![]() |
رمضان وتوحيد الأمة
[CENTER][COLOR=black][SIZE=5][FONT=Arial][B]بسم الله الرحمن الرحيم[/B][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [FONT=Arial][SIZE=6][COLOR=navy][B][U]رمضان وتوحيد الأمة [/U][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [/CENTER] [CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]ما من فريضة في الإسلام الا ولها تأثير في ترابط الأمة.. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]فانظر في فريضة الصلاة وكيف تجمع المؤمنين خمس مرات في أوقات معلومة , تؤلف بين قلوبهم وتوحد شملهم , ثم أنظر إلى فرضية صلاة الجمعة في المسجد الجامع لتوحيد كلمتهم , [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]وكذلك فريضة الزكاة , حيث تدعم الصلة بين الأغنياء والفقراء , ونشر روح الحب بين أفراد المجتمع , فلا حقد ولا حسد , فالكل يتعاون لرفعة مجتمعه ... [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]وانظر إلى فريضة الحج وكيف تجمع قلوب المؤمنين على صعيد عرفة في ميقات واحد محدد لا يتخلف عنه فرد في أنحاء العالم ..[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=navy]وتأتي فريضة الصوم لتجمع شمل الأمة في بدء صومها ويوم عيدها.. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]والوطن العربي من المحيط الي الخليج وطن واحد وقد تم تقسيمه كما نعلم جميعا, يجمعه ليل واحد أو جزء كبير من الليل، وبناء على ذلك إذا ثبت ميلاد شهر رمضان الكريم لزم الوطن الواحد بدء الصوم رغم تعدد الحكومات فلو تم تقسيم السودان مثلا الى ثلاث أقطار فلا يعني ذلك تعدد بدء الصيام في كل قطر.. [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]وهذا ليس بالغريب، إذ إننا نوحد بدء شهر ذو الحجة وذلك لتوحيد الوقوف بعرفة. أما بخصوص كيفية الرؤية ، فالآية صريحة ( قال تعالى : [COLOR=darkgreen]فمن شهد منكم الشهر فليصمه[/COLOR] ) [/COLOR][COLOR=indigo]والشهادة تثبت باليقين- كما تقول أشهد ان لا الله الا الله،[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=indigo]واليقين يتحقق بوسائل كثيرة منها الرؤية البصرية ومنها الأدلة الكونية والأدلة العلمية التي ثبت صحتها، كما نفعل في مواقيت الصلاة ... [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]فلم يعد كل منا يراقب حركة الشمس لمعرفة مواقيت الصلاة , فقد تم ضبتها وفقا للمقايس الفلكية الدقيقة التي تحسب كسوف الشمس بعد عشرات السنين ..وتأتي النتيجة في الوقت المحدد بالثانية لا تتخلف.. وهذا يدل على عظيم قدرة الله تعالى .. [COLOR=darkgreen]الشمس والقمر بحسبان[/COLOR] ... [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=6][COLOR=darkred]إن توحيد بدء الصيام مطلب الأمة فلم تعد الأمة مغيبة العقول. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]قال تعالى :[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=navy]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [SIZE=2]– 103 ال عمران[/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=2][COLOR=navy][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=navy]إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [SIZE=2]– 159 الأنعام[/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=2][COLOR=navy][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=navy]وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [SIZE=2]– 46 الأنفال[/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=2][COLOR=navy][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=navy]وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [SIZE=2]-52 المؤمنون[/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER] [COLOR=navy] [/COLOR] [CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]*******[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER] [CENTER][B][FONT=Arial][SIZE=6][COLOR=black][U]نهار رمضان الأطول منذ 26 عاماً و31 آب (أغسطس) أول أيام عيد الفطر[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]وعن شهر الصوم المقبل، كتبت الصحيفة الفلسطينية : أكد مركز علوم الفلك في الإمارات أن نهار شهر رمضان، خلال هذا العام، سيكون الأطول منذ 26 عاماً، إذ سيبلغ طول نهار اليوم الأول 13 ساعة و16 دقيقة، ويتناقص تدريجياً ليكون في اليوم الأخير من الشهر نحو 12 ساعة و40 دقيقة.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]"واستبعد المركز في بيان له أن تشهد غرة رمضان هذا العام خلافاً بين الدول العربية والإسلامية، لأن عمر الهلال في يوم تحري رؤيته في 31 تموز (يوليو) سيكون 20 ساعة و23 دقيقة. وسيستمر بعد غروب الشمس نحو 23 دقيقة، الأمر الذي يتيح رؤيته، والتأكد من وجوده للدول كافة. لكنه توقع خلافاً في نهاية الشهر وغرة شوال المقبل، إذ إنه سيتم تحري هلال شوال في 29 آب (أغسطس) لافتاً إلى أنه سيولد صباح هذا اليوم في السابعة وأربع دقائق، فيما تغرب الشمس في السادسة و45 دقيقة."