![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
جلست مريم تتأمل، ما أحب شيء لقلب الإنسان وما يريح فؤاده، وبما تسعد النفس؟ بلا شك هي الراحة، فبها يضمن الإنسان السعادة والهناء. فرأت أن لا شيء يدوم في هاته الدنيا الفانية، فقالت لنفسها: إذن لابد أن أجد ما أسعد به في الدارين معا.
وبينما كانت منغمسة في تأملاتها، إذا بصوت شجي يجذبها نحو بيت الجارة آمنة، هرولت لبيتها، وجدت الباب مفتوحا فلم تستطع الانتظار حتى تفرغ، دخلت وجلست بقربها وهي تصغي لقراءتها باهتمام، لم تحس بها آمنة وظلت تقرأ وتقرأ (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا).اقشعر بدن مريم وكأنها تستمع للقرآن أول مرة، وفرغت آمنة من القراءة، فقالت لها مريم: ما أعذب صوتك، وما أحلاه. فردت آمنة: ما أعذبه وما أحلى مذاقه وما أسعدني به، ويا ليتني أستطيع تعويض ما فاتني من وقت في شبابي، فقد كنت أعيش فراغا لم أعرف قيمته، ولكن بعدما تزوجت وأنجبت أطفالي الثلاثة، أصبح وقتي ضيقا فأحاول جاهدة تقسيم وقتي بين واجباتي المنزلية، وواجباتي اتجاه أولادي، وما تبقى لي أهبه للقرآن، وهكذا صحبت القرآن فأصبحت أجد نفسي معه. فقاطعتها شاكية باكية: وأنا أيضا أعاني من الفراغ الممل ولا أدري ما أفعل؟. فأجابتها آمنة بثقة: لما لا تجربي هذا الدواء، صدقيني أختي سيصلح حالك كله بالقرآن، فإني أجد متعة كبيرة وأنا أتدبر معانيه و أعيش في أجواء الآيات، أجد حالتي فيه في حزني وفرحي، وكلما مرت الأيام زدت تعلقا به، وزادت صحبتي به متانة وتشابكا أكثر من قبل، حتى لم أعد أقوى على مفارقته. فسعيت إلى تعلم أحكام التجويد لأنقل ما أحس به من تأثر بالآيات إلى الناس وأحببه لخلق الله. وكلما تشبثت به أكثر أحس أن علاقتي بالله بدأت تأخذ مسارها الصحيح، فهو الحبل الذي يربطني بخالقي، فبدأت نفسي تضبط سلوكها وتقوم اعوجاجها، فلا أمل من تلاوته، ففي كل مرة وكأني أتلوه لأول مرة، أستمتع بآياته قلبيا وأتأثر بها وجدانيا، تزيدني هدى وثقة بالله، فأجد الآيات تتكلم عن الحالة التي أعيشها، فأصبح مرجعي في كل تفاصيل حياتي، حين أحتاج للاسترواح وحين أحتاج للنصيحة والعظة، يعطيني الإرادة فتنتعش الروح به. ثم عزمت على الحفظ، لأكون من السعداء المرضيين في الدنيا والآخرة، ويكون زادي يوم المعاد، أختار به مكاني ودرجتي فأكون من أشراف أمتي، يشفع لي عند ربي، فأشم رائحة الجنان، وألبس والدي التاج وأبعث لأقاربي شفاعة المنان. وكم ندمت على زمان لم ألتفت فيه إليه، وكل ما فاتني أحاول تحقيقه في أولادي، أخصص لهم جلسات أعلمهم فيها وأحفظهم وأربيهم على التعلق به لينير درب حياتهم. فانضمت مريم لجارتها آمنة مصاحبة وإياها القرآن، لتسعدا في الدارين معا. فاللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا. |
#2
|
||||
|
||||
![]() نعم احسنت بارك الله فيك اخيتي
طرح راائع وموضوع جميل... وكلام رب العزه والجلال هو الحل .. وهو الشفاء.. وهو الطمئنينه؟؟ والراحه... اللهم اجعلنا من اهل القران وخااصته... احسن الله اليك ونفع بك
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }.. ![]() قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به.... قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
|
#3
|
|||
|
|||
![]() اشكر مرورك
|
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك ووقكِ لما يحبه ويرضاه
|
#6
|
||||
|
||||
![]() جزاك الله خير اختاه
بارك الله فيكِ
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|