على المسلمين أن يفتحوا بلاد فارس مرةً أخرى ..
مصطفى الهوساوي
ما يزال سفهاء المسلمين يعتقدون أن النظام القائم في إيران هو نظام إسلامي نختلف معه في بعض فروع الدين , كاختلافنا مع المذاهب الفقهية الأخرى في مسائل الفروع , والحقيقة التي لا محيد عنها , والتي يتهرب منها المنافقون والمداهنون , هي أن هذا النظام القائم في إيران هو نظام مجوسي شعوبي بكل ما تعنيه الكلمة , وهو إنما يقتات على التشيّع لآل البيت , وعلى مزاعم مقاومة الغرب وإسرائيل , في حين أنه نظامٌ لا علاقة له لا بالإسلام ولا بالتشيع ولا بالمقاومة , أما رسالته التي وجد لأجلها , وبنى كيانه على أساسها , فهي هدم الإسلام وإبادة المسلمين , والانتقام والتشفي من العرب منهم خاصةً , وإعادة إمبراطورية الفرس المجوس التي أسقطها الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على أنقاض دولنا الإسلامية القائمة , وقد أدرك الغرب الصليبي من النظام الإيراني هذه الحقيقة , ولمس نواياه الكامنة والشرور التي يضمرها تجاه المسلمين , فرأى من خلالها التقاء المصالح وتحقيق مآربه الشيطانية ومشاريعه الاستعمارية , فلعل النظام المجوسيّ الذي يتدثر بدثار الإسلام والتشيع يستطيع أن يحقق له ما عجزت عنه جيوشه الجرارة وأسلحته الفتاكة , فعقد الحلف معه على خوض حربٍ قذرةٍ , تطوِّق المسلمين وتأتي على دمائهم وعقيدتهم , وتمكِّن لدولة إسرائيل في المنطقة , وقد رأى الغرب الصليبي بعينيه جدوى هذا الحلف المدمر , في كلٍّ من أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان , وانبهر بوفاء الإيرانيين وإخلاصهم الكبير له في كل مشاريعه الاستعمارية , لذلك كافأهم بأن سلّم لهم العراق لقمةً سائغةً يفعلون به ما يشاؤون , ثم سكت وتغاضى عن كل جرائمهم وفظائعهم التي ارتكبوها في حق أهل السنة في العراق , ولا يزالون يرتكبون المزيد منها,على مرأى ومسمع منه .
قد يظنّ بعض الطيبين السذج من المسلمين أنّ اتهام إيران بالمجوسية ومعاداة الإسلام أمرٌ غير مستساغ ولا دليل عليه , والحقيقة أنّ البلاد الإسلامية لن تستطيع أن تحد من غلواء إيران ومشاغباتها , إلا بعد أن تضعها في موضعها الصحيح , وتتعامل معها على أنها دولةٌ مجوسية ولا علاقة لها بالإسلام , حالها حال الديانات الوثنية الأخرى , كالبوذية والسيخية والهندوسية ونحوها .. , فالمسلمون لم يعانوا من تدخلات إيران في شؤونهم , ومحاولاتها لزعزعة استقرارهم , إلا بعد أن تغاضوا عن وثنيتها , وأقحموها ضمن الدول الإسلامية , وهي ليست منها , والعاقل لا يحتاج إلا إلى قليل من النظر والاستقراء , لكي يعلم يقيناً أنّ إيران دولة مجوسيةٌ ولا علاقة لها بالإسلام , يسري الحكم ذاته على أذنابها الروافض الذين يعيشون بين ظهراني المسلمين , ويدينون لها بالولاء والطاعة , وينفذون مشاريعها الدموية التوسعية فيها .
إنّ المتأمل لحال إيران وسياساتها الإجرامية والدموية ضد المسلمين في العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول الحليج وفي إيران نفسها , يدرك كنه الخطر الذي تشكله إيران على الإسلام والمسلمين , ولا يكاد يجد فرقاً بين عدائها وعداء اليهود والنصارى للمسلمين , إلا أنّ إيران قد تفوق اليهود والنصارى عداءً للمسلمين , وأنّ اليهود والنصارى ـ رغم كيدهم الشديد للمسلمين ـ هم أعداء عقلاء يمكن التفاوض وعقد الهدنة معهم على تبادل المصالح الآنية , وأنهم قد يربؤون بأنفسهم عن كثير من الشناعات التي تفعلها إيران , للمرجعية الدينية التي ينطلقون منها , والتي تمنعهم أن يخرجوا عن إنسانيتهم أحياناً , أما إيران فلا دين ولا أخلاق يردعها , فهي تفعل كل ما تمليه عليها نفسها الشريرة المتعطشة إلى إراقة دماء المسلمين .
إنّ دولةً أخذت على عاتقها محاربة التوحيد أينما وجد , وحمل الناس على الشرك والوثنية , وحضهم على الرذيلة والإباحية باسم الدين , ثم لا تتوانى عن ذبح المسلمين حيثما أتيح لها ذلك , ولا تألو جهداً في إثارة القلاقل والفتن في البلاد الإسلامية المستقرة , ولا يتحرك عدوٌّ لغزو بلاد المسلمين إلا ناصرته وأعانته ووقفت معه , ما هي إلا عدوٌّ أولويّ يجب على المسلمين البدء به , وإعداد العدة لمحاربته , والعمل على كسر شوكته وتقليم أظافره ... وإذا كان أجدادنا الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ قد فتحوا بلاد فارس ونشروا الإسلام والتوحيد فيها , وأسقطوا إمبراطورية المجوس , وأطفأوا نارهم التي يعبدونها , فإنّ تلك النار قد عاودت الاشتعال مرة أخرى , وقام عليها سَدَنَةٌ موتورون حاقدون , يلبسون العمائم السوداء , وينتحلون النسب الشريف كذباً وزوراً .
إنّ البلاد الإسلامية لن تتنفس الصعداء , ولن تنتصر على عدوها التقليدي المتمثل في أمريكا وإسرائيل , ما بقي هذا النظام المجوسيُّ القائم في إيران , فالنظام الإيراني هو بمثابة حجر عثرة أمام تقدم الأمة الإسلامية , كلما تقدمت أعادها إلى الوراء , ولولاه لما استطاع الغرب الكافر أن يفتّ في عضد الأمة الإسلامية أو يصل إلى عقر دارها , فعلى المسلمين أن يبدأوا في جهادهم بإيران وأذنابها وعملائها قبل كل شيء , تماماً كما فعل صلاح الدين الأيوبي ـ رحمه الله ـ فيطهروا بلدانهم من عملاء إيران وأذنابها , ثم يعملوا على نقل المعركة إليها وإشغالها بالقلاقل والثورات والفتن في أرضها , لزعزعة استقرارها وأمنها كما تفعل هي بهم , ليمهّدوا الطريق إلى فتح بلاد فارس مرةً أخرى , وإطفاء نار المجوس ... , أما المتخاذلون المنهزمون من المسلمين , الذين ما فتئوا يتوددون للنظام المجوسي , ويعقدون الصفقات المشبوهة معه تحت جنح الظلام , على حساب دماء المسلمين وعقيدتهم , فإلى حيث ألقت رحلها أم قشعم .
عن موقع لجينيات