[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]******[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]لقد استغلت بعض الحكومات - الفرقة والحدود المصطنعة التي رسمها الإحتلال القديم للأمة – استغلت ذلك في تعميق الإنقسام حتى في فرائض الدين , وتشويه علماء الأمة , وهم يرددون دائما لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ومع ذلك يستغلون الدين في الإنقسام بين الشعوب الإسلامية..[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]فكان يبدأ الصيام في كل دول الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ماعدا دولة أو دولتين.. فهل هذا منطق ؟ أن تصوم دول عن اليمين وأخر عن الشمال وتفطر التي بينهما ؟[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black] [/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]ما هذا العبث ؟ وما هذا الاستخفاف بعقول الشعوب ؟[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black]لقد نفضت الشعوب العربية عن نفسها غبار الغفلة ولن تسمح بعد اليوم بالتلاعب بالدين للتفريق بين الأمة الواحدة والتي كان الدين يوحدها دائما في كل شعائره..[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Arial][COLOR=#000000][/COLOR][/FONT][/B] [B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=black][SIZE=7][COLOR=darkgreen]وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ[/COLOR][/SIZE] -52 المؤمنون[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=#000000]وكل عام وأمة الإسلام بكل خير وسائر العالمين.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] |
عندي مجموعة ملاحظات:
1- أنا لا أؤمن بفكرة الوطن العربي، وإنما أؤمن بوجود عرب من أمتي أمة الإسلام، وأؤمن بأن العرب غالباً يقطنون في مناطق كذا وكذا، أما أن نقول الوطن العربي، فهذا أشبه باعتبار العرب أمة واحدة تختلف عن باقي المسلمين، وهذا الكلام لا يصح شرعاً. 2- قولك من المحيط إلى الخليج لا يخلو من خطأ أيضاً، فالبربر مثلاً ليسوا عرباً وهم يعيشون في المغرب العربي، والأكراد أيضاً ليسوا عرباً ويعيشون في العراق وسوريا، أما مناطق شرق الخليج العربي والتي تقع خارج التقسيم السابق وتتبع إيران اليوم، فهي مناطق يسكنها العرب. 3- قولك أن الأمر يكون باليقين واليقين يمكن أن يكون بالأدلة الكونية والعلمية مردود، فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) والرؤية هنا بالعين، وهذا يختلف عن مواقيت الصلاة. 4- قولك أن توحيد الصيام مطلب للأمة فلم تعد الأمة مغيبة العقول مردود جملة وتفصيلاً، فالأمة لم تكن غائبة العقول في صدر الإسلام، وعادت عقولها إليها اليوم. 5- لا أدري من أين جئت بأن 31 أغسطس / آب هو أطول أيام السنة، والصواب أن أطول يوم في القسم الشمالي من الأرض هو 21 يونيو / حزيران، وأطول يوم في القسم الجنوبي هو 21 ديسمبر / كانون الأول. 6- لم أفهم قولك بأن نهار رمضان الأطول هو أول أيام العيد. 7- أما قولك عن طول النهار 13 ساعة و 16 دقيقة فهذا أيضاً لا يشمل جميع الدول، فمعلوم أن من كان يعيش على مدار السرطان يختلف طول نهاره عن من يعيش قرب الدائرة القطبية. 8- الاحتلال القديم للأمة هو احتلال الدول الأوربية لبلاد الإسلام، والاحتلال الجديد للأمة هو زرع أفكار في عقول الناس مشابهة لأفكار مثل الأمة العربية، وتجديد الشعائر. 9- قولك لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة أيضاً مرفوض، فالدين لم يترك شيئاً إلا وعالجه، وما السياسة إلا شيء من تلك الأشياء. 10- تحري الهلال وثبوته أو عدم ثبوته، واتباع حكم ولي الأمر في ذلك، هو من شعائر الإسلام، وليس بعبث. |
[SIZE=5]لابد من الرؤية البصرية أخي الفاضل.[/SIZE]
[SIZE=5]وهذا من موقع الإسلام سؤال وجواب:[/SIZE] [SIZE=5]الحمد لله المعتمد في إثبات دخول شهر رمضان هو رؤية الهلال أو إكمال شعبان ثلاثين يوما في حال عدم رؤيته ، وهذا ما دلت عليه السنة الصحيحة ، وأجمع عليه أهل العلم ، فقد روى البخاري (1909) ومسلم (1081) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ ) وفي رواية (فإن غمِّي عليكم) . ولا عبرة بالحساب الفلكي ، والأصل في الرؤية أن تكون بالعين المجردة ، لكن لو رؤي الهلال بالآلات الحديثة فإنه يعمل بهذه الرؤية ، كما سبق في جواب السؤال رقم [/SIZE][URL="http://www.islam-qa.com/ar/ref/106489"][SIZE=5][COLOR=#0000ff][U]106489[/U][/COLOR][/SIZE][/URL][SIZE=5].[/SIZE] |
[SIZE=5]هل لابد في رؤية الهلال أن تكون بالعين المجردة ، أم يمكن أن نستعمل المنظار والآلات الحديثة والمراصد؟
الحمد لله "ظاهر الأدلة الشرعية عدم تكليف الناس بالتماس الهلال بهذه الآلات بل تكفي رؤية العين . ولكن من طالع الهلال بها وجزم بأنه رآه بواسطتها بعد غروب الشمس وهو مسلم عدل فلا أعلم مانعاً من العمل برؤيته الهلال ، [COLOR=red]لأنها من رؤية العين لا من الحساب[/COLOR]" انتهى. فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله . "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" (15/68، 69) .[/SIZE] |
لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام مع أن هلال رمضان واحد ؟ وقديماً يعذرون لعدم وجود وسائل الإعلام .
