![]() |
جديد المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مسلمو الهند أقلية.....بل .....أكثرية تحتاج إعادة نظر (الجزء الاول) ![]() في كثير من الأمم ثمة جماعات بشرية يشار إليها دوماً باسم "الأقليات".وتعاني هذه الأقليات- خاصة الإسلامية منها-،عبر قارات العالم أجمع من تاريخ مضطرب، وحاضر قلق، ومستقبل ضبابية معالمة لا يعرف يؤول إليه الحال فيه إلا الله سبحانه وتعالى. وليست حالة الأقلية المسلمة في الهند التي نحن بصدد الحديث عنها اليوم استثناء فهيا بنا نتعرف حال الأقلية المسلمة في الهند. الهند أو كما يطلق عليها رسمياً جمهورية الهند، بلد تقع في جنوب آسيا. سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية،وهي جزء كبير من شبه القارة الهندية, والثانية من حيث عدد السكان، وهي البلد الديموقراطية الأكثر ازدحاما في العالم.. الموقع: يحدهاالمحيط الهندي من الجنوب، وبحر العرب من الغرب، وخليج البنغال من الشرق، وللهند 7,كما تحدها باكستان من الغرب ؛ وجمهورية الصين الشعبية، نيبال، وبوتان من الشمال، بنجلاديش وميانمار من الشرق. تقع الهند بالقرب من سريلانكا، وجزر المالديف واندونيسيا من علي المحيط الهندي. كما أنها جمهورية تتكون من ثماني وعشرين ولاية وسبعة أقاليم إتحادية تم تقسيم كل ولاية أو إقليم اتحادي إلي مقاطعات إدارية. وتم تقسيم المقاطعات بدورها إلي" tehsil" وأخيراً إلي قرى. وتمتلك ثاني عشر أكبر اقتصاد في العالم في سوق صرف الاسعار ورابع أكبر قوة شرائية. وقد حولتها الاصلاحات الاقتصادية منذ عام 1991 الي واحدة من أكبر الاقتصادات نموا، و[5] لا تزال تعاني من المستويات العالية من الفقر و[6]الأمية وسوء التغذية.تملك الهند مجتمع تعددي، متعدد اللغات ومتعدد الأعراق والهند أيضا هي موطن التنوعات في الحياه البرية بأنواع من المحميات. اسم (الهند) مشتق من اندوس، وهي مشتقة من الفارسية من الكلمة الفارسية القديمة الهندوس،من السنسكريتية سيندو،من التسمية المحلية التاريخية لنهر اندوس.وقد أشار اليونانيون القدماء إلى الهنود بإندو، شعب اندوس.كذلك فإن دستور الهند والاستخدام الشائع للغات الهندية المختلفة اعترف أيضا باسم بهرات كاسم رسمي لكلتا المركزان بالتساو. بهرات اسم مشتق من اسم الملك الأسطوري Bharata في الأساطير الهندوسية.كما أنها تسمى أيضاً هندوستان وهي كلمة فارسية للفظة "أرض الهندوس" وتاريخياً أشير إليها بالهند الشمالية،كما تستخدم أحياناً مرادفاً لكل الهند. الهند: العاصمة:نيودلهي. أكبر المدن:مومباي. عدد السكان: 1,17,995,904مليار نسمة يمثلون 17 ٪ من سكان العالم، و الهند هي ثاني دولة في العالم من حيث عدد السكان. المساحة: 3,287,240 كم2 الديانة: تعد الهندوسية الديانة الرسمية في الهند وتبلغ نسبتها80.5%.إلى جانب العديد من الديانات كالإسلام ويعد الديانة الثانية ونسبته14.5%,تليه المسيحية2.3%,السيخية1.9%,البوذية0.8%,يانية0.4%,أخر ى0.7%. اللغة:الهندية,الإنجليزية. ولكن الهند هي الأكبر ثقافيا ولغويا وتاريخيا ومن حيث الوجود الجغرافي، بعد القارة الأفريقية., هي موطن فصيلتان لغويتان أساسيتان هم؛ الهندية الآرية (و يتحدث بها حوالي 74% من السكان) و الدرافيدية و يتحدث بها حوالي 24%. هذا و يستخدم سكّان الهند 14 لغة رئيسيّة, وتعد اللغة الإنجليزيّة، أهم لغة تخاطب، قومياً، وسياسيّاً، وتجاريّاً. وتعد اللغة الهنديّة، هي اللُّغة الأساسيّة لنحو30% من السكان؛ إضافة إلى اللغات الرسمية الأخرى، التي تشمل اللُّغة البِنغاليّة، ولغة التِلوجو ، واللُّغة الماراثاويّة، ولغة التاميل، واللغة الأوردية، واللُّغة الجوجاراتيّة، ولغة المالايالام، واللُّغة الكنّاديّة، ولغة أوريا، واللُّغة البُنجابيّة، واللُّغة الأسّاميزيّة، واللُّغة الكَشميريّة، واللُّغة السِّنديّة، واللُّغة السَّنسكريتيّة، التي هي لغة الهند الأدبيّة القديمة. ومن اللغات الأخرى: الهِندوستانيّة، وهي لغةٌ لهجة، تجميع بين الهندية والأوردية، وتستخدم، على نطاق واسع، في شمالي الهند.ويبلغ عدد اللهجات في الهند ما يصل إلى 1652لهجة. عدد السكان المسلمين :يقدر عدد سكان الهند من المسلمين ب 180 مليون نسمة,أي ما يساوي 14.5%من إجمالي تعداد السكان. المجموعات العرقية:الهنود الآريون ويشكلون أكبر عرقيات الهند حيث يبلغ عددهم 741.6 مليون نسمة بما يمثل 72% من مجموع الشعب الهندي.يليهم الدرافيديون ثاني أكبر مجموعة عرقية حيث يصل عددهم إلى 257.5 مليون بما يمثل 25% من سكان الهند ويسكن معظمهم في جنوبي الهند. هذا بالإضافة إلى بعض العرقيات الأخرى صغيرة الحجم والتي لا تمثل مجتمعة أكثر من 3% من سكان الهند وأهمها هم المنغوليون. نبذة تاريخية:تقع في مأوي الصخور في Bhimbetka في ماديا براديش وهو أقدم أثار عرفتها الحياة البشرية في الهند. توجد أول المستوطنات الدائمة التي ظهرت منذ أكثر من 9000 سنة وتطورت تدريجيا الي حضارة وادي السند، والتي يعود تاريخها الي سنة 3300 قبل الميلاد في الهند الغربية. وأعقب ذلك عصر ال Vedic والذي ادي الي تأسيس الهندوسية وبعض الجوانب الثقافية الأخرى في بدايات المجتمع الهندي، وانتهت في سنة 500 قبل الميلاد. ومنذ سنة 550 قبل الميلاد تقريبا، تأسست في جميع أنحاء البلاد العديد من الممالك المستقلة والجمهوريات التي عرفت بـ Mahajanapadas. في القرن الثالث قبل الميلاد، معظم جنوب آسيا تم توحيده بداخل امبراطورية Maurya عن طريق Chandragupta Maurya وازدهرت في عهد اشوكا الأكبر. ومنذ القرن الثالث الميلادي، أشرفت سلالة جوبتا Gupta علي ذلك العصر الذي أشير إليه قديماًبـ "العصر الذهبي للهند".