![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() ![]() المرثية البازية الشاعر أبو رواحة الموري رأيت القلب يزداد اكتئاباً = وأحزاناً لنا أمست عذابا وفي الأحشاء نيران تلظى = وكم قد أَلهَبت قلبي التهابا إذا رُزئ الفتى بحديث إفكٍ = فيكفي أن يكون له مصابا فكيف إذا أتى خطبٌ جسيمٌ = يهز القلب والشم الصلابا فقد نُبِّئت أن إمام عصري = لبارئـه وخالقـه أجـابا فساءت الكرام أذاك حقٌ = فإنَّ لكل حادثةٍ جوابا فقالوا كلهم بلسان حزنٍ = مضى ابن الباز حين صفا وطابا فإنَّ حوادث الأيام تترى = ويتبع بعضها بعضاً منابا يرقِّق بعضها بعضاً وتبدو = هنا فتنٌ فتصطخب اصطخابا يثيب الغم أقواماً ويأتي = له غمٌّ فينسى ما أثابا أيا عبد العزيز رأتك عيني = بهذا العام مخدوشاً مصابا رأيتك في هزال الجسم تبدو = وظهرك منحنٍ يأبى انتصابا على الرجلين إن تمشي تُهادى = ضعيفاً حين تجتذب الرقابا تشحطت الدماء بكل عرقٍ = وإن سوادها يبدو خضابا فداخلني لذاك الأمر همٌ = وكم قلبي لمنظره استرابا ولكن بعدها سافرت عَوداً = إلى ذي الأرض أقترب اقترابا فلم ألبث بِها إلا يسيراً = فوافتني وفاة من استجابا لأمر الله والمقدور حقاً = فإنَّ لكل ذي أجلٍ كتابا وإن الموت مكتوب علينا = وكم يأتي ويحدونا طلابا أتاه الموت حين أتاه صبحا = ليقرع في الدخول عليه بابا فأنشبت المنية كل ظفر = لتأخذ روح من في الله شابا ففي يوم الخميس أتت صباحاً = لتأخذ روح من لله تابا يعاني شدة السكرات حقاً = وحشرجةً وضيقاً واكتئابا تقٌعـقِعُ روحه فيضيق صدرٌ = وإنَّ لسانه بالذكر طابا يحف الأقربون به فتجري = دموعهمُ وتنسكب انسكابا وعند خروج تلك الروح منه = رأيت لهم بكاءً وانتحابا على من قارب التسعين عاماً = وأفنى العمر صبراً واحتسابا فقال أحبة ألديك شعرٌ = يرتل ذكر أعلمنا كتابا؟ وقالوا لي بربك هات شعراً = يشيد به ويرفعه جنابا فقلت نعم فشعري حين يبدو = يكون به لساناً مستطابا لذا استنفرت أوزاني وشعري = وكل قصيدة كانت شبابا فألفيت القصيد هنا حزيناً = وليس بأحرفي حرفٌ تصابى قوافي الشعر واجمةٌ حيارى = ومن حسراتها لبست حجاباً أيا عبد العزيز فدتك روحي = وأشعاري فقد كنت الشهابا وأوزاني بها تسعون كسراً = وأعظمها لَنَجمُكَ حين غابا فما شعراً أسطِّره ولكن = أسطر ذلك الدمع المذابا وفاتك ثلمةٌ في كل قلبٍ = لفقدك صار ينتحب انتحابا وفاتك لوحة سوداء تبدو = كليلٍ كاسف سدل الحجابا أشاهد كل أرض الله ثكلى = وكل عمارةٍ أضحت خرابا أراني إن ذكرتك هاج حزني= ودمع العين ينسكب انسكابا بكتك جوانحي وبكاك قلبي = وفقدك صار يكوينا عذابا بكتك ضمائرٌ وكذا نفوسً = كأنك كنت توليها العتابا بكتك الطير والأغصان حزناً = كأنك كنت تسقيها الشرابا بكتك الأرض أوهاداً وسهلاً = كأنت للربا كنت السحابا بكتك عوالم الدنيا وتبكي = منائرها وتضطرب اضطرابا وقد أضحى الحجاز حبيس حزنٍ = كذا