![]() |
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
[CENTER][SIZE=5]:بس:
:سل: [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][B][COLOR=black][COLOR=red]( سلسلة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم )[/COLOR][/COLOR][/B][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=black][B][COLOR=olive]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :-[/COLOR][/B][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black] [/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black] [/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black] [COLOR=black][B][COLOR=olive]كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي[/COLOR] [COLOR=olive]الله عنه قال"[/COLOR] [COLOR=red]كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا[/COLOR][COLOR=olive]" - الحديث رواه[/COLOR] [COLOR=olive]الشيخان وأبو داود والترمذي. [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black] [/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black] [/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black] [/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black] [COLOR=black][B][COLOR=olive]وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت [/COLOR][COLOR=olive]"[/COLOR][COLOR=red]ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم[/COLOR][COLOR=olive]"[/COLOR] - [COLOR=olive]رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.[/COLOR] [/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (([/COLOR] [COLOR=red]وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ [/COLOR][COLOR=olive])) [ القلم 4 ] [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ([/COLOR] [COLOR=red]كان خلقه القرآن[/COLOR][COLOR=olive]) صحيح مسلم[/COLOR]. [/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=red]فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن. [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=green]قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:[/COLOR] [COLOR=red]ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.أ.هـ [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=red]عن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال:[/COLOR] [COLOR=green]أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا [/COLOR]- [COLOR=olive]رواه البخاري[/COLOR] [/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=red]ما المقصود بحُسن الخلق ؟ [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :[/COLOR] [COLOR=red](( البر حسن الخلق ..)) [/COLOR][COLOR=olive]رواه مسلم [ رقم : 2553 ] [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث السابع والعشرون في الأربعين النووية: [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]حسن الخلق أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله ، فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ، وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ، فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح. [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : كف الأذى والصبر على الأذى، وطلاقة الوجه وغيره. [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]على الرغم من حُسن خلقه حيث كان يدعو الله بأن يحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق عليه الصلاة والسلام . [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان صلى الله عليه وسلم يقول[/COLOR][COLOR=red] اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي"[/COLOR] - [COLOR=olive]رواه أحمد [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [B][COLOR=olive]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول[/COLOR] [COLOR=red]"اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق"[/COLOR] -[COLOR=olive] رواه أبو داود والنسائي .[/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=black][COLOR=black] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][SIZE=5] [B][COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=5] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=darkorchid]يتبع إن شاء الله [/COLOR] [/SIZE][/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][SIZE=5][COLOR=darkred]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/COLOR]
[/SIZE][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله : [/COLOR] كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام: [COLOR=green](( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) [/COLOR]سنن الترمذي . وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها. كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم ، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعي لي) ، وتقول له: دع لي. رواه مسلم وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها. وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب. [COLOR=green](عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة) رواه مسلم والترمذي. [/COLOR] وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد. قال صلى الله عليه وسلم[COLOR=green] "إن من أعظم الأمور أجرًا النفقة على الأهل"[/COLOR] رواه مسلم. عن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد. [COLOR=green](وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها)[/COLOR] رواه البخاري. ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرت عائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري. [/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم [/COLOR][/SIZE][/B] [SIZE=5][COLOR=seagreen]يتبع إن شاء الله [/COLOR][/SIZE][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][COLOR=navy][SIZE=5][COLOR=red]عدل النبي صلى الله عليه وسلم :[/COLOR]
[/SIZE][SIZE=5][COLOR=blue]كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى ولو على أقرب الأقربين. [/COLOR] [COLOR=seagreen]قال تعالى:[/COLOR] [COLOR=sienna](يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للّهِ وَلَوْ عَلَىَ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ)[/COLOR] [COLOR=seagreen](النساء:[/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]135) [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة. [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorange]فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا، غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححه الألباني [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=olive]قال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد, لقطعت يدها). [/COLOR] [/SIZE][COLOR=navy][SIZE=5][COLOR=red]كلام النبي صلى الله عليه وسلم :[/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]كان إذا تكلم تكلم بكلام فَصْلٍ مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركُه السامع، بل هديه فيه أكمل الهديِّ ،كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ، ولكن كان يتكلم بكلام بيِّن فصل يتحفظه من جلس إليه) متفق عليه وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يَعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كرِه الشيء: عُرِفَ في وجهه [/COLOR][/SIZE][/COLOR] [/COLOR][SIZE=5][COLOR=darkorchid]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B] [SIZE=5][COLOR=#ff0000]يتبع إن شاء الله [/COLOR][/SIZE][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][B][SIZE=5][COLOR=indigo][COLOR=red]أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال [/COLOR][/COLOR][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] وعن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري واللفظ له ومسلم. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:28) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان فإنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [COLOR=red]أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:[/COLOR] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيماً فلم يكن فاحشاً ولا متفحشا ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه الشيخان وأبو داود و الترمذي. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] وفي رواية ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله - رواه مالك والشيخان وأبو داود. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=indigo] عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم". [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B] [SIZE=5][COLOR=#ff0000]يتبع إن شاء الله [/COLOR][/SIZE] [/CENTER] |
