![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
الآيه
قال تعالى : ( فلما نسوا ما ذُكِّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ) الأنعام 44 . التفسير يقول الله عز وجل ( فلما نسوا ماذكروا به ) أي : فلما أعرضوا عن ماذكرهم الله به في كتابه وتناسوه وتركوا العمل به حصلت العقوبة . ماهي العقوبة ؟ ( فتحنا عليهم أبواب كل شيء ) ولنتأمل قوله : ( فتحنا ) سمى الله عز وجل العقوبه ( فتح ) والفتح غالبا يكون في النعمة .. يقول تعالى : فتحنا عليهم !!! ( أبواب كل شيء ) من الأرزاق والخيرات ، والمتاع ، والصحة ، والجاه ... ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) حتى إذا فرحوا بالأموال والأولاد ، فرحوا بالخيرات والأرزاق المتدفقة واستغرقوا في الاستمتاع بها وخلت قلوبهم من ذكر المنعم ومن خشيته وتقواه ؛ وانحصرت اهتماماتهم في لذائذ الدنيا جاء موعد القانون الإلهي الذي لايتبدل ولايتغير الا وهو .. ( أخذناهم بغتة ) أي على غرة ؛ وهم في سهوة وغفلة . ( فإذا هم مبلسون ) أي : فإذا هم آيسون من كل خير . مشهد عجيب يصور أحوال كثير من الناس اليوم . كم هم الذين يفرحون بما أوتوا ولايخطر لهم على بال أن ذلك قد يكون استدراج . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته ، فإنما ذلك استدراج ) ثم قرأ هذه الآيات السابقه (( فلما نسوا ما ذكروا به ...)) لنأخذ دروس من هذه الآية (1)ليس كل نعمة تأتيك هي نعمة فكن على حذر : فليس كل فتح فتح وليس كل عطاء عطاء وليس كل فرح فرح . (2) إذارأيت النعم تأتيك وأنت مقيم على الطاعات فاعلم أن ذلك فضل من الله ونعمه ، وإذا رأيت النعم تتدفق عليك وأنت مقيم على المعاصي والذنوب فاعلم إن هذا استدراج . (3) قل لكل مفتون بما عند الغرب من فتوحات وأرزاق مهلاً فإنها استدراج من الله تعالى لهم عياذاً بالله . فكم من المخدوعين اليوم من المسلمين بهذا الفتح الذي فتح الله به على الكفار ، ويجهلون أن هناك قوانين إلهيه لاتتبدل ولا تتحول . قال تعالى وقفة تجعلك تخشين الله أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين ، نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون ) اللهم لاتجعل مانحن فيه من النعم استدراجآ بذنوبنا .. ووفقنا لذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. وردنا اليك ردآ جميلا حتى ترضى عنا .. برحمتك يا ارحم الرحمين . والعاقل من تفكر وفكر وقفة تجعلك تخشين الله |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|