نجدٌ غدت ترثي المصابا وكم تبدو الرياض بلا رياضٍ = كذلك مكة صارت يبابا كذاك الطائف الولهان أضحى = كسيف البال يعظمها مصابا بكاك الطفلُ في الأعياد حزناً = لأنك كنت تكسوه الثيابا بكى ذاك اليتيم عليك دمعاً = لأنك كنت تنسيه السغابا بكاك البذلُ والإحسان صدقاً = لأنك كنت ترفعه ركابا بكاك الذكرُ للرحمن جهراً = لأنك كنت تُكثِرُه متابا بكاك العلمُ في الأمصار دهراً = لأنك كنت تنشره ثوابا بكاك المنهجُ السلفيُّ حقاً = لأنك كنت تسترضيه بابا بكى العلماءُ والأشياخ طراً = على من كان أفضلهم جنابا بكى الأدباءُ والشعراء شعراً = على من كان أجملهم خطابا بكى العبادُ والزهاد نثراً = على من كان مقبولاً مجابا رسائله إلى الحكام نصرٌ = لأن اللين يقدمها خطابا بأوزاعيِّنا أضـحى شبيهاً = يقول الحق لا يخشى العقابا أيا شيخ الجزيرة يا ابن بازٍ = ويا من كنت في الدنيا مُهابا أتصبح بعد ذا في بطن أرضٍ = تُدَسَّ بِها وتفترش الترابا؟ أتصبح بعد ذا جسماً رميماً = وكنت بأمسنا رجلاً شبابا؟ بموتك تُظهِر الأحزاب عرساً = لأنك كنت تسقيها العذابا بموتك ترفع الأهواء رأساً = لأنك كنت تخفضها رقابا فنم نوع العروس حباك ربي = جنان الخلد تسكنها ثوابا ونم نوع العروس جزاك ربي = ثماراً تلقى يانعة رطابا فإن فارقتنا فارقت أهلاً = وأوطانا وإخواناً صحابا فتلك معاهد التعليم أضحت = تُنكِّس رأسها حزناً غضابا وطلاب العلوم لهم بكاء = لفقدك حين قدمت الذهابا فقد كنت الفقيه وكنت حبراً = عظيم القدر مرفوعاً جنايا عَلِمتُك حافظاً ثبتًا إمامًا = وبراً ناصحاً تزكو ثيابا وللعلماء كنت أباً رحيماً = بِدُرِّ العلم مملوءٌ جرابا أنادي كل من أضحى كسولاً = بهذا العلم لم يقرأ كتابا وفي سكراته لا ليس يدري = بأن لهذه الدنيا انقلابا فذا شيخ الجزيرة قد تولى = كبدر التمِّ حين بدا وغابا وألبانيُّنا أضـحى مريضاً = طريح الأرض لم يرفع جوابا وتدعوه المنون بكل حينٍ = فيوشك أن يفارقنا ذهابا ويعلم كل من بالأرض أنا = فقدنا حينها نجماً شهابا وهذا الوادعي غدا عليلاً = وبالأسقام يلتهب التهابا وكم تأتيه أخبار ابن بازٍ = فتحزنه وكم يجد اكتئابا يداهمه السعال بكل وقتٍ = وفي ساعاته يلقى الصعابا أنزهد بعد ذا عن كل درسٍ = يقدِّم في العلوم المستطابا؟ أنطمع بد ذا في كل فلسٍ = وللدنيا نجدُّ لها طلابا؟ لهذا كم أنادي اليوم قومي = إلى علم نشق به العبابا ستعلم أيها الجافي كلامي = وتذرف بالدموع هنا سحابا إذا أباؤنا غابوا فإنا = نكون بعالم الدنيا سرابا إلهي فارحم الأموات منهم = وفي الأجداث ثبتهم جوابا وأسكنهم غداً جنات عدن = لما فعلوا تكون لهم ثوابا كذلك واحفظ الأحياء منهم = وُرد بهم عن الحق الحرابا وأختم بالصلاة على رسول = رفيع القدر محمود جنابا للسماع والتحميل http://sobolalsalam.net/play.php?catsmktba=189 |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|