انقسامات عميقة داخل "حزب الله" بين الجناحين السوري والإيراني
اعتبر مصدر سياسي مستقل أن تهديد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاستقالة إذا لم تمول المحكمة الدولية في مجلس الوزراء, أوقع حليفه الرئيسي أي "حزب الله" في ورطة معقدة للغاية لن يكون الخروج منها من دون أضرار مضموناً, فالحزب يواجه خيارين صعبين للغاية, فإما يغض النظر عن تصويت بعض الوزراء الحلفاء لتأمين الأكثرية لتمرير التمويل, وإما يسقط الحكومة.
وأوضح المصدر أن "وجه التعقيد يكمن بأن الحزب لا يواجه معضلة داخلية, وإنما مشكلة إقليمية دولية, تنعكس عليه وعلى وحدة موقفه مباشرة, وتتمثل في مصير النظام السوري, وان الحديث عن خيارين للتعامل مع حكومة ميقاتي, الاعتكاف أو الاستقالة, مرده إما إلى جهل الحزب بمستقبل النظام السوري, أو كما يشاع في بعض الأوساط, إلى وجود انقسام داخل الحزب نفسه في ما خص الأزمة السورية".
وأشار المصدر إلى أن جناح نصر الله في الحزب لا يزال يراهن على صمود حكم الأسد, ويعتبر أن ميقاتي اتخذ موقفه بناء على اعتقاد خطأ بقرب سقوط النظام, ويميل هذا الجناح "السوري" إلى خيار اعتكاف الوزراء وتعطيل الحكومة لمدة لا تقل عن أربعة أشهر بانتظار "نهاية الأزمة", وعندها سيعود ميقاتي إلى اتفاقه مع "8 آذار", وستكون المناسبة متاحة لرفض التمويل نهائيا, وأكثر من ذلك عدم التجديد للمحكمة لبنانياً مع الوصول إلى موعد تجديد البروتوكول الخاص بها.
أما الجناح الثاني, وهو الجناح الإيراني المتشدد فيبني حساباته على احتمال أرجحية سقوط النظام السوري, ويبحث عن حماية "حزب الله" في لبنان عن طريق قواه الذاتية فقط, كما يعتقد أن إسقاط الحكومة سيزيل مشكلة التمويل من أساسها بحيث تمولها دول عربية وأجنبية, وحين يحين موعد تجديد البروتوكول لن يكون في لبنان حكومة.
أضاف المصدر: "بين هذين الخيارين يتأرجح حزب الله, وما يزيد المسألة صعوبة أن الحزب لا يعرف أيهما أفضل لدعم النظام السوري, فبقاء الحكومة يعني بقاء الموقف الرسمي الداعم لهذا النظام في المحافل العربية والدولية, عدا عن ملاحقة المعارضين السوريين ومحاصرة النازحين منهم إلى لبنان, في حين أن الفراغ الحكومي يضع المبادرة في يد الخصوم الذين يعملون سراً وعلانية لدعم الثورة السورية. وفي المقابل فإن غياب أي سلطة سياسية رسمية سيحرر الحزب من التزامه وسيطلق العنان لآلته العسكرية لتتولى بنفسها الإمساك بالقرار الأمني في الداخل وعلى الحدود السورية, مع ما يجره ذلك من ردود داخلية وعربية ودولية, ستضع الحزب في سلة واحدة مع نظام الأسد المتداعي".
|