![]() |
الأبكم الفصيح
[RIGHT][B][SIZE=6][COLOR=#800000][FONT=Traditional Arabic]الأبكم الفصيح[/FONT][FONT=Tahoma]<o:p></o:p>[/FONT][/COLOR][/SIZE][/B]
[RIGHT][COLOR=blue][FONT=Arial]ناشر الخير<o:p></o:p>[/FONT][/COLOR][/RIGHT] [RIGHT][FONT=Arial]<o:p> </o:p>[/FONT][/RIGHT] [FONT=Arial]هذه من عجائب القصص، ولولا أن صاحبها كتبها لي بنفسه،[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]ما ظننت أن تحدث. يقول صاحب القصة، وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعة[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]والثلاثين من عمري، متزوج، ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أما[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]الصلاة فكنت لا أؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين، والسبب أني[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]كنت أصاحب الأشرار والمشعوذين، فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات[/FONT][FONT=Arial]. [/FONT][FONT=Arial]كان لي ولد في السابعة من عمره، اسمه مروان، أصم أبكم، لكنه كان قد رضع[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]الإيمان من ثدي أمه المؤمنة[/FONT][FONT=Arial]. [/FONT][FONT=Arial]كنت ذات ليلة أنا و ابني مروان في البيت، كنت[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]أخطط ماذا سأفعل أنا والأصحاب، وأين سنذهب. كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]مروان يكلمني (بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتِ لا تصلي؟[/FONT][FONT=Arial]! [/FONT][FONT=Arial]ثم أخذ يرفع يده إلى السماء، ويهددني بأن الله يراك. وكان ابني في بعض الأحيان[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]يراني وأنا أفعل بعض المنكرات، فتعجبتُ من قوله. وأخذ ابني يبكي أمامي، فأخذته إلى[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]جانبي لكنه هرب مني، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ، وكان لا يحسن[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه التي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة، وكانت من[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]حفظة كتاب الله. ثم دخل عليّ ابني الأصم الأبكم، وأشار إليّ أن انتظر قليلاً…فإذا[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]به يصلي أمامي، ثم قام بعد ذلك و أحضر المصحف الشريف ووضعه أمامه وفتحه مباشرة دون[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]أن يقلب الأوراق، ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم[/FONT][FONT=Arial]: { [/FONT][FONT=Arial]يا[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]أبت إني أخاف أن يمسَّـك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليّــاً[/FONT][FONT=Arial]} [/FONT][FONT=Arial]ثم[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً، فقام ومسح الدمع من عيني، ثم قبل رأسي ويدي، وقال[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]لي بالإشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صلِّ يا والدي قبل أن توضع في التراب،[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]وتكون رهين العذاب...و كنت – و الله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله، فقمت[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة،[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]وينظر إليّ باستغراب، وقال لي: دع الأنوار، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا. فأبى إلا الحرم[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك، وأنا في خوف شديد، وكانت نظراته لا تفارقني[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]البته[/FONT][FONT=Arial]... [/FONT][FONT=Arial]ودخلنا الروضة الشريفة، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]العشاء، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى[/FONT][FONT=Arial]: { [/FONT][FONT=Arial]يا أيها[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]} [[/FONT][FONT=Arial]النور:21[/FONT][FONT=Arial]] [/FONT][FONT=Arial]فلم أتمالك نفسي من البكاء، و مروان بجانبي[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]يبكي لبكائي، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبه منديلاً ومسح به دموعي، وبعد[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]انتهاء الصلاة ظللتُ أبكي وهو يمسح دموعي، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة،[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]حتى قال لي ابني مروان: خلاص يا أبي، لا تخف....فقد خاف علي من شدة البكاء[/FONT][FONT=Arial] . [/FONT][FONT=Arial]وعدنا إلى المنزل، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي، إذ ولدتُ[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]فيها من جديد. وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]مما حدث، فقال لهم مروان: أبي صلى في الحرم. ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]تربيتها الحسنة، وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان، وقلتُ لها: أسألك بالله، هل[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]أنت أوعزتِ له أن يفتح المصحف على تلك الآية؟ فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ[/FONT][FONT=Arial]. [/FONT][FONT=Arial]ثم قالت لي: احمد الله على هذه الهداية. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد، وقد هجرت رفقاء السوء[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]جميعاً، وذقت طعم الإيمان...فلو رأيتَني لعرفتَ ذلك من وجهي . كما أصبحتُ أعيش في[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial]أحببته كثيراً ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه[/FONT][FONT=Arial] [/FONT][FONT=Arial][/FONT][/RIGHT] |
الساعة الآن »02:27 AM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة