منتدى السنة للحوار العربى
 
جديد المواضيع







 تصريح زواج من الخارج 
 Online Quran Academy   Online Quran Academy   Online Quran Academy   Online Quran Academy   cours de coran en ligne 
العودة   منتدى السنة للحوار العربى > حوارات عامة > موضوعات عامة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2009-06-30, 12:17 AM
الصورة الرمزية حفيدة الحميراء
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المشاركات: 743
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء
غرس العقيدة في الطفل



ربى أشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
غرس العقيدة في الطفل

لاشك أن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ الأهمية في منهج التربية الإسلامية، وأمر بالغ السهولة كذلك.

ولذلك اهتم الإسلام بتربية الأطفال على عقيدة التوحيد منذ نعومة أظفارهم، أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبريـاء الـرب وعـظـمـتـه، والـشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كتلقينه شعار الإسلام عند مـجـيـئـه إلـى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.
ومن ثم يتولى المربي رعاية هذه النبتة الغضة، لئلا يفسد فطرتها خبـيـث الـمؤثرات، ولا يهـمـل تعليمه العقيدة الصحيحة بالحكمة والموعظة الحسنة،
لأن العقيدة غـــذاء ضـروري للـروح كضرورة الطعام للأجسام، والقلب وعاء تنساب إليه العقائد من غير شعور صاحبه، فإذا ترك الطفل وشأنه كان


عرضة لاعتناق العقائد الباطلة والأوهام الضارة،

وهذا يقتضينا أن نخـتـار له من العقائد الصحيحة ما يلائم عقله ويسهل عليه إدراكه وتقبله، وكلما نما عقله وقــوي إدراكـــه غذيناه بما يلائمه بالأدلة السهلة المناسبة، وبذلك يشب على العقائد الصحيحة، ويكون لـه مـنهـا عـنــد بلوغه ذخر يحول بينه وبين جموح الفكر والتردي في مهاوي الضلال.

أما إن أخطأ المربون في تعرف اهـتـمـامـــات الطفل الدينية فقدموا له تفسيرات دينية غير ملائمة، فحينئذ "إما أن ينبذها كما يـنـبـذ أية فكرة لا تتسق مع تكوينه النفسي المتكامل، وإما أن يتقبلها على مضض مجاملة للأهل،
وضماناً لاستمرار عطفهم، ولكنه تقبل مؤقت يخفي معارضة مكبوتة.



فالإجابة السليمة الواعية على تساؤلات
الأطفال الدينية، بما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم وفهمهم أمر ضروري،
مع الاعتدال في التربية الدينية لهم، وعدم تحميلهم مالا طاقة لهم به... وكذا عدم اهمالهم بحجة أنهم صغار لا يفهمون -كما يظن البعض-...

فهذا رسولنا الكريم قد تعهد أصحابه - حتى الأطفال منهم- فغرس في نفوسهم أسس العقيدة،
قال معلماً لابن عباس -رضي الله عنه-:
«يا غلام إني أعلمك كلمات؛ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».


بمثل هذه التوجيهات الحكيمة
نستطيع أن نحصن عقائد أبـنـائـنـا، وفي كل تصرف من تصرفات المربي
وكل كلمة من كلماته يراقـب ربـه، ويحـاسـب نفسه لئلا تفوته الحكمة والموعظة الحسنة، وحتى لاتوقع أخطاء التربية أبناءنا في متاهات المبادئ،
يتخبطون بين اللهو والتفاهة، إلى الشطط والغلو، كل ذلك عند البعد عند التربية الحكيمة المتوازنة التي تسير على هدي تعاليم الإسلام الحنيف.


جوانب البناء العقدي عند الطفل المسلم:

أ-الإيمان بالله -جل وعلا-:


إن أهم واجبات المربي حماية الفطرة من الانحراف، وصيانة العقيدة من الشرك، لذا نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تعليق التمائم تعويداً للصغير الاعتماد على الله وحده: «من علق تميمة فلا أتم الله له».

وإذا عرفنا أن وضع التميمة
والاعتقاد فيها شرك، جنبنا أطفالنا هذا الشرك،
وبعد ذلك يوجه المربي جهده نحو غرس عقيدة الإيمان بالله في نفس الصغير؛ فهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك خادم الرسول
- صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنساً؛قل: لا إله إلا الله،
قل: أشهد أن لا إله إلا الله، ففعل، فيقول لها أبوه:
لا تفسدي على ابني فتقول: إني لا أفسده.