[SIZE=5]
[/SIZE] [CENTER][CENTER][SIZE=5][B][COLOR=indigo][COLOR=red]عفو النبي صلى الله عليه وسلم: [/COLOR][/COLOR][/B][/SIZE][SIZE=5][COLOR=indigo] [B][COLOR=darkorange]عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به صلى الله عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله – فذهبت" رواه مسلم وأبو داود. [/COLOR][/B] [/COLOR][B][COLOR=seagreen]فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزرموه، دعوه) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم .[/COLOR][/B] [/SIZE] [SIZE=5][COLOR=Red]يتبع إن شاء الله[/COLOR] [/SIZE] [/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][COLOR=darkslategray][SIZE=5][COLOR=red]تواضعه صلى الله عليه وسلم : [/COLOR]
[/SIZE][SIZE=5][COLOR=sienna]وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر. [/COLOR] وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( [COLOR=darkorchid]تِلْكَ الدّارُ الاَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ [/COLOR])) [ القصص 83 ]. فكان أبعد الناس عن الكبر ، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم : ([COLOR=darkorchid]لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله[/COLOR]) رواه البخاري. [COLOR=sienna]كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم : ([/COLOR][COLOR=darkorchid]آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد[/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=sienna]) رواه أبو يعلى وحسنه الألباني. [/COLOR] [COLOR=sienna]كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ([/COLOR][COLOR=darkorchid]لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت[/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=sienna]) رواه الترمذي وصححه الألباني. [/COLOR] [COLOR=seagreen]كيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال : ([/COLOR][COLOR=darkorchid] لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر[/COLOR]) [COLOR=seagreen]رواه مسلم[/COLOR] [/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=magenta]ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية. عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل. الإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث. [/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][COLOR=indigo][SIZE=5][COLOR=red]مجلسه صلى الله عليه وسلم [/COLOR]
[/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط، عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه. عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن. [/COLOR] [COLOR=red]مزاح النبي صلى الله عليه وسلم [/COLOR] [/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=seagreen]وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني . وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه. [/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][SIZE=5][COLOR=indigo][COLOR=red]مجلسه صلى الله عليه وسلم [/COLOR]
كان يجلِس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط، عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له" - رواه أبو داود والترمذي بلفظه. عن أبي أمامة الباهلي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود أبن ماجة وإسناده حسن. [COLOR=red]مزاح النبي صلى الله عليه وسلم [/COLOR] وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح العجوز، فقد سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (( إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني . وكان جُلُّ ضحكه التبسم، بل كلُّه التبسم، فكان نهايةُ ضحكِه أن تبدوَ نواجِذُه. [/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][COLOR=indigo][SIZE=5][COLOR=red]زهده صلى الله عليه وسلم [/COLOR]
[/SIZE][/COLOR][SIZE=5][COLOR=seagreen]كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا. كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود. قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ودخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال : بلى قال: هو كذلك ) وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين . عن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير) رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني. [/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][B][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]عبادته صلى الله عليه وسلم [/COLOR][/COLOR][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] كان عليه الصلاة والسلام أعبد الناس ، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان عبداً لله شكوراً. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله رب العالمين وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ما أوجب الله عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له من النوافل ، وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقى كلما عرف حق الله تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه إن الله تعالى قالى: [COLOR=sienna](... وما يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...)[/COLOR] رواه البخاري. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] فعن عبدالله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود وصححه الألباني. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] وكان مـن تـمثله صلى الله عليه وسلم للقـرآن أنه يذكر الله تعالى كثيراً، قال عز وجل : [COLOR=sienna](( ....وَالذّاكِـرِينَ اللّهَ كَثِيراً وَالذّاكِرَاتِ أَعَدّ اللّهُ لَهُـم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيـماً ))[/COLOR] [ الأحزاب 35 ]. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] وقال تعالى : [COLOR=sienna](( ... فَاذْكُرُونِيَ أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )[/COLOR]) [البقرة 152 ]. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، قال صلى الله عليه وسلم : (لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] وقال صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت) رواه البخاري. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] وقال صلى الله عليه وسلم : (ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) أخرجه الطبراني بسندٍ حسن. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] كان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس دعاءً، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) متفق عليه . [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=navy] وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته: (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواه النسائي وصححه الألباني. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [/CENTER] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] |
[CENTER][CENTER][B][COLOR=indigo][SIZE=5][COLOR=red]دعوته صلى الله عليه وسلم[/COLOR]
[/SIZE][SIZE=5]كانت دعوته عليه الصلاة والسلام شملت جميع الخلق، كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا . وقد ذكر كتاب زاد المعاد حيث قال أن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام كانت على مراتب : المرتبة الأولى: النبوة. الثانية: إنذار عشيرته الأقربين. الثالثة: إنذار قومه. الرابعة: إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة. الخامسة: إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدّهر وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). وهذا أيضا من أخلاقه عليه الصلاة والسلام ، ومن أخلاق أهل العلم جميعا ، أهل العلم والبصيرة أهل العلم والإيمان أهل العلم والتقوى. ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب ، بألطف عبارة وأحسن إشارة ، من ذلك لما جاءه الفتى يستأذنه في الزنى. فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد. وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل ، كان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: (( ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12] إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أُسيء إليه يدفع بالتي هي أحسن يتمثل ويتخلق بقوله تعالى: ((... ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيم )) [ فصلت 34-35 ] [/SIZE][/COLOR] [COLOR=red][SIZE=5]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/SIZE][/COLOR][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][COLOR=indigo][SIZE=5][COLOR=red]صبر النبي صلى الله عليه وسلم [/COLOR]
