![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم ورحمة الله
هل يوجد علم أقتصادي في الإسلام...؟؟ إذا علمنا أن علم الاقتصاد وبكل مافيه من نظريات يتعامل مع معطيات (مفردات) لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد: فالاقتصاد الجزئي على المستوى الفردي ؛ يتعامل مع:(ادخار..استهلاك..استثمار) والاقتصاد الكلي على المستوى القومي ؛ يتعامل مع:(دخل ...انفاق) وإذا علمنا ان الاسلام قد تعامل مع هذه المعطيات(المفردات) جميعها... فهذا يعني بديهيا وجود علم إقتصادي في الاسلام... وبالتالي سوف نسلط الضوء على الكيفية التي تعامل فيها الاسلام مع كل من هذه المعطيات(المفردات)؛ لنستخلص من خلال ذلك ملامح الاقتصاد الإسلامي وأهدافه؛ وهل تنسجم إهدافة وتتوافق مع مسمى "توعية" أم مع مسمى "نظام"... يعني هل نقول توعية إقتصادية أسلامية أم نظام إقتصادي إسلامي؟؟!! 1- الاستهلاك: ونبدأ بالإستهلاك لأنه أول المؤثرات على الدخل الفردي بحيث انه أي الاستهلاك يلعب دورا بارزا في تحديد الادخار ثم الاستثمار ...والاستهلاك مرتبط دينيا بمسألة الإسراف ومسألة الشح(البخل) ؛ بحيث أن هذان المفهومان من شأنها تحديد ملامح الاستهلاك المقبول والطبيعي... الاستهلاك وتأثيرة على المستوى الفردي: (أ) دخل الفرد= الاستهلاك + الإدخار والمعادلات المشتقه من هذه المعادلة تعكس لنا تأثير الاستهلاك على الإدخار بحيث أن: الاستهلاك= دخل الفرد – الإدخار الإدخار= دخل الفرد – الإستهلاك فإذا زاد الاستهلاك قل الإدخار...والعكس صحيح إذا قل الاستهلاك زاد الإدخار... (ب) والإدخار كونه الفائض بعد الاستهلاك فهو المصدر الرئيسي للإنفاق الديني والإستثمارات المشغله للإموال. الإدخارات = الزكاة (الانفاق الديني) + الاستثمارات (تشغيل الأموال) فإذا انخفضت الإدخارات فسوف ينخفض الأنفاق الديني وكذلك الاستثمارات المشغله للأموال؛ والعكس صحيح فإذا زادت الإدخارات زاد الانفاق الديني وزاد تشغيل الإموال... (ت) المؤثرات على نطاق الاستهلاك: الإسراف دخل الفرد= الإسراف ... لا وجود لإدخار فالإسراف يمنعه أي ان المسرف لا يقدر على الإدخار الشح(البخل) دخل الفرد= الشح(البخل) الشح(البخل) = الاكتناز فالأكتناز هو تعطيل للإموال بشكل مطلق فلا إدخار ولا إستثمار...وكذلك لا بد لنا أن نوضح هنا الفرق بين الاكتناز والإدخار حتى لا يحدث خلط بينهما...فالإدخار المراد من التحوط للزمن وأيضا زيادة الاستثمارات من خلال إعادة التشغيل...أما الاكتناز فهو تعطيل مطلق للإموال... ومن خلال هذه المعادلات نستطيع توضيح المعنى المراد من الأكتناز بشكل دقيق أكثر...حيث أن العلماء اختلفوا بتعريف الأكتناز الوارد في قوله تعالى "والذين يكنزون الذهب والفضة"؛ فمنهم من قال أنه المال الذي لم تؤتى زكاته ومنهم من قال انه ما فاض عن الحاجة..