د.ياسر برهامى السلفيون قوة في المجتمع‏..‏ والخوف منهم صنيعة الإعلام

[يا مصر صباحك نور]

د. ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية‏:‏
السلفيون قوة في المجتمع‏..‏ والخوف منهم صنيعة الإعلام
حوار‏:‏ محمد عنز‏:‏

الأهرام

أدي حصول السلفيين علي ربع مقاعد البرلمان برغم الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضوا لها إلي حالة من الفزع والخوف لدي البعض خاصة ممن يطلقون علي أنفسهم بالنخبة.

ووصف الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية هذا الخوف بأنه وهم صنعه الإعلام الليبرالي بالأكاذيب للحد من انتشارهم ووجودهم في البرلمان, وتمني تشكيل حكومة توافقيه تضم كل القوي السياسية, وأكد أن الدستور المقبل سيكون معبرا عن عامة المجتمع وعقيدته وثوابته وليس عن رأي الأقلية, ورفض تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب المقبل, واعتبر الدعوة للاعتداء علي البرلمان محاولة لفرض ديكتاتورية الأقلية.. وباقي تفاصيل الحوار في السطور التالية.

بماذا تفسر حالة الخوف التي انتابت البعض بعد حصول التيار السلفي علي ربع مقاعد البرلمان خلال المرحلتين الأولي والثانية؟
الخوف وهم صنعه الإعلام ذو التوجه الليبرالي من صحف وفضائيات من خلال بث بعض الأكاذيب عن السلفيين مثل قطع الأذن وهدم القبور, وتحريم خروج المرأة إلا إلي القبر, وبرغم كل ذلك استطاع الحصول علي نحو تسعة ملايين صوت, مما يعكس مدي انتشارهم في المجتمع المصري, ولو كان هناك خوف منهم ما حصلوا علي كل هذه الأصوات.
وهل كنت تتوقع حصول حزب النور علي هذه المقاعد؟
وجود السلفيين في الشارع المصري يفوق ما حصل عليه من أصوات, ولولا كثير من التجاوزات والتقصير من أبناء الحزب والدعوة السلفية لحصلنا علي مقاعد أكثر من ذلك بكثير, وعلي أي حال فهي نتيجة مرضية في ظل أول مشاركة للسلفيين في العملية السياسية والانتخابات.
ما تقييمك للانتخابات بصورة عامة؟
بالرغم من وجود تجاوزات خاصة في عملية فرز الأصوات لفرض ما يسمي ببرلمان متوازن سواء لإعطاء حجم غير حقيقي لقوي سياسية تعيش علي هامش الحياة في الشارع المصري وإن كان صوتها الإعلامي في غاية الارتفاع وهذا بالتأكيد ضايقنا وأقلقنا ولكننا نري أن الإيجابيات مازالت أكثر ولذلك مررنا الأمر في معظم الأحوال مراعاة لمصلحة البلاد.
ولكن البعض يري أنكم من قام بتزوير الانتخابات؟
هذا كلام عار تماما من الصحة فهذه أول مشاركة لنا في الانتخابات وليس لنا علم بطرق التزوير, كما أننا نرفض مبدأ التزوير ولا نقره ولا نرضي به فهو أمر يخالف اعتقادنا وسلوكنا وأخلاقنا وميثاق الشرف الذي التزمنا به, وعلي العكس فالسلفيون هم أكثر من تأثر بالتجاوزات في هذه الانتخابات.
غالبا ما يتفوق السلفيون في الجولة الأولي ولكنهم يخسرون في الإعادة.. لماذا؟
جولات الإعادة ليست في مصلحة مرشحي النور لأننا ليس لدينا أية تحالفات مع أيه تيارات غير إسلامية, بالإضافة إلي حدوث تحالف كل القوي السياسية المخالفة للسلفيين لإسقاط مرشحيهم وتحجيم كتلتهم داخل البرلمان وفي الحقيقة هذا دليل قوة كبيرة للسلفيين في المجتمع, وننصح الجميع ألا يهملوها, ويخطئ خطأ تاريخيا من يحاول تجاوزهم أو إهمال وجودهم.
أظهرت الانتخابات البرلمانية وجود خلافات بين الإخوان والسلفيين.. ما تعليقك؟
نحن التزمنا بميثاق الشرف الذي وقعناه مع الإخوان وأصدرنا بيانا عاجلا لأبناء الدعوة السلفية والحزب وغيرهم من المواطنين لحثهم علي الالتزام بالأخلاق الإسلامية وعدم رد الاعتداء, ولكن يتوقع وجود بعض التوتر بين الشباب من الطرفين يمكن استيعابه, ولم يصل الأمر أبدا إلي درجة التصادم.