[/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorange]كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه وأما إذا كان لله تعالى فإنه يمتثل فيه أمر الله من الشدة.. وهذه الشدة مع الكفار والمنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان.. قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ ) الفتح:29 ومن صبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان. فقد أخرج ابن سعد عن أنس رضي الله عنه قال : [ رأيت إبراهيم وهو يجود بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون[/COLOR] [COLOR=seagreen]][/COLOR][/SIZE][/COLOR][SIZE=5] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][COLOR=black][SIZE=6][COLOR=red]تعاون النبي صلى الله عليه وسلم [/COLOR]
[/SIZE][SIZE=6][COLOR=darkred]قال عليه الصلاة والسلام : (مَنْ اسْتطاع منكم أَنْ يَنْفَعَ أَخاه فَلْيَنْفَعْه). (عن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته) رواه النسائي والحاكم[/COLOR]. [COLOR=red]:: نصيحة لنفسي ولأخوتي ::[/COLOR] [/SIZE][SIZE=6][COLOR=darkred]قال تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً *ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً ) [سورة النساء:69-70]. وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)[سورة الأحزاب:21]. فأكمل المؤمنين إيماناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعظمهم اتباعا، له وأسعدهم بالاجتماع – معه: المتخلقون بأخلاقه المتمسكون بسنته وهديه، قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)). وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من خياركم أحسنكم خلقا)). قال عليه الصلاة والسلام: ((ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن؛ وإن الله يبغض الفاحش البذيء)). وفي رواية: ((وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة)). وقال صلى الله عليه وسلم : ((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لأهله)). وفي رواية: ((لنسائهم)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن هذه الأخلاق من الله تعالى؛ فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا)). وروي عنه صلى الله عليه وسلم : ((إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد)).[/COLOR][/SIZE][/COLOR] [COLOR=red][SIZE=6]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/SIZE][/COLOR][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][B][SIZE=5][COLOR=red]هيئة جلسته واتكائه ومشيته صلى الله عليه وسلم[/COLOR]
· عن قيلة بنت مخرمة (رضي الله عنها) أنها: "رأت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قاعد القرفصاء [قالت]: فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع وقال موسى: المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق". ومعنى القرفصاء: هي جلسة المحتبي بيديه، بأن يجلس على إلييه ويلصق فخذه ببطنه ويضع يده على ساقيه كما يحتبي بالثوب. · وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) - في سياق طويل من حديث إيلاء النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه - قال: "فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئاً على وسادة من آدم حشوها ليف ". · وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه قال:" ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الشمس تجري في وجهه وما رأيت أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الأرض تطوى له إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث ". تحدثنا آفاق هذه الصور المعبرة عن خلق عظيم ظهرت ملامحه على هيئة النبي صلى الله عليه وسلم وسلوكه ألا وهو التواضع وخفض الجناح الذي أحبه محمد صلى الله عليه وسلم وتمثله في ذاته وارتضاه مع من حوله ورغّب الأمة إليه! و تكبر قيمة هذا الخلق ويعظم أثره عندما يصدر من رجل عظيم له من الشرف والسؤدد ما لا يبلغه أحد من أمته ، إنه شرف لا يحاز بمنصب كبير ولا بشهادات عليا ، كلا ولا بقناطير الذهب والفضة... هو فوق ذلك ولا ريب! إنه شرف الاصطفاء الرباني والنبوة الخاتمة التي اختار صاحبها أن يكون عبداً رسولا على أن يكون ملكاً رسولا!! عبداً... يجلس كما يجلس العبيد جلسة الخشوع ويضطجع ضجيعة التواضع ، فتكسوه هيبة وجلالاً ، وتربو به قدراً وكمالاً ، تؤثر الرمال على جسده الشريف فلا يتّقيها إلا بحصير حقير لا فراش عليه ولا بساط!!! متّكئاً على وسادة زهيدة من جلد محشوة ليفاً!!! يا لخشونة هذا المتاع القليل ويا للين هذا الرسول الكريم الذي يتلقى تلك المرأة المسكينة المرتجفة فزعاً من مهابته وهو قاعد القرفصاء ، فيقول لها الحبيب صلى الله عليه وسلم كلمة أذهبت ما فيها من الروع والفرق ؛ كما في رواية:" يا مسكينة عليك السكينة ". لا يأنف مجالسة الفقراء بل هم أحظى الناس بقربه ، يقعد بينهم حيث انتهى به المجلس. ويمشي صلى الله عليه وسلم متواضعاً لمولاه عز وجل ، فيهتزّ الثرى طرباً لممشاه ، وتتقارب المسافات شوقاً لخطاه ، كأنما الأرض تطوى تحت قدميه ، ويسبق أصحابه في سيره الهين وخطاه الواثقة من غير أن يناله تعب أو نصب ، في حين ظلّ الجهد والإعياء يعلوهم ، لقوته الظاهرة وبنيته السليمة. و لا تخلو حركاته من أمر بات سمة لازمة له ألا وهو ذكر الله تبارك وتعالى ، فكان يذكر ربه على كل أحواله ، ويختم مجالسه بتسبيحه واستغفاره ، وعند نومه بدعائه ومناجاته ، ومسيره بتكبيره وتهليله ، فيخشع القلب وتخضع الجوارح مصداقاً لقوله تعالى: ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)). [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][B][SIZE=5][COLOR=magenta]صفة شعره وشيبه وترجله صلى الله عليه وسلم
[/COLOR][COLOR=seagreen]لم تحظ شخصية تاريخية عظيمة بتدوين تفاصيل مظهرها بدقة، وتأريخها بعناية، وروايتها بأسانيد متصلة من الرجال الثقات الأثبات، كما حظيت به شخصية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. و هاهي ذي مدونات السير ومصنفات السنن تتباهى بجملة من أوصافه الجسدية المتكاملة المعبرة تنقشها على لوحة الزمان وتبعثها لخواطر قلب عمره الإيمان ونأى به الزمان ليسعد بوصفه الفؤاد إن حرمت من رؤيته العينان... · عن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد وكان له شعرٌ فوق الجمّة ودون الوفرة". سنن الترمذي (1755) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه والجمّةُ: ما سقط على المنكبين، والوفرة: ما وصل إلى شحمة الأذن، وهذا يدل على أن شعره صلى الله عليه وسلم كان متوسطا بينهما فهو لمّة في الجملة، وله أحوال أخرى. وهذا التصوير اللطيف والتعبير العفيف من كمال الأدب النبوي الذي تعلمته أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) يبين لنا مقدار طول شعره صلى الله عليه وسلم. · و عن بن عباس (رضي الله عنهما) أن: "رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه". صحيح البخاري ( 3365). ومعنى يسدل شعره: يرسل شعر ناصيته حول الرأس ويرخيه على جبينه من غير أن يقسمه إلى قسمين. موافقةً لأهل الكتاب حين كان عبدة الأوثان كثيرين، وإنما آثر محبة ما فعله أهل الكتاب على فعل المشركين لتمسك أولئك ببقايا شرائع الرسل، وهؤلاء وثنيون لا مستند لهم إلا ما وجدوا عليه آباءهم وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تألف أهل الكتاب ليجعلهم عوناً على قتال من أبى واستكبر من عباد الوثن، كما تألفهم في قبلتهم . قال القرطبي (رحمه الله): حبه صلى الله عليه وسلم كان لموافقة أول الأمر عند دخوله المدينة حتى يصفو إلى ما جاء به، فلما تألفهم ولم يدخلوا في الدين وغلبت عليهم الشقوة، أمر بمخالفتهم في أمور كثيرة، كقوله: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم". · وعن عبد الله بن مغفل قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غباً". والمراد: النهي عن دوام تسريح الشعر وتدهينه، ليفعل يوما ويترك يوما، لأن المواظبة تشعر بشدة الإمعان في الزينة والترفّه، وذلك شأن النساء، ولهذا قال ابن العربي (رحمه الله): موالاته تصنّع، وتركه تدنّس وإغبابه سنّة. · وعن أبي بكر (رضي الله عنه) قال: يا رسول الله قد شبت (أي ظهر فيك أثر الشيب)؟! قال: "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت". وحكمة السؤال: أن مزاجه اعتدلت فيه الطبائع، واعتدالها يستلزم عدم الشيب وهذا لا ينافي حديث أنس أنه لم يبلغ الشيب، لأن الروايات الصحيحة صريحة في أن ظهور البياض في رأسه ولحيته لم يكثر فيحكم عليه بالشيب بسببه. وجوابه البليغ بإسناد السبب إلى السور والمؤثر هو الله تبارك وتعالى، من حسن الأدب مع الرب سبحانه فالخير كله بيديه والشر ليس إليه، ولربط المقادير بالأسباب الحقيقية، وذكر هوداً وأخواتها لاشتمالها على بيان أحوال السعداء والأشقياء، وأحوال يوم القيامة، والأمر بالاستقامة له ولأمته ونحوه مما يوجب استيلاء سلطان الخوف لاسيما على أمته لعظيم رأفته بهم ورحمته، وتتابع الغم فيما يصيبهم، واشتغال قلبه وبدنه وإعمال خاطره فيما فعل بالأمم الماضية، وذلك كله يستلزم ضعف الحرارة الطبيعية، وبضعفها يسرع الشيب ويظهر قبل أوانه. و لما كان عند النبي صلى الله عليه وسلم من انشراح الصدر ونور اليقين ما يسليه ويثبته؛ لم يستول ذلك إلا على قدر يسير من شعره الشريف، ليكون فيه مظهر الجلال والجمال معاً. ووجه تقديم سورة هود هو أمره بالاستقامة، قال تعالى: (فاستقم كما أمرت) والثبات على الاستقامة من أعلى المراتب، ولا يستطيع الترقّي إلى ذروتها إلا من شرّفه ربه بخلع السلامة، واختصّه بسابغ الهداية. [/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] |
