القول الفصل في الخروج على ولي الأمر : تنبيهات

[تبيين الحق]

كتب : أبو عبد الله المدني ( محمد الأنور , تبيين الحق ) .

بسم الله الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد

التنبيه الأول : يوجد نوع آخر من الخروج قد أغفله البعض ألا وهو الخروج على الأمة .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهدة عهده فليس مني و لست منه " . ‌(حم م ن) عن أبي هريرة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

وقد يكون ولي الأمر هو الخارجي الذي خرج على مقتضى البيعة وفارق الجماعة وخرج على الأمة وضرب برها وفاجرها , لذا وجب الخروج عليه .

أليس للأمة حق في أن تخرج على من خرج عليها ؟ أم أن فقهاء السلاطين فقط لا يتكلمون إلا على حقوق ولي الأمر ؟

التنبيه الثاني : إن الخروج على ولي الأمر أو على الأمة ليس فقط الخروج عليهم بالسلاح فهذا تخصيص بدون دليل , بل إن عصيان ولي الأمر يعد خروجاً من الطاعة , وإن الطلوع على ولي الأمر ولقاءه ومقابلته والظهور له يعد خروجاً عليه في اللسان ( اللغة ) .

فمن كان الأمير ببابه ودعاه فخرج لمقابلته يسمى هذا خروجاً على ولي الأمر أو خروجاً إلى ولي الأمر .

ولقد أتيت بهذا النوع مع علم الناس بمشروعيته بداهة , لأن تعريف الخروج على ولي الأمر مختلف فيه عند الفقهاء إذاً وجب علينا أن نأتي بالتعريف من الأحاديث ومن اللسان , حتى يتبين الحق , وحتى لا ينهق جاهل ويقول كل صور الخروج على ولي الأمر محرمة , وهذا كفر ببعض النصوص التي تشرع الخروج عليه .

التنبيه الثالث : الخروج على ولي الأمر أو الأمة ينقسم إلى قسمين : خروج محرم وخروج مشروع .

ومن قال بالحرمة مطلقاً فقد كفر بالنصوص التي تشرع الخروج على ولي الأمر .

التنبيه الرابع : يجب الاكتفاء بالأحاديث الصحيحة , فلقد حفظ الله تعالى الذكر , وإن الصحيح فيه الكفاية , وهنا نجد أن البعض ممن يدعي العلم يستدل بأحاديث ضعيفة تعارض الصحيحة خاصة في أمر الاعتداء على المال .

التنبيه الخامس : يجب تعلم أصول الفقه خاصة باب العام والخاص .

هذا , والله أعلى وأعلم , وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[أبو جهاد الأنصاري]

يطرح الموضوع للنقاش بين المؤيد والمعارض.