منتدى السنة للحوار العربى

منتدى السنة للحوار العربى (https://www.alsonah.org/vb//index.php)
-   موضوعات عامة (https://www.alsonah.org/vb//forumdisplay.php?f=34)
-   -   التوازن بين المادة والروح في الإسلام (https://www.alsonah.org/vb//showthread.php?t=19289)

ابوحفص بن احمدآل هلال 2011-01-10 10:21 PM

التوازن بين المادة والروح في الإسلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

حينما تجلت رحمة الله تبارك وتعالى على هذا العالم ، وأراد الله عزوجل - له الهداية ، بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم بخير رسالةٍ وأكرم كتاب ، يهدي إلى أقوم سبيل .
وبذلك استنارت الدنيا بهذا المصباح السماوي المبارك ، وسطعت شمس الهداية الربانية على يد هادي البشرية ، ومنقذها من الضلال ، وهاديها إلى النور والسعادة ، إنه رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم الذي كانت رسالته رحمةً عامةً شاملةً ، رحمةً في الدنيا والآخرة رحمةً في العقيدة والتشريع ، رحمةً في النظام للمجتمعات والشعوب .

قال الله تعالى : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين . يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم ) .
أيها الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات :
إن هدي الإسلام العظيم الذي نتشرف بالانتساب إليه يليق برسالةٍ عامةٍ ، جاءت لتسع أقطار الأرض وأطوار الزمن ، فالضرورة إلى تلك الرسالة أعظم من ضرورة البدن إلى روحه والروح إلى حياتها ، فالإنسان جسم وروح ، وللجسم مطالب وللروح مطالب ، ومطالب الجسم كثيرة قد تلجئ الإنسان إلى أن يصطدم بغيره ، ويصبح العالم مسرحاً للفتن وتصبح الحياة جحيماً لا يطاق ، وتكون الغلبة للأقوى . فلابد إذن من دينٍ ينظم العلاقات ، ويفصل في الحقوق والواجبات ، كذلك فإن للإنسان مطالب روحيةً تكّمل إنسانيته ، وتتميز بها عن بقية الحيوانات التي تكتفي بالماديات .
والدين هو الذي يكفل حاجة الروح ، ويوفر لها مطالبها ويتعهدها بما تحتاجه وبما يغذيها ، ويمدها بما يصلحها ويقويها ، كما يكفل حاجة البدن ويدعو للحفاظ عليه وتوفير ما يحتاجه من غذاء وراحةٍ وأمان ، وبعبارةٍ أكثر وضوحاً فإن ديننا الحنيف يوازن بين مطالب الروح ومطالب الجسد .
أحبتي في الله
إن سمة الإسلام العظيم ، التوازن والاعتدال في كل الأفاق والنواحي ، الاعتدال بين اشواق الروح وحقوق الجسد ، بين بواعث الدين ومطالب الدنيا ، الاعتدال بين العمل لهذه الحياة ، والعمل لما بعد الحياة ، وفي ذلك يقول تعالى : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) . فالإسلام يطلب من المسلم أن يكون إنساناً عاملاً في الحياة ، يعمرها ويسعى في مناكب الأرض ، ويلتمس الرزق في خباياها ، ولا تشغله مطالب الحياة وحقوق الجسد عن مطالب وحقوق الروح ، لا تشغله رغائب الدنيا الفانية عن حقائق الآخرة الباقية ، عليه الأينسى الله فينسى حقيقة نفسه وماهية وجوده .
ومن هنا نعرف أن مهمة العبادات أن تأخذ بيد الإنسان حتى لا تغرقه أعمال الدنيا في لٌجّة النسيان ، فهي تقوم بالتنبيه والتذكير لمن نسي مولاه أو غفل عن أخراه .
فدين الإسلام لا ينعزل عن الدنيا ، والدنيا لا تحيف على الدين ، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( إن لبدنك عليك حقاً ، وإن لزوجك عليك حقاً ، وإن لزورك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حقٍ حقه ) . فما أحوج الناس أن يلتزموا هذا الدين ليجدوا الإيمان في القلوب والراحة والأمان للأجساد ، ما أحوجهم إلى دين الفطرة التي فٌطروا عليها .. قال عزوجل : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ... ) . الآية .

وبالله التوفيق .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله رب العالمين .

يعرب 2011-01-11 08:14 PM

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]احسن الله اليك وجزاك خيرا


[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Red] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس

[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
فالعلمانى يفصل الروح عن الماده مما يجعله يفقد الاتزان الذى امرنا الله به
و بعض فرق الاسلام تغلو فى البحث عن الروح فتقع فى غلو لم يأمر به الله ولا رسوله كما فى الصوفيه

لذا يجب على الانسان[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وهو يبحث فى الظواهر العلمية والبحثيه

الايمان بالله حق الإيمان، ليقي نفسه وعقله وروحه من حر العلم وشطط النفس وخلل العقل وحرقة الروح ، والتسليم بأن الواقع الملموس أخضعه الله له ، ويصدق بالحقيقة الغيبية ، ويقر بأن الله وحده هو القادر على تنظيم العلاقة بين الواقع الملموس والحقيقة الغيبية ، والإيمان هو القناع الواقي من أي شيء يؤدى بالإنسان إلى الشطط والخلل والضياع في الحياة الدنيا ، ثم يسقطه في الهاوية ويستقر به في نار جهنم بالآخرة ، وبذلك يكون قد خسر مرتين بعدم التمتع بالحياة الدنيا بانفصاله عنها، وببعده عن الجنة ألتى أعدها سبحانه وتعالى له في الحياة الآخرة . [/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
-------
[/SIZE][/FONT][/CENTER]

ابوحفص بن احمدآل هلال 2011-01-12 07:32 PM

[QUOTE=يعرب;138962][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]احسن الله اليك وجزاك خيرا


[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Red] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاس

[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]
فالعلمانى يفصل الروح عن الماده مما يجعله يفقد الاتزان الذى امرنا الله به
و بعض فرق الاسلام تغلو فى البحث عن الروح فتقع فى غلو لم يأمر به الله ولا رسوله كما فى الصوفيه

لذا يجب على الانسان[/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] وهو يبحث فى الظواهر العلمية والبحثيه

الايمان بالله حق الإيمان، ليقي نفسه وعقله وروحه من حر العلم وشطط النفس وخلل العقل وحرقة الروح ، والتسليم بأن الواقع الملموس أخضعه الله له ، ويصدق بالحقيقة الغيبية ، ويقر بأن الله وحده هو القادر على تنظيم العلاقة بين الواقع الملموس والحقيقة الغيبية ، والإيمان هو القناع الواقي من أي شيء يؤدى بالإنسان إلى الشطط والخلل والضياع في الحياة الدنيا ، ثم يسقطه في الهاوية ويستقر به في نار جهنم بالآخرة ، وبذلك يكون قد خسر مرتين بعدم التمتع بالحياة الدنيا بانفصاله عنها، وببعده عن الجنة ألتى أعدها سبحانه وتعالى له في الحياة الآخرة .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على هذه السطور التي جاءت بكلمات طيبة مباركة ، وأسأل الله تعالى أن يرفع لك بها الدرجات وأن يجمعنا بكم على طاعته في جناته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه .
حياكم الله تعالى .


الساعة الآن »10:16 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة