![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() دموع التوبة في زمن ليس ببعيد كانت هناك اسرة صغيرة مكونة من اب وام وبنتين الاولى "صفية " والثانية" مرجانة" الاسرة كانت تقطن في احد الاحياء الهامشية بعدما كانت تعيش حياة جاه وترف في احد المدن الكبرى, والسبب يعود الى ان رب الاسرة اصابته ضائقة مالية شديدة وتردت أوضاعه ومل ما في يده وتفرق عنه اهله واصحابه ولم يعد يملك في الحياة سوى زوجته وبناته والبيت الذي شيده خارج أسوار المدينة رب الاسرة " يعمل قريب من مكان سكناه لضمان قوته واسرته اليومي الام كسائر الامهات فهي ربة بيت "صفية" البنت الكبرى للأسرة انغمست في الملذات والمحرمات بدون حد هكذا هي من يوم الترف الذي كانت تعيش فيه تسمع الأذان ولا تبعد السذاجة عن مكانها سوى بضع امتار محدودة ولا تذهب للصلاة بل ولها فترة طويلة ما سجدت لله سجدة مشغولة دائما بأناقتها فهي جاهلة غافلة عن عيوبها تغضب الله بتبرجها ضالمة لنفسها نعم اليس من المضحكات المبكيات ان ترى دميمة شمطاء تردم بالمسحوق الابيض على وجهها الذي أكل عليه الدهر وشرب فيصبح كالمستنقعات فهي تلازم غرفتها كالحيوانات تـأكل وتشرب وتنام حتى والديها ما سألت يوما عن حالتهما... ما الثانية فهي" مرجانة " التي رضيت بقضاء الله وقدره وقامت لتساعد الاب في عمله حيث كان الاب يقطع الاشجار والاحطاب وتقوم مرجانة بجمعها وتحملها على ظهرها مباشرة الى السوق لبيعها بأبخص الاثمان مقابل كلمة" رضي الله عنك يا مرجانة "التي تتلقاها دائما من والديها العاجزان فهي شاحبة الوجه نحيلة الجسم, ولكنها رغم العمل كعادتها دائما تقرأ القران نبحث عنها بعد عودتها من العمل نجدها في مصلاها راكعة ساجدة رافعة يديها الى السماء ...هكذا هي دائما داعية لله في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل عكس الاخت" صفية" التي لا تحرص سوى على قراءة المجلات والكتب وتقضي وقتها في الموبقات والمحرمات لا حول ولا قوة الا بالله أدن مؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح... "الام" كعادتها: " مرجانة ""صفية "حان موعد الصلاة "مرجانة" بارك الله لنا فيك يا امي وجعلك وابي من الموعودين بالجنة "صفية" كعادتها نعم ماذا تريدين أيتها العجوز الشنطاء دعيني انام الام في نبرة حادة لا تنامي قبل الصلاة "صفية" "اوووووووووف "دعيني انام الاخت مرجانة بنبرتها الحنونة هكذا هي قبل ان يصيبها المرض وتسقط طريحة الفراش ولم تعد تخرج للعمل بسبب عجزها لانه السبب في مرضها اليوم نادت اختها صفية تعالي يا صفية بجانبي فلم تستطيع صفية اطلاقا رد طلبها تشعر بصفائها وصدقها ماذا تريدين؟ اجلسي ها قد جلست ماذا لديكِ؟ بصوت عذب رخيم كل نفس دائقة الموت " يا اختي فالطفي بأمك العاجزة فليس لهما غيرك بعدي سكتت برهة ثم سألتها افعلا لديك ام هل تسخرين؟؟ مني طبعا فالزمها فإن الجنة تحت رجليها هل انت مجنونة لاضيع وقتي الا تؤمنين بأنك دات يوم ستموتين وستحاسبين على كل كبيرة وصغيرة الا تعلمين بأن رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد؟ غريب امرك اختي "صفية" العمر طويل والرب غفور رحيم "مرجانة" العمر طويل !! الا تخافين من الموت بغتته انضري الى الأخ "سعد" اصغر منك وتوفي السنة الماضية وفلانة وفلانة... الموت لا يعرف العمر وليس مقياسا له أجابتها بصوت خائف حيث مصلاها المظلم اني اخاف الظلام واخفتن يا مريضة بافكارك القاتلة سوف انام على صوت الموسيقى بدلا عن صوتك المخيف عن البر بالوالدين يكفي انك من تساعديهما لماذا انا بعد فلا احتاج لهما ولا لرضاهما فجأة تحشرج صوتها واهتز قلب صفية من كلام اختها انا فعلا مريضة وهَذَا مِن فَضلِ رَبى لِيَبْلُوَنى ءَ أَشكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَن شكَرَ فَإِنَّمَا يَشكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَن كَفَرَ ... قاتل الله الغفلة فلقد تمكن الشيطان منك الذي حبب إليك الفجور والعصيان وكره إليك طاعة الله والوالدين يا أختي أمثالك يخلدون في النار إلا ما لا نهاية لأنهن استهترن بأحكام الله فلما تقلديهن فهن سيدخلن لا شك الجحيم فلم تحرصين على ان ترافقيهن ألا تعلمين أن رسول الله قال "من أحب قوما حشر معهم " أختي وصيتي لك أن لا تقصي على من أنجبوك وأعطوك حياتهما مقابل لا شيء "فقد قال تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين إن اشكر لي ولوالديك والي المصير" يقول العلماء كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق فانه يعجل له في الدنيا إني أخاف عليك عذاب يوم عظيم واني أخاف عليك من أن تصابين بمكروه في الدنيا فكما تدين تدان أختي لعلي هذه السنة أسافر بعيدا إلى مكان أخر ربما يا صفية الأعمار بيد الله فانا أرجوك كوني عونا لهما وساعديهما في محنتهما فهما في أمس الحاجة إليك ويمكن أن تعوضيهما عما سببت لهما من متاعب في الحياة إني أحس أنني سوف استقبل أول أيام الآخرة عما قريب وانفجرت صفية بالبكاء من كلام أختها لأنها كانت تتكلم بجدية تامة وكـأنها أحست بدنو جسمها واقتراب اجلها وتفكرت مرضها الخبيث الذي أصابها والذي اخبر عنه الأطباء انه لا يمهل صاحبه إلا أيام معدودات والمرض ما أصابها إلا من جراء مساعدتها لأبيها في الشتاء والبرد القارص مقابل رضي الله والوالدين مالك تفكرين هل تعتقدين أنني أقول هذا لاني مريضة !!! كلا ربما أكون أطول عمرا من الأصحاء وأنت إلى متى ربما عشرون سنة أربعون ثم ماذا لا فرق بيننا كلنا سنغادر هذه الدنيا إما إلى الجنة أو إلى النار الم تسمعي قول الله تعالي "فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز" يا أختي فهكذا أنت فلن تعرفي قيمة والديكِ حتى تفقدي احدهما أو كلاهما حقا إن من العلم جهلا وان لم تستنير بنور والديكِ ستتخبطين في ظلمات الضلال وترسفين في قيود الجهالة رغم حصولك على أعلى الشهادات وأعظم الدرجات تصبحين على خير صباح الغد سمعت صفية طرقات على الباب قائلة في استغراب هذا ليس هذا موعد استيقاظي !! بكاء أصوات يا الهي ماذا يجري أخبرتها أمها إن أختها تحتضر مستلقية على الأرض تهمم لا ندري ماذا تقول أسرعت صفية إليها والدموع تغطي وجهها فاقتربت منها فوجدتها مبتسمة نور رباني يغطي وجهها الذي أكله المرض لترى ماذا تهمم فـإذا بصفية يقشعر جسمها لسماع ذلك الصوت الرخيم وهي ترتل القران نعم إنها تقرأ القران بصوت عذب رخيم وفجـأة رفعت مرجانه اصبع السبابة مبتسمة الى السماء تتشهد " اشهد ان لا اله الا الله وانا محمدا رسول الله" مرتين الام في دهشة لا تدري ماذا تفعل وماذا تقول والدموع تملأ أخاديدها مرجانه تموت إنها على وشك الرحيل صفية أختي يا من شاركتني رحم أمي لا ترحلي أنا أرجوكِ مرجانه تهمهم هذا امر ربك وهو خير لي ولكم أختاه لا تحزني ولم تكد تكمل حديثها حتى انحنى رأسها فجأة واسرعت صفية تتصف قلبها انفاسها عينيها لا شيئ ماذا بها ؟؟ لقد انتقلت الى رحمة الله !! إنا لله وإنا إليه راجعون فقد كانت مرجانه عيون أبيها البصير فبعيونها كان يرى الظلام نورا وبصفائها أحبها الجميع كل الحاضرين ومن أحبوها اسروا على معرفة يوم الدفن حتى يكونوا حاضرين حينها الاب في حصرة رضي الله عنك يا مرجانه رضي الله عنك يا مرجانه فنعم البنت أنت فنعم البارة أنت رضي الله عنك ايمنا حليلتي … بعد مرور عدة اشهر على موت مرجانه بدا الضعف ينتاب صفية والإرهاق يبدي عليها بعدما كانت مرتاحة البال والخاطر لا يهمها شيء تأكل وتشرب كالحيوان أبواها العاجزان يقومان بكل شيء وكأنهما خادمان لها قلب متحجر لا حول ولا قوة الا بالله مرضت مرضا شديد بعد خلع ضرس قاست منه آلاما مبرحة حرمتها طعم النوم والأكل لمدة نفوق ثلاث أسابيع كاملة إذ لم يكن يكف طعن الألم لحظة ليلا ولا نهارا وزاد الورم حتى كاد خدها ينفجر وامتد إلى عنقها ورأسها وأغلق جفن عينها فحار في أمرها الأطباء والجراحون وعجز الطب وعز الدواء وقطع الأمل بتاتا من الشفاء بينما وهي مستلقية تذكرت شيء حيرها وهي قولة أختها مرجانه قبل يوم من وفاتها "يقول العلماء كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق فانه يعجل له في الدنيا إني أخاف عليك عذاب يوم عظيم واني أخاف عليك من أن تصابين بمكروه في الدنيا فكما تدين تدان" تخاطب نفسها افعلا قد يكون الله انتقم مني بسبب إساءتي لوالدي سؤال جعل الدمع ينهمر من عيونها مرت حياتها الماضية كحلم أين هي من الآخرة فهذا عذاب دنيوي وهو أهون تقول في ندم شديد كيف أنني فرطت في عمري علما أنني كنت اعلم علم اليقين أنني سأحمل ذات يوم على الأعناق ماذا بعد هل هكذا ستكون نهايتي؟ فانا لم أكن يوما كأختي لعلها في النعيم ألان اخخخخخخخخخخخخخ ثم إنها كانت تقول لي دائما" لقد أهملتِ الرعاية وغفلتي يا أختاه الحذر وشجعتِ الغواية وركبتي الخطر وانك لا تهلكين سوى نفسك ولكن لا تشعرين وتتمادين على والديكِ ولا تبالين بسخطهم ولا بغضب الله وعقابه وتستبدلين الذي هو شر بالذي هو خير وتستقدمين رضاك نفسك على رضا الله وبهذا فأنت من الذين القوا بأنفسهم في التهلكة فهل انتم منتهون ؟؟ في صمت عميق قائلة افعلا أنني هكذا !! صوت بعيد ولما لا ؟ ا ولست من أجرم في حق من أنجبوك؟ أولم تكوني على علم بما يترتب على من قام بهذا العمل الشنيع من أحكام ؟ مندهشة يكمن أن أكون بعد كل هذا الفعل قد طردت من رحمة الله أيضا صوت بعيد ولما لا تذكري وجه أختك يوم مماتها كان يرتسم عليها نور رباني وجسمها الضعيف النحيف كان يفوح برائحة الجنان ويوم حملت على الأكتاف وكـأنها ملاك على الأرض مشاء الله تبارك الله يعطي نوره من يشاء واقع هز قلوب الحاضرين أين أنت من كل هذا؟ فهل تدرين إلى الجنة تصرين أم إلى النار إلى متى هذه الغفلة إلى متى ؟؟ في استغراب هل يكمن ان أكون كمرجانه ؟؟ صوت بعيد أيعقل هذا " قل لا يستوي الخبيث والطيب"من كل شيء فلا يستوي الإيمان والكفر ولا أهل الجنة وأهل النار ولا الأعمال الخبيثة والأعمال الطيبة ولا البار ولا العاق كل واحد يسبح في فلكه فويل ثم ويل لأولئك الذين يتجاهلون حق الله ولا يقومون بما أمرهم في فزع شديد ماذا لو كنت أنا الميتة ما مصيري ؟ لم تبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابها بكيت بحرقة فجأة سمعت صوت مؤذن قد ارتفع الله اكبر الله اكبر . ولكن ما أعذبه هذه المرة أحست بطمأنينة وراحة لفلفت ردائها ونادت أبواها حي على الصلاة حي على الصلاة وقامت واقفة رغم مرضها لتصلي صلاة الفجر صلت بخشوع صلت صلاة مودع كما كانت تصلي أختها قبل الرحيل إذا أصبحت لا تنتظر المساء وإذا أمسيت لا تنتظر الصباح الوالدين في استغراب أهكذا صفية يا سبحان الله و الله اكبر... "حقا إن الله القدير الرحيم يحي العظام وهي رميم" . بعد مرور أيام تلو أيام اجتمعت صفية بوالديها نادمة على ما مضى طالبة للعفو والمغفرة نظرا لما أصابها من مرض من جراء ما قامت به من أعمال مشينة في حق والديها . قائلة في حضرتهما سامح تقصيري فـإني استحق هذا المرض وزيادة بسبب ما ألحقته بكما من سوء إني آثمة يا أبتي ويا امي وعاقة واستحق هذا العقاب وزيادة .فهذا الفم الذي أدبه الله بالمرض والألم كان لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر . وهذا الوجه الوارم كان يضل عاكفا وعابدا للمرآة دون الله وهذا الجسم الطريح لم يكن لعلم لولى المرض ان بر الوالدين من الأعمال الصالحة التي يُتقرّب بها إلى الله فلم أتخمر يوما بخمار الاحتشام فخمرني الله بخمار الآلام فكم من مرة جملت مخارجي ونبراتي بكلمة أف فصفعهما الله صفعة العذاب والهوان فكم مرة حذرتني من شاركتني رحم أمي قائلة " انتبهي واحذري يا" صفية" ما تقومين به شيء عظيم يغضب الله ورسوله تأكدي وتيقني لن يحبك ويرحمك بعد الله في هذا الكون كثر والديك وفضلهما عليك كبير بعد فضل الله جل جلاله ...أهدا جزائهما منك !!!... عقوقهما وترفعين صوتك عليكما ..أهدا جزاء من رباك طفلة ضعيفة حتى كبرت وترعرعت ..أهذا ما يستحقانه في نظرك ..!!!...الله المستعان .. أهذا ما أمرنا به ربنا ..يا صفية ... { أولاً } أمرنا الله جل جلاله ببر الوالدين وليس عقوقهما .. كما قال الله تعالى :- (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) الإسراء ومعنى قضى أمر وألزم ..ببر الوالدين ..وليس عقوقهما أنتبهي فالنار حامية والعقاب شديد .. { ثانياً } امرنا الله جل جلاله بالإحسان لهما وبرهما ... قال الله تعالى :- { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى } البقرة 36 { ثالثاً } - أتعرفين يا صفية أن العقوق من الكبائر .. قال صلى الله عليه وسلم :- (ألا أنبئكم بأكبرالكبائر ؟ الإشراك بالله ؛ وعقوق الوالدين ) رواه البخاري { رابعاً } - أعلمي أن برك بوالديك طريقك إلى الجنة وكما قال صلى الله عليه وسلم :- ( رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ؛ قيل من يارسول الله ؟ قال : { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } رواه مسلم { خامساً } أعلني التوبة النصوحى حالاً ..