[CENTER][CENTER][CENTER][SIZE=5][COLOR=#ff0000]ما جاء في صورة خلقته صلى الله عليه وسلم
[/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]· عن أنس (رضي الله عنه) قال: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد ولا بالأبيض الأمهق (الشديد البياض الخالي عن الحمرة كالجصّ بل كان بياضه نيّرا مشربا بحمرة) ولا بالآدم (شديد السمرة) وليس بالجعد القطط ولا بالسبط (شعره متوسط بين التجعد والاسترسال) بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشرا وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء". قال الألباني :صحيح [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorange]· و عن علي (رضي الله عنه) قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير شثن الكفين والقدمين (يميلان إلى غلظ وقصر) ضخم الرأس، ضخم الكراديس (عظيم رؤوس العظام وجسيمها) طويل المسربة (ما دق من شعر الصدر) إذا مشى تكفأ تكفؤا (يمشي إلى الأمام) كأنما انحط من صبب (ينزل من منحدر الأرض لقوة مشيه) لم أر قبله ولا بعده مثله ". قال الألباني :صحيح [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]· وعن جابر بن سمرة (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العينين منهوش العقب قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم ؟ قال: واسع الفم،قلت: ما أشكل العين ؟ قال: طويل شق العين. قال قلت: ما منهوش العقب ؟ قال: قليل اللحم."(3) [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorange]· عن جابر بن سمرة (رضي الله عنه) قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر وعليه حلة حمراء فإذا هو عندي أحسن من القمر" . قال الألباني : صحيح [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]النفوس المحبّة تتوق إلى ملاقاة محبوبها، لتنعم العين برؤيته، ويأنس الفؤاد بقربه ومودته، ويبلغ الشوق غايته والحب ذروته عندما يكون المراد هو قرة عيون المؤمنين خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فما تنفك الخواطر الحرّى تتلمس طرفاً من أخبار نعوته، وبيان صفاته، لتطمئن برؤية خياله كلما أعياها الظفر بوصاله، واكتوت حزنا على بعده وفراقه. [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorange]طيف تجلّى نوره ساطعاً حتّى رأته مقلة الهائم و هذه الروايات الثابتة عن أصحابه (رضي الله عنهم) تحكي أوصافاً شاملة لجمال صورته وروعة خلقته ممن عرفه عن كثب وخالطه عن قرب، تنبيك دقّة بيانها، واستيعاب تفاصيلها عن غزارة الحبّ العظيم الراسخ في الفؤاد، كأغلى ما يحبه أحدنا من زهرة الحياة الدنيا وزينتها، يتلذذ بمرآه صباح مساء، ولفرط حرصه عليه وشوقه له يحفظ أدقّ تفاصيله وصفات شكله!!! [/COLOR] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]وبعد... فهذا الخلق الفائق في الحسن والتناسق، المبدع في التصوير، المخرج في أحسن تقويم، كالقمر المنير في أديم السماء يتلألأ إشراقا وبهاءً أراده الخلّاق الحكيم سبحانه ليكتمل به إعداد الشخصية النبوية المكلّفة بأعباء الرسالة العالمية، فيكون حسن مظهره سبباً لائتلاف القلوب عليه، وميلها إليه ؛ فإن النفوس فطرت على حب الجميل تنساق له طواعية، وما جمال ظاهره بأحسن من كمال باطنه، وطهارة سيرته، وطيب حياته كلها صلى الله عليه وسلم. [/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/CENTER] [/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][COLOR=Blue][B][SIZE=5]صفة أكله و طعامه صلى الله عليه وسلم
· عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير). سنن الترمذي (2360) و سنن ابن ماجه (3347) وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح · عن مسروق قال دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فدعت لي بطعام وقالت ما أشبع من طعام فأشاء أن أبكي إلا بكيت قال قلت: لم؟ قالت: (أذكر الحال التي فارق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا والله ما شبع من خبز ولحم مرتين في يوم). سنن الترمذي (2356) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح عندما نلقي الضوء على مائدة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة و أزكاهم عند ربه تبارك وتعالى فلن تطول القائمة بأصناف الطعام الفاخرة ، وألوان الشراب الشهية ، لا ولا الآنية الثمينة والسفر العامرة!!! لم تكن هذه اللذائذ حاضرة في ذهنه المشغول بالدعوة إلى الله تعالى وتعليم شرعه وبيان فرائض دينه ، ولم تسيطر تلك الشهوة على قلبه المتعلق بالله تبارك وتعالى وابتغاء مرضاته ، ولم تشغل من وقته إلا حيزا يسيرا بقدر ما يشبع رمقه و يدفع جوعه و ربما بات ليالي طاوياً لا يجد ما يطعمه! نعم لقد آثر أن يشبع يوماً ويجوع يوماً ليتقلب بين نعمتي الشكر والصبر ، ذاق طعم الجوع، و لو شاء لسأل الله سبحانه كنوز الأرض و رغدها وطيب عيشها، و لكن ما له وللدنيا!! فكم أنفق مما أفاء الله عليه من خيل و ركاب وأموال على أصحابه ومضى لبيته خليّاً راجيا نعيم الآخرة داعياً ربه: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً). صحيح مسلم إن طلب القوت من الرزق و الإعراض عن المباهج ليس ازدراء لنعمة الله تعالى ، أو تعاظما على فضله ، كلّا وحاشا . و لا يعني أبداً حبس النفس و مضّارتها بصدّها عن تحصيل حاجاتها الضرورية ، فقد أحل الله لنا الطّيبات من الرزق ، كما أنزل سبحانه في كتابه على رسوله صلى الله عليه وسلم : (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقْكُمُ اللهُ حَلاَلاً طَيـِّباً و اتَّقُوْا اللهَ الَّذِيْ أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُوْنَ ) وقال تعالى: (كُلُوْا وَاْشْرَبُوْا وَلاَ تُسْرِفُوْا ) ، و قد طعم رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحم و الثريد ، وأعجبه الدّباء و العسل و الشراب الحلو ونحوها من المأكولات المعروفة في عصره ، لكنه لم يداوم على الأصناف الشهية المفضّلة عند عامة الناس ، بل أحب الزهد فيها و طلب القوت من الرزق تأصيلاً لمنهج التقوى و القناعة بما قسم الله تعالى والارتباط القوي بالدار الآخرة و أن لا عيش إلا عيش الآخرة وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين ، و أن النعيم الآجل لا يدرك بالنعيم العاجل . إن اقتصاده في العيش، و تعرّضه للجوع أياماً ، لم يحبطه و يحرمه الشعور بالسعادة، و لم يقعده عن النجاح في تحقيق أهدافه ، فقد نال أشرف المعالي بتبليغ الرسالة و تعليم القرآن و هداية الأمة إلى دين الله تعالى ، وبناء مجتمع صالح و الكثير الكثير من المنجزات الخالدة الفريدة ، بل هو السابق إلى كل خير ، والمؤسس لكل صلاح ديني ! ألا فلنتدبر هديه صلى الله عليه وسلم في تربية النفس على الكفاف في كل ما يتّصل بأمر الدنيا ، و صيانتها عن الترفّه و الإسراف ، و التعفف عن مذلّة السؤال ، والحاجة إلى الناس ، و الرضى بما قدّر الله تعالى من الأرزاق و النعم . و في هذا المعنى قال الشاعر: دع الحرص على الـدنيا وفي العيش فلا تطمع فـإن الرزق مـقـسوم وسوء الـظن لا ينفع فقيـر كـل ذي حرص غنيٌّ كـل مـن يقنع [COLOR=Red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم يتبع بإذن الله[/COLOR] [/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][B][SIZE=5][COLOR=darkred]تابع صفة أكله وطعامه صلى الله عليه وسلم [/COLOR][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=seagreen]· عن أنس - رضي الله عنه - قال :[/COLOR] [COLOR=darkred](كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث )[/COLOR][COLOR=seagreen]. رواه مسلم[/COLOR] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=seagreen]· و عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[/COLOR][COLOR=darkred] (لا آكل متكئا). [/COLOR][COLOR=seagreen]رواه البخاري[/COLOR] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]إن المتأمل لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في النمط الغذائي المتمثل في نوعية طعامه و كميته وكيفية تناوله يجد في شمائله الكريمة القوانين الصحيّة القيّمة التي ينادي بها الأطباء للتغذية السليمة ، و حفظ الصحة .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=seagreen] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=seagreen] و للوقوف على شيء من تلك الهداية النبوية (الصحية) نستعرض حديثا واحداً رواه[/COLOR] [COLOR=seagreen]المقدام بن معد يكرب يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول[/COLOR] [COLOR=darkred]: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، حسبك يا بن آدم لقيمات يقمن صلبك فإن كان لا بد فثلث طعام وثلث شراب وثلث نفس).