أي بمعنى الاحتفاظ بما فاض عن الحاجة فهو اكتناز...ومن خلال المعادلات إعلاه نستطيع ان نقول انه أي الاكتناز هو ما زاد عن الحاجة(الاستهلاك) وتم الاحتفاظ به بهدف الاحتفاظ فقط أي لا للتحوط ولا للتشغيل... وكذلك أيضا هو ما لم تدفع زكاته من حيث انه مخفي وغير مصرح به... (ث) نطاق الاستهلاك المقبول وفق معيار الإسراف والشح(البخل) ومن خلال ما ذكر أعلاه نستطيع أن نحدد معنى الإسراف ومعنى البخل ...لنعرف مدى الاستهلاك المقبول... فالإسراف هو ما لا يبقي على دخل الفرد ويقلل من قدرته الإدخارية... والشح (البخل) فاالشح هنا هو البخل على النفس ؛ أما البخل أجمالا فهو البخل على الآخرين...وبالتالي فالشح والبخل هنا مؤثرا على الاستهلاك بمعنى تخفيضه دون الحد الطبيعي... ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الاستهلاك في نطاق لا يؤدي إلى الإسراف كما لا يؤدي إلى الإكتناز... كيف تعامل الإسلام مع (الاستهلاك الفردي) ...توعية أم نظام؟؟!!! لعلنا في هذا البند نوضح للأخوة ما قد يكون إشكل عليهم بخصوص اصطلاح توعية ولماذا وضعته محل اصطلاح نظام...فالمعلوم أن الاستهلاك وما له من تأثير رئيسي وإساسي على باقي مفردات المعادلة الإقتصادية...يبقى ضمن صلاحية الفرد نفسه...أي من الصعب جدا ملاحقة الفرد وضبط الاستهلاك الفردي خاصته... وبمعنى أوضح من الصعب جدا وضع نظام يتحكم بالاستهلاك الفردي...فإفراد المجتمع مختلفون على عدة مستويات...مختلفون على مستوى الدخل وعلى مستوى الثقافة وعلى مستوى العادات...وبالتالي فأن أصطلاح توعية يناسب أكثر ضبط هذا الأستهلاك الفردي...ونرى ذلك واضحا من خلال الكثير من آيات القرآن التي تحذر من الأسراف والشح(البخل) من خلال ربطة بعذاب دنيوي ثم آخروي..وبالتالي فأن هذا الترهيب والوعيد يمثل التوعية الدينية الإقتصادية التي تفرض واقع اقتصادي في الاستهلاك على مستوى الفرد... هل سيطرت الأنظمة الرأسمالية الكلاسيكية والإشتراكية على (استهلاك الفرد)؟؟ ومن الجدير بالذكر هنا أيضا أن الاستهلاك الفردي كان من الاسباب الرئيسية في فشل النظام الرأسمالي الكلاسيكي وأيضا الاشتراكي… فعلى سبيل المثال فالنظام الاشتراكي لم يستطيع السيطره على الاستهلاك الفردي بالرغم من وضعه نظام للاستهلاك الفردي يتساوى فيه جميع افراد المجتمع ...حيث ظهرت اسواق سوداء يشتري فيها الناس احتياجاتهم الممنوعة...ومن حيث النظام الرأسمالي الكلاسيكي كان الاستهلاك الفردي هو سبب فشل وخلل النظرية الرأسالمية الكلاسيكية الأولى حيث انها أي النظرية افترضت أن الفرد إذا زاد دخله سيذهب للمزيد من الاستثمارات وتشغيل الاموال ...فتبن أن دخل الفرد اصلا لا يكفي لأشباع رغباته الاستهلاكية مع هذا الكم والتنوع الهائل في المنتجات مما أدى الى كسادها (الكساد الكبير1929)... |
#2
|
|||
|
|||
![]()
مقترح جيد واؤيده .