كان أبوه ما يزال مشركاً ي
عتبر أن التلفظ بعقيدة التوحيد والنطـق بالـشـهـادتين إفساداً لطفله،
تماماً كما يرى كثير من الملاحدة - أصحاب المذاهب الهدامة
والطــواغـيـت في الأرض في هذا العصر -
أن غرس الإيمان وعقيدة التوحيد إفساد للناشئة وإبعاد لهم عن التقدمية كما يزعمون.


يتعرف الطفل أنه مسلم، وأن دينه الإسلام وهو الدين الذي ارتضاه الله له ولا يقبل من عباده سواه، والتركيز في التربية على ما وصفها ابن تيمية -رحمه الله- (محبة العامة وهي محبة الله تعالى لأجل إحسانه لعباده، وهذه المحبة على هذا الأصل لا ينكرها أحد، فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها).


فالله تعالى أعطانا العينين والطعام اللذيذ وكل ما يحبه هذا الصغير، فلا يملك صغيرنا إلا أن ينشأ على محبة خالقه -جل وعلا-.

ويـبـتـعـد المربي عن تلقين الأطفال اسم الله
من خلال الأحداث الأليمة، لأن للـخـبـرات
الأليمة أثرها في تشكيك المؤمن في عقائده وانحيازه إلى النزعة اللادينية".



ومن الأحداث الأليمة عند الطفل مثلاً أن نقرن له ولادة الطفل بشق بطن أمه مثلاً.. "فيتصور أن فـعـل الميلاد أمر بشع، وحيث إن مولد طفل جديد يثير قلقه.. فمن المحتمل أن تكون أولى خبرات الطفل بالله خبرات أليمة".


لذا، ينبغي أن نذكر اسم الله أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة، فالطفل مثلاً قد يستوعب حركة الـسـبـابـــة عند ذكر كلمة الشهادتين، يتلفظ بها الكبير أمامه، الأم أو الأب أو أحد الإخوة الكبار، وذلك منذ الشهر الرابع من عمره، فإذا به يرفع أصبعه مقلداً الكبار.

كم هي حركة لطيفة ومحببة عند الأهل الذين لا يملكون إزاءها إلا ضم صغيرهم وتشجيعه وهو يشير بأصبعه عند ذكر اسم الله

... فيرسخ اسم الله في نفسه بمحبة عارمة من والديه، ويغرس حب الله في قلبه..

وإذا نما صغيرنا وترعرع نلفت نظره إلى مظاهر قدرة الله ونعمه التي لا تحصى: إذا نظر في المرآة نقول له معلمين قل: "اللهم كما حسنت خَلْقي فحسن خُلُقي".

وإن لبس الجديد حمد الله على نعمه، وكذا إن أكل أو شرب قال:

"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين".
وهكذا، فيعرف نعمة الله ويعتاد شكره، مع لفت النظر إلى مظاهر قدرة الله ونعمه التي لا تحصى.. كل ذلك بأسلوب رفيق ولهجة رقيقة من غير إسراف في عرض الفكرة ولا غلو فيها، وإنما بطريقة محببة تناسب الطفولة فتتمشى معها.



"ولا يجوز للمربي أن يتكـئ على خـــط الخوف حتى يـرعـب الطفل بغير موجب بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه. والـنـــار وبشاعتها.. إنما ينبغي أن نبدأ بالترغيب لا بالترهيب حتى يتعلق قلب الطفل بالله من خيط الرجاء أولاً فـهـــو أحـــوج في صغره إلى الحب".

علينا أن نذكر اسم الله -تبارك وتعالى- ونحن نستشعر عناية الله
بالإنـســان وتكريمه له "حيث سخر له ما في سماواته وأرضه،
وما بينهما حتى ملائكته.. جعلهم حفـظـة له في
منامه ويقظته وأنزل إليه وعليه كتبه.. فللإنسان شأن ليس لسائر المخلوقات".

هذا فضلاً عن فائدة أخرى:

"إن الاعتقاد بكرامة الإنسان على الله، يرفع من اعتباره في نظر نفسه،
ويثير في ضميره الحياء من التدني عن المرتبة التي رفعه الله إليها..
ونظافة المشاعر تجيء نتيجة مباشرة
للشعور بكرامة الإنسان على الله ثم برقابة الله على الضمائر واطلاعه على السرائر".