[/COLOR][/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen] صحيح ابن حبان [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=seagreen] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]في هذا الحديث يدعونا الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الاقتصار على لقيمات تدفع حرارة الجوع ، و لفظ (اللقيمات) يوحي بصغر حجم اللقمة و قلة عددها و أن هذا المقدار يكفل للجسم الكفاية من العناصر الغذائية التي يحتاجها ليقيم صلبه .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=seagreen] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=seagreen] و في قلة الأكل و ترك النهم منافع كثيرة ؛ منها أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأزكى فهما وأقل نوما وأخف نفسا وفي كثرة الشبع كظ المعدة ونتن التخمة ويتولد منه الأمراض المختلفة فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه المقل في الأكل وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء.[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=seagreen] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorchid]و ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة فقال :ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم من هذا.[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] وفي وقتنا المعاصر الثري بالتقنية والعلوم التخصصية الحديثة نلمس قيمة هذه النصيحة النبوية الدقيقة المعجزة في مجال الصحة! [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] و نرى في مجتمعاتنا المسلمة آثار التخلّي عن تطبيقها بتفشّي أمراض البدانة ، وما يترتب عليها من إنشاء المراكز الصحّية للعناية بتقليل الوزن، و إعداد البرامج الغذائية للتخفيف و الحمية و صرف العقاقير الطبية ، ونحوها مما يستنزف الوقت والمال والجهد والصحة![/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] إننا بحاجة ماسة إلى تطبيق آداب الطعام النبوية في حياتنا اليومية ، لنحقق سنة الإتباع لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، و ننال بركة الاسترشاد بهديه القويم في صلاح الخلق و تهذيب النفس إلى جانب حفظ الصحة وسلامة البدن .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] ومن المعاني النبيلة المقترنة بالأكل؛ التواضع عند أخذ اللقمة وعدم الاتكاء إلا عند المشقة، والتيمن في التناول ولعق الأصابع، وتكريم النعمة بعدم عيب الطعام ولو عافته نفسه ، و استحضار آداب الطعام حمداً للكريم المنان. [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [/CENTER] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] |
[CENTER][B][SIZE=5][COLOR=darkred]لباسه وفراشه صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=seagreen]· عن دحية الكلبيّ (رضي الله عنه) قال[/COLOR] : [COLOR=darkred](أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة صوف وخفين فلبسهما حتى تخرقا)[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=seagreen]· و عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال[/COLOR] [COLOR=darkred]: (كان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحبرة)[/COLOR][COLOR=seagreen] صحيح البخاري[/COLOR] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=seagreen]· و عن عائشة (رضي الله عنها) قالت[/COLOR] : [COLOR=darkred](إنما كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليه أدماً حشوه ليف)[/COLOR] [COLOR=seagreen]صحيح مسلم[/COLOR] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=seagreen]· وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال[/COLOR] :[COLOR=darkred] (تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من آدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مصبوبا وعند رأسه أهب معلقة فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : يا رسول الله ؛ إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ! فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) [/COLOR][COLOR=seagreen]صحيح البخاري[/COLOR] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorchid]عادةً ما يكون لباس المرء عنواناً لطبيعته الكامنة ، فإن ما ترسخ جذوره في الباطن لا بدّ أن تبدو ثماره في الظاهر، ولذا كان أجمل لباس و أحسنه هو التقوى النابت من القلب و الممتد على الجوارح ليسبغ على العبد خلائق الستر والحياء والعفاف، كما قال تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ).[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] هذا [/SIZE][SIZE=5][COLOR=royalblue]اللباس المحمود هو أحب لباس تغشاه الحبيب صلى الله عليه وسلم، و أقربه إلى نفسه، اللباس الذي يحمل معالم التقوى و حقيقته بما يمتاز به من ستر العورات، و البعد عن الإسراف والخيلاء والشهرة، وعن مشابهة الكفار مما هو من خصائصهم إلى غيره من النواهي الشرعية .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=royalblue] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=royalblue] و كان أحبّ الثياب إليه الحِبَرَة، وهي : برد يماني من قطن محبّر يعني مزيّن، والظاهر أنه أحبها للينها[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=royalblue] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=royalblue]و طراوتها وحسن انسجام نسجها، وإحكام صنعتها و موافقتها لجسده الشريف، فإنه صلى الله عليه وسلم كان غاية في النعومة و اللطف.[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=royalblue] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=darkorchid]إلا أنه لم يرفّه نفسه بالمواظبة على الثياب المريحة والقمص الراقية بل كان يرتدي ما سنح له مما ملكه أو أهدي له لسماحته، و بساطة عيشه، و كثرة ورعه، فاتزر واتخذ الرداء، واشتمل الكساء، و تحلّى بالبرد، ولبس جبة صوف و خفّين حتى تخرّقا، و ربما ارتدى حلّة جميلة أعجب بها أحد أصحابه فلم تلبث على جسده إلا يسيرا ثم أهداه له ! لا يغريه رونقها و حسنها عن الجود بها، كما لم يسوؤه خشونة جبة الصوف أن تلازمه أمداً حتى تمزقت!!![/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=darkorchid] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=red]ما أعظم هذه النفس الأبية التي لا ترضى أن تقع تحت تأثير متاع الدنيا مهما كان رائعا وجذّاباً، أو حقيراً معاباً! طامحة إلى ما أعده المولى سبحانه وتعالى لأوليائه من نعيم دائم، و خير تامّ ، لا ينقطع و لا يمتنع و لم يخطر على قلب بشر .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=red] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=red] أما فراشه الذي ينام عليه فبساط غليظ من الجلد المحشو من الليف الخشن، بقدر ما يقيه وعورة الأرض و حرارتها و يمنحه حاجته من النوم، غير مسترسل في الراحة و الغفلة عن قيام الليل و ذكر الله تبارك وتعالى .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=red] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5][COLOR=seagreen]و ربما نام على الحصير فأثّر على جلده الشريف وجنبه ! فأبكى عمر (رضي الله عنه) رحمة و شفقة على حاله المؤثرة صلى الله عليه وسلم، و تمنّى له ما لكسرى وقيصر من الفرش الوثيرة، والأسرة المريحة، والأثاث الفاخر، والدثار الناعم، فجذبه الحبيب صلى الله عليه وسلم بلطفه المعهود إلى المآل المنشود والنعيم الموعود في الآخرة ...[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][COLOR=seagreen] [/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [COLOR=blue]و الآخرة خير وأبقى .[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] [/CENTER] [B][SIZE=5] [/SIZE][/B] |
[CENTER][CENTER][SIZE=6][COLOR=magenta]سلاحه و خاتمه صلى الله عليه وسلم[/COLOR]
