تصدع جديد في بعثة المراقبين العرب بسوريا
هدد عضوان جديدان في بعثة المراقبين العرب بالانسحاب من مهمة الجامعة العربية في سوريا بسبب "عدم فعاليتها"، بعد يوم واحد من إعلان أحد المراقبين انسحابه.
حيث نقلت وكالة "رويترز" عن أحد المراقبين تأكيده أنه وزميل له يفكران بالانسحاب، بعدما شعرا بالفزع مما شاهداه من استمرار العنف وأعمال القتل والتعذيب، مؤكدًا أن إراقة الدماء لم تنحسر نتيجة لوجود بعثة الجامعة العربية، ووصف المراقب معاناة السوريين بأنها "لا يمكن تخيلها".
وحول اتفاق المراقب مع ما وصفه المراقب الجزائري أنور مالك للمهمة بأنها فاشلة، قال: "هذا صحيح، حتى إنني أحاول المغادرة يوم الجمعة، إنني ذاهب إلى القاهرة أو مكان آخر، لأن المهمة غير واضحة، لا تخدم المواطنين، لا تقدم أي شيء"، مؤكدًا أن النظام السوري استغل ضعف أداء المهمة ولم يستجب لها.
وطلب المراقب الذي كان يتحدث عبر الهاتف من سوريا عدم نشر اسمه، لأنه غير مسموح له بالتحدث لوسائل الإعلام، حسبما نقلت الجزيرة نت.
يأتي هذا بعد يوم واحد من انسحاب المراقب الجزائري أنور مالك، الذي اعتبر أن استمرار بعثة المراقبين لن يأتي بنتيجة، حتى بزيادة عددهم وتخصيص مراقب لكل مواطن سوري، وأرجع ذلك إلى أن البروتوكول "ميت" ولا علاقة له بالواقع، وأن تحريره تم من قبل جهة لا تعرف شيئًا عن الوضع الميداني في سوريا، مؤكدًا أن المهمة في سوريا تحولت إلى "مسرحية"، على حد تعبيره.
ومن جانبه أعلن رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية لمراقبي سوريا عدنان الخضير اليوم الخميس أن المراقبين أنور مالك وآخر سوداني اعتذرا عن مواصلة مهمتهما ضمن البعثة فى سوريا "لأسباب شخصية"، مؤكدًا استمرار البعثة في عملها حتى 19 يناير الجاري وفقًا للبروتوكول.
ويرى المحللون أن توالي انسحاب أعضاء البعثة يشير إلى مزيد من التصدع في عمل البعثة، وسيؤدي إلى تقويض مصداقيتها بعد انسحاب المراقب الجزائري، في وقت تتواصل فيه انتقادات المعارضة السورية، حيث وصفتها بأنها "كيان بلا أنياب يساعد الرئيس بشار الأسد في كسب الوقت".
|