![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يا للهول... إنها أمة بلا دولة د.غازي التوبة يا للهول، ويا للفظاعة، ويا للغرابة، ويا للحزن ويا للفاجعة ويا للعار.. إننا أمة بلا دولة. أكاد أجزم وأؤكد بأني مهما استخدمت من أدوات وألفاظ التهويل والتعجب والتحسر والتأوه، على تلك المقولة السابقة لما وفيت الموضوع حقه، بسبب خطورته وأهميته وتأثيره على حياتنا المعاصرة. عند استعراض تاريخ الأمم الحية نجد أن إقامة دولة تعبر عن شخصيتها، وتمثل وحدتها الثقافية والفكرية والعقلية والنفسية والتربوية، وتعكس اهتماماتها، وتنفذ مشاريعها وآمالها وتطلعاتها، أمر ضروري وملحّ ومهم، لأن تلك الدولة تأتي تعبيرا عن هذه الوحدة الثقافية من جهة، وتحافظ عليها من جهة ثانية، وتكون مدخلا لها في البناء الحضاري من جهة ثالثة. وهذا ما فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم) وجسده في سيرته، فبعد أن نزل عليه الوحي في غار حراء، بنى أمرين: بعد أن نزل عليه الوحي بنى الرسول الكريم أمرين: الأول: الفرد المسلم الموحد، والثاني: الأمة المسلمة، وبعد ذلك تطلع إلى دولة تكون ثمرة ونتيجة لهما من جهة، وتكون سبباً لحفظهما ورعايتهما من جهة أخرى الأول: الفرد المسلم الموحد، وذلك من خلال توجيه قلبه إلى عبادة الله -وحده- تعظيما وخضوعا وخوفا ورجاء وحبا، ومن خلال صياغة عقله صياغة سليمة تتعامل مع عالمي الغيب والشهادة بمقتضيات الحكمة، وقد قام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بكل ذلك تنفيذا لقول الله تعالى: ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ﴾ (الجمعة، 2). الثاني: الأمة المسلمة، وذلك من خلال ارتباط الأشخاص الموحدين الذين بناهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بقيادته، واتباع أوامره، والجهر بالدعوة إن جهر، والإسرار إن أسر، والهجرة إن هاجر، والعيش معه في مكان واحد معتزلين الآخرين كما حدث معه عندما حاصره المشركون في شعب أبي طالب، وفرضوا عليه المقاطعة. وبعد أن حقق الرسول (صلى الله عليه وسلم) الهدفين السابقين تطلع إلى دولة تكون ثمرة ونتيجة لهما من جهة، وتكون سبباً لحفظهما ورعايتهما وتنميتهما من جهة ثانية، لذلك بدأ الرسول (صلى الله عليه وسلم) يبحث في القبائل المحيطة به عن حاضنة لهذه الأمة، وكانت زيارته للطائف ضمن هذا الاتجاه، ثم اتفق في النهاية مع ثلة من أهل المدينة فكانت بيعة العقبة الأولى، ثم بيعة العقبة الثانية، التي تعهد فيها الأنصار على أن يهاجر الرسول (صلى الله عليه وسلم) إليهم، وتعهدوا أن يحموه وينصروه ويدافعوا عنه. عن رابطة أدباء الشام |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|