[/SIZE] [SIZE=6][COLOR=seagreen]عن أنس (رضي الله عنه) قال[/COLOR] : [COLOR=darkred](كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق الناس قبل الصوت فاستقبلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سبق الناس إلى الصوت وهو يقول : (لم تراعوا لم تراعوا) وهو على فرس لأبي طلحة عريّ ما عليه سرج، في عنقه سيف فقال : لقد وجدته بحراً أو إنه لبحر).[/COLOR][COLOR=seagreen] صحيح البخاري [/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=magenta]عن عبد الله بن الزبير بن العوام (رضي الله عنه)قال[/COLOR]: [COLOR=darkred]كان على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فقعد طلحة تحته حتى استوى على الصخرة قال الزبير(رضي الله عنه) فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (أوجب طلحة).[/COLOR][COLOR=magenta] المستدرك على الصحيحين[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=magenta]وعن أنس (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم[/COLOR] : [COLOR=darkred](أراد أن يكتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي فقيل إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم فصاغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما حلقة فضة ونقش فيه محمد رسول الله). [/COLOR][COLOR=magenta]صحيح مسلم[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=seagreen]كثيراً ما تكون القوّة النافذة و الآلة الحربية المتطوّرة سبباً لطغيان الأمم و سطوتها على غيرها لتحقق أكبر قدر من الثروات و انتهاك الحرمات! ما دام أن الحكم و القانون مستمد من إله الهوى والمادة.[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=darkorange]و في رحاب الإسلام تقترن القوة بالعدل في تلازم دائم وتكامل متّزن، منبثق من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدعو إلى ابتغاء سبل القوة و اتخاذ العدة المرهبة للعدو إلى جانب العناية بالضوابط الشرعية لها، و وضعها في مواضعها المناسبة، متوخّيا العدل والحق، فحينما حمل السيف و اتخذ الدرع و خاض الغزوات، محرزاً انتصارات عظيمة، و فتوحاً كبيرة، لم تغره نشوة الفرح بالعدوان واستباحة ما حرم الله تعالى مع من حارب الله و رسوله، ممتثلاً قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=olive]هذا الميزان الرباني العظيم الذي أقامه المولى -سبحانه- تجسّد في خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أعدائه في الحرب والسلم،و الغضب والرضا، والمكره والمنشط، مسطراً أروع صور العزة و البسالة،والإقدام والعدالة.[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=olive]و كان - صلى الله عليه وسلم - بحراً... في غزارة قوته، واتساع أفقه، و عمق خبرته، و روعة عزيمته و توكّله![/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=olive]بحراً... في الثبات عند الفتن، و الصبر حين المحن، وتحقيق أدب الحرب، وتأصيل الخبرات العسكرية الفذّة، و إعداد الجيوش المنظّمة.[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=darkorange]متخذاً بأس السيف و حدّته، و رمي السهم و سرعته، و ما استطاعه من قوّة ومن رباط الخيل ! كأفضل سلاح و مركب عرفه الناس في عصره، مع الإفادة من خطط فارس، و حضارة كسرى وقيصر في الصناعة كاتخاذ الخاتم، وإضافة الطابع الإسلامي الذي يميّز حامله بنقش[/COLOR][COLOR=darkred] (محمد رسول الله).[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=darkorange]و لم يتخلّى عن اتخاذ الأسباب المعينة على النصر، القاهرة للعدو، اتّكالاً على عصمة الله له، وشرفه عند ربه -سبحانه-.[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=seagreen]إن الأمة الإسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى أن تعود لله حقّاً، و تصدق إيمانها به و تحقق التقوى، كما عليها أن تقتبس من هدي نبيها -صلى الله عليه وسلم- القيم الحضارية الحربية، ومنهج الإعداد و التسلّح بكلّ أنواع القوة العلمية والعملية، لتبني مجدها و تبسط عزها، و ترغم أعداءها على احترام كيانها، و سلامة أوطانها.[/COLOR] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=seagreen]كما أوصى ربنا تبارك وتعالى في كتابه : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )[/COLOR] [/SIZE] [/CENTER] [SIZE=6] [/SIZE] [SIZE=6][COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/SIZE][/CENTER] [SIZE=6] [/SIZE] |
[CENTER][SIZE=6][B][COLOR=magenta]نومه و تعطره صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/B][/SIZE]
[SIZE=6][B][COLOR=magenta] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=magenta] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=magenta] [/COLOR][COLOR=magenta]· عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-:[/COLOR] [COLOR=darkred](أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه ثم قال اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك أو تبعث عبادك).[/COLOR] [COLOR=magenta]سنن الترمذي قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح[/COLOR] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [COLOR=magenta]· و عنه - رضي الله عنهما - قال:[/COLOR] [COLOR=darkred](كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: باسمك أموت وأحيا، وإذا قام قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).[/COLOR][COLOR=magenta] صحيح البخاري[/COLOR] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [COLOR=magenta]· و عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:[/COLOR] [COLOR=darkred](أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات).[/COLOR] [COLOR=magenta]صحيح البخاري[/COLOR] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [COLOR=magenta]· وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:[/COLOR] [COLOR=darkred](كان إذا أوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي).[/COLOR] [COLOR=magenta]صحيح مسلم[/COLOR] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [COLOR=magenta]· عن أنس -رضي الله عنه- قال:[/COLOR] [COLOR=darkred](كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم). [/COLOR][COLOR=magenta]صحيح مسلم[/COLOR] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [COLOR=magenta]· عن أنس بن مالك قال:[/COLOR] [COLOR=darkred](دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب)[/COLOR] [COLOR=magenta]صحيح مسلم[/COLOR] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [/B][/SIZE] [SIZE=6][B] [COLOR=darkorange]حينما يودّ أحدنا أن يخلد للنوم بعد نهار أمضاه وجهد قضاه ؛ فإنه يأوي لفراش مريح وغطاء ناعم و مكان هادئ لينال حظاً كافياً من الدعة والراحة.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] وهذا أمر طبيعي، غير أن هذه المعطيات قد تتوفر للبعض على أحسن الوجوه وأكملها فلا تؤمن لهم النوم المنشود لسكن الفؤاد وراحة البال![/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] و ربما يعاني هؤلاء من أرق و اضطرابات في النوم تقضّ مضاجعهم، وتحرمهم لذّته.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] إذن ؛ فإن حصول هذه النعمة - التي هي من آيات الله تبارك وتعالى -على صورتها الفضلى يتجلّى لمن اهتدى بدين الله عز وجل و اقتدى بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم و لازم ذكر ربه عند هجعته و انتباهه، و إن لم يملك من الفُرُش سوى حصير حقير أو بساط من جلد. [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] و هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه من متاع الدنيا إلا النزر اليسير , و كان ينام من الليل حاجته و من النهار قيلولته، مطمئن النفس، هادئ البال! بالرغم من معاناته قيادة الأمة و متاعب الدعوة و مشقة الجهاد و ألوان الأذى في سبيل الله - تعالى -. [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] و ما انشراح صدره، و سكينة نفسه إلا بالله -جلّ جلاله-؛ الذي عرف قدره وأكثر ذكره، و عظّم دينه ، فطهّره و زكّاه، و أرخى عليه أستار فضله و فيوض رحمته وعظيم نعمه.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] و كان حمد الله تعالى على نعمه من هديه صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه ؛ فيحمده على رزقه الذي آتاه، وكفايته من كل شر يخشاه ، وفضله عليه بإيوائه من التشرد واليتم.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] و يذكر الله كثيراً و يثني عليه و يمجّده، و يدعوه و يستعيذ به من شر ما خلق من الدواب والصفات ؛[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] و لاريب أن المواظبة على الأدعية المأثورة و الأذكار المأثورة في ختام اليوم والليلة يبث للنفس الراحة والطمأنينة والحفظ من تلاعب الشياطين، والوقاية من الهوامّ والمخاطر، وتضمن لمن مات أن تكون خاتمته على الفطرة إلى غيرها من الآثار الطيبة على حياة العبد، وحسن خاتمته.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] فحري أن نعتني بهذه الأوراد الحصينة عند مبيتنا، و نعلمها صغارنا ليألفوا ذكرها و ننال بها الأجر وطيّب الأثر.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] و ينضم إلى هذا الذكر الحميد، الحال الطيبة التي يكون عليها الحبيب صلى الله عليه وسلم عند نومه، فكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن ينام طاهراً، في بدنه وثيابه، بل إن طهارة ثيابه ، و طيب رائحته لا تنفك عنه سائر يومه و ليلته ؛ فهذا خادمه أنس بن مالك (رضي الله عنه) الذي لازمه زمناً طويلاً يفضّل رائحة النبي صلى الله عليه وسلم على أجود أنواع الطيب من المسك والعنبر المعروفة آنذاك، و كانت أم سليم (رضي الله عنها) تجمع عرقه إذا استنقع على الأديم المفروش تحته ليكون أطيب طيب تنتفع بعطره الفواح، و ترجو بركته لصبيانها![/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] [/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][B][COLOR=darkorange] إن جمال المظهر و طهارة البدن وطيب الرائحة من محاسن الإسلام التي حث عليها أتباعه، و لها آثارها الإيجابية على الفرد و المجتمع .[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6][/SIZE][/CENTER] |