هذا و تشتمل امبراطوريات جنوب الهند علي امبراطورية Chalukyas وVijayanagara. بفضل رعاية هؤلاء الملوك ازدهر العلم والتكنولوجيا في الهند القديمة العلوم. وفي أعقاب الغزو القادم من وسط آسيا بين القرن ال 10 والقرن ال 12، أصبح جزءا كبيرا من شمال الهند تحت حكم سلطنة دلهي، وفيما بعد من الامبراطورية المغولية. في ظل سيادة أكبر الأكبر تمتعت الهند بتقدم ثقافي واقتصادي وكذلك انسجام ديني.ثم قام أباطرة المغول تدريجياً بتوسيع امبراطورياتهم لتغطية أجزاء كبيرة من شبه القارة الهندية وكان من أهم حكام المغول في القارة الهندية هو الحاكم المسلم المغولي شاه جهان الذي ترك آثاراً عظيمة لا زالت خالدة حتى الآن تشهد مدى تقدم البناء في عصره ومن أعظم الآثار هو تاج محل في أغرا الذي يزوره الملايين سنويا. بينماكانت القوة المهيمنة في شمال شرق الهند ل مملكة "أهوم Ahom" لـ Assam، قد كانت من بين الممالك القليلة التي قاومت الاستعباد المغولي.كما يعد أكبر أول تهديد واجه الإمبراطورية المغولية و كان من Hindu Rajput ملك Maha Rana Pratap لـ Mewar في القرن 14 وبعد ذلك من ولاية هندوسية كانت تعرف بكونفدرالية Maratha والتي سيطرت علي جزء كبير من الهند في منتصف القرن ال 18. و منذ القرن الـ 16 أسست القوة الأوربية مثل البرتغال، وهولندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة محطات تجارية واستغلت لاحقا النزاعات الداخلية لتأسيس مستعمرات في البلاد.بحلول سنة 1856 أصبحت معظم الهند تحت سيادة خكم شركة شرق الهند البريطانية. وبعد مرور عام، حدث في جميع أنحاء البلاد عصيان مسلح من قبل متمردين من قوات حربية ومن الممالك، وعرف ذلك بأول حرب هندية للاستقلال أو بتمرد الجندي الهندي، " Sepoy Mutiny" مقدما تحديا خطير لحكم الشركة ولكنه فشل في النهاية. ونتيجة لعدم الاستقرار، أصبحت الهند تحت السيادة المباشرة للسلطة الملكية البريطانية. في القرن ال 20وعلى الصعيد الوطني تم بدء الكفاح من أجل الاستقلال والذي أطلقه مؤتمر الهند الوطني وغيرها من المنظمات السياسية.قاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي الملايين من الناس في حملات وطنية للقيام بالعصيان المدني الغير عنيف. وفي أغسطس 1947،حصلت الهند على استقلالها من الحكم البريطاني، ولكنها في الوقت نفسه تم تقسيم مناطق الأغلبية المسلمة لتكوين ولاية منفصلة أطلق عليها باكستان. وفي 26 يناير 1950م، أصبحت الهند جمهورية و دخل الدستور الجديد حيز التنفيذ. فيم بعد واجهت الهند منذ الاستقلال تحديات من التعصب الديني، والطبقية، naxalism، والإرهاب وو متمردي الانقسمات المحلية وخصوصا في ولاية جامو وكشمير وشمال الهند.و منذ هجمات 1990 الإرهابيةالتي طالت العديد من المدن الهندية. الهند لم تقم بحل النزاع الإقليمي بينها وبين الصين، والذي تصاعد في عام 1962 إلى حرب بين الصين والهند، وباكستان، الأمر الذي أدى الي حروب 1947، 1965، 1971 و1999. الهند هي أحد الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة (كالهند البريطانية)، وحركة عدم الانحياز. في عام 1974، أجرت الهند تجربة نووية تخت الأرض وخمس تجارب في عام 1998، وجعل ذلك من الهند دولة نووية. حدثت إصلاحات اقتصادية كبيرة ابتداء من عام 1991 حولت الهند إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، زائداً من نفوذها على الصعيد العالمي. إلى هنا نتوقف اليوم ونكمل المسير في الحلقة القادمة إن شاء الله. في 15 أغسطس 1947، كانت الامبراطورية البريطانية الهندية التي حلت التالية المناطق ذات الغالبية المسلمة والمقسمة إلى تشكيل دولة مستقلة في باكستان. القسم أدى إلى نقل السكان من أكثر من 10 مليون شخص بين الهند وباكستان ووفاة حوالي مليون شخص. وفي 26 يناير 1950، أصبحت الهند جمهورية ووضع دستور جديد دخل حيز التنفيذ الذي أنشئت بموجبه الهند باعتبارها علمانية ودولة ديمقراطية. منذ الاستقلال، واجهت تحديات الهند من العنف الديني، casteism، الناكسالية والإرهاب وحركات التمرد الانفصالية الإقليمية، وخاصة في ولاية جامو وكشمير وشمال شرق الهند. منذ 1990s، أثرت الهجمات الإرهابية العديد من المدن الهندية. الهند والنزاعات الإقليمية التي لم تحل مع جمهورية الصين الشعبية، والتي، في عام 1962، تصاعدت في الحرب الصينية الهندية، ومع باكستان، مما أدى إلى حروب في 1947، 1971، 1965 و 1999. الهند هي دولة مسلحة بأسلحة نووية، وبعد أن أجرت تجربتها النووية الأولى في 1974، تلتها خمس تجارب أخرى في عام 1998 من 1950s إلى 1980s، تليها الهند السياسات الاشتراكية مستوحاة. كان مكبلا بالاصفاد الاقتصاد عن طريق تنظيم واسعة النطاق، والحمائية والملكية العامة، مما يؤدي إلى تفشي الفساد والنمو الاقتصادي البطيء. ابتداء من 1991، وإصلاحات اقتصادية كبيرة حولت الهند إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، وزيادة لها نفوذ عالمي. منقول
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]() مسلمو الهند أقلية.....بل .....أكثرية تحتاج إعادة نظر (الجزء الثانى)