ولماذا طالبت بعدم انتخاب الإخوان؟
كلام غير صحيح وما قلته إنه إذا كان علي رأس قائمة التحالف الديمقراطي ليبرالي يكره الشريعة الإسلامية ولا يحبها فاختيار قائمته يعد غشا للأمة وعدم نصح لها.
هل من الممكن أن تتحالفوا مع الإخوان في تشكيل الحكومة؟
نتمني تشكيل حكومة موسعة تضم كل الأطياف بنسبتها في البرلمان لأننا في حاجة إلي توافق وطني في المرحلة الحالية ولكني أتوقع عدم حدوث ذلك لعدم رغبة القوي السياسية في وجود السلفيين, ولذلك أتوقع تحالف بين الإخوان المسلمين والقوي الليبرالية.
ولماذا ترفض القوي السياسية التحالف معكم؟
في الحقيقة الليبراليون لا يريدون الشريعة ولا يريدون تطبيق الإسلام وهم يخافون من السلفيين لأنهم مصرون علي إقامة الدين, والليبراليون يكرهون الالتزام وحريصون علي الاقتراب أكثر من الليبرالية والعلمانية.
وماذا عن الإخوان المسلمين؟
الإخوان أعلنوها صراحة علي لسان الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة أنهم لن يتحالفوا مع السلفيين في البرلمان ـ لأنهم علي حد تعبيره متشددون وإذا تمكنوا من الحكم سيطبقون الشريعة بصرامة ـ ونحن لن نفعل ذلك ونري أن هذه التصريحات استمرار لإعمال الفزاعة من السلفيين, وسيكون القدر المشترك بيننا وبين الإخوان هو المحافظة علي هوية مصر الإسلامية واختيار اللجنة التأسيسية وكتابة الدستور.
وفي هذه الحالة ماذا سيكون دوركم في البرلمان المقبل؟
أظن أن السلفيين سيمارسون دور المعارضة بقوة في المجلس, وهو دور رقابي علي الحكومة ومعاونة وتوجيه الأنظار إلي أي مخالفات أو تجاوزات ومحاولة الوصول مع الحكومة إلي ما هو أفضل للمواطنين وللبلاد كلها, وليس المعارضة من أجل المعارضة.. فما كان من خير وحق ومصلحة أقررناه وعاونا عليه, وما كان من خطأ أو تجاوز كشفناه ودعونا إلي إصلاح الخطأ وأوصلنا صوت المواطنين إلي المسئولين.
هناك من يطالب بتفرغ السلفيين للدعوة وترك السياسية للإخوان؟
السياسة جزء من الدعوة فالعمل السياسي دعوة في هذا المجال, فكيف يتصور أن نترك لغير أبناء منهجنا الخطاب بلساننا ونحن لنا تصور في بناء المجتمع وإصلاحه لا يمكن أن يعبر عنه غيرنا, ثم إن وجود السلفيين في العمل السياسي يحافظ علي هوية الأمة الإسلامية ويمثل ضاغطا قويا ضد التنازلات.
هل أنت مع الدعوات المطالبة بتسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب المقبل؟
نحن مع الالتزام بخارطة الطريق التي حددها الإعلان الدستوري, وخرق هذا الكلام يفتح الباب لخروقات أخري.
البعض ينادي بانتخابات الرئاسة, قبل كتابة الدستور ما رأيك ؟
أنا مع كتابة الدستور قبل انتخابات الرئاسة لأن إجراء انتخابات الرئاسة في ظل الدستور الموقوف العمل به والذي لم يلغ بما يعطي صلاحيات واسعة جدا للرئيس نخشي أن تكون سببا في التأثير علي طريقة كتابة الدستور.
هل سيكون لكم مرشح للرئاسة؟
لا أظن أننا سنتقدم بمرشح للرئاسة لأننا لا نرغب في السلطة, وهدفنا الحفاظ علي هوية الأمة والمشاركة في إصلاح المجتمع, والمحافظة علي هوية الأمة الإسلامية في كتابة الدستور الجديد.
من المرشح الذي ستدعمونه؟
لم يفتح الباب بعد للترشيح فضلا عن إغلاقه, ولكننا بوضوح سنختار أفضل من يناصر المشروع الإسلامي ويحقق مصالح البلاد.