[CENTER][CENTER][CENTER][SIZE=6][B][COLOR=darkred]تواضعه و لين جناحه صلى الله عليه وسلم[/COLOR]
[COLOR=red]عَنْ أَنَسٍ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ :[/COLOR][COLOR=darkred] (يَا أُمَّ فُلاَنٍ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَك) فَخَلاَ مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا[/COLOR]. [COLOR=red]رواه مسلم [/COLOR] [COLOR=olive]عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَتْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَعَ أَبِي، وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -[/COLOR] [COLOR=darkred](سَنَهْ سَنَهْ).[/COLOR] [COLOR=olive]قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنَةٌ قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَزبَرَنِي أَبِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (دَعْهَا) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:[/COLOR] [COLOR=darkred](أَبْلِي وَأَخْلِقِي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي)[/COLOR][COLOR=olive] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ. متفق عليه [/COLOR] * * * [COLOR=royalblue]إذا شرفت النفس كانت للآداب طالبة ، و في الفضائل راغبة ، فإن اقترن بها علو الهمّة ، و نبل الهدف كانت طيّبة الجنى ، وارفة الظلال ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها! يقتات منها الصغير و الكبير، و يأوي إليها القوي والضعيف، والغني والفقير. لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس تلك النفس الخيّرة، آيةً في اللين والتواضع، ومثلاً في السماحة و اللطف، بالرغم من نفوذ سلطانه، و جلالة قدره، و انقيادهم لأمره، و توقيره و مهابته. بل إن طاعته و محبّته مقدّمة على النفس و الأهل والمال و العشيرة...! توافيه تلك المرأة (وفي عقلها شئ) في بعض الطرق الضيقة، المصطفة من النخيل، المسلوكة التي لا تنفك عن مرور الناس غالبًا)، و تسأله حاجتها، و ما ثمّ لولا ما آنسته من الحبيب صلى الله عليه وسلم من تمام التواضع و القرب من المستضعفين ، ولينه في أيديهم ومشيه في حوائجهم، وتشوقهِ إلى إرضائِهم وسماعِ شَكواهُم وقضاءِ شُؤونِهم . [/COLOR][COLOR=darkorchid]فيسعها النبي صلى الله عليه وسلم بعطفه المعروف و تواضعه المألوف ، ملبياً رغبتها بسخاوة نفس و تقدير[/COLOR] [COLOR=darkred](يَا أُمَّ فُلاَنٍ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَك)[/COLOR] [COLOR=darkorchid]!!! [/COLOR] [COLOR=darkorchid]فللّه لين ذاع في الناس صيته و خفض جناحٍٍ طوّق الوعر والسّهلا و تأتيه جارية صغيرة هي : أمَة (بمفتوحة وخفَّة ميم) بنت خالد بن سَعيْد بن العَاصِ ، تكنّى أم خالد، و تقترب منه لترسم صورة أخرى رائعة من التواضع و العطف النبوي . نرى فيها النَّبي المربِّي - صلى الله عليه وسلم - و هديه القويم في رعاية الأطفال، وقربه من الصِّغَار، وتلقِّيهم بالبِشْر وسهولة الخلق.. والرحابة ... وشفقته على البنات خاصَّة !. ألا ترى إلى عظيم تقديره لأم خالد واصطفائها من سائر القوم وتشريفها بهديته ... بعدما سأل الحضور من أصحابه عمن يستحقها ... وسكتوا[/COLOR] [COLOR=green]حيرة فاستشرفوا لها وكانت تلك الجارية هي الجديرة بها قَالَ:[/COLOR] [COLOR=darkred](مَنْ تَرَوَنَ أَنْ نكْسُوَ هذه؟ فسكت القومُ، قَالَ: ائتوني بأمّ خالدٍ).[/COLOR] [COLOR=green]إنه يدعوها بكنيتها زيادة في إكرامها والاهتمام بها وجيء بها تحمل في -رواية– لحداثة سنِّها –[/COLOR][COLOR=darkred] (فَأَخَذَ الخَمِيْصَةَ – وهي كساء من خزٍّ أو صوف - بيده الشريفة فألبسه)[/COLOR] [COLOR=green]إياها! وبالغ - عليه الصَّلاة والسلام - في العطف عليها والإحسان إليها .. والبِّر بها. (فَجَعَلَ يَمْسَحُ الأعلام – وهي ألوانها البارزة الصفراء أو الخضراء – بيده ويقول مادحًا لها[/COLOR] [COLOR=blue]مثنيًا على جمالها وروعتها .. هذا[/COLOR] [COLOR=darkred](سَنَهْ سَنَهْ)[/COLOR] [COLOR=blue]بمعنى حسن، وما قالها الحبيبُ - صلى الله عليه وسلم - بالحبشيَّة، وهو العربيُّ الفصيح! إلا محاكاة لُّلغة التي ألفتها منذ طفولتها ... وتطييبًا لخاطرها وطمعًا في إدخال السرور والبهجة إلى قلبها. [/COLOR] [COLOR=blue]ويَسْتمرُّ الحنانُ النبويُّ الدافئ ليحكي مشهدا مؤثِّرا من اللطف الغامر بتلك الصبية، دنت منه بعدما اطمأنّت لتواضعه ورحمته... لفت نظرها خاتم النبوة البارز بين كتفيه (كزرِّ الحجلة).. فَتَاقَتْ نفسُها إلى لمسه فطفقت تلعب به، مما أثار حفيظة والدها الذي نهرها بقسوة، فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: (دعه) فاستمرت تلهو به مرحًا مستأنسة برضى النبي - صلى الله عليه وسلم - مطمئنة إلى سماحته، ثم يختم اللقاء الطيب بدعواتٍ لها مباركةٍ يرددها ثلاثًا ويمتدُّ أثرها إلى أمد ذاك اللقاء بما يحويه من المعاني القيِّمة للتواضع وخفض الجناح، يمثل أنموذجًا من الدروس التربوية التي لها أكبر الأثر في بناء الشخصية العاطفية و تربيتها على التواضع ودماثة الخلق على نحو أفضل.[/COLOR] [COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/B][/SIZE][/CENTER] [/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][SIZE=6][B][COLOR=darkred][B][COLOR=darkred]عفّته و حياؤه صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/B][/COLOR][/B]
[B][COLOR=indigo]عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [/COLOR]: [COLOR=darkred]( دعه فإنّ الحياء من الإيمان). [/COLOR]صحيح البخاري [/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]عن أنس قال:[/COLOR] [COLOR=darkred](لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب أهدت له أم سليم حيسا في تور من حجارة فقال أنس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فادع لي من لقيت من المسلمين فدعوت له من لقيت فجعلوا يدخلون عليه فيأكلون ويخرجون ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الطعام فدعا فيه وقال فيه ما شاء الله أن يقول ولم أدع أحدا لقيته إلا دعوته فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا وبقي طائفة منهم فأطالوا عليه الحديث فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يستحيي منهم أن يقول لهم شيئا فخرج وتركهم في البيت فأنزل الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ)، قال قتادة: غير متحينين طعاما، (وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا)، حتى بلغ: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)) [/COLOR]هذا لفظ مسلم، [/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال[/COLOR]: [COLOR=darkred](كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى وبن مهدي قالا: حدثنا شعبة مثله وإذا كره شيئا عرف في وجهه). [/COLOR]متفق عليه [/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]الحياء غذاء الروح و حياة القلب كما أن الغيث حياة الأرض و رواؤها، و بهجتها .[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]و على حسب حياة القلب تكون قوّة خلق الحياء، فكلّما كان القلب أحيا كان الحياء أتم، و قلة الحياء من موت القلب و الروح .[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]و لمّا كان الحياء بهذه المنزلة العظيمة من حياة الإيمان في القلب، و اقترانه به و دوامه فيه، كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم هذه الأمة حياءً، شهد له ربه سبحانه بهذه الصفة الكريمة في محكم تنزيله فقال [/COLOR]: [COLOR=darkred](إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ) [/COLOR][سورة الأحزاب : 53].[/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]و من تأمّل هذه الأحاديث الثابتة رأى كثرة حياء النبي صلى الله عليه وسلم، و أنه كان جامعا ًبين نوعي الحياء الغريزي و المكتسب.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]ففي الغريزي كان أشد من العذراء في خدرها، و أما المكتسب فقد كان في الذروة العليا منه.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]وكلا النوعين محمود، مطلوب، و سبب لزيادة الإيمان لأنه يكون تخلقا واكتسابا كسائر أعمال البر وقد يكون غريزة ولكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية وعلم فهو من الإيمان، ولكونه باعثاً على أفعال البر ومانعاً من المعاصي و ُمعِفّىً من الفواحش، و ناهيا عن المنكرات، فلا يأتي منه إلا خير .[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]و ترجمت لنا سيرته العطرة حقيقة ذلك الحياء، و تمكّنه من خلقه و سلوكه العملي، في مواقف شتى منها زواجه من زينب بنت جحش -رضي الله عنها-.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]فقد كان صلى الله عليه وسلم حديث عهدٍ بأهله، و الأضياف في بيته قد حضروا وليمته، و طعموا حتى شبعوا، و ظلّوا مستأنسين بالحديث في غفلةٍ عن حال النبي صلى الله عليه وسلم و تكدّره من طول بقائهم، و هو يستحي أن يواجههم بأمر الخروج من بيته، و الانفراد بعروسه![/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]حمله الحياء على أن يترك أخصّ حقوق نفسه في ليلة البناء بأهله و الشوق إليهم، و تحمّل مشقة الحرج من أصحابه الذين أكرمهم بضيافته، و التناول من مائدته، على أن يصارحهم بما يجول في خاطره و ما يعتمل في نفسه إيثاراً للحياء و حرصاً على توفير الراحة و الانبساط لهم.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]فتولّى الرحمن سبحانه أمره، و رفع عنه ما أهمّه، و أنزل قرآنا يتلى إلى يوم القيامة يصدع بما للنبي صلى الله عليه وسلم من الحقّ العظيم من الاحترام و التوقير و الآداب المتعّينة له على أصحابه و أمته.[/COLOR][/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=indigo]و يدعونا في الوقت نفسه إلى الاقتداء به و التحلي بهذا الخلق الفاضل، فمن استحيا من الله سبحانه حق الحياء رأى نعمه و آلاءه، و استشعر إساءته وتقصيره، و بادر بالخيرات و ترك المنكرات، و من استحيا من نفسه عفّها و صانها في الخلوات، و من استحيا من الناس كف أذاه عنهم و ترك المجاهرة بالقبيح و السيئات [/COLOR].[/B][/SIZE] [SIZE=6] [B][COLOR=red]صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم[/COLOR][/B][/SIZE] [/CENTER] [/CENTER] |
