![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() جراح في جسد الأمة الإسلامية مسلمو أوزبكستان ....اضطهاد تجويع تهجير تتوالى الجراح في جسد الأمة الإسلامية فهذا جرح غائر في كشمير، وجرح مازال ينزف في بورما،وآخر تسمع أنين الجسد من وطأته في تايلاند، وفي الشيشان صرخات تعلو من عمق الجراح ,وهكذا في كل يوم جرح جديد بات حتى بات جسد الأمة منهك من توالي الطعنات,ففي كل جزء ألم الجسد واحد .. والجرح واحد,ونحن اليوم نتناول أحد هذه الجراح بالفحص والتدقيق علنا نصل لعلاجه,وجرح اليوم في أوزبكستان فهيا بنا نتفقد أحوال إخواننا المسلمين هناك. أوزبكستان هي أكبر دولة سكانا، في وسط آسيا.. وهي إحدي الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفياتية السابقة. وتضم جمهورية أوزبكستان جمهورية قراقل باك. كما تضم أقاليماً لها حكم ذاتي يبلغ عددها تسعة أقاليم. منها أقاليم لها شهرة عريقة في تاريخ الإسلام. فمنها بخاري وسمرقند وطشقند وخوارزم.فقد قدمت هذه المناطق علماء أثروا الثرات الإسلامي بجهدهم كان منهم الإمام البخاري والخوارزمي والبيروني والنسائي وابن سينا والزمخشري والترمذي وغيرهم العديد من أعلام الثراث الإسلإمي. الموقع: تحدها خمسة دول هي أفغانستان وطاجيكستان من الجهة الجنوبية الشرقية، وتركمنستان من الجهة الغربية الجنوبية، وكازاخستان من الجهة الشمالية، وقرغيزستان من الجهة الشرقية و كلها دول إسلامية. وأما روسيا ففي شمال أوزبكستان وليس لها حدود معها، والصين في شرق أوزبكستان وليس لها حدود معها أيضاً، وإيران في الجنوب الغربي من أوزبكستان وليس لها حدود معها أيضاً. أوزبكستان: العاصمة: عاصمتها طشقند. ومن أهم مدنها سمرقند. وكانت مدينة سمرقند عاصمة لجمهورية أوزبكستان حتى سنة 1349 هـ - 1920 م ثم نقل الروس العاصمة إلى مدينة طشقند. المساحة: تبلغ مساحة جمهورية أوزبكستان 447.400 كم2. الديانة: الدين الرسمي الإسلام ويشكل أتباعه حوالي 90% من إجمالي السكان,وحوالي 10%من أصحاب الأديان الأخرى كالنصرانية واليهودية والشيوعيين.و حسب المعلومات الأخيرة يقيم في أوزبكستان حاليا ما بين عشرين إلى خمسة وعشرين ألف يهودي. وقد كان عددهم إلى سنة 1990م يصل إلى مائة ألف. وعندما بدأت مظاهرات كثيرة في البلد اضطُرَّ كثير من اليهود إلى مغادرة البلد لعدم معرفتهم بمصير الأوضاع السياسية. وبناء على تصريحات فلاديمير لابتشينكا موظف مكتب الصحافة لدى السفارة الإسرائيلية المقدمة إلى إذاعة (موج ألمانيا): "يوجد تفاهم تام بين مائة وعشرين قومية وطوائف مختلفة في أوزبكستان". وبدأ في طشقند تشييد مركز جديد لليهود. وإلى يومنا هذا كان يعمل معبدان يهوديان في كل من طشقند وسمرقند وبخارى، ومعبد واحد في قوقند وفرغانة. (للمقارنة: قد تمت هجرة اليهود من طاجكستان كاملا قبل اندلاع الحرب الأهلية فيها. وغادرت أواخر العوائل اليهودية في أوساط عام 1990م، ولم يبق فيها أي يهودي. ويعيش في قرقيزيا ألف وخمسمائة يهودي. وعدد الذين هاجروا بعد استقلال الجمهورية يقرب من ألف مهاجر. ولا يوجد فيها إلا معبد واحد أنشئ في سنوات الحرب العالمية الثانية. ولا تسمح حكومة تركمنستان بنشاط أي دين غير الإسلام السني والنصرانية الأورثوذكسية. ويشكل عدد اليهود في كازخستان سبعين ألفا، ولهم نشاط قوي في هذه الجمهورية. اللغة: اللغة الرسمية هي الأوزبكية كما أن جميع الشعب يجيد الروسية وقليلا منهم يفهم اللغة الفارسية القديمة (الدرية) التي يتكلم بها الناس في طاجيكستان وأفغانستان. ونسبة اللغات هي أوزبكية 74.3%، روسية 14.2%، طاجيكية 4.4%، أُخر 7.1% . عدد السكان: يبلغ عدد سكان أوزبكستان إلى 25.000.000 مليون نسمة.