قبل أن تغرر روحك .. قال صلى الله عليه وسلم :- { إن الله يقبل توبة العبد مالم يتغرغر } رواه ابن ماجه والترمذي ومن فضل الله على عباده من تاب تاب الله عليه وأصبح كمن لأذنب له كم مرت حذرتني وكم مرة كانت لي نصوحة وكم مرة سمعتها تهمهم في منامها بهذا الكلام شرح الله صدر اختي وغفر لها عما سلف وكان من الذنوب والعصيان " وردها إليه رداً جميلاً رداً غير مخزي ولافا ضح ..." اين انا من كل هذا يا ابتي يا امي لعلى الله غاضب مني بل دون شك اني سادخل النار "الاب" في نفسه وأخيرا أدرك العاق غلطته يا سبحان الله "الام "في فرحة عارمة إن الحسنات يدهين السيئات مع الندم والتوبة يا ابنتي فقد قال تعالى "إلا من تاب وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيم " صفية يا أمي بعد كل مرة أتوب و أعاهد الله على عدم العودة الى المعاصي والعقوق ولكن لا أجد نفسي من حال التائبين شيء اضن أن نهايتي أوشكت وسوف احمل على الأكتاف فلم أشفى من مرضي بعد والألم لا يزال ينهش في عظامي لعلى ذنبي عظيم "الأب" حبيبتي إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ومع دموع التوبة سوف تمتد يد الله الكريمتين وسوف تمسح المرض وتمحو على مهل الجرح وتصرف عنك الورم "الام" هذا من فضل ربي عليك يا بنيتي وحبه لكن ورحمته بك ألا تعلمين أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه وطهره بعذابه ورباه ثم إذا أراد ساق له العافية ونجاه .ففاز بجزاء الصبر ,وحظي بفضيلة الشكر وسعد بالتوبة والطهر "صفية" اشكر الله على هذا الدرس النافع , وهذا الألم الشافي الناجع وهذا العقاب المؤدب الرادع وهذا المرض المهذب اللاذع . إن الله سبحانه يأمرني عندما راني لا اأتمر بقوله فكيف لا اشكره على هذه العناية وكيف لا أطيع من يرعاني هذه الرعاية مرت أيام وأيام وشفيت صفية من مرضها ضعفيه الجسم قوية الإرادة ضعيفة الهوى قوية الصبر والجلادة وفهمت ما قاله لها الله بهذا المرض وما سكبه في قلبها بلا ألفاظ وفهمت كيف يجب ان تحيط والديها بالاهتمام الذي مثله لها الله في الذكر الحكيم ... وقالت في نفسها الحمد لله على اني تبت الى الله من قريب ولم أصر على ما فعلت وانا اعلم وتداركت الموقف قبل فوات الأوان ... نصيحة احذري ايتها العاقلة الغفلة عن اثامك وكلما ابتلاك ربك ففتشي عما اغضبه منكِ واستوجب عقابه لتجني ثمرة الابتلاء توبة وتهذيدا واجتهدي في ان تتحلي بالفضائل وان تتجردي من الردائل فإن اصابكِ الله بمحنة لم تكن لكِ مجرد عقاب بل تغنم عظيم الثواب ولم تخسري بعصيانك ثمرة العذاب فإياك ان تحولي الاجر الى قصاص وزجر"ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد" [align=center] بقلم اختكم اســـراء [/align] |
#2
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي اختي الغالية اسراء قصة مؤثرة جدا تحمل لنا عبرة جميلة جزاكي الله اختي على هذه القصة
__________________
![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرت أعوام بطولها ولم ندرك أن بين أيدينا أديبة موهوبة.
__________________
![]() قـلــت :
|
#4
|
||||
|
||||
![]()
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
#5
|
||||
|
||||
![]()
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
دموع الخاشعين | معاوية فهمي | موضوعات عامة | 0 | 2019-10-13 06:23 PM |