[CENTER][CENTER][SIZE=6][COLOR=Blue]هديه صلى الله عليه وسلم في الكلام[/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]
[/COLOR][/SIZE] [SIZE=6][COLOR=Blue]قال معاذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا ؟ قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ معاذ ثم قال : " يا معاذ ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت به ألسنتهم فمن كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليقل خيراً أو يسكت عن شر. قولوا خيراً تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا ".[1] " فبهذا المخلوق الصغير يعبر الإنسان عن بغيته ويفصح عن مشاعره به يطلب حاجته ويدافع عن نفسه ويعبر عن مكنون فؤاده .... بحادث جليسه ويؤانس رفيقه وبه السقطة والدنو والرفعة والعلو " [2] ، قال صلى الله عليه وسلم : " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة ".[3] قال الشاعر : [/COLOR][/SIZE] [SIZE=6][COLOR=Blue] [/COLOR][/SIZE] [SIZE=6][COLOR=Blue]احذر لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنـك إنـه ثعبـان والله إن الموت زلة لفظـة *** فيها الهلاك وكلها خسران [/COLOR][/SIZE] [SIZE=6][COLOR=Blue]" كم من صائم أفسد صومه يوم فسد لسانه وساء منطقه واختل لفظه ؟ ليس المقصود من الصيام الجوع و الظمأ بل التهذيب والتأديب . في اللسان أكثر من عشرة أخطاء إذا لم يتحكم فيه . من عيوبه الكذب والغيبه والنميمة والبذاء والسب والفحش والزور واللعن والسخرية والاستهزاء وغيرها "[4] ، والمسلم الحق هو كما قال صلى الله عليه وسلم " من سلم المسلمون من لسانه ويده "[5] وقال صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا يهوي بها في جهنم " [6]والعياذ بالله . إذا ماهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام ؟ هديه صلى الله عليه وسلم في الكلام هو : أولاً :[/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue] أنه نهى عن الصمت إلى الليل عن علي رضي الله عنه قال : " حفظت عن رسول صلى الله عليه وسلم : لا يتم بعد احتلام ولاصمات يوم إلى الليل "[7] ، أي سكوت يوم إلى الليل. ثانياً:[/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue] كان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت " عن جابر بن سمره رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الضحك " [8] . كيف نوفق بين الأول والثاني ؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصمت ويتكلم عند الحاجة . ثالثاً : [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]من صفات كلامه صلى الله عليه وسلم : أولاً: [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]أنه أوتي جوامع الكلم : قال صلى الله عليه وسلم : " بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب"[9]. والمقصود بجوامع الكلم : قال النووي رحمه الله ، قال الهروي : يعني به القرآن الكريم ، جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع قليل اللفظ كثير المعاني .[10] ثانياً: [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]عن أنس رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثة لتعقل عنه " [11] ثالثاً: [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ماكان رسول صلى الله عليه وسلم يسرد كسردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بين فضل يحفظه من جلس إليه " [12] ، وقالت : كان كلامه صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من سمعه " [13] والمقصود بالفصل هو : " عدم الموالاة بين الجمل بل يفصل بعضها عن بعض " [14] رابعاً: [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]وعنها رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حديثاً لو عدّه العاد لأحصاه "[15] كناية عن عدم كثرة الحديث. خامساً: [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال " كان في كلامه ترتيل أو ترسيل " [16]، أي لا يعجل بكلامه صلى الله عليه وسلم . سادساً:[/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue] عن جابر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون ، قالوا يا رسول الله قد علمنا : الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون." [17] الثرثار : كثير الكلام تكلفاً. المتشدق : المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه. المتفيهق : من الفهق وهو الامتلاء وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً وارتفاعاً وإظهاراً للفضيلة على غيره. سابعاً :[/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue] حذر صلى الله عليه وسلم من بعض الأمور : أولاً :[/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue] وكالة يقولون ( الإشاعات ): قال أبو مسعود لأبي عبد الله أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود : " ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في : زعموا ؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بئس مطية الرجل زعموا " [18]، وقال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع "[19]. قال الإمام النووي رحمه الله : " وأما معنى الحديث والآثار التي في الباب ففيها الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان فإنه يسمع في العادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن وقد تقدم أن مذهب أهل الحق أن الكذب الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو ولا يشترط فيه التعمد لكن التعمد شرط في كونه إثماً والله أعلم ".[20] قال مالك رحمه الله : " أعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع " [21]، قال النووي رحمه الله : فمعناه أنه إذا حدث بكل ما سمع كثر الخطأ في روايته فترك الاعتماد عليه والأخذ عنه ." [22] ثانياً: [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]عن رجل قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فتعثرت دابته فقلت : تعس الشيطان فقال : " لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول : بقوتي ، ولكن قل : بسم الله ، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب." [23] ثالثاً: [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue]عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا قال الرجل : هلك الناس فهو أهلكهم "[24] قال مالك : إذا قال ذلك تحزنا لما يرى في الناس – يعني في أمر دينهم – فلا أرى به بأساً وإذا قال ذلك عجباً وتصاغراً للناس فهو المكروه الذي نهى عنه.[25] ---------------------------------------------- [/COLOR][/SIZE][SIZE=6][COLOR=Blue][1] الصحيحة 413 . [2] 40 درساً لمن أدرك رمضان لعبدالملك القاسم ص 83. [3] أخرجه البخاري. [4] ثلاثون درساً للصائمين لعائض القرني ص 30-31 . [5] صحيح الجامع الصغير 6709 وهو صحيح . [6] رواه البخاري . [7] أبو داوود بإسناد حسن. [8] أحمد وحسنه الألباني. [9] رواه الشيخان . [10] شرح مسلم 5/5 . [11] رواه البخاري. [12] رواه الشيخان. [13] رواه أحمد وأبو داوود وحسنه الألباني. [14] أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل لابن حجر الهيتمي بتصرف ص 3.3 . [15] رواه الشيخان وأبو داود. [16] رواه أبو داود وحسنه الألباني . [17] رواه الترمذي وصححه الألباني. [18] صحيح أبو داود4610 . [19] مسلم . [20] شرح مسلم 1/75. [21] مسلم 5 باب النهي عن الحديث بكل ما سمع . [22] شرح مسلم 1/75 . [23] رواه أبو داود وصححه الألباني . [24] مسلم وأبو داود . [25] صحيح أبو داود 4169. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبة ومن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين [/COLOR][/SIZE][/CENTER] [/CENTER] |
الساعة الآن »09:40 AM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة