22 11:36 AM |