![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السؤال : بعض طلبة العلم الذين يحضرون عندك ينقلون عنك أنك تقول : خبر الآحـاد الذي لم تحفه القرائن لا يفيد العلم ،، وينقل هذا أيضًـا عن الشيخ الألباني ، فهل هذا صحيح ؟ الجــواب : أين سمعتم هذا الكلام ؟ هل سمعتم هذا الكلام مني ؟ يقرر كثير من علماء الإسلام أن خبر الآحاد الذي تلقته الأمة بالقبول أنه يفيد العلم اليقيني القطعي ، ونقل هذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن أهل الحديث قاطبة ، وعن جماهير العلماء وحتى عن رءوس من فرق الضلال من المعتزلة ومن رءوس الأشاعرة أن الخبر إذا كان بهذه المنزلة تلقته الأمة تصديقاً به وعملاً بموجبه أفـاد العلم اليقيني . قرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية ونقله رحمه الله ، وتناقله العلماء عنه من بعده رحمه الله ؛ نقله عنه الحافظ ابن حجر ، ونقله عنه البلقيني ، وردوا به على النووي الذي يرى أن أخبار الآحـــاد تفيد الظن حتى أخبار الصحيحين ! فما قبلوا منه هذا الكــلام . النووي يحب الحديث ويحترمه وجند نفسه لخدمته ، لكنه ما عرف مذهب أهل السنة ، وإنما تلقى هذا المذهب من رءوس الأشاعرة فقط ، ولم يعلم المذاهب الصحيحة . وقد حكي ابن حزم وابن القيم وغيرهما أن الأمة من الصحابة و التابعين ومن بعدهم مجمعون على تلقي أخبار الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ــ بالقبول ، وأن أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصادقة تفيد العلم . وما أحد قال في هذه الأََعْصُر بأن أخبار الآحاد تفيد الظن حتى جاءت المعتزلة بعد المائة الأولى! جاءوا بهذه الشكوك وهذه البدع وهذه الضلالات يشككون في سنة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، وقد أشرنا سابقاً أنهم يقولون : أخبار الآحاد تفيد الظن . وابن القيم يقرر وغيره أن الخبر إذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل وليس فيه علة فإنه يفيد العلم ، وأنا هذه عقيدتي : أن الخبر إذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق العدول الصادقين الأثبات وليس له فيه علة ولا شذوذ فإنه عندي يفيد العلم . وبعض الناس يقيد هذا بما إذا تلقته الأمة بالقبول ، لكن أبـا الحسن المأربي كما عرفتم ــ و أظن أن السائل متأثر به و الله أعلم ــ ساق الأدلة لأهل البــدع من ثلاثة عشر وجهاً أن أخبار الآحــــــاد تفيد الظن ، وشكك في أخبار الصحيحين ، ولم ينقل لأهل السنة حجة واحدة ، وبتر كلام ابن حزم ، حذفه ، وحذف من كلام ابن تيمية ، ولعب في هذه القضية وذهب يرجف في اليمن هنا وهنا !! ومن عهد ابن تيمية إلى عصرنا هذا ، أهل السنة لا يختلفون في أخبار الآحــاد ، وليس عندهم قضية ظن ويقين وهذا الكلام الفارغ حتى أثار أبوالحسن الفتنة في اليمن ، وذهب يسأل الشيخ الألباني ! الشيخ الألباني له كتابان ، وله مؤلفان أحدهما خاص في حجية أخبار الآحاد وأنهــــــا تفيد العلم ، ورد على أهل البدع والضلال الذين يقولون تفيد الظن ، وتكلم بقوة ونافح عن السنة ، وفي كتاب آخـر كذلك وفي مناظراته وفي كتابات أخرى ... الـخ . فسأل الشيخ عن هذا السؤال ،، فأجاب إجابة طبعــًا ليس فيها أن أخبار الآحــاد تفيد الظن ، وإنما له كلام دخل منه أبوالحسن ، وذهب ينقل ويثير في اليمن أن الألباني يقول : أخبار الآحاد تفيد الظن وله أهداف سيئة ! وبعد ذلك لما جئت أنا وأمسكته في أخبار الآحــاد قال : الألباني ، ابن باز ، الشنقيطي ، ابن عثيمين ، فلان وفلان يقولــون : أخبار الآحــاد تفيد الظن ! يكذب ويلبس ويدجــل . هذه المسألة لا تثار ، علينا أن نسلم تسليمـًا بكل ما صح عن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولا نأتي بهذه إلإثــارات والشبه ؛ لا يأتي بها إلإ أهل الفتن . فأخبـار الآحـــاد عندنا ــ إن شاء الله ــ ما ثبت منها إلى النبي ـ عليه الصلاة والسلام ــ نؤمن به ولا نقول : يفيد الظن ، نأخذه على أنه علم وأنه وحي من الله أوحـاه إلى رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ [ إٍن هُـوَ إلاّ وَحىُُُ ُ يوُحَى ] . النجم:4 . هذا ما أقوله في الإجابة على هذا السؤال ، و أنا أنصح السائل ان يترك هذه الأسئلة ، ويحترم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يثير مثل هذه الفتن والمشاكل . من كتاب فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عُمير المدخلي رئيس قسم السنة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة " سابقا " الجزء الثاني العلم ــ الأحكــام الصفحة 100ــ 101 ــ 102 فتاوى في العقيدة والمنهج ،، الحلقة الثالثة . الطبعة الشرعية الوحيدة بأذن المؤلف دار المحسن دار الأمام احمــد |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|