![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( متى نزلت آية الحجاب ))؟ نزول آيات الحجاب في سورة الأحزاب{ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ..الآية } [ الأحزاب/59 ] كان قبل نزول آيات سورة النور{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ..الآية} [النور/31] ، حيث ابتدأ تشريعه بسورة الأحزاب ، و انتهى بسورة النور ، ولا خلاف في أن سورة الأحزاب نزلت عند غزوة الأحزاب ، فإن كانت غزوة الأحزاب قبل غزوة بني المصطلق ، فمعناه أن أحكام الحجاب في الإسلام بدأت بالتعليمات التي وردت في سورة الأحزاب و تممت بالأحكام التي وردت في سورة النور . إشكال و الجواب عنه .. يقول ابن سعد إن غزوة بني المصطلق وقعت في شعبان في سنة خمس ، و وقعت بعدها غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق في ذي القعدة من السنة نفسها . الطبقات ( 2/63- 65 ) . و أكبر شهادة تؤيد ابن سعد في هذا البيان أن الطرق المروية عن عائشة بشأن قصة الإفك قد جاء في بعضها ذكر المجادلة بين سعد بن عبادة و سعد بن معاذ . و يقول ابن إسحاق في الجانب الآخر : إن غزوة الأحزاب وقعت في شوال من سنة خمس ، و غزوة بني المصطلق في شعبان من سنة ست . سيرة ابن هشام ( 3/ 165 ) . و يؤيد ابن إسحاق في هذا البيان ما ورد عن عائشة و غيرها من الروايات المعتمد بها و هي أكثر قوة و كثرة ، و تدل هذه الروايات على أن أحكام الحجاب كانت قد نزلت قبل قصة الإفك ، أي في سورة الأحزاب ، و توضح الروايات أن النبي(صلَّ الله عليهِ و سلَّم) كان قد تزوج بزينب بنت جحش (رضيَّ الله عنها) قبل ذلك في ذي القعدة من سنة خمس ، و جاء ذكره في سورة الأحزاب ، كما تفيد هذه الروايات أن حمنة أخت زينب بنت جحش قد شاركت في رمي عائشة (رضيَّ الله عنها)، لأنها ضرة أختها ، و الظاهر أنه لابد من أن تمضي مدة من الزمن و لو يسيرة على صلة الضرارة بين امرأتين حتى تنشأ في القلوب مثل هذه النزاعات ، فهذه الأمور كلها مما يؤيد رواية ابن إسحاق و يقويها . و ما هناك شيء يمنعنا قبول رواية ابن إسحاق إلا مجيء ذكر سعد بن معاذ في زمن الإفك ، و كان سعد بن معاذ – كما تفيد جميع الروايات المعتمد بها – ممن قتل في غزوة بني قريظة التي تلت غزوة الأحزاب ، فمن المستحيل أن يكون سعد بن معاذ حياً سنة ست . إلا أن هذه المشكلة تزول بأن الروايات المروية عن عائشة جاء في بعضها ذكر سعد بن معاذ ، و في بعضها الآخر ذكر أسيد بن حضير مكان سعد ، و الرواية الأخيرة تتفق تمام الاتفاق مع الحوادث المروية عن عائشة في شأن قصة الإفك ، و إلا فلو سلمنا أن تكون غزوة بني المصطلق و قصة الإفك وقعتا قبل غزوة الأحزاب و غزوة بني قريظة لمجرد أن نجعلهما تتفقان مع حياة سعد بن معاذ في زمن الإفك ، لاستحال علينا أن نجد حلاً لمشكلة عظيمة أخرى : و هي أنه من اللازم إذن أن تكون آية الحجاب و نكاح زينب قد وقعتا قبل غزوة بني المصطلق و قصة الإفك ، مع أن القرآن والروايات الصحيحة تشهد بأن نكاح زينب والآية التي فيها حكم الحجاب من الحوادث الواقعة بعد غزوة الأحزاب و غزوة بني قريظة ، فبناءً على ذلك قطع ابن حزم في جوامع السيرة ( ص 147) و ابن القيم في زاد المعاد ( 3 /269) ، و غيرهما من العلماء المحققين بصحة رواية ابن إسحاق ، و رجحوها على رواية ابن سعد ، و ما ذهب إليه هؤلاء الأعلام من أن نزول آيات الحجاب في سورة الأحزاب كان قبل قصة الإفك و قبل آيات