وهكذا ننمي عند الأطفال الشعور الدينى القائم على حب الله؛ حيث نركز على معاني الحب والرجاء ومظاهر رحمة الله تعالى الواسعة بالناس.

كما نروض الطفل على محبة الله واحترام أمر الله،
وارتباطه بأحكام دين الله، فإذا به
شاب نشأ في رضوان الله لا يعرف غير الإسلام شرعة ومنهاجاً.

نشعره أن الله يحبنا فلا يكلف نفساً إلا وسعها، وإذا أمرنا بشىء فالواجب أن نأتي منه ما نستطيع،

أما الحرام فلا نقربه مطلقاً..

فإن الله تعالى يحب الـمـطيعين له ولا يحب الكافرين:


{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ والرَّسُولَ فَإن تَوَلَّوْا فَإنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ} [ آل عمران: 32].

ويـردد الـمبدأ على مسمع الأطفال..
ويـغـرس في قلوبهم،فتنمو في نفوسهم مشاعر الأخوة الإيمانية والرابطة الإسلامية، والمفاصلة مع أعداء دين الله الكافرين به،
وهذا مطلب تربوي هام وديني قبل كل شيء.


{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّـذِيـنَ مَـعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ ومِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ} [الممتحنة:60].

يتبع إن شاء الله
__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2009-06-30, 12:20 AM
الصورة الرمزية حفيدة الحميراء
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المشاركات: 743
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء
افتراضي


يتبع بقية موضوع

غرس العقيدة في الطفل

الله المستعان


ولن تخيب نفس ألهمت رشدها، فسارت على هدي رسولنا الكريم في تربية النشء،
ليعينها رصيد الفطرة المركوز بها، تستشفه من خلال إشارات طفلها إلى علو الله، ومن كلماته في الرضى والغضب والتي يبين فيها أن الله تعالى منصف للمظلومين، وليس أفضل من كتاب الله يذكرنا بوصية لقمان لابنه:


"وإنها لعظة غير متهمة، فما يريد الوالد لولده إلا الخير، وما يكون الوالد لولده إلا ناصحاً

" {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * ووَصَّيْنَا الإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وهْناً عَلَى وهـْـــنٍ وفِـصَــالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوَالِدَيْكَ إلَيَّ المَصِيرُ * وإن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيـسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إنَّهَا إن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْهَ عَنِ المُنكَرِ واصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:13-19].



ب- تعويد الأطفال حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوقيره:

عـلـى الـوالـديـن وموجهي الأطفال أن يغرسوا حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفوس الناشئة، فـحـب رسـول الله مـن حـب الله - جـل وعلا - ولا يكون المرء مؤمناً إلا بحب الله ورسوله.

عن أنس - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله -صلـى الله عـلـيـه وسـلـم-: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» .


وعلينا أن نُفهم الطفل بعض الشمائل الطيبة، نقتبسها من السيرة النبوية،
مـن صـفـاته -صلى الله عليه وسلم- مثل: الرحمة بالصغار،
وبالحيوان وبالخدم... وأن نحكي له بعض القصص المحببة في هذا الشأن من سيرته - عليه الصلاة والسلام - ومن سيرة أصحابه الـكـرام،
وذلك حـتـى يـتـخـلق بخلق رسول الله، فيرحم الصغار والضعاف، ولا يؤذي الحيوان.

ونغرس في نفوس أطفالنا خلال سردنا لمواقف من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثر تطبيق الدين في السلوك والخلق والعبادة...
فتتأثر نفوسهم، وتتفاعل قلوبهم بحب الرسول - عليه الصلاة والسلام -
وحـب رسـالـتـه، وفي ذلك المغفرة وجنات النعيم {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران:31].

وعلى المربي أن يعلّم الأطفال الصلوات الإبراهيمية وأن يحفظوها إن أطاقوا ذلك، فالصلاة على النبي ترفع الدرجات،
وتضمن شفاعـة الـمصطفى -صلى الله عليه وسلم-
{إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]،

وأنه خاب وخسر من إذا ذكر عنده لم يصلِّ عليه.

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



ج- الإيمان بالملائكة:

الملائكة جند الله، يأتمرون بأمره ولا يعصونه.. إن في العالم مخلوقات كـثـيـرة لا نعرفها، يعلمها خالقها - جل وعلا - ومن بينها الملائكة...
بهذه الصورة يمكن أن نتحدث عن هذا الركن الإيماني الغيبي أمام الأطفال،
ونضيف لهم بأن أعمال الملائكة كثيرة نستشفها من بعض الآيات الكريمة،ومن ذلك حفظ الإنسان: {إن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق:4].