حوالي 60%منهم من القومية الأوزبكية. عدد المسلمين: وأما نسبة المسلمين في أوزبكستان المسلمة فحدث ولا حرج، إذ يشكل المسلمون فيها 90% (تسعين في المائة) من السكان. وغالبيتهم العظمى من أهل السنة والجماعة . المجموعات العرقية: سكان أوزبكستان ينتمون إلى مجموعة من العناصر.أبرزها الأوزبك ويشكلون أغلبية سكانها حيث تصل نسبتهم80% ومن القزق 4% ونسبة مماثلة من الطاجيك. وحوالي 5% من التتار ونصف هذه النسبة من القراقل باك. وكل هذه العناصر مسلمة ولذلك يشكل المسلمون الأغلبية الكبري بين سكان أوزبكستان ويشكل الروس 10% من سكان أوزبكستان.وقد زادت نسبة المسلمين عن نسبتهم في سنة 1391 هـ فكانت 84% فأصبحت 88% وهذا يرجع إلى ارتفاع نسبة التكاثر بين المسلمين وبلغ عدد المسلمين بها في الآونة الأخيره 14.874.440 نسمة ويكون الأوزبك منهم حوالي 9 مليون نسمة وهؤلاء من جملة الأوزبك في الاتحاد السوفياتي السابق 10.746.000 نسمة.ومنهم نصف مليون يعيشون في أفغانستان. كما يعيش في أوزبكستان الأكراد بنسبة 5%. عدد المؤسسات الدينية و المساجد : كانت أوزبكستان من البلاد الشهيرة بكثرة مساجدها ومدارسها عبر العصور. وبعد انفصال أوزبكستان من الاتحاد السوفيتي بلغ عدد المساجد إلى أكثر من 5000 مسجد في سائر أنحاء البلد. إلا أن المسلمين لم يلبثوا كثيراً إلا وفوجئوا بحملات الحكومة على الإسلام وأهله. فتناقص العدد إلى ما لا يزيد على ألفي مسجد فقط في بلد سكانه المسلمون يقتربون من العشرين مليون مسلم. وقد أغلقت الحكومة أكثر من 3000مسجد خلال سنتين أو ثلاث وحولت كثيراً منها إلى مستودعات وو"كازينو" واستراحات ومصانع تابعة للحكومة –تماماً كما كانت في عهد الشيوعية بالأمس القريب. والمساجد التي سلمت من الإغلاق العلني لم تسلم من سلب روحانيتها الحقيقية باعتقال ومطاردة الأئمة الصادقين والعلماء الربانيين.هناك أكثر من 5 منظمات إسلامية. المدارس والجامعات الإسلامية:هناك جامعة طشقند الإسلامية,وبعض المدارس. كيف وصل الإسلام إلى أوزبكستان؟ وصلها الإسلام بعد فتح بلاد الفرس ، فلقد تقدم الأحنف ابن قيس إلى أعالي نهر جيجون في سنة ثلاثين هجرية ، وفي الأمويين تولى أمر خراسان زياد بن أبي سفيان،وغزا المنطقة الجنوبية من التركستان ،وفي عهد ولاية سعيد بن عثمان خرسان اجتاز نهر جيجون في جنوبي أوزبكستان ، فكان أول من اجتاز النهر بقوات إسلامية ، وفتح مدينة بيكد ، وتقع بين بخاري ونهر جيجون ، ثم فتح بخاري صلحاً بعد حصارها في سنة 55هـ ، وأغار على سمرقند ، ولكن بخاري نقضت العهد فتكرر غزوها. واستقرت أحوال فتح إقليم التركستان في ولاية قتيبة بن مسلم الباهلي في سنة 88 هـ ، ففي عهده دخلت فتوح ما وراء النهر مرحلة حاسمة أخدت أريعة أدوار ، ففي الدور الأول استعاد المناطق التي نكست بالعهد مثل طاخارستان وأعاد فتح بخاري أثناء الدور الثاني ، وقد انتهي هذا الدور في سنة 90 هـ ، وفي الدور الثالث استطاع قتيبة أن يثبت الفتوح في حوض نهر جيجون وبسط نفود الإسلام على بلاد الصفد ، وفي الدور الرابع فتح بلاد حوض نهر سيحون ووصل إلى فرغانة ، وهكذا فتح قتيبة بلاد أوزبكستان فتحاً ثبت دعائم انتشار الدعوة الإسلامية ، وبني أول مسجد في بخاري في سنة 94 هـ. وفي عهد العباسين في ولاية المعتصم ، اعتنق الإسلام العديد من قبائل التركستان ، واستخدم الأتراك جنداً في جيشه ، وقام السامانيون بنقل الدعوة الإسلامية إلى آفاق جديدة في بلاد التركستان وأخد أمراء السامانيون على عاتقهم نشر الدعوة حتي حدود الصين،ثم جاء دور السلاجقة في القرن الرابع الهجري . وكان إسلام المغول دفعة جديدة للإسلام، ولكنها انقسمت الي دويلات بعد ضعفها وبدأت محاولات الروس لابتلاع الدول الإسلامية منذ سنة (964 هـ - 1556 م ) بالاستيلاء على قازان وانتهت بالاستيلاء على التركستان في سنة (1302 هـ - 1884 م ) . وعندما استولي الشيوعيون على السلطة بدؤوا بالاستيلاء على البلاد الإسلامية واحدة تلو الأخرى ، وقضوا على اللغة العربية ،وبأوزبكستان مقر الإدارة الدينية لمسلمي وسط آسيا وقازاخستان ،وفي طشقند معهد الدراسات الشرقية ،ومكتب العقيدة الإسلامية ، وكانت لغة الأوزبك تكتب بحروف عربية حتي سنة (1346 هـ - 1927 م ) عندما استبدلها الروس بأبجديتهم ، وتعرف اللغة بالأوزبكية نسبة (للأوزبك ) وهي إحدي اللغات التركية ، وبعد تفكك وانهيار الاتحاد السوفياتي اعلنت أوزبكستان استقلالها في ديسمبر 1991 م . جملة القول أن الدعوة الإسلامية وصلت إلى أوزبكستان وما حولها من البلاد -التي كانت تعرف عبر التاريخ ببلاد ما وراء النهر- في عهد مبكر من تاريخ الإسلام - منذ أيام الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه. إلا أن الفتوحات الإسلامية لم تستقرّ في أوزبكستان إلا في أواخر النصف الثاني من القرن الهجري الأول – في أيام الخلفاء الأمويين عبد الملك بن مروان وأبنائه الوليد وسليمان وهشام. وقد اعتنقت أهالي بلاد ما وراء النهر الدين الإسلامي أفواجاً وجماعات في أيام خلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز خلال عامي 99هـ - 101هـ. ويشهد على ذلك الوقائع التاريخية المشهورة. إلى هنا نتوقف مع وعد بمواصلة رحلتنا في الحلقة القادمة إن شاء الله. اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() جراح في جسد الأمة الإسلامية مسلمو أوزبكستان... اضطهاد تجويع تهجير(2) عاش المسلمون في أوزبكسـتـان، شـأنهم شـأن المسلمين في آسـيا الوسطى، تحت ظلِّ الحكم الشيوعي الوحشي لمدة ثلاثة أرباع القرن. فقد حظر الروس على المسلمين تلاوة القرآن ومنعوهم من استخدام الأسماء الإسلامية، لكنَّ قلةً من الكبار وبعض الشباب من أهل أوزبكستان، بخاصة في وادي فرغانة، تمسكوا بدينهم وعقيدتهم مثلما صنع غيرهم من أبناء الأمة، لكنَّ الجهل فُرِض عليهم، فاستمروا كذلك حتى انقشع ظلام وبؤس الاتحاد السوفيتي في أواخر القرن الماضي. ولقد كانت أوزبكستان من البلاد الشهيرة بكثرة مساجدها ومدارسها عبر العصور، وبعد انفصال أوزبكستان من الاتحاد السوفيتي بلغ عدد المساجد إلى أكثر من 5000 مسجد في سائر أنحاء البلد. إلا أن المسلمين لم يلبثوا كثيرًا إلا وفوجئوا بحملات الحكومة على الإسلام وأهله. فتناقص العدد إلى ما لا يزيد على ألفي مسجد فقط في بلد سكانه المسلمون يقتربون من العشرين مليون مسلم. وقد أغلقت الحكومة أكثر من 3000 خلال سنتين أو ثلاث وحولت كثيرًا منها إلى مستودعات و"كازينوهات" واستراحات ومصانع تابعة للحكومة - تمامًا كما كانت في عهد الشيوعية بالأمس القريب -. والمساجد التي سلمت من الإغلاق العلني لم تسلم من سلب روحانيتها الحقيقية باعتقال ومطاردة الأئمة الصادقين والعلماء الربانيين. ولقد أنجبت أوزبكستان للأمة الإسلامية عبر التاريخ بعض علماء الإسلام العظام الأفذاذ أمثال البخاري والترمذي والنسفي