كيف تري قيام المجلس الاستشاري بوضع معايير لاختيار اللجنة التأسيسية؟
نرفض أي تدخل للمجلس الاستشاري في اختيار أعضاء الهيئة التأسيسية المنوطة بكتابة الدستور بأي نسبة, ولقد نزع الإعلان الدستوري هذه الصلاحية من الأعضاء العشرة المعينين بمجلس الشعب فكيف يوكل الاختيار لمجلس استشاري معين بالكامل لم يراع فيه وزن القوي السياسية الحقيقية علي الأرض.
ولكن البعض يخشي من انفراد الإسلاميين بكتابة الدستور بعد سيطرتهم علي مجلس الشعب؟
غير صحيح.. فنحن حريصون علي مشاركة كل القوي السياسية في الهيئة التأسيسة لكتابة الدستور ولكن بنسبة حضورها في المجتمع, فأي دستور في العالم يمثل رأي الأغلبية وليس إجماعا, ولابد أن تكون كتابة الدستور معبرة عن عامة المجتمع وعقيدته وثوابته وعقده الاجتماعي, وليس رأي أقلية في الحقيقة يوصفون بالتطرف والإرهاب, فهي التي تستخدم الفزاعات ضدنا وتفرض رأيها المخالف لتوجهات الأمة, وكثيرا ما اتهم الشعب المصري بالغباء والأمية.
أي الأنظمة تفضل: الرئاسي أم البرلماني أم برلماني رئاسي؟
لم نحدد موقفا نهائيا من نظام الحكم في مصر وإن كنت أميل للنظام البرلماني الرئاسي بحيث تكون صلاحيات الرئيس فيه مقيدة, لأننا عانينا من الدكتاتورية الفظيعة في عهد الرئيس المخلوع.
ما هو شكل الدولة التي تريدونها؟
نريد مصر دولة إسلامية رائدة تأخذ حجمها الحقيقي, ولن يتحقق ذلك إلا بهويتها الإسلامية والعربية.
وكيف ستطبقون الشريعة؟
سنراعي التدرج في التطبيق المبني علي مراعاة القدرة والعجز والمصلحة والمفسدة, فهي من الأمور المهمة التي لابد من مراعاتها في المستقبل, وليس معني التدرج تأجيل الشريعة عشرات السنين أو مئات السنين حسب أهواء الناس, وسنعمل علي أن تكون الشريعة هي المرجعية العليا لكل المواد التشريع وسنطالب بمراجعة ما صدر من قوانين في الفترة السابقة حتي تكون مطابقة للشريعة, وسنعمل علي إحياء دور مجمع البحوث الإسلامية بعد إصلاحه واختيار أعضائه بالانتخاب بعيدا عن أمن الدولة.
وكيف سيتم التعامل مع ملايين المصريين من غير المسلمين؟
لم يأخذ غير المسلمين حقوقهم كاملة إلا في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية, فلا ينبغي أن يخشي الأقباط أبدا من تطبيق الشريعة فما شعروا طيلة الـ14 قرنا الماضية بالأمن والأمان إلا في كنف الإسلام, فالله عز وجل أمرنا أن نعطيهم حقهم ولا نكرهم علي عقيدتهم ولا ترك دينهم, بل نعامله بالبر والقسط والإحسان ما لم يحاربونا في الدين.
وهل ستسمحون للمسيحيين الاحتكام إلي شريعتهم في أحوالهم الشخصية؟
لا مانع من أن يحتكموا إلي شريعتهم في الأحوال الشخصية إن أرادوا ذلك بشرط عدم وجود أطراف أخري في الخصومة أو مسلمين, لأنه في هذه الحالة يتم الاحتكام للشريعة الإسلامية.
ما تعليقك مطالبة كلينتون الإخوان والسلفيين باحترام الحريات الدينية؟
نحن لا نقبل من أحد التدخل في شئوننا الداخلية ولا ننتظر من أمريكا ولا غيرها الحديث في مثل هذه القضايا لأن القرآن الكريم نص صراحة لا إكراه في الدين.
وأما وضع المرأة فقد ظهر تماما خلال الانتخابات موقفنا من مشاركتها في الحياة فلماذا الدندنة في هذه القضايا, والذي يجب أن يطالب باحترامه الحريات الدينية ووضع المرأة هم من يسنون التشريعات التي تمثل محاكم تفتيش جديدة مثل سن تشريع يجرم من يشكك في المحرقة اليهودية, وهذه أمور تاريخية من حق أي إنسان أن يبحثها ويري فيها أي رأي, فأي اعتداء علي حرية الرأي وصل إليه إنسان عن طريق البحث العلمي, وكذلك التشريعات المقيدة لحرية المرآة المسلمة في ارتداء ما تشاء في حين تهان المرآة في أوروبا وأمريكا أعظم إهانة ويجعلها سلعة تعرض في البتارين.