وكتابة ما يعمله في حياته: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ ق:18]

وكم يسعد الأطفال عندما تجمعهم أمهم، لتحدثهم عن الجنة ونعـيـمـهـا،
والملائكة فيها، إذ تبشر المؤمنين كقوله -

تعالى -:{إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُـوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفِي الآخِرَةِ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَـفُـورٍ رَّحِـيـمٍ * ومـَـنْ أَحْـسَـنُ قَـوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحاً وقَالَ إنَّـنِـي مِـنَ المُسْلِمِينَ}[ فصلت:30-33].

فالأم بذلك تستفيد من صفات طفولة أبنائها، في خدمة عقيدتها، ويجددون مرضاة الله (تعالى).

فبدلاً من إرضاء الخيال النامي عندهم بقصص خرافية وأساطير وهمية، قد لا تجلب لهم إلا العنف والبعد عن الواقعية..

نكون بذلك قد تعاملنا مع طفولتهم بما يرتضيه الشرع الحنيف.. على أن لا يكون في هذا شطط ولا غلو، إن الغلو في أي شيء إفراط قد يؤدي إلى خلاف ما يقصد المربي.

وينبغى ألا يثبّت المربون صورة خاطئة في عقول الأطفال عن شكل الملائكة مثلاً.. ولاسيما أن أكثر وسائل الإعلام تصور الملائكة بأشكال معينة لها أجنحة،
وتصور الشيطان بأن له قروناً..
وذلك حتى لاتثبت هذه الصورة الخاطئة في نفس الطفل.



د- عدم التركيز على الخوف الشديد من النار:

إن الطفل ذو نفس مرهفة شفافة، فلا ينبغي تـخـويـفـه ولا ترويعه، لأن نفسه تتأثر تأثراً عكسياً.. يمكن للمربي أن يمر على قـضـيـة جـهـنـم مراً خفيفاً رفيقاً أمام الأطفال، دون التركيز المستمر على التخويف من النار، ظناً منه أن هذه وسيلة تربوية ناجعة..

أخـرج الحـاكـم والـبـيـهـقـي عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -:
أن فتى من الأنصار دخلته خشية الله، فكان يبـكـي عـند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت، فذُكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فـجـاءه فـي الـبـيت، فلما دخل عليه اعتنقه النبي وخر ميتاً ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «جهِّزوا صاحبكم، فإن الفَرَق فَلَذَ كبده!».


إن الفقه في دين الله هو ألا يقنط الناس من رحمة الله وألا يستهينوا بمعاصيه. فعن علي - رضى الله عنه - قال: "ألا أنبئكم بالفقيه حق الفقه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يؤمنهم مكر الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا خير في فقه ليس فيه تفهم".



هـ - الإيمان بالقدر:

وعلينا أن نزرع في نفس الطفل عقيدة الإيمان بالقدر منذ صغره، فيفهم أن عمره محدود، وأن الرزق مقدر، ولذلك فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به، وأن الناس لا يستطيعون أن يغيروا ما قدره الله - سبحانه وتعالى - ضراً ولا نفعاً، قال - تعالى -: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}[التوبة:51].

أما كيف يتم ذلك؟ فمن خلال انتهاز الفرص المناسبة،
ولعل أبرز الظواهر التي تلفت نظر الأطفال في هذا المجال ظاهرة الموت؛ فهم قد يتقبلونه تقبلاً معتدلاً، وذلك في ظل أسرة لا تبدي جزعها من الموت،
وتُشعر الأطفال - وببساطة - أن من ينتهي عمره يموت.

أما إن شعر الأطفال - بطريقة ما - أن الموت عقوبة وذلك من خلال التعليق على موت أحد الناس:
"والله إنه لا يستأهل هذا الموت"! كما تقول بعضهن في لحظة انفعال، نسأل الله المغفرة والهداية، وكذا إن هددت الأم طفلها بالضرب والتمويت؛ فيزرع في ذهنه أن الموت عقوبة وليس نهاية طبيعية ومنتظرة للجميع،مما يجعله يجزع منه مستقبلاً، وهذا ما يتنافى مع عقيدة الإيمان بالقدر.