والزمخشري... وأما الدعاة المشهورون الذين قامت الصحوة الإسلامية في أواخر أيام الاتحاد السوفيتي الهالك وبعد انهياره على سواعدهم فهم أيضًا كثر، ومن أشهرهم: الشيخ العلامة عبد الحكيم قاري – شيخ مشايخ الصحوة الإسلامية المعاصرة - ويبلغ من العمر 105 سنوات - حيث إنه ببركة الله وحفظه كان أطول وأسبق عمرًا من عمر الاتحاد السوفيتي، والشيخ العلامة عبد الولي قاري – أشهر داعية مخطوف في أوزبكستان منذ عام 1995م ولا تعترف به الحكومة حتى الآن - والشيخ عابد قاري – أشهر أئمة وخطباء أوزبكستان من حيث الفصاحة والبلاغة وقوة الطرح، وقد أسلم على يديه المئات من المثقفين الشيوعيين، واستقام بسببه الآلاف من الشباب المنحرف بتوفيق الله وهدايته - والشيخ الداعية المفسر عبد الأحد قاري – إمام وخطيب جامع مدينة نمنكان - والشيخ الداعية محمد رجب قاري – إمام وخطيب جامع مدينة قوقند - والشيخ الداعية محمد خان قاري - مدرس طلاب الحجرات السرية منذ أيام الشيوعية - والشيخ الداعية روح الدين فخر الدين – إمام وخطيب جامع نور الدين خوجة بالعاصمة، وقد اختطفته المخابرات الأوزبكية قبل أشهر بعد مطاردة دامت لثمان سنوات - وغيرهم من المشايخ الدعاة الأفاضل الذين اعتُقل منهم الكثير وطورد منهم العشرات واضطروا للهجرة إلى مختلف أنحاء العالم. وحالما انهارت الشيوعية واستقلت جمهوريات آسيا الوسطى، شعر سـكانها أنهم أصبحوا أحرارًا من عبودية الشيوعية وجبروت الروس. لذلك بدءوا العودة إلى حظيرة الإسلام الذي حُرِّم عليهم. فعادوا لتنظيف مساجدهم التي كان الروس قد حوَّلوا معظمها إلى حانات لشرب الخمر وحظائر للخنازير. وأخذوا يجمعون الأموال ويتلقون المساعدات من إخوانهم المسلمين في الخارج من أجل إعادة إعمار المساجد القديمة وبناء مساجد جديدة. وكانت أوزبكسـتان أكثر جمهوريات آسيا الوسطى حماسًا للإسلام، فقد عُرِف أهلها منذ القِدم بحبهم للإسلام وللأمة الإسلامية. هذا و في أوائل سنوات الاستقلال أراد الله عز وجل أن يهدي الشعب الأوزبكي من جديد بعد طول ضلال، ومَنَّ عليه بنصره وتمكينه وهدايته وبكثير من نعمه الأخرى، فأقبل الناس وخاصة الشباب - الذين حرموا من حلاوة الإيمان زمنًا مديدًا - على الإسلام أفواجًا، فافتتحت المساجد والمدارس المغلقة في عهد الاستعمار الشيوعي، فطبعت الآلاف من الكتب والرسائل الدينية...، وكثرت المتحجبات الملتزمات بين النساء نصف العاريات، وكان الإنسان يشعر وقتذاك بظهور الصحوة الإسلامية في مختلف نواحي الحياة، ولكن.. هذا الشعور وهذه الفرحة لم تدم طويلاً، إذ أقدم المنافقون الشيوعيون الأصل من رؤساء الدولة على الحيلولة دون انتشار هذه الصحوة المباركة وعلى ضربها في مهدها، فدبروا بين الناس فتنًا، وحمَّلوا مسئوليتها على المسلمين المخلصين زورًا وبهتانًا، وتذرعوا بهذه الفتن لشن حملة شرسة على الإسلام والمسلمين الملتزمين، زاعمين أنها من أجل "وقاية الإسلام من الأصولية والتطرف"، وأبعدوا العلماء والدعاة والأئمة الصادقين من الساحة بالتدريج، فسجنوا كثيرًا منهم وأتباعهم لمدد طويلة، ثم ظهر وفشا في البلاد من المحرمات والمستقبحات ما لم يشهد عليه من قبل - حين ازدهار الصحوة الإسلامية. لكنَّ هذا الانبعاث واليقظة الإسلامية لم تعجب أولئك الذين حكموا أوزبكستان بعد انهيار الشيوعية، فولاء المسلمين للإسلام - صغارًا وكبارًا ذكورًا وإناثًا - لم يرُقْ للحزب الحاكم، الذين خدم كثير منهم في الحزب الشيوعي سابقًا واعتنقوا كثيرًا من معتقداته. لذلك بدءوا في منع قبول أية مساعدات لبناء المساجد والمدارس الإسلامية أو أية نشاطات إسلامية. وقاموا بمنع استخدام مكبرات الصوت للأذان في المساجد وبدءوا بقمع الرجال الملتحين والنساء المحجبات. ثم بدءوا من جديد بإغلاق المساجد وسجن أئمتها والخطباء فيها الذين لا يمتدحون الحزب الحاكم. فقد كان يوجد في مدينة نامانجان وحدها 98 مسجدًا جامعًا، ولكن السلطات أغلقتها جميعها ولم تترك منها إلا تسعة مساجد فقط. واستخدموا - كأدوات للقمع - قوى الشرطة وأجهزة الأمن الذين اشتغل كثيرٌ منهم عملاء في جهاز الـ " كي جي بي" السابق. لم يردع شيءٌ من ذلك مسلمي أوزبكستان، بل زادهم ذلك إيمانًا وحفزهم للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. وما هي إلا أيامٌ حتى بدأ الإسلام ينمو ويتركز، مالئًا البيوت والمجتمعات بالنور بعد أن بدأت الأفكار والمفاهيم الإسلامية تنير عقول المسلمين في آسيا الوسطى. أخذوا يدعون للإسلام بشكلٍ مركَّزٍ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، وصاروا يطالبون بإعادة نظام الحكم الإسلامي، نظام الخلافة. وهكذا أصبح مسلمو أوزبكستان أكثر الناس قاطبة حيويةً في دعوتهم لعودة الإسلام للدولة والمجتمع. لقد أغاظ هذا الأمر الطاغية كاريموف - رئيس جمهورية أوزبكستان - فبعد أن صحا من سكرته عمد إلى استخدام برنامج من التعذيب والقتل والوحشية والإذلال، ليس له مثيل. ولقد تفنن كريموف ونظامه في تعذيب المسلمين وتقتيلهم, وبعد اشتداد الضغط الإعلامي الدولي وسخط الرأي العام الداخلي على الحكومة وجرائمها تحولت الحكومة الإجرامية هذه إلى لعبة خبيثة أخرى حيث شرعت في اختطاف النشطاء المسلمين، وقد استطاع المراقبون من إحصاء أكثر من سبعين مسلمًا اختطفوا في الآونة الأخيرة لا يعرف لهم أي حس أو خبر. وهناك قرائن ودلائل كثيرة على ضلوع المخابرات الأوزبكية في هذه السياسة الرهيبة. هكذا لم يطرأ أي تقدم حقيقي على وضع حقوق الإنسان في أي منحى من مناحي الحياة لمسلمي أوزبكستان، بالرغم من تعهد الحكومة صراحةً بتعزيز حقوق المواطنين، وما زالت الحكومة ترفض السماح بإجراء تحقيق دولي مستقل في أعمال القتل الواسعة التي وقعت في أنديجان في عام 2005. واستمر تراجع حرية التعبير وحرية الاجتماع، كما استمرت الضغوط دون هوادة على المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والصحافيين المستقلين. واستمر ورود أنباء عن تعرض المعتقلين والسجناء للتعذيب أو غيره من صنوف المعاملة السيئة على نطاق واسع. وكان من شأن الفساد في هيئات تنفيذ القانون وفي القضاء أن يعزز مناخ الإفلات من العقاب. وظل عدة آلاف ممن أُدينوا بالانتماء إلى منظمات وحركات إسلامية محظورة يقضون أحكامًا بالسجن لمدد طويلة، في ظروف تُعد من قبيل المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة. وواصلت السلطات سعيها المحموم لتسلُّم أشخاص من أعضاء أحزاب أو حركات إسلامية محظورة، أو ممن يُشتبه في انتمائهم إليها. ورفضت السلطات وقف تنفيذ أحكام الإعدام مؤقتًا. لم يشهد التاريخ الأوزبكي مثل هذه الأيام الحالكة الظلمة بعد استيلاء التتار والروس على بلاد تُرْكِسْتان الغربية (وهي ما يسمى بـ "ما وراء النهر" أيضًا). فاليوم أصبح الحق في هذه البلاد يلبَس لباس الباطل والباطل لباس الحق, ويصدق فيها الكاذب ويكذب الصادق ويخون فيها الأمين ويؤتمن الخائن!!! إلى هنا نتوقف لنكمل مسيرتنا في الحلقة القادمة إن شاء الله. اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|