إذا أردنا أن نعود إلى الوراء لنعلم كيف دخل الإسلام إلى الهند؛ فسنجد أن هناك قصةً طريفة، عظيمة وقعت في سبب دخول الإسلام، ووصوله إلى هذه القارة الكبيرة: المعروف تاريخياً أن الإسلام دخل بلاد السند (باكستان)، والهند، أول ما دخل.. على يد شاب مسلم كان عمره سبعة عشر عاماً، اسمه "محمد بن القاسم الثقفي" . ولد هذا الشاب سنة اثنين وستين للهجرة، وتُوُفي سنة ثمانٍ وتسعين للهجرة، وبهذا يكون قد عاش (36) سنة فقط، وقد استطاع خلال ست سنوات من حياته، ورحلته في الجهاد إلى بلاد السند والهند، أن يفتح هذه القارة العظيمة، وأن يقيم فيها دولة إسلامية، استمرت وحكمت بلاد الهند والسند ثمانية قرون، المسلمون حكموا هذه البلاد من القرن الرابع الهجري إلى بدايات القرن الثالث عشر، أي مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، عندما دخل الإنكليز إلى تلك البلاد، وفعلوا فيها ما فعلوا. ثمانية قرون، أفادت فيها الأمة الهندية من المسلمين علوماً، وحضارة، وفلسفة، وصناعات متقدمة ومتطورة، لذلك.. إن ما نراه اليوم من التقدم الصناعي الذي تشهده الهند؛ للمسلمين فيه بصمات كثيرة، كذلك العلوم التي ترد من بلاد الهند إلى بلاد العرب والمسلمين، كشروح صحيح البخاري، وصحيح الإمام مسلم، والترمذي، وأبي داود، وموطأ الإمام أحمد، وموطأ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد - رضي الله عنهم جميعاً - إنما هو بفضل أولئك المسلمين الأوائل الذين ذهبوا إلى تلك البلاد بقيادة محمد بن القاسم الثقفي رحمه الله تعالى ورضي عنه بعد فضل الله، محمد بن قاسم الثقفي هو من كبار القادة الذين كانوا في ذلك العصر، يعرف تاريخياً في تلك المرحلة أن الزمان جاد بأربعة قواد لم يجد الزمان بمثلهم على الإطلاق، وهم: قتيبة بن مسلم الباهلي، ومَسلَمة بن عبد الملك، وموسى بن نُصير، ومحمد بن القاسم الثقفي. هؤلاء توزعوا فتح العالم، فمنهم من فتح بلاد ما وراء النهر، مثل قتيبة بن مسلم، ومسلمة بن عبد الملك رحمهما الله تعالى، ومنهم من استلم جهة إفريقية وبلاد المغرب، مثل موسى بن نصير، وطارق بن زياد الذي كان معه. فهؤلاء استلموا سلك المنطقة، وفتحوها حتى بلغوا بلاد الأندلس، وأوصلوا الإسلام إلى حدود فرنسا. ومنهم من استلم المنطقة الشرقية، وعمق آسية، فبلغ أسوار الصين، وتجاوز بلاد الهند والسند، وهو محمد بن القاسم الثقفي رحمه الله تعالى.ونحن في الأسطر التالية نمضي مع رحلة الإسلام على الأراضي الهندية. وصل الإسلام إلي الهند مبكراً وتمثل أول قدوم للإسلام عبر محور بحري انتقل الإسلام عبره عن طريق التجار العرب الذين تعاملوا مع مواني سواحل الهند وحمل التجار العرب الجديد في بدايته إلى الهند، وأصبح في كل ميناء أو مدينة اتصل بها العرب جماعة مسلمة، ومما لاشك فيه أن الرحلات التي كانت تسهل مهمتها الرياح الموسمية أثمرت انتشار للإسلام على طول سواحل الهند، وظل الإسلام في جنوب يتسم بطابع الدعوة السلمية، وأقبلت الطبقات المنبوذة والمستضغفة على اعتناق الإسلام فدخلت قبيلة تيان ن وطبقة تشرومن أي (حرات الأرض) وجماعة (مكهة - ون) أب طبقة السماكين، وغيرهم من الجماعات التي خلصها الإسلام من القيود الطبقية، ولا زال الإسلام يكتسب أنصار جدداً في مناطق الساحل الغربي والشرقي من الطبقات المستضعفة، ولقد نشط هذا المحور وانتقل الإسلام من الساحل نحو الداخل في هضبة الدكن، واستقرت جماعات عديدة من العرب في الدكن. ولقد عبر الإسلام من ساحل مابار إلى جزائر وملديف، ومعظم أهل الجزر الآن من المسلمين، ويدين سكان هذه المناطق في دخولهم الإسلام إلى التجار العرب والفرس، وهكذا انتشر الإسلام في جنوب الهند بالحكمة والموعظة الحسنة عن طريق هذا المحور البحري، الذي نقل الإسلام إلى المناطق المجاورة للهند. دخل الإسلام إلى الهند عن طريق هذا المحور بوسيلة الفتح، وكانت أولى الغزوات التي قادها محمد بن القاسم الثقفي في سنة 92 هـ، وشملت الفتوح كما ذكرنا من قبل إقليم السند وجنوب البنغال وشمال أراكان المحتلة، وكذلك بورما(ميانمار) وسقطت مدن عديدة في أيدي المسلمين، واكتسح محمد بن القاسم العديد من مناطق السند والبنجاب وقامت دول إسلامية في حوض السند والبلاد المفتوحه وكان نفوذ الدولة الإسلامية في الهند نفوذاً قويا، في عهد الخلافة الإسلامية، والآمويين والعباسيين والغزنويين والمغول، ومن هنا أنتشر الإسلام في شبه القارة الهندية، ولأجل قوتها ونفوذها و سيطرتها على القارة الهندية استطاع بعض المسلمين في إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة عليها، كمسلمي باكستان وبنغلاديش، وأراكان والملاحظ أن هناك مئات المسلمين الجدد في الهند كل يوم وهذا ما يشير في بعض الدراسات إلى أن الإسلام قد يكون الدين الأول في الهند في السنوات القليلة القادمة. استقر الحكم الإسلامي في الهند ورسخت أقدامه وقامت له دولة منذ أن بدأ السلطان الأفغاني المجاهد "محمود الغزنوي فتوحاته العظيمة في الهند سنة 392هـ - 1001م، وامتد لأكثر من ثمانية قرون، تعاقبت في أثنائها الدول والأسر الحاكمة، ونعم الناس بالأمن والسلام، والعدل والمساواة، وازدهرت الحضارة على النحو الذي لا تزال آثارها الباقية في الهند تخطف الأبصار وتبهر العقول والألباب. كانت إمبراطورية المغول في الهند آخر دولة حكمت الهند، ودام سلطانها نحو ثلاثة قرون، منذ أن أسسها ظهير الدين بابر في النصف الأول من القرن العاشر الهجري.وتوالى على حكمها عدد من السلاطين العظام يأتي في مقدمتهم: السلطان "جلال الدين أكبر" الذي نهض بالدولة نهضة عظيمة، ونجح في تنظيم حكومة أجمع المؤرخون على دقتها وقوتها. والسلطان "شاه جهان" الذي اشتهر ببنائه مقبرة "تاج محل" لزوجته "ممتاز محل" وهي تُعد من روائع الفن المعماري، ومن عجائب الدنيا المعروفة. والسلطان "أورنك أزيب" الذي تمسك بالسنة وأشرف على الموسوعة المعروفة بالفتاوى الهندية أو العالمكيرية، نسبة إلى "عالمكير"، وهو اسم اشتهر به في الهند. ثم أتى حين من الدهر ضعفت فيه الدولة بعد قوة، وانصرف رجالها إلى الاهتمام بمصالحهم الخاصة، وإيثار أنفسهم بالكنوز التي حصلوا عليها في فتوحاتهم، وانتهز "نادر شاه" الفارسي فرصة تردي الدولة المغولية في الهند، فزحف عليها سنة 1153هـ - 1740م،وأحدث بدهلي عاصمة الدولة الدمار والخراب، وأعمل السيف في أهلها، ورجع إلى بلاده محملاً بغنائم هائلة.