![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p> الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد ،،، إن العبادة حقٌ لله وحده ليس لأحدٍ فيها شركة ؛ بل هي حقٌ خالص لله جل وعلا كما قال عز وجل {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } ، وقال جل وعلا {ألا لله الدين الخالص } . فالعبادة حقٌ خالص لله جل وعلا ، لا يجوز أن يُصرف شيءٌ منها لغيره سبحانه . لأنه جل وعلا تفرد وحده بالخلق والعطاء والقبض والبسط والإحياء والإماتة والتصرف في هذا الكون .<o:p></o:p> فلا يُدعى إلا الله ولا يستغاث إلا بالله ، ولا يُصرف أي شيء من العبادة إلا له جل وعلا . وهذا هو معنى لا إله إلا الله أي لامعبود بحق إلا الله .<o:p></o:p> والدعاء عبادة بل هو أعظم العبادة ، كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الدعاء هو العبادة " ، وتلا قوله تعالى {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } ، فسمى جل وعلا الدعاءَ عبادة .<o:p></o:p> فالدعاء عبادة عظيمة وطاعة جليلة وقربة كبيرة لا يجوز أن تُصرف لغير الله تبارك وتعالى ، بل هي حقٌ خالص لا يُدعى إلا الله ، لا يُطلب إلا الله ، لا يُستغاث إلا بالله ، لا يُصرف شيءٌ من العبادة إلا لله جل وعلا . <o:p></o:p> فمن صرف حق الله تبارك وتعالى الخالص لغيره جعل ذلك الغير نداً لله وشريكاً مع الله جل وعلا ، والله تعالى يقول {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون } أي تعلمون أنه وحده تفرد بخلقكم رزقكم وإحياءكم .<o:p></o:p> فمن طلب ودعى غير الله أو استغاث أو طلب المدد والشفاء ، فقد اتخذه نداً أيـَّن كان ذلك الغير . وقد سمع نبينا رجلاً يقول ما شاء الله وشئت ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : <o:p></o:p> " أجعلتني لله نداً " . <o:p></o:p> وليس هناك أحدٌ مهما علت منزلته يستحق من حق الله ولو شيئاً قليلاً . والاستغاثة هي طلب الغوث ، وهي تكون من الإنسان الذي أصابته مصيبة أو داهته داهية أو حلت به نازلة ؛ فيستغيث أي يطلب الغوث ، وهي دعاء خاص بطلب الغوث ، مثل الاستسقاء ، هو دعاء خاص بطلب الاغاثة ، والاستصحاء دعاء خاص بطلب توقف الأمطار ، والاستعانة دعاء وهي طلب للعون ... وهكذا . قال تعالى { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } .<o:p></o:p> والاستغاثة دعاء خاص، ولهذا كلُ استغاثةٍ دعاء وليس كلُ دعاءٍ استغاثة ، فقد يكون الدعاء استسقاء ، قد يكون الدعاء استصحاء ، قد يكون الدعاء طلب رزق .. وهكذا <o:p></o:p> فالاستغاثة دعاء خاص يطلب به الداعي الغوث ، وهذا كله لا يطلب إلا من الله سبحانه وتعالى ، لا يطلب من الملائكة ولا من الأنبياء ولامن أي مخلوق كان .<o:p></o:p> فالدعاء (منه دعاء المضطر الذي يطلب الغوث) لا يكون إلا للذي يجيب المضطر، يقول تعالى: <o:p></o:p> { أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ءإله مع الله قليلاً ماتذكرون }، فهو الذي بيده سبحانه وتعالى كشف الضر وإزالة البلاء وإغاثة الملهوف وليس بيد أحدٍ شيءٌ من ذلك ، يقول عليه الصلاة والسلام "واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ كتبه الله عليك " ، ويقول تعالى {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو } .<o:p></o:p> وقد كان المشركون زمن النبي صلى الله عليه وسلم يدركون أن أصنامهم وأوثانهم ومعبوداتهم التي اتخذوها أنداداً مع الله جل وعلا كانوا يدركون أنها لاتملك عطاءً ولا منعاً ولا خفضاً ولا رفعاً ، وإذا قيل لهم تعبدونها وتدعونها وتستغيثون بها وأنتم تدركون أنها لا تملك شيئاً ؟ يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، فهم يعلمون أنها ليس بيدها شيءٌ ؛ لكن عبادتهم ودعائهم لها هو من أجل أن تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى كما في الآية الثانية : {ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله }. ولهذا كان من حالهم أنهم إذا أصابهم الكرب العظيم والشدة العظيمة لا يستغيثون بأصنامهم ولا يستنجدون بأصنامهم ؛ بل لا يستنجدون إلا بالله وحده . قال تعالى {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } . أليس الله سبحانه وتعالى قادر على أن يعيدهم إليه مرةً ثانية ويهلكهم فيه ؟ أليس الله تبارك وتعالى قادر على أن يرسل عليهم في البَر مايهلكهم في أماكنهم ؟ فأين عقولهم ؟ قال تعالى : {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلبر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصباً ثم لا تجدوا لكم وكيلاً أم أمنتم أن يعيدكم في تارة أخرى فيرسل قاصفاً من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً } . فهذه حالهم . <o:p></o:p> وقد بلغ الحال ببعض الناس ممن تعلقوا بغير الله والتجأوا إلى غير الله واستغاثوا بغير الله من المقبورين والأضرحة والقباب وغيرها أن بعضهم يهتف بالند حتى في الشدة ، وهذا أمر لم يفعله المشركون الأُول ! يُذكر مرة أن جماعة كانوا في سفينة كبيرة مليئة بالركاب ، فجاءهم عاصف شديد فأوشكت السفينة على الغرق ، فأخذ من في السفينة كلٌ يهتف بالشيخ الذي هو قلبه متعلق به، منهم من يقول يابدوي ومنهم يقول ياجيلاني ، مامنهم واحد قال يا الله ، يارب العالمين وكان على السفنية رجل يفهم التوحيد والعقيدة وقال : يارب أغرق، ما على السفينة من يعبدك!!<o:p></o:p> فهذا شرك ماكان يفعله المشركون السابقون . <o:p></o:p> وبعضهم يقول في حق المخلوقين : مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم <o:p></o:p> يقول تعالى في سورة سبأ : {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فُزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} فتأمل هذه الآية ؛ قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله : أيَّن كان هذا الدُون فلا يملكون مثقال ذرة . يقول أهل العلم عن هذه الآية أنها قطعت شجرة الشرك من أصولها واجتثتها من عروقها ؛ فمن يشرك ويدعوا غير الله ويصرف شيئاً من العبادة لغير الله لا يكون له متعَلَّق يتعلق به في شركه إلا وفي الآية إبطاله ، بمعنى أنك إن فهمت هذه الآية وضبطتها فإنك أصبحت تملك ما يبطل أصول متعلقات المشركين الصارفين للعبادة والدعاء لغير الله .<o:p></o:p> ويقول أهل العلم في تقرير الاستدلال بهذه الآية أن من يُدعى من دون الله يستحق أن يُدعى في حالات أربع إن وُجدت ، وإن لم تكن موجودة لا يستحق ، وذُكرت هذه الحالات الأربع في هذه الآيات الكريمة مرتبة حسب قوتها ، فبدأ بالحالة الأولى: <o:p></o:p> أن يكون من يُدعى في هذا الكون مالكاً مُلكاً استقلالياً ولو شيئاً قليلاً ، والمراد بالملك الاستقلالي أي بدون تمليك الله له . فهل في هذا الكون أحد من المخلوقات يملك ولو شيئاً قليلاً بدون أن يمُلِّكه اللهُ إياه يقول تعالى { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشآء وتنزع الملك ممن تشآء وتعز من تشآء وتذل من تشآء بيدك الخير إنك على كل شيءٍ قدير } ، نرى في الدنيا أناساً عبر التاريخ كانوا من أثرياء العالم ، وأصبحوا لايمكلون شيئاً .<o:p></o:p> يقول الله عز وجل في إبطال هذا الأمر الأول {قل ادعوا الذين زعمتم دون الله لايمكلون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض }؛ أي لايمكلون ملكاً استقلالياً ولو مثقال ذرة . <o:p></o:p> الاحتمال الثاني : إن لم يكن مالكاً يأتي الإحتمال الثاني وهو أن يكون عنده مع المالك شركة ، مشارك للمالك في الملك ولو في قليل . فهل هناك أحدٌ في المخلوقات له مع الله (تعالى الله عن ذلك) ولو في شيءٍ قليل من هذا الملك ؟ قال عز وجل في إبطال الاحتمال الثاني : { وما لهم فيهما من شرك } ، ومالهم : أي من يُدعون من دون الله ، فيهما : أي في السماوات والأرض . من شرك : أي مشاركة<o:p></o:p> والاحتمال الثالث : أن يكون ظهيراً للمالك ، معيناً للمالك ، وزيراً للمالك ، يرجع المالك إليه ويأخذ برأيه ، ويستشيره . فهذا احتمال ثالث إن وُجد في أحدٍ استُحِق أن يُدعى . قال تعالى : {وماله منهم من ظهير}؛ وماله : أي الله سبحانه وتعالى ، منهم : أي الذين يُدعون من دونه . من ظهير: أي من عوين ومشير ووزير .<o:p></o:p> بقيَ احتمالٌ رابع إن وُجد استحق أن يُدعى من وُجد فيه وهو : أن يملك شفاعةً ابتدائية عند المالك بدون إذن المالك ، فهل هناك أحدٌ من المخلوقات أيــَّن كان يملك أن يشفع عند الله بدون إذن الله ؟ يقول تعالى { وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشآء ويرضى }أي إذنه للشافع ورضاه عن المشفوع له ، وفي آية الكرسي :{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}.<o:p></o:p> فإذاً هذا الاحتمال الرابع أبطله الله في هذه الآية في هذا السياق بقوله {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} . <o:p></o:p> فأُُبطل بهذا السياق المبارك كل متعلقات من يشرك غير الله بالله .<o:p></o:p> <o:p></o:p> روى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنه لا يُستغاث بي إنما يُستغاث بالله " .<o:p></o:p> من أهل العلم من قال أن له كلام في سنده .<o:p></o:p> قوموا بنا نستغيث برسول الله: ماذا أراد من قال هذه الكلمة ؟ أراد أن يذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعرضوا عليه حالهم ، فيقول بأن هذا المنافق يؤذي المؤمنين ، فيطلبون منه صلى الله عليه وسلم أن يتخذ إجراءً حيال هذا الشخص .<o:p></o:p> فهذا العمل من حيث هو جائز ، وحتى الشكوى ليست غيبة له مادمت متظلمة . ولكنهم عبروا بقولهم قوموا بنا نستغيث ، فكره النبي صلى الله عليه وسلم استعمال هذا اللفظ ، فقال " إنه لا يُستغاث بي وإنما يستغاث بالله " .<o:p></o:p> فكره النبي صلى الله عليه وسلم استعمال هذا اللفظ ، وهذا منه حمايةً لحمى التوحيد ، حتى الألفاظ التي فيها شيءٌ من الإشكال ما يريدها .<o:p></o:p> فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الكلمة في مثل هذا المقام فكيف بمن يستغيث به عليه الصلاة والسلام أو يستغيث بغيره فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى ؟!<o:p></o:p> واستغاثة المخلوق بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق جائزة ، مثل : قول الغريق في البحر وأمامه صاحبه ، وناداهم وقال لهم أغيثوني ، فهذه جائزة ؛ لأنه استغاثة وطلب غوث فيما يقدر عليه المخلوق ، ومنه قوله تعالى {فاستغاثه الذي هو من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه } لأنه في مقدوره .<o:p></o:p> لكن هذا الذي غرق في البحر لو نادى وقال أدركني يا بدوي ، أو أدركني يا جيلاني فهذا يكون شرك .<o:p></o:p> فالنبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليه مجرد اللفظ فكيف بمن يطلب الغوث من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ؟! <o:p></o:p> الله جنبنا الشرك ووسائله وذرائعه وطرقه ، ووفقنا لتوحيدك وأحينا وأمتنا عليه . <o:p></o:p> <o:p></o:p> وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . <o:p></o:p> <o:p></o:p> <o:p> </o:p> <o:p> </o:p> |
#2
|
|||
|
|||
![]()
<HR style="COLOR: #d1d1e1; BACKGROUND-COLOR: #d1d1e1" SIZE=1> <!-- / icon and title --><!-- message -->
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اللهم إنَّا نعوذ بك من عين لا تدمع، وقلب لا يخشع ومن دعاء لا يستجاب له نسأل الله ان يرزقنا البكاء من خشيته ويطهر قلوبنا من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق <!-- / message --> |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|