وكنت قد كتبت رأيي سابقا ولكن بسبب انشغالات السيرفر السابقة لم يثبت ردي . وكنت قد كتبت أن أول ما وصل الرسول المدينة ! سأل عن سوق في المدينة ! فقيل له أن لليهود سوقا ! فأقام الرسول سوقا للمسلمين ! (وطبعا ساحاول ايجاد سند وتن الحادثة إن شاء الله تعالى ) ! فالاقتصاد الاسلامي له وزنه ! وأذكر قولا للبابا السابق أنه قال لا حل لمشاكل الاقتصاد إلا في الشرع الاسلامي . ولي عودة إن شاء الله تعالى ... |
#3
|
||||
|
||||
![]()
شكرا مرة آخرى استاذي ابو عبيدة
لقد حاولت في هذا الموضوع ان لا اكون مقلدا ..أي على منوال ألمحاكاة للنظام الرأسمالي...بل اريد ان اثبت ان الاسلام تعامل مع مفردات علم الاقتصاد من جميع نواحيها... وطبعا الموضوع لم ينتهي فانا كتبت عن الاستهلاك فقط ... ولم اكمل حتى عن الاستهلاك... وهنالك ايضا هدف آخر لي...فالناحية الاقتصادية تحتوي على اشياء كثيرة تدحض مزاعم الجغرافيا التي يتحدث عنها بعض المتقرئنين... وتابعونا ... بارك الله فيكم |
#4
|
|||
|
|||
![]()
السلام عليكم أخي أحمد
والحقية أحببت أن اثير نقاط بدائية وجوهرية ! وربما ستكون نقاط ارتكاز وتحاور ! 1 . اولا الاسلامجاء أولا لينمي القيم الاخلاقية ! قبل أن يتعرض للأمور المادية ! فمتى سمت وسلمت النة الخلقية والقيمية للمسلم ! فهو على الطريق السليم لما سواها . 2. الاسلام قد علم المسلمين وغرس في نفوسهم أن كل شيء ملك لله تعالى ! وأن من أدى حق المال فيبارك له فيه ، وأن من جعل المال وسيلة ولم يجعله هدفا فقد أفلح . 3 . الاسلام حث على طلب الرزق في الفقر والغنى !! ولكنه ركز وشدد جدا وفقط على وسائل الحلال وعدم غمط الآخرين حقوقهم !!! 4 . نظرة التكافل الاجتماعي السليمة والمستقيمة في الاسلام لهي بلسم نجاح المجتمع الصالح وتعاطفه وتراحمه . 5 . بالنسبة للرأسمالية فالعلل كثيرة ومنها : الأنانية والجشع ولا باس أن يذهب قوت الضعيف كي يزداد فاحش المال فحشا !! ثم التنافس المجنون ورغبة التكاثر المحموة فهي أداة هدم ومعول ينقض المجتمع مخيراته ومصادره !! ثم الجشع والأنانية فهي تجعل المعوزين والضعفاء غير مرأيين !!! ثم ونذكر في الاقتصاد الحوافز القيمة والثمينة والصحيحة ! والتي هي في الاسلام فهي مرشدة دنيويا وأخرويا ! ولو جئنا للأشتراكيين فهم ينمون التواكل والتهاون مع المصادر وتنمية قدرات الانتاج الصحيح . ونحن نعلم أن كل شيء ناجح فهو مبني على أساس ناجح وثابت وقيّم وصحيح !! فمتى كان الاساس والمنطلق سليما -كما في الاسلام- فحتما ستكون ثمرات طيبة ونجاحات اقتصادية ثم نمو اقتصادي وازدهاره ! والأهم هو نيل الجميع وتمكينهم من الكفاف وحتى البحبوحة والغنى ومعرفة حقوق الاخرين . وهذه منطلقات عسى أن يشاركنا كل من له باع بما لديه من علم ويقين قيّم . |
#5
|
||||
|
||||
![]()
نفع الله بعلمكم وجزاكم الله كل خير.
__________________
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا |
#6
|
|||
|
|||
![]() ![]() ونعلم أن الدين الاسلامي فهو الرحمة للعالمين وفي كل مجالات الحياة ! ومن أهمها الخلقي والاجتماعي والاقتصادي السياسي وفقه الحياة والمعتقد الصحيح على قمتها . |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|