هل ستجبرون الناس علي إطلاق اللحية؟
في أيام الخلافة الراشدة لم يثبت إجبار الناس علي إطلاق اللحية فكيف يتصور أحد أننا نجبر الناس علي ذلك, ولكن سنعمل علي حماية الملتحين ومنع الاضطهاد ضدهم فمازال الملتحون يعانون من الاضطهاد ويمنعون من التعيين في كثير من الوظائف كالعمل في الجامعة والتدريس والإعلام.
تمر البلاد بحالة من عدم الاستقرار وتتعرض للعديد من المؤامرات فلا تكاد تنتهي أزمة حتي تظهر أخري..

من وجهة نظرك من يقف وراء هذه الأحداث.. وكيف الخروج منها؟
في الحقيقة الأزمات معظمها مفتعل بأياد خبيثة لا تريد الأمن والاستقرار لمصر, وأنا أجزم أنها ليست خفية علي الأمن, وأعتقد أن الحل للخروج من هذه الأزمات الإمساك بالرءوس المدبرة والمخططة الأصلية لما يحدث من مؤامرات علي أمن مصر ومحاكمتهم وإعلان نتائج التحقيقات للرأي العام, وعدم الاكتفاء بالتعامل مع العناصر المنفذة والمأجورة.
وأطالب بالسماح بالتظاهر والاعتصام السلمي الذي لا يعطل مصالح المواطنين ولا يعتدي علي الممتلكات العامة والخاصة ولا يمنع المرور ولا يمنع الموظفين من أداء عملهم لأنه حق كفله الدستور والقانون ولا يمكن منعه, وفي الوقت نفسه لابد من وجود قوات مدربة علي فض الاعتصامات غير الشرعية بطريقة سلمية بدون إحداث جرحي أو قتلي وذلك لمواجهة من يريد إحداث حالة من الفوضي وتخريب مؤسسات الدولة.
هناك تهديدات بالاعتداء علي مجلس الشعب وإحداث أعمال تخريب في ذكري25 يناير ما رأيك في ذلك؟
بلا شك أن أي محاولات للاعتداء علي مؤسسات الدولة وأعضاء مجلس الشعب المنتخب هو انقلاب علي الثورة ومحاولة فرض ديكتاتورية الأقلية, ونحن ضد أي تخريب وفوضي وسنقاومها بكل ما نستطيع.
كيف ستتصدون لهذه الدعوات؟
هناك اقتراح يتم دراسته للوجود في مليونية قوية يوم25 يناير لمنع الفوضي والتخريب, وسنقوم بنصح الموجودين بأن التعبير عن الرأي يكون بدون اعتداء علي مؤسسات الدولة وبدون تخريب, وسبق أن قمنا بعمل فاصل بشري وحواجز بين المتظاهرين وبين قوات الأمن في أثناء أحداث محمد محمود وهي معروفة للجميع وكان لها آثارها الإيجابية في حل الأزمة.
البعض يتهم السلفيين بعقد صفقة مع المجلس العسكري؟
لا يوجد أي صفقات مع المجلس العسكري, ولكننا عقدنا بيعة مع الله عز وجل في المحافظة علي مصر ومجتمعنا ومراعاة أكبر قدر من المصالح ومنع كل ما يمكن حدوثه من المفاسد التي من أخطرها الفوضي والدمار والتقاتل الداخلي والذي يقتضي وجود القوات المسلحة في الفترة الانتقالية حتي تسلم السلطة لحكومة مدنية منتخبة.
أنتم متهمون بأنكم كنتم عملاء لأمن الدولة في النظام السابق؟
هذا جزء من الافتراءات التي يتهموننا بها.. وعلي العكس فنحن أكثر من تعرض للاضطهاد من أمن الدولة وأنا شخصيا سجنت ثلاث مرات كما أنني منعت من السفر منذ عام1993 وحتي أكتوبر الماضي, كما أن إقامتي كانت محددة في الإسكندرية ولم يكن مسموحا لي بالسفر خارجها ومنعت من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف بل ومن التنقل بين مساجد الإسكندرية, حيث تم تحديد صلاتي في مسجد واحد فقط أخطب فيه الجمعة وأعطي درسا واحدا فقط في الأسبوع, إضافة إلي منع الشرائط والاسطوانات الخاصة بمحاضراتي وكذلك كتبي ومن يضبط بحوزته محاضراتي أو كتبي, خاصة منة الرحمن يتعرض للاعتقال والضرب والتعذيب.. وبعد ذلك يتهموننا بأننا عملاء لأمن الدولة!!.
