![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() فاطمة الزهراء عندما أقبل علىُّ ، تبسم الرسول وقال:(ياعلىُّ، إن الله تعالى أمرنى أن أزوجك فاطمة،وإنى زوجتكما على أربعمائة مثقال فضة) ،فقال على: "رضيت يارسول الله"، ُثم أن عليًّا خرساجدا ًشكرا ًلله ، فلما رفع رأسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بارك الله لكما وعليكما ، وأسعد جد ّكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب" – قال أنس:"والله لقد أخرج منهما الكثير الطيب". وجاء عليه الصلاة والسلام زائرا ًليلة العرس وباركهما،وقال لعلى:"والله ما ألوت أن زوجتك خيرأهلى"ودعا لهما وتركهما يرتشفان من السعادة الزوجية الصافية ماشاء الله لهما أن يرشفا،ولم تمض أيام حتى صرح النبى صلى الله عليه وسلم برغبته لفاطمة فى تحويلها إلى دار قريبة منه؛ليأنس بها وتأنس به أكثر واكثر،فعلم بذلك حارثة بن النعمان،وكان له دارملاصقة لدار النبى صلى الله عليه وسلم؛فتحول عنها من أجل أن تسكن فاطمة وزوجها رضى الله عنهما.حولها النبى صلى الله عليه وسلم إلى هذا البت الجديد،وأمر بفتح باب من المسجدعليه؛ليدخل عليها منه متى شاء وكيف شاء ؛فكان يغدو ويروح عليهما فى سرور،وكان إذاقدم من سفر بدأببيت فاطمة رضى الله عنها.إنتظمت حياة الزوجين فى هذا البيت المبارك على نمط من الزهد وخشونة العيش فى رضاء وهدوء بال،فالدنيا لم تكن محبوبة لديهما،وليس لهما إليها حاجة،فقد تعلما من الرسول صلى الله عليه وسلم الرضا بالقليل،والإستعداد ليوم الرحيل. لم تخل حياة الزوجين من ساعات خلاف فإذا حدث شئ من هذا كانت كأنها سحابة صيف تنقشع سريعا ًبفضل حكمةالرسول الرحيم،وكان يعنى بالنصح والتوفيق بينهما،جاءته يوما شاكية قال لها"يا بنية،إسمعى وإستمعى وأعقلى،إنه لا إمْرَة َلإمرأة ٍلاتأتى هوى زوجها" فلما سمع على هذه النصيحة الموجزة البليغة قال لها :"والله لاآتى شيئا تكرهينه أبدا ً"وفى موقف آخر ذهبت رضى الله عنها إلى أبيها باكية تقول:"يزعمون أنك لاتغضب لبناتك"!!" وذلك حين نما إلى علمها أن عليا يهم بالزواج من بنت عمروبن هشام بن المغيرة "ابى جهل" كلمة تعرف وقعها فى نفس أبيها؛فصعد على المنبروالغضب باد على وجهه ،وقال:"ألا إن بنى هشام بن المغيرة إستأذنونى فى أن ينكحوا إبنتهم عليا ً،ألا وإنى لاآذن لهم،ثم إنى لاآذن لهم،ثم لا آذن لهم ،اللهم أن يحب إبن أبى طالب أن يطلق إبنتى وينكح إبنتهم،فإن إبنتى بصعة منى يريبنى مارا بها ،ويؤذينى ما آذاها، وإنى أتخوف أن تفتن فى دينها". وقال صلى الله عليه وسلم:"إنى لست أحرم حلالا ًولاأحل حراما ً،ولكن والله لاتجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله أبدا ً"رواه البخارى ومسلم وغيرهماولقد كان هذا الزواج قدرا ً مباركا ًمن فوق سبع سماوات،دام حتى أينعت ثمراته فقد وضعت فاطمة رضى الله عنها طفليها رضى الله عنهما فأسماهما جدهما صلوات الله عليه وتسليمه الحسن ثم الحسين،وكان يحلو له أن يداعبهما معا ً، روى جابر بن عبد الله رضى الله عنه أنه دخل على يوما ًعلى النبى صلى الله عليه وسلم فرأى الحسن والحسين على ظهره،وهو يمشى على أربع ويقول:"نعم الجمل حملكما،ونعم العِدْلان أنتما"رواه الطبرانى. أنجبت فاطمة بعد ذلك طفلا ًسماه النبى صلى الله عليه وسلم المحسن ولكنه مات صغيرا ً،ثم أنجبت بعد ذلك زينب وباركها وسماها زينب تخليدا لذكر إبنته زينب رضى الله عنها التى ماتت قبل مولدها بقليل وقد زوجها أبوها فيما بعد بعبد الله بن جعفر،ثم وضعت فاطمة رضى الله عنها أم كلثوم،وقد تزوجها عمر بن اخطاب رضى الله عنه. قال لها صلى الله عليه وسلم فى مرضه"......