![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() قال القرطبي رحمه الله متحدثا عن لفظ الجلالة: (قيل هو مشتق من ( وَلـَـه َ ) إذا تحـيـّـر .. والوله : ذهاب العقلفالله تعالى يحير أولئكـ في الفكر في حقائق صفاته وقد قالوا: من أحب الله ، ذهل عمن سواه ! ) فمن أحب الله .. أذهله حبه لله عن رؤية فتنة الدنيا . ومنأحب الله .. أذهله حبه لله عن مراقبة غير الله . ومن أحب الله .. أذهلهحبه لله عن تضييع لحظة واحدة في غير رضاه . ومن أحب الله .. أذهله شوقه للقاه عن كل لذة دنيوية . *** وقال الرازي رحمه الله في نفس المقصد : (وقيل أنه مشتق من ألهتَ إلىفلان : أي سكنت إليه ، فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره والأرواح لا تفرح إلابمعرفته ، لأنه الكمال على الإطلاق دون غيره ! ) ثمقال : (.. واعلم أن الخلائق قسمان : واصلونإلى ساحل بحر المعرفة ومحرومونقد بقوا في ظلمات الحيرة وتيه الجهالة ، فكأنهم قدفقدوا عقولهم وأرواحهم وأما الواجدونفقد وصلواإلى عرصة النور وفسحة الكبرياء والجلال .. فتاهوا في ميادين الصمدية وبادوا فيعرصة الفردانية . فثبت أن الخلائق كلهموآلهـُـونفي معرفته .. )* *** (2) المقصد بكلام الرازيرحمه الله - الواصلون والواجدون - والله تعالى أعلم كما قسم رسول الله المسلمون إلى مؤمنومحسن فالواصل كالمؤمن والواجد كالمحسن فالإسلام دائرة كبيرة داخلهـادائرة أضيق دائرة الإيمان ثم دائرة أصغر وهي دائرةالإحسان .. فكل مؤمن مسلم وليس العكس وكل محسن مؤمن مسلم .. *** جعلنا الله من أهل الإحسان أولئك القوم الذين ينظرون إلى الله بقلوبهم ويستشعرون معيته ومراقبته فيكل حين أولئك الذين عَرَّفَهُمْ رسول الله { أن تعبد اللهكأنك تراه .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك } يرون الآخرةبعين اليقين وكأنها رأي العين . لما سئل حاتم الأصم : كيف تخشع في صلاتك ؟؟ قال : إذا حانت الصلاة ، أسبغت الوضوء ، وأتيت الموضع الذي أريدالصلاة فيه .. فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي ، ثم أقوام إلى صلاتي وأجعل الكعبة بين حاجبي ، والصراط تحت قدمي والجنة عن يميني ، والنار عن شمالي ،وملك الموت ورائي وأظنها آخر صلاتي ثم أقوم بين يدي الرجاء والخوف ، أكبرتكبيرا بتحقيق ، وأقرأ بترتيل وأركع وكوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع .. وأتبعها الإخلاصولا أدري أقبلت أم لا ؟ *** فأولئك قوم قد أحبوا الله حقا .. وواقعا لا خيالا يستشعرون وجوده وقربه
ويتقنون العبـادة حبا وخوفاورجاءا .. وضعوا الآخرة نصب أعينهم والموت كأنه أمامهم يسابقون إليه .. وليس منخلفهم يفرون منه ! وفي الحديث الضعيف للإرسال.. والمقصد منه تلك النظرة لذاك الصحابي عن أنس أن النبي صلى اللهعليه و سلم قال لشاب من الأنصار : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا بالله حقا قال : انظر ما تقول فإن لكل قولحقيقة قال : يا رسول اللهعزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري و كأني بعرش ربي بارزا و كأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها و إلىأهل النار يتعاؤون فيها قال : أبصرت فالزم عبد نور الله الإيمان في قلبه . هامش : طائفة كبيرة من أهل العلم لا يحبذون استخدام مثل هذه المصطلحات في الحديث عن حب العبد الله جل وعلا (التحير ، والتيه ، والوله) وهي وإن كان الأمر كما قالوا ، لكن لعلنا نوجه أقوال الأوائل توجيها طيبا ، والله الهادي إلى سواء السبيل
__________________
أخوكم في الله السيف الذهبي السيف أصدق أنبائا من الكتب.. في حده الحد ما بين الجد واللعب ليبيابلد الاسلام والسنة..أرض الأحرار والأبطال..ومقبرة الشهداء.. عذرا يا رسول الله هم خذولكـــ...ولكننا نحن ناصروكــــــــ أنصر حبيبنا صلى الله عليه وسلم بنشر سنته و سيرته والتعلم منه http://www.rasoulallah.net/v2/index.aspx?lang=ar ![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
العُجب وآثاره | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-11-03 10:28 AM |