وساعدت هذه الأوضاع أن يزحف الإنجليز للسيطرة على الهند بسياستهم الماكرة وبأسلوبهم المخادع تحت ستار شركة الهند الشرقية، وانتهى الحال بأن دخل الإنجليز "دهلي" في مستهل القرن التاسع عشر الميلادي، وبسطوا سلطانهم في البنجاب، وتطلعوا إلى احتلال بلاد الأفغان لكن فاجأتهم شجاعة أهلها وبسالتهم فرجعوا عن هذا المخطط يائسين. وقد فقد المسلمون في الفترة التي استولى فيها الإنجليز على الهند ما كانوا يتمتعون به من سلطان ونفوذ، وإمساك بمقاليد الأمور، واحتكام إلى الشرع الحنيف في كل الأمور، ولم يكن لسلاطين دلهي من الحكم شيء، وتمادى الإنجليز في طغيانهم، فعمدوا إلى تغيير الطابع الإسلامي لبعض المناطق الهندية ذات الأهمية الكبيرة، وإلى محاربة التعليم الإسلامي والاستيلاء على الأوقاف الإسلامية، وأذكوا نار العداوة بين المسلمين والطوائف الأخرى.و في ظل هذه الأجواء المتردية تولى "بهادر شاه الثاني" الحكم في الهند سنة 1254هـ - 1838م، خلفًاً لأبيه السطلان "محمد أكبر شاه الثاني"، وكان الإنجليز في عهده قد أحكموا سيطرتهم على البلاد، وفرضوا نفوذهم على سلاطين الهند، الذين كانوا يتقاضون رواتب مالية منهم، وغدوا كأنهم موظفون لديهم، وبلغ من تعنتهم ومدى نفوذهم أنهم كانوا يتحكمون فيمن يدخل "دلهي" ومن يخرج منها. ولم يكن عهد "بهادر شاه الثاني" أحسن حالاً من عهد أبيه، فسياسة الإنجليز لا تزال قائمة على جعل أعمال الحكومة في أيديهم، في حين يبقى الحكم باسم السلطان المسلم، ويذكر اسمه في المساجد، وتضرب النقود باسمه، وكان هذا منهم عملاً خبيثًا يفرقون به بين الحكم وبين الملك، الذي عد رمزًا للحكم الإسلامي، ويحكمون هم باسمه باعتبارهم نائبين عنه، وقد فطن العلماء المسلمون في الهند لهذا العمل المخادع فعارضوا هذه السياسة وقاموا في وجهها، وقالوا: "لا يتصور أن يكون هناك ملك إسلامي بدون حكم إلا إذا تصورنا الشمس بدون ضوء"، وأعلنوا حين صار هذا الوضع سائدًا في الهند أنها أصبحت دار حرب، وعلى المسلمين أن يهبوا للجهاد ضد الإنجليز حتى يردوا الحكم إلى أهله. وحتى هذا الوضع الشائن للحكام المسلمين لم يستمر طويلاً فقد أعلن الإنجليز أنهم في طريقهم للقضاء عليه، فوَّجهوا إنذارًا إلى "بهادر شاه الثاني" الذي كان أسير القلعة الحمراء التي يسكنها في "دلهي" بلا نفوذ أو سلطان – أنه آخر ملك يسكن القلعة، وأنها ستصبح ثكنة عسكرية، وأن المخصصات التي يأخذها منهم ستنقطع بعد وفاته، وكان هذا يعني القضاء على دولة المغول في الهند، وكان لهذا الخبر وقع الصاعقة على الشعب المسلم في الهند. كان هناك سخط عام في الهند على وجود الإنجليز الذين ينهبون خيراتها ويمارسون سياسة متعسفة وظالمة ضد المسلمين، وكانت النفوس تموج بالغضب وتمور بالثورة والغليان، تنتظر الفرصة المناسبة والقائد الذي يمكن أن تلتف حوله، وتجاهد تحت رايته، وكان شمال الهند أكثر المناطق استعدادًا للثورة، حيث يكثر المسلمون، وتطغى سياسة الإنجليز الباطشة والمستهزئة بعقائد المسلمين وعباداتهم. هناك إجماع على أن الجنود المسلمين والهندوس في الجيش البريطاني المعسكر في ثكناته في "ميرت" التي تقع شمال دلهي بنحو 90 كيلو مترًا – هم الذين بدءوا الثورة وأزكوا نارها، وكان تعنت الضباط الإنجليز واستهتارهم بعقائد الجنود وراء ثورتهم وغضبتهم، بعد أن أرغموهم على قطع الدهن المتجمد الذي يُستخدم في تشحيم البنادق بأسنانهم، وكان هذا الشحم مركبًا من دهون الخنازير والبقر، فتذمر الجنود من ذلك باعتبار أن البقر محرم أكله على الهندوس تحريم الخنزير عند المسلمين، غير أن هذا التذمر زاد الضباط الإنجليز تماديًا وغرورًا فعاقبوا المتذمرين، ولم يلبث أن هب زملاؤهم بثورة عارمة في المعسكر، غضبًا لعزتهم وكرامتهم في رمضان 1273هـ - مايو 1857م، وانقضّوا على ضباطهم الإنجليز وقتلوهم، وانطلقوا إلى "دلهي" معلنين الثورة، وسرعان ما انتشر لهيبها حتى عم دلهي وما حولها. بهادر شاه قائد الثورة دعا علماء المسلمين إلى اجتماع في المسجد الجامع بدلهي، وأعلنوا فتوى بإعلان الجهاد وقَّعها كثير من العلماء البارزين، وكان لها أثر عظيم في تأييد الثورة واجتماع الناس للبذل والجهاد، واتحد الثائرون من المسلمين والهندوس، واختاروا بهادر شاه قائدًا عامًا للثورة، وفي ذلك إشارة إلى رضى الجميع عن الحكم الوطني المغولي. قامت الثورة في دلهي دون تخطيط دقيق مسبق، وافتقدت إلى القيادة الواعية التي تستطيع أن تتحكم في حركة الثورة، ولم يكن بهادر شاه يصلح لهذا الدور لكبر سنه، واستطاع الإنجليز أن يعيدوا تنظيم أنفسهم، وتجميع قوات هندية من الأمراء الموالين في بعض مناطق الهند، وانضم إليهم "السيخ" وكانوا يكنون عداء شديدًا للمسلمين، الأمر الذي ساعدهم على مقاومة الثورة والقضاء عليها في دلهي والمناطق الأخرى التي اشتعلت بها في القعدة 1274هـ - يونيو 1858م. بعد فشل الثورة قام الإنجليز بالقبض على بهادر شاه وأهل بيته أسرى، وساقوهم مقيدين في ذلة وهوان، وفي الطريق أطلق أحد الضباط الرصاص من بندقيته على أبناء الملك وأحفاده، فقتل ثلاثة منهم، وقطعوا رؤوسهم. ولم يكتف الإنجليز بسلوكهم المشين بالتمثيل بالجثث، بل فاجئوا الملك وهو في محبسه بما لا يخطر على بال أحد خسة وخزيًا، فعندما قدموا الطعام للملك في سجنه، وضعوا رؤوس الثلاثة في إناء وغطّوه، وجعلوه على المائدة، فلما أقبل على تناول الطعام وكشف الغطاء وجد رؤوس أبنائه الثلاثة وقد غطيت وجوههم بالدم. فقال في ثبات وهو ينظر إلى من حوله: "إن أولاد التيمور بين البواسل يأتون هكذا إلى آبائهم محمرة وجوهم"، كناية عن الظفر والفوز في اللغة الأوردية. بدأ الإنجليز بعد القبض على "بهادر شاه في محاكمته محاكمة صورية في "دلهي عام 1274 ه ـ يناير 1858م، واتهموه بأنه تعاون مع الثورة هو وابنه "ميزا مغل" ضد الإنجليز، وأنه أمر وشارك في قتل الإنجليز رجالاً ونساء وأطفالاً، وكانت تهمة كاذبة، والثابت أنه حين تولى قيادة الثورة كانت أوامره صريحة بعدم الاعتداء على الإنجليز من غير المحاربين منهم. وبعد جلسات المحاكمة أصدر القضاة حكمهم بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى النفي إلى مدينة "رانكون" عاصمة بورما، ورحل هو وأسرته وبعض أفراد حاشيته إلى بورما، وخضع الجميع لحراسة مشددة، وبنفيه سقطت دولة المغول الإسلامية في الهند، وطويت آخر صفحة من صفحات الحكم الإسلامي في الهند الذي ظل شامخًا أكثر من ثمانية قرون، ثم أقدم الإنجليز على تأكيد مخططاتهم وما كانوا يحاولون ستره بأشكال مختلفة، فقد أصدرت الملكة فكتوريا في ربيع الأول 1275هـ - 1 نوفمبر 1858م بنقل حكم الهند من يد شركة الهند الشرقية إلى يد المحكمة البريطانية،وبذلك دخلت الهند رسميًا ضمن مستعمرات التاج البريطاني، وظلت كذلك حتى اضطر الإنجليز للجلاء عنها في سنة 1367هـ - 1947م. مع وعد بلقاء جديد إن شاء الله على أراض الهند أترككم في رعاية الله. منقول