الحجاب في سورة النور ، و هو الأظهر ، و الله أعلم . ******* انتفاضة الحجاب... وتقليب القلوب كتبه/ فضيلة الشيخ الدكتور ياسر برهامي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، شهود المؤمن لآثار الله في تقليب القلوب والأقوال والآراء أمر من أعظم أمور الإيمان التي تكرر ذكرها في الكتاب والسنة قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ)(الأنعام: من الآية110) وقال تعالى (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (يونس:100) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (لأنفال:24) وكان قسم النبي -- (لا ومقلب القلوب) وكان من دعائه -- (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وقال --: (قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء. فأيما قلب يريد أن يقيمه أقامه، وأيما قلب يريد أن يزيغه أزاغه). وما نشهده الآن حول قضية الحجاب، نرى من قدرة الله في ذلك العجب، فإن الله إذا أراد إقامة أمر ونشره في الناس أقام له من يعارضه، وكم تعرضت قضية الحجاب لأنواع الهجوم ومحاولات صرف الناس عنها بالشبهات والشهوات، ولكن عجبا في هذه المرة قلب الله قلوب أقوام حتى طعنوا في الحجاب، واتهموه بالتخلف والرجعية، وصرحوا بأنهم يكرهونه ولا يحبونه، ولا دخل لهم إن كان فريضة أو غير فريضة، وهذا كله من الخذلان ، ووالله لولا الخذلان من الله لهم لما تفوهت ألسنتهم بهذا ولا اعتقدت قلوبهم هذا بما فيه من الطعن في القرآن الذي نص على الحجاب للمؤمنات عموما فقال تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)(النور: من الآية31) فنص على الخمار وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ )(الأحزاب: من الآية59) فنص على الجلابيب وهي مما يغطى البدن كله. ومع هذا الطعن العجيب من أقوام أحسن أحوالهم أن يعذروا بجهلهم، ولا ندري أيكون عذرا لهم بين يدي الله يوم القيامة. فإن الله قدر أن ينتفض لمحاربة هذا الباطل ألسنة طالما تكلمت بالباطل، وأقلام طالما كتبت المنكر، حتى كثير من المتبرجات دافعن عن الحجاب، حتى صار بالفعل معلوما من الدين بالضرورة، وتكلم رجال الأزهر وإن كنا ننتظر منهم أكثر من ذلك. وتكلم الدعاة إلى الله في كل مكان ، وتكلم الناس عن شروط الحجاب وصفته وكيفيته، فوصل الأمر إلى أكثر مما كنا نتصور لو قمنا بحملة للدعوة إلى الحجاب بوسائل بدائية من ورقة أو كتيب أو لوحة، فاليوم تبرع هؤلاء الذين يكرهون ما شرع الله وأنزله كما صرحوا بألسنتهم، بأسابيع من الدعوة إلى الحجاب وفي كل وسائل الإعلام، وبكل وسائل الحوار حتى صارت القضية على مستوى العالم. فسبحان مقلب القلوب والأبصار. وهكذا نبشر إخواننا في كل قضية من قضايا الدين تتعرض للطعن والهجوم، فإن عاقبة ذلك إلى الخير إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا، فإن الله قد أخبر فقال (وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)(طـه: من الآية132) وقال (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)(هود: من الآية49) فالشرط أن نحقق التقوى وأما التهم الباطلة التي يتهم بها أهل الحق فمآلها إلى الاضمحلال والذهاب (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)(الإسراء: من الآية81) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ********************* |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|