ألا تحبين أن تكونى خير نساء العلمين"فضحكت ولا يتعارض هذا مع ماورد فى القرآن الكريم من أن الله إصطفى مريم على نساء العلمين؛فإصطفاء مريم إنما هو على على نساء زمانها ، وإصطفاء فاطمة على جميع النساء ،فقد كانت رضى الله عنها أبرُّ إمرأة بزوجها وولدها،وبابيها صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وبعده ولقد وصفتها عائشة رضى الله عنها بخير ما يوصف به مؤمن له عند الله شأن؛فإنها كانت تشبه النبى صلى الله عليه وسلم ،هيئة وطريقة وحُسن حال وخير مقال،قالت عائشة :"مارأيت أحدا ًأصدق لهجة منها إلا أن يكون الذى ولدها"،والصدق صفة جامعة لخصال البر كلها،بل هو جماع شعب الإيمان على كثرتها،ولما إنتقل صلوات الله عليه أضناها الحزن عليه وكانت هى الصابرة دائما ً ولكنه الحنان الذى ملك عليها قلبها والذى جعلها تبكى ليلها نهارها على فراقه صلى الله عليه وسلم ،وأنه كان معها بروحه ،وكانت معه بكيانها كله ، فلما حانت وفاتها فى الثالث من رمضان سنة إجدى عشرة من الهجرة دعت إليها"أم رافع"مولاة أبيها صلى الله عليه وسلم فقالت لها بصوت خفيض"ياأماه إسكبى غسلا"،وإغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل، ثم لبست ثيابا ًجُد ُدا ثم قالت لها" إجعلى فراشى فى وسط البيت"فلما فعلت ،إضطجعت وإستقبلت القبلة تتهيأ للقاء ربها ولقاء ابيها الحبيب؛ثم أغمضت عينيها ونامت،وقام على فاحتملها باكيا ودفنها فى البقيع ثم ودعها،وعاد محزونا ًإلى صغاره وإلى البيت الذى أوحش من بعدها،وأقبل عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزونه وفيهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما.قال يعزى نفسه: "وأن إفتقادى فطِما بعد أحْمَدا دليل على ألا يدوم خليل . ولقد لقيت فاطمة رضى الله عنها ربها وهى فى الثلاثين من عمرها أو دونها بقليل وقد أدت للبشرية حقها فى إنجاب الحسن والحسين وأختيهما زينب وأم كلثوم فقد كانت حياتهم إمتدادا ألحياتها وحياة أبيهم رضى الله عنهم حميعا ً،وإن فاطمة الزهراء لتشفع يوم القيامى مد بصرها فيمن شاء الله أن تشفع له.وأنها لخير نساء الجنة مع أمها خديجة بنت خويلد أكمل النساء إيمانا وأصدقهن يقينا ً،وهى خير خلف لخيرسلف ،هى بضعة من خير خلق الله كلهم.وقبل أن نودع فاطمة الزهراء البتول ينبغى أن نجعل حديثنا حين نكتيه - أو نقرأه قربة لله عز وجل ،وتقرباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،وتوددا ًلأهل بيته الكرام البررة. وينبغى الآن أن نلم شمل هذه العائلة المباركة فى سرد قطوف من سيرة فقيه الأمة، وباب العلم ،وإمام المتقين رضى الله عنهم جميعا ،وحشرنا فى زمرتهم بالفردوس الأعلى . |
#2
|
||||
|
||||
![]()
... اخي النهر جزاااك الله خير
باارك الله فيك ع جهدك وطرحك باارك الله في وقتك
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. ![]() قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
#3
|
|||
|
|||
![]() جزى الله كل أمهات المؤمنين والنساء المؤمنات عنا كلا خير
بارك الله فيك على الموضوع القيم
__________________
أخوكم في الله السيف الذهبي السيف أصدق أنبائا من الكتب.. في حده الحد ما بين الجد واللعب ليبيابلد الاسلام والسنة..أرض الأحرار والأبطال..ومقبرة الشهداء.. عذرا يا رسول الله هم خذولكـــ...ولكننا نحن ناصروكــــــــ أنصر حبيبنا صلى الله عليه وسلم بنشر سنته و سيرته والتعلم منه http://www.rasoulallah.net/v2/index.aspx?lang=ar ![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
نساء الدنيا في الجنة | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2020-01-05 06:02 PM |