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
#3
|
||||
|
||||
![]() مسلمو الهند أقلية.....بل أكثرية تحتاج إعادة نظر(الجزء الثالث)
في حلقة اليوم ونحن نسير فوق أراضي الهند نتناول في حديثنا حال الإسلام والمسلمون هناك في فترة ما بعد الاحتلال البريطاني فهيا بنا. بعد تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 هاجر عدد كبير من المثقفين المسلمين وموظفي الحكومة والأطباء ورجال القانون إلى الباكستان. وقد أدى ذلك إلى حدوث تغيير في البنية الاجتماعية للمسلمين. وينحدر القسم الأعظم من المسلمين الذين آثروا البقاء في الهند من مناطق ريفية. وعجّل انسحاب الطليعة المسلمة المدينية والمتنفذة اقتصادياً في تردي الأوضاع السياسية للطائفة الإسلامية، إلى جانب تدهورها الاقتصادي. فبعد 1947 كان المسلمون الهنود يعانون من نقص في الموارد الاقتصادية، فانسحبوا منذ ذلك الوقت فصاعداً إلى الخلف عَقبَ إعادة بناء الإدارة الهندية، وذلك بسبب انتمائهم الديني، وكانت تعوزهم القيادة السياسية. وأفضى العوز الاقتصادي وعدم الاندماج الاجتماعي في نهاية الخمسينات إلى صراعات متنامية حول الشؤون البلدية في المناطق ذات الكثافة السكّانية. ومازالت أغلبية المسلمين الهنود تعيش إلى اليوم على الزراعة. وبما أنّ سوق العمل المتعلق بالوظائف الإدراية العليا في الهند العلمانية يبدو محدوداً أمام المسلمين، فإنّ فئات من الطبقة الوسطى صارت تستغني عن التعليم ودخول المدارس، وتحاول إيجاد موطأ قدم في سوق العمل بالقليل من التعليم، في مجال التجارة على سبيل المثال. وعلى الرغم من أن الإسلام في الهند ملتزم شكلياً بالنهج الإسلامي المعمول به عالمياً، لكنه يتكيّف، فيا يتعلّق بالشعائر والمعطيات الثقافية قبل كلّ شيء، وفق المكان المعين. ويستعمل المرء مصطلح الموضعية-المحليّ لوصف الإسلام الشعبي، إذ تكمل الثقافتان الموضعية والإسلامية بعضها البعض؛ فهما متداخلتان ومتجاورتان. ومن أفضل الأمثلة على ذلك هو تقديس الأولياء المنتشر انتشاراً واسعاً هناك، ويمارسه المسلمون والهندوس على السواء والذي يقف على النقيض من الإسلام الكتابيّ أو الأصولي أيضاً. وتعتبر المعابد الموضعية أماكن لقاء تخفتي عندها حدود الانتماء الديني. وليس من النادر أن يجد المرء موسيقياً هندوسياً مدفوناً في مقبرة من مقابر الأولياء المسلمين وما إلى ذلك.وبفعل النزعات الهادفة إلى الفصل بين الأغلبية والأقلية في المناطق المدينية فإنّ هناك إسلاماً أكثر تشدداً مما هو عليه في الريف. وغالباً ما يقوم الإسلام المتشدد هناك بمنح الهوية، ويقدم سنداً اجتماعياً مهماً. وتميل الجماعات المدينية إلى الديانة القائمة على الكتاب والمسماة بالديانة الكتابية، والتي يروّج لها ممثلو ما يسمى بالإسلام السياسي، مع أنّ هناك قيماً إسلامية-شعبية مازالت مترسبة في هذه الديانة الكتابية. هذا ويجد المسلمون الكتابيون قاعدتهم الاجتماعية على الأغلب في الطبقة المتوسطة والطبقة المتوسطة الدنيا، ويمثلون، ليس بالقليل، إسلاماً يهدف إلى تنقية الإسلام من التأثيرات المحلية. وهذه النقاوة الطهرانية تقود إلى القطيعة والعزلة عن المحيط المنظور اليه باعتباره محيطاً ثقافياً مختلفاً، وتتسبب في خلق صراعات ذات دوافع دينية. وإلى جانب هذه التوترات بين الأوساط الاجتماعية المدينية والريفية، هناك أيضاً انقسامات بين التيارات الفكرية السنيّة المختلفة فيما بينها من ناحية وبين السنّة والشيعة من ناحية أخرى؛ وكثيراً ما تنشأ أعمال عنف بينهم. ومن نتائج تكيّف المسلمين ضمن إطار الثقافة الموضعية هو أن البنية الاجتماعية للأقلية المسلمة في الهند باتت مطبوعةً بصورة واضحة بنظام الطبقات الهندي. وعلى العكس من الهندوس فإنّ نظام الطبقات لدى المسلمين لا ينطوي على مشروعية دينية. ويشيع هناك الزواج بين الأقارب، وكذلك الافتخار بالولادة والأصل، بيد أن ذلك لا يستند إلى قاعدة أيديولوجية نقية. فالرخاء والنعيم وغيرهما من العوامل الدنيوية تتمتع هنا بأهمية كبيرة، بغية التمكّن من الموقع الاجتماعي. وفضلاً عن ذلك لا يوجد لدى المسلمين طبقة اجتماعية خالصة من حيث الشعائر الدينية وذات واجبات محددة كما هو الحال لدى طبقة البرهمانيين. تعود المصادمات بين المسلمين و الهندوس الى جذور تاريخية قديمة ارتبطت بدخول الاسلام الى شبه القارة الهندية. فلقد سيطر المسلمون على معظم اجزاء المنطقة ودخل الهندوس في الاسلام افواجاً افواجاً حتى شكلوا أقلية مسلمة كبيرة ضمت حوالي ثلث سكان شبه القارة الهندية قبيل استقلال المنطقة عن بريطانيا. ولا شك في ان اعتناق ملايين الهندوس للاسلام اثناء فترة حكم المسلمين لشبه القارة الهندية قد ترك شعوراً بالمرارة وخيبة الأمل لدى كثيرين من الهندوس بسبب التحدي الكبير الذي واجههم من الاسلام. وعلى الرغم من الجهود التبشيرية الكبيرة التي قامت بها الكنيسة الأوروبية مدعومة من الاستعمار البريطاني إلا انها لم تحقق نجاحاً كبيراً في نشر المسيحية في الهند حيث بقي المسيحيون