أنتم متهمون بتلقي تمويل من بعض الدول الخليجية خاصة السعودية وقطر.. ما تعليقك؟
ــ هذا الكلام لا أساس له من الصحة, ولو كان المدعون بذلك لديهم دليل علي تلقينا تمويلا خارجيا لما ترددوا لحظة واحدة في الكشف عن هذا التمويل للجهات المختصة للطعن في الدعوة السلفية, كما أن أي أموال تدخل مصر من الخارج تكون مرصودة من جهات عديدة, والذين يتهموننا بذلك هم الذين يتلقون التمويل الخارجي.
من تقصد بذلك؟
الكل يعرف من الذي يتلقي التمويل الخارجي وسبق أن اعترفت السفيرة الأمريكية بأن أمريكا أنفقت240 مليون جنيه علي منظمات المجتمع المدني, كما اعترف الاتحاد الأوروبي في لقاء ضم أحزابا وقوي سياسية مصرية تم في بروكسيل بأنه تم رصد سبعة مليارات يورو لربيع الثورات العربية معظمها لمصر من أجل الدعوة للدولة المدنية وما يسمونه بالحريات, ووضع المرأة ونحو هذه من القضايا التي دائما يثيرونها.
إضافة إلي أن المجلس العسكري اعترف بوجود بعض المؤسسات التي تتلقي دعما خارجيا, وأطالب العسكري بمحاسبتهم وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام حتي لا يتم إلقاء الاتهامات جزافا علي أي شخص.
حالة من القلق تنتاب العاملين في السياحة من صعود الإسلاميين وأنهم سوف يدمرون هذه الصناعة مما سيؤثر بالسلب في الاقتصاد الوطني؟
في الحقيقة لا توجد في مصر صناعة سياحة, حيث اقتصرت علي سياحة الترفيه المخالفة للنظام العام للمجتمع المستند إلي الشريعة الإسلامية, وهناك بدائل لتنشيط السياحة تتماشي مع العادات والتقاليد والشريعة الإسلامية ويطلق عليها السياحة الحلال مثل سياحة المؤتمرات وسياحة العلاج والتسوق الاقتصادي وغير ذلك.
..وماذا تقصد بالسياحة الحلال؟
مصطلح السياحة الحلال الذي يتبناه المسئولون في حزب النور هو مصطلح عالمي وليس من بناة أفكارهم فلقد وافق البرلمان البلجيكي علي إدراج السياحة الحلال كأحد قطاعات السياحة المعترف بها في بلجيكا, كما أن سلسلة فنادق كمبنسكي الشهيرة في زيورخ بصدد إنشاء30 فندقا متوافقة مع الشريعة الإسلامية ستنتهي بحلول2015, كما أن المسئولين في حزب النور لديهم خطة للوصول بعدد السائحين إلي29 مليون سائح بدلا من14 مليونا فقط.
ما موقفكم مناتفاقية كامبديفيد؟
لا نقبل التطبيع بأي درجة مع إسرائيل, وموقفنا لم يتغير من إسرائيل وقد سبق اعتراضنا علي اتفاقية السلام في وقتها وإلي الآن, ونحن نطالب المسئولين ببذل كل جهد لإلغاء الشروط الجائرة فيها, ونؤكد حرصنا علي حقوق الشعب الفلسطيني المسلم وحق المسلمين في القدس, كما أننا لا نعترف بحق إسرائيل في أرض فلسطين,ونؤكدبطلان الاحتلال وكل ما ترتب عليه من تغير في طبيعة القدس الإسلامية, ونشدد علي أن المسجدالأقصيقبلة المسلمين الأولي وثالث الحرمين الشريفين ولا يمكن لمسلم أن يقبل أي مساسبه.
وفي النهاية.. الشعب ينتظر منكم الكثير فماذا ستقدمون له؟
نحن لا يتوقع أن نكون في موقع المسئولية التنفيذية وإنما نحن جزء من البرلمان لا يمثل الأغلبية, وسنبذل كل ما في وسعنا لتحقيق مطالب المواطنين ومصالح الشعب المصري, وسنعمل علي المحافظة علي هوية مصر الإسلامية, وإعادة مصر إلي مكانتها في العالم العربي والإسلامي والعالم كله, وفي الداخل سنعمل علي رفع المعاناة عن الطبقات الكادحة التي طالما أدعت الحكومات السابقة أنها مناصرة لها دون أن يتحول ذلك إلي واقع ملموس.-