وكذا بالنسبة للرزق:

جميل بالمربية أن تتعمد أمام طفلها حمد الله - تعالى - على ما أعطى من الرزق، فذلك يرسخ في ذهنه أن المال مال الله، والخير كله منه.. وإن قال لها مستنكراً: إلا أن المال من مكان "كذا" لمكان عمل والده - فهي الفرصة لأن تغرس في نفسه أنه لابد من اتخاذ الأسباب المؤدية إلى النتائج بحسب السنة الجارية.. ومن ثم يـحـس بوجـوده الـذاتـي ويـعـمـل، دون أن يفـتن بنفـسه ولا بعمله، ودون أن يفـتـن بالأسباب.

وإن اتخاذ الأسباب مع الإيمان بالقدر يجعل من المسلم إنساناً مقداماً لا يخشى إلا الله، كريماً لا يخاف على نفسه الفقر، صبوراً لا يهلع أمام كل مصيبة مادامت مقدَّرة.

فهذا المعتقد يُحدث في حسن المؤمن توازناً جميلاً رائعاً، يعينه على القيام بدور الخلافة الراشدة في الأرض، ويجعله يعمل في الأرض وقلبه متطلع إلى الله في السماء.

إنه يتخذ الأسباب عبادة لله، وانطلاقاً مع سنة الله الجارية، ويحس في الوقت ذاته أن النتيجة التي وصل إليها هي قدر قدَّره الله وليست حصيلة أسبابه التي اتخذها، وأن الأسباب لا تؤدي بذاتها أداءً حتمياً إلى النتيجة إنما تؤدي إلى النتيجة بقدر من الله.

فهذه المعاني تدفع الطفل إلى عدم التخاذل، فلا يداهن ولا يراوغ، لأنه قد حُصِّن بقوة العقيدة، ولا يمكن أن ينحني رأسه أمام مغريات الدنيا ولا إرهاب المتجبرين؛ لأنه اعتاد أن ينحني ويسجد لله فقط.

فمن هؤلاء الأطفال الذين نغرس في نفوسهم هذه المعاني - معاني العقيدة - سيكون خط التغيير نحو منهج الله بإذن الله. من المنازل ومن رياض الأطفال سوف تصحح المفاهيم، فليتقِ الله أولياء الأمور في هذه المدارس وفي تلك المنازل، وليعلموا عظم المسؤولية وليؤدوا الأمانة بصدق وإخلاص، ليربطوا عقيدة الناشئة بعقيدة السلف.

اللهم أصلحنا وأصلح ذرياتنا، ربنا أصلح لنا في ذرياتنا إنا تبنا وإليك وإنا من المسلمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المصدر :

موقع الشيخ محمدحسين يعقوب ( حفظه الله )

__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2010-09-28, 04:59 PM
المهاجر الى الله المهاجر الى الله غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-26
المشاركات: 1,362
المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله المهاجر الى الله
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الجنة ايتها الفاضلة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2010-10-16, 04:49 PM
الصورة الرمزية درة مكنونة
درة مكنونة درة مكنونة غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-25
المشاركات: 1,192
درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة درة مكنونة
افتراضي

بااارك الله فيك على الطرح المفيد

اثااابكم الله ووفقكم

جزااكم الله خير وباارك في وقتكم
__________________
قال رب العزة والجلال:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }..





قال ابن عباس رضي الله عنهما:
(لا تمار حليماً ولا سفيهاً فإن الحليمَ يقليك والسفيهَ يؤذيك, واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به,وَأعْفِهِ مماتحب أن يعفيك منه,وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به....
قال تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع: غرس العقيدة في الطفل
الموضوع كاتب الموضوع الأقسام الرئيسية مشاركات المشاركة الاخيرة
سر الآذان في أذن الطفل معاوية فهمي موضوعات عامة 0 2019-10-20 03:51 PM