في الهند أقلية صغيرة جداً مقارنة بالمسلمين. وكذلك الأمر بالنسبة للطائفة السيخية التي انشقت عن الهندوسية وشكلت ديانة خاصة جمعت بها بين بعض الأسس الهندوسية والتعاليم الجديدة التي أخذت بعضها من الاسلام، فهذه الطائفة ما زالت محدودة جداً في الهند وذلك بالرغم من اعتقاد مؤسسيها بأن اعداداً كبيرة من الهندوس سوف يؤمنون بها عوضاً عن اعتناقهم للاسلام. وينبغي التوضيح بأن الأقلية السيخية وعلى الرغم من قلة اتباعها مقارنة بالهندوسية والاسلام في الهند إلا ان تاريخها مليء بالصراع الدموي مع كلا الطائفتين وخاصة مع الأغلبية الهندوسية. ومن ذلك مثلاً قيام متطرف سيخي باغتيال زعيم الهند الكبير غاندي. إن صورة الانقسامات الطائفية في الهند تتضمن الكثير من المصادمات الدموية وخاصة بين المسلمين والهندوس بوصفهما أكبر طائفتين دينيتين في الهند. ولقد أدت مسألة نزاع الهند وباكستان حول كشمير إلى زيادة حدة الصدام الإسلامي ـ الهندوسي في شبه القارة الهندية، وتبلور هذا الصدام حول مسألتي كشمير وتدمير مسجد بابري الذي يسعى المتطرفون الهندوس الى إعادة بناء معبد خاص بهم مكانه كان المسلمون قد دمروه ـ حسب الرواية الهندية ـ عندما كانوا يسيطرون على الهند في السابق وأقاموا مكانه مسجد بابري المعني بالمصادمات الحالية. ومن المتوقع لهذه المصادمات التي يقودها المتطرفون في كلا الطرفين أن تظل مستمرة ومعها تظل المجازر البشرية الدموية الكبيرة، وربما تقود إلى إشعال لهيب حرب واسعة بين الهند وباكستان. حسب تقرير حكومي نـُشر في 2006م، يسمى تقرير سچار، يعاني المسلمون نقص نسبي حاد في تمثيلهم في مختلف مناطق الحكومة والمجتمع. وبين الحقائق الأخرى، اكتشفت اللجنة أنه في ولاية غرب البنغال ، حيث يشكل المسلمون 27% من السكان، فإنهم يشغلون أقل من 3% من الوظائف الحكومية.وقد أثار تقرير سچار ردود فعل شديدة من وسائل الإعلام الهندية، بما فيها اتهامات للجنة الحكومية بالتحيز لصالح المسلمين. وقد أشار التقرير أن المسئولية عن الحاضر الحالك للمسلمين في الهند تقع بالكامل على عاتق كل من الحركات الهندوسية وحزب المؤتمر. وقد أشار منتقدو التقرير إلى أنه يشجع "الفصل العاطفي (بين المسلمين والهندوس) الأمر الذي لن يمكـِّن المسلمين من المشاركة في المعجزة الهندية".ويـُتهم التقرير بإساءة تفسير البيانات والأرقام، والتحيز و"إساءة تفسير التفاوت بين المسلمين والهندوس".وكذلك انتقد زعماء حزب بهاراتيا جناتا تقرير سچار، لكونه "مشوه، ذا دوافع سياسية وخطير"، كما أشاروا إلى أن اقتراحات نظام خاص لإعطاء الملسمين حقوقهم سيؤذي الدولة ككل, وانتقدوا موافقهة حكومة التحالف التقدمي المتحد على توصيات التقرير لكونها انتقاد ضمني لجهود حكومات bjp السابقة لمساعدة المجتمعات الإسلامية بزعمهم. زعيم bjpقال:" أن نبرة وملمس لجنة سچار لهما تشابه أخاذ مع رابطة المسلمين في عصر ما قبل استقلال الهند. للأسف، فالحكومة تتبع بلاعقلانية سياسة غوغائية عمياء، تهدد بانقسام الأمة." وأخيراً فإن هناك ملايين الهندوس والمسلمين الذين يدعون إلى التعايش السلمي بين الطرفين.ولكن يبدو أن المتطرفين الهندوس الذين يحاولون دائما استفزاز المسلمين بهدف إشعال لهيب مصادمات واسعة بين الطرفين. نتوقف اليوم لنلتقي بعون الله في الحلقة القادمة والأخيرة مع الأقلية المسلمة في الهند. منقول
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() مسلمو الهند أقلية بل أكثرية تحتاج إعادة نظر (الجزء الرابع) في الحلقة الماضية استعرضنا أحوال الإسلام والمسلمين منذ دخول الإسلام إلى الهند حتى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين, وفي حلقة اليوم والتي ستكون الأخيرة إن شاء الله في الحديث عن المسلمين في الهند. واستكمالاً لما بدأناه فإن المسلمين الذين قدموا إلى الهند كتجار أصبحوا حكامًا ثم أقلية ثم أقلية حساسة إثر التقسيم، ليس لأن عددهم قد تناقص فحسب، ولكن أصواتهم قد ضاعت حيث وجدوا أنفسهم في موقع الشبهة دائمًا كأناس كانوا سببًا لتقسيم الهند. في الوقت الذي أصبحت مناطق الأغلبية المسلمة موطنًا للمسلمين فإن عددًا كبيرًا من المسلمين قرروا البقاء على الأرض الذي ولدوا فيه. لقد جعل تقسيم الهند المسلمين في موقع حساس إذ أوجد وضعًا غير عاديٍّ بين عشية وضحاها، وقد هز تأسيس باكستان الصورة العلمانية للهندوس الذين باشروا في تضميد الإحساس بجرح مزمن من جراء ذلك، في حين أن المسلمين قد تملكهم الشعور بانعدام الأمن والإحباط وعدم الاستقرار نتيجة الاستقلال والتقسيم، إلا أن الهند ظلت علمانية بمخططات غاندي الذي قدم حياته في سبيل الهند العلمانية، كما أعطت التزامات جواهر لال نهرو تجاه الهند العلمانية الطمأنينة الضرورية والأمن لمسلمي الهند، بيد أن انشغال المسلمين بمسألة أمنهم أكثر من حقوقهم حال دون تطلعهم أبعد من المطالبة بحماية أرواحهم وممتلكاتهم. انشغل القادة المسلمون دومًا بقضايا دينية وثقافية أكثر من اهتمامهم بقضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجالية، وقد كانت سياسة المسلمين سياسة نخبوية، وتقيدوا جميعًا بمناقشات حول قانون الأحوال الشخصية للمسلمين وصفة جامعة "عليكر" (الجدل الدائر حول وضعها الأقلياتي) ووضع لغة الأوردو، وهذه المشاكل كونها دينية وثقافية في طبيعتها تميل إلى إصباغ المناقشات صبغة دينية، ويعود السبب في ذلك جزئيًّا إلى أن الهوية الثقافية تنمو في بيئة تعيش فيها الجالية تحت التهديدات، وجزئيًّا إلى أن المعطيات والعناصر والمراجع في هذه المناقشة تبقي الجاليات الأخرى خارج الميدان تقريبًا، أما القضايا التعليمية والبطالة والفقر وقلة التمثيل في الأجهزة المنتخبة بالكاد حظيت بأي اهتمام في أجندتهم. بعد انقضاء العهد النهروي، وفي وجه التحديات التي تعرضت لها قيادتها، بذلت إنديرا غاندي - ابنة نهرو - جهودًا واعية لبناء قاعدة جماهيرية لها، وأطلقت مشاريع شعبية تستهدف أقليات طبقية وقبلية من غير المسلمين، وفي حين أن هذه الأقليات حصلت في إطار هذه المشاريع على نصيبها من برامج تخفيف الفقر والتنمية الريفية، اقتصرت مكاسب المسلمين على ضمانات بمواصلة السياسة العلمانية وحماية أرواحهم وممتلكاتهم. ومن جانب آخر عمدت الحكومات المتعاقبة إلى التطرق للقضايا الرمزية والعاطفية للمسلمين كوسيلة لاستغلالهم من أجل المكاسب السياسية أكثر من التركيز على قضايا ذات علاقة بتنميتهم الاجتماعية والاقتصادية. وكنتيجة لم يتطرق أحد قط إلى قضايا أساسية مثل الفقر والتعليم والتوظيف. وبرزت قضايا عاطفية مثل منع كتاب يسيء إلى مشاعر المسلمين، والإجازة في يوم الميلاد النبوي الشريف، والدعم الحكومي للحجاج كآيات لالتزامات الحكومات تجاه المسلمين، وهذه القضايا أضفت مصداقية للدعاية اليمينية القائلة باسترضاء المسلمين من قبل الأحزاب العلمانية بدلاً من أن تجني أي فوائد جذرية للمسلمين. وهكذا وبعد 60 عامًا من الاستقلال، فإن الجالية المسلمة المغيبة ذهنيًّا عن واقع الأوضاع في الهند العلمانية الهندوسية بقيت أكثر الجاليات تخلفًا في النواحي الاقتصادية والتعليمية، بل وعلى كافة الأصعدة. وعلى الرغم من وجود العديد من الهيئات والمؤسسات الإسلامية في الهند والتي قد بلغ عددها حوالي 400 هيئة ومؤسسة وجمعية فقد تسبب هذا في إثارة الكثير من المشكلات، مما أدى إلى تفتيت وحدة المسلمين بالهند، ولقد حرم هذا المسلمين من مظلة تحميهم وتحافظ على هويتهم الإسلامية، وكذلك بالرغم من وجود كثير من الجامعات والمعاهد المعاصرة كجامعة "أليگره" المسلمة، ووقف تعليم دار السلام (التي تضم كليات مثل كلية الدكن للهندسة، مدرسة الدكن لإدارة المستشفيات، كلية الدكن للعلوم الطبية), الجمعية الملية الإسلامية, جامعة همدارد, مؤسسات البركات التعليمية, جمعية تعليم مولانا أزاد في أورانگ آباد, الحرم الجامعي للدكتور رفيق زكريا في أورانگ آباد, جمعية الأمين التعليمية, كلية الهلال للهندسة وجمعية الكبير التعليمية. كما أن هناك أيضًا الجامعات الإسلامية التقليدية كمركز "كرالا" السني (أكبر مؤسسة إسلامية خيرية، غير حكومية، غير ربحية في الهند), أكاديمية رضا, الجمعية الأشرفية، أعظم گره, دار العلوم، ديوبند ودار العلوم ندوة العلوم "إلا أن المسلمين يعدون أكثر الجاليات تخلفًا في المجال التعليمي، هذا ما اعترفت به السياسة التعليمية الجديدة التي وضعت في عام 1986م حيث وُجد المسلمون كأكثر الجاليات تخلفًا في المجال التعليمي مع البوذيين الجدد. ويظهر تحليل مقارن لبيانات مستويات التعليم بين الجاليات المختلفة بأن المسلمين أكثر تخلفًا بين كافة الجاليات في المجال التعليمي، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وفي دراسة أمر رئيس الوزراء الهندي بإجرائها وجدت أن المسلمين الذين يمثلون أقلية في الهند يشعرون بأنهم ينظر إليهم على أنهم غير وطنيين، ويحتاجون لأن يثبتوا باستمرار أنهم ليسو إرهابيين. وقال التقرير الذي قدم إلى البرلمان: "إنهم يحملون على عاتقهم عبئًا مزدوجًا بوصمهم أنهم غير وطنيين, وبأنه يجري استرضاؤهم في نفس الوقت". ويواجه حزب المؤتمر الهندي الحاكم الذي يتباهى بأنه حزب متعدد الأطياف اتهامات من جانب القوميين الهندوس باسترضاء مسلمي الهند البالغ عددهم 138 مليون نسمة والذين يشكلون أكثر من 13%من عدد السكان. ويقول الهندوس المتشددون: إنه يجب عدم السماح للمسلمين بتطبيق قوانينهم الخاصة فيما يتعلق بالميراث والطلاق والزواج مثلما هو الحال الآن. وقال التقرير الذي سرب على نطاق واسع: إنه على الرغم من أن المسلمين يشعرون بضرورة أن يثبتوا باستمرار أنهم غير إرهابيين فإن عملية الاسترضاء المزعومة لم تنجح في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمسلمين. وقال محللون: "إنها خطوة جريئة من جانب رئيس الوزراء مانموهان سينغ وهو سيخي أن يأمر بإعداد هذا التقرير ووصفوه بأنه نداء للصحوة". وقال المعلق ماهيش رانجاراجان: "هذه أكبر أقلية مسلمة على وجه الأرض، معاملة المسلمين كوحوش أو ضحايا ليست هي الإجابة". و80% من سكان الهند العلمانية رسميًّا هندوس، ولكنها تضم أقليات كبيرة من "المسيحيين" والبوذيين والسيخ، بالإضافة إلى ثالث أكبر عدد من المسلمين في العالم. وكثيرًا ما نشبت اشتباكات بين الهندوس والمسلمين منذ استقلال الهند عن الحكم البريطاني في عام 1947 وإنشاء باكستان، وقتل آلاف المسلمين في أعمال شغب مع اتهام الشرطة في الغالب بتجاهل الهجمات عليهم. وفي السنوات الأخيرة اعتقلت الشرطة مسلمين بسبب هجمات في الهند كان أحدثها سلسلة التفجيرات التي وقعت في مومباي المركز المالي للهند، وأدت إلى مقتل 186 شخصًا على الأقل. واعتقل مئات المسلمين بعد التفجيرات في حملات للشرطة ولكن أفرج عن أغلبهم دون توجيه اتهامات لهم. وكشفت الدراسة التي أمر بها رئيس الوزراء الهندي بأن ارتداء زي إسلامي يكفي لإثارة الشكوك، وقال التقرير: إن الشرطة "غالبًا ما تعتقل الرجال المسلمين الذين يطلقون لحاهم ويرتدون عمامة لاستجوابهم من الأماكن العامة مثل المتنزهات ومحطات السكك الحديدية والأسواق. "وتشكو النساء المسلمات اللائي يرتدين النقاب من أن يواجهن عداء في الأسواق والمستشفيات والمدارس ويصعب عليهن العثور على وظيفة". وقد توصل مكتب رئيس الوزراء الهندي الذي اطلع على التقرير إلى تلخيص للنتائج التي توصلت إليها اللجنة وأوجزها فيما يلي: «الأقلية المسلمة تعاني من الفقر ونسبة الأمية بينهم أكبر من غيرهم، وفرص التعليم المتوفرة أمامهم غير كافية، وتمثيلهم في وظائف القطاعين العام والخاص أقل، فضلاً عن قلة توفر الائتمانات المصرفية لمن يريدون منهم