*** مواقع صديقة ***
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب
 مقاول فلل وعماير   متجر اوثق لقطع غيار السيارات الصينية   متجر وافر لقطع غيار السيارات الصينية   اشتراك كاسبر   شركة تصميم مواقع   تامين زيارة عائلية   خبير تسويق الكتروني 
 شركة كشف تسربات المياه بمصر   شركة مكافحة حشرات بالقاهرة   شركة عزل اسطح بمصر   يلا شوت   الجنسية البلجيكية   جلاء للمحاماة والتحكيم والاستشارات القانونية   تسليك مجاري بالدمام والخبر والقطيف   مانجو جازان   مانجو جازان   ساندوتش بانل   التميز للمقاولات العامة   حاتم للمقاولات العامة   مظلات وسواتر الرياض 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   متجر اوثق لقطع غيار السيارات الصينية   متجر وافر لقطع غيار السيارات الصينية   yalla shoot   يلا شوت   yalla shoot   yalla shoot 
 يلا شوت   أهم مبايات اليوم   يلا شوت   yalla shoot 
 تركيب اجهزه رذاذ   فلاتر تحليه مياه   مؤسسة رذاذ نقي   رذاذ الرياض 
 فني تنظيف مكيفات بالرياض   فني فك وتركيب مكيفات سبليت بالرياض   رش حشرات بالرياض   شركة كشف تسربات مع الضمان بالرياض   فني رش حشرات بالرياض يوصل للبيت   فني تسليك مجاري ٢٤ ساعة بالرياض   عزل الفوم للمباني بالرياض   حلول تسربات المياه بالرياض   خدمات الترميم بالرياض   اسعار عزل الفوم بالرياض   افضل شركة تسليك مجاري بالرياض   كشف تسربات الخزانات بالرياض   رقم شركة عزل اسطح بالقصيم   كشف تسربات المياه بالحراري   شركات كشف تسربات المياه المعتمدة بالرياض   عزل الأسطح بالمادة الفوم   عزل الأسطح بالاسفلت   تخزين اثاث بالرياض   شركة تخزين اثاث   تخزين عفش بالرياض   شركة نقل عفش بالرياض   شركة تخزين اثاث في الرياض   شركة كشف تسربات المياه بالاحساء   شركة ترميم المنازل بالاحساء   شركة عزل اسطح بالاحساء   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض 
 مأذون شرعي   مصنع سندوتش بنل   Practical Kitchen Tools   إنشاء متجر إلكتروني 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   Yalla Shoot   كورة لايف   يلا شوت   كورة لايف   يلا شوت 
 كورة اون لاين   مكتب ترجمة معتمد في جدة   شراء سيارات تشليح   بيع سيارة تشليح 
 شركة عزل فوم بالرياض   شركة عزل اسطح بالرياض   شركة عزل شينكو بالرياض   شركة عزل خزانات بالرياض   شركة كشف تسربات المياه 
 شراء اثاث مستعمل بالرياض   شركة صيانة افران بالرياض   شركة تصميم مواقع   Online Quran Classes 
 شركة مقاولات   اسعار تنسيق حدائق   كشف تسربات المياه مجانا   لحام خزانات فيبر جلاس بالرياض   شركة تخزين عفش بالرياض   برنامج ارسال رسائل الواتساب   شركة تسليك مجاري بالرياض   كشف تسربات المياه بالخرج   اشتراك كاسبر 
 حسابات تيليجرام   سنابات السعودية   نشر سنابات السعودية   شركة كشف تسربات المياه بالرياض   خدمة مكافحة النمل الأبيض   شركة تنظيف مكيفات بالرياض   شركه تنظيف بالرياض 
 شدات ببجي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي اقساط   شدات ببجي   شدات ببجي تابي   مجوهرات يلا لودو   شحن يلا لودو   ايتونز امريكي   بطاقات ايتونز امريكي   شدات ببجي تمارا   شدات ببجي اقساط 
 شركة تنظيف بخميس مشيط   تشليح   شركة تنظيف افران   صيانة غسالات الدمام   صيانة غسالات ال جي   صيانة غسالات بمكة   شركة صيانة غسالات الرياض   صيانة غسالات سامسونج   تصليح غسالات اتوماتيك   شركة مكافحة حشرات   شركة عزل خزانات بجدة 
 مظلات وسواتر   تركيب مظلات سيارات في الرياض   تركيب مظلات في الرياض   مظلات وسواتر 

شركة صيانة افران بالرياض

 دعاء القنوت 
معلوماتي || فور شباب ||| الحوار العربي ||| منتديات شباب الأمة ||| الأذكار ||| دليل السياح ||| تقنية تك ||| بروفيشنال برامج ||| موقع حياتها ||| طريق النجاح ||| شبكة زاد المتقين الإسلامية ||| موقع . كوم ||| شو ون شو

تطوير موقع الموقع لخدمات المواقع الإلكترونية
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
الساعة الآن »06:30 AM.
راسل الإدارة -الحوار العربي - الأرشيف - الأعلى