إنشاء أعمال تجارية خاصة بهم، وفي المناطق الريفية يعيش المسلمون في الغالب في الأحياء المزدحمة الفقيرة التي تفتقر إلى البنيات التحتية». هذا ويشكل المسلمون نسبة 13% من تعداد سكان الهند 1.17مليار نسمة، ويساوي عددهم جملة تعداد سكان باكستان التي انفصلت عن الهند قبل نحو 60 عامًا. وظل الجدل حول حقوق المسلمين في الهند يظهر من حين إلى آخر خصوصًا عقب اندلاع أعمال العنف ذات الدوافع الدينية، وقد تسببت النتائج التي أعلنت في الآونة الأخيرة في عودة الجدل حول هذه القضية مجددًا، وكان عدد من رجال الدين والقادة السياسيين المسلمين قد بدأ مسبقًا يقف إلى جانب فكرة العمل بنظام الحصص أو النسب، إلا أن حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي شدد على أن القانون الهندي يحظر نظام الحصص والنسب القائمة على أساس المعتقدات. وقال أمين عام اللجنة التي أصدرت التقرير: "إن مؤشرات التعليم والفقر في بعض الولايات الهندية أظهرت أن المسلمين يأتون في مرتبة بعد طبقة المنبوذين الهندوس". ومن ضمن الإحصائيات المثيرة للجدل، التي أوردتها «إنديا اكسبريس» حول التقرير العدد الكبير من النزلاء المسلمين في السجون الهندية بمختلف الولايات. ففي ولاية مهاراشترا الغربية - على سبيل المثال - يشكل المسلمون نسبة 10.6% من النزلاء ونسبة 32.4% من المدانين والذين ينتظرون المحاكمة، كما يشكل المسلمون نسبة 2% من العاملين في «خدمة الإدارة الهندية» الذي يشكل الجهاز الوطني للموظفين، أما في القضاء، فإن نسبة المسلمين الذين يعملون كقضاة فلا تتعدى 2.7% فقط. ويظهر التفاوت بين المسلمين والمجموعات الأخرى في مجال التعليم أيضًا؛ إذ تبلغ نسبة التعليم وسط المسلمين 59% مقابل 65 هي نسبة التعليم في الهند، وفي المتوسط يبقى التلاميذ المسلمون في المدرسة لفترة متوسطها ثلاث سنوات وأربعة شهور مقارنة بأربع سنوات، وهي المتوسط العام في البلاد. وتبلغ نسبة المسلمين الذين يكملون مرحلة التعليم العام أقل من 4% مقابل نسبة 6% من التعداد الكلي للسكان، كما أن عدد المسلمين في معاهد التكنولوجيا - وهي مؤسسات تعليمية نخبوية - أقل من 2%، فيما يبلغ عدد أطفال المسلمين الذين يلتحقون بالمدارس الدينية 4%. ومن المرجح أن تكون الهوة الكبيرة في مجال العمل بين المسلمين والمجموعات الأخرى في الهند من القضايا الساخنة، إذ يعمل كثير من المسلمين في القطاع غير الرسمي، مثل البناء ونظافة الشوارع، فيما يقل عددهم في القطاع العام. ومن جملة وظائف الحكومة يشغل المسلمون 15%؛ أي أقل بكثير مقارنة بنسبة العاملين في الوظائف الحكومية المنحدرين من الطوائف «المتخلفة» والطبقات الدنيا الأخرى في المجتمع الهندي. والتقرير تعرض إلى المناطق التي يقطنها المسلمون داخل المدن، واصفًا إياها بأنها ذات بنية تحتية محلية فقيرة، ومع ذلك فقد أشار إلى وجود تباين شديد في ظروف المعيشة بين المسلمين على مستوى مناطق الهند. وتتراجع الحالة التعليمية والاقتصادية للمسلمين بنسبة تقل عن الحد الأدنى للطبقات الهندوسية، بحسب التقرير الذي أكد حاجة المسلمين إلى برامج للمساعدة في وضع الجسر على تلك الفجوة الواسعة. وقال التقرير: إن 94.9% من المسلمين يعيشون تحت خط الفقر، مشيرًا إلى أن العائلات المسلمة في المناطق الريفية لا تحصل على حقوقها المجانية في المحاصيل الغذائية، وأن نسبة 60.2% من الذين يقطنون المناطق الريفية لا يمتلكون أرضًا زراعية. أما نسبة من يمتلكون جرارات زراعية بين الفلاحين المسلمين فتبلغ 2.1%، فيما تمتلك نسبة 1% فقط مضخات مياه، ويحصل 3.2% فقط من المسلمين على قروض دعم، فيما يستفيد 1.9% من برامج الأغذية الحكومية المجانية. ورغم أن الدستور الهندي العلماني يضمن حقوقًا وفرصًا متساوية لكافة أفراد المجتمع دون تمييز، فإن المسلمين يعيشون في مستويات أقل في كافة النواحي، وبخاصة الناحية التعليمية، التي قادت بدورها إلى ارتفاع معدلات البطالة بين المسلمين بدرجة بالغة. وكان مسئولون وتقارير إعلامية هندية أفادت أنه لا يعمل أي مسلم تقريبًا في وكالة المخابرات الخارجية الهندية التي يعمل بها 10 آلاف فرد، كما لا يعمل المسلمون أو السيخ حراسًا شخصيين لكبار قادة البلاد. ومع كل ما يتعرض له المسلمون في الهند من ظلم واضطهاد فقد ارتفعت نسبتهم بين التعداد الكلي لسكان الهند من 12.21% عام 2001م إلى 30.38% في آخر الإحصائيات, ونلاحظ في المقابل هبوط نسبة كل من "المسيحيين" والهندوس فقد هبطت نسبة النصارى بنسبة 0.26% أي أسلم 3000000 "مسيحي" هندي، والإسلام هو الوحيد النامي بين الديانات في الهند مما يعني أنهم سيشكلون الأغلبية في المستقبل إن شاء الله. وأخيرًا فقد كان للحضارة الغربية المادية تأثير قوي في المجتمع الهندي المسلم كغيره من المجتمعات المسلمة في أنحاء المعمورة، ولذا كانوا منصرفين عن الهداية الربانية إلى اتباع الأهواء وإشباع الرغبات وإرضاء النـزعات، ثم إن الجهل بأحكام الدين قد منعهم من التمييز بين التوحيد والشرك وبين السنة والبدعة، وضعف الإيمان بالله قد جرهم إلى دعاء الموتى والاستغاثة بالأولياء والصلحاء وشد الرحال إلى القبور والتبرك بها والدعاء عندها وغير ذلك من الأعمال المتفشية في أغلب المجتمع المسلم. أما غير المسلمين فحدث ولا حرج، فالوثنية تعتبر دين الأغلبية، والمجتمع منقسم في طبقات أربع، لذا لم يعرف فيه معنى العدل والمساواة، والشعب الذي يؤمن بالوثنية ويعبد الحيوان والأشجار والأحجار وغيرها من الجمادات ويضع المال فوق كل شيء كيف يتوقع منه أنه يعرف حقوق الله تعالى، ويخضع لأحكام شريعته؟ فلله در المسلمين في الهند, وندعو لهم بفرج ونصر قريب. منقول
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ![]() [align=center] ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|