[RIGHT]الحمد لله [/RIGHT] أولا : السبب الغالب في اختلاف بدء الصيام من بلد لآخر ، هو اختلاف مطالع الأهلة . واختلاف المطالع أمر معلوم بالضرورة حسا وعقلا . وعليه فلا يمكن إلزام المسلمين بالصوم في وقت واحد ، لأن هذا يعني إلزام جماعة منهم بالصوم قبل رؤية الهلال ، بل قبل طلوعه . وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عمن ينادي بتوحيد الأمة في الصيام ، وربط المطالع كلها بمطالع مكة ، فقال : " هذا من الناحية الفلكية مستحيل ؛ لأن مطالع الهلال كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تختلف باتفاق أهل المعرفة بهذا العلم ، وإذا كانت تختلف فإن مقتضى الدليل الأثري والنظري أن يجعل لكل بلد حكمه . أما الدليل الأثري فقال الله تعالى : ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) البقرة/185 . فإذا قُدِّرَ أن أناسا في أقصى الأرض ما شهدوا الشهر -أي : الهلال - وأهل مكة شهدوا الهلال ، فكيف يتوجه الخطاب في هذه الآية إلى من لم يشهدوا الشهر ؟! وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ) متفق عليه ، فإذا رآه أهل مكة مثلاً فكيف نلزم أهل باكستان ومن وراءهم من الشرقيين بأن يصوموا ، مع أننا نعلم أن الهلال لم يطلع في أفقهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم علق ذلك بالرؤية . أما الدليل النظري فهو القياس الصحيح الذي لا تمكن معارضته ، فنحن نعلم أن الفجر يطلع في الجهة الشرقية من الأرض قبل الجهة الغربية ، فإذا طلع الفجر على الجهة الشرقية ، فهل يلزمنا أن نمسك ونحن في ليل ؟ الجواب : لا . وإذا غربت الشمس في الجهة الشرقية ، ولكننا نحن في النهار فهل يجوز لنا أن نفطر ؟ الجواب : لا . إذاً الهلال كالشمس تماما ، فالهلال توقيته توقيت شهري ، والشمس توقيتها توقيت يومي ، والذي قال : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) البقرة/187 . هو الذي قال : ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) فمقتضى الدليل الأثري والنظري أن نجعل لكل مكانٍ حكماً خاصًّا به فيما يتعلق بالصوم والفطر ، ويربط ذلك بالعلامة الحسية التي جعلها الله في كتابه ، وجعلها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سنته ألا وهي شهود القمر ، وشهود الشمس ، أو الفجر " انتهى من فتاوى أركان الإسلام ص 451. وقال رحمه الله موضحاً هذا القياس ، ومؤيداً به حجة الذين اعتبروا اختلاف المطالع : " قالوا : والتوقيت الشهري كالتوقيت اليومي ، فكما أن البلاد تختلف في الإمساك والإفطار اليومي ، فكذلك يجب أن تختلف في الإمساك والإفطار الشهري ، ومن المعلوم أن الاختلاف اليومي له أثره باتفاق المسلمين ، فمن كانوا في الشرق فإنهم يمسكون قبل من كانوا في الغرب ، ويفطرون قبلهم أيضا . فإذا حكمنا باختلاف المطالع في التوقيت اليومي ، فإن مثله تماما في التوقيت الشهري . ولا يمكن أن يقول قائل : إن قوله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ، وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ) لا يمكن لأحد أن يقول : إن هذا عام لجميع المسلمين في كل الأقطار . وكذلك نقول في عموم قوله تعالى : ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ) وهذا القول كما ترى له قوته بمقتضى اللفظ ، والنظر الصحيح ، والقياس الصحيح أيضا ، قياس التوقيت الشهري على التوقيت اليومي " انتهى . نقلا عن "فتاوى رمضان" جمع أشرف عبد المقصود ص 104 . وصدر عن هيئة كبار العلماء ، بيان مهم بهذا الخصوص ، وهذا نصه : " أولاً : اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حساً وعقلاً ، ولم يختلف فيها أحد من العلماء ، وإنما وقع الاختلاف بين علماء المسلمين في : اعتبار خلاف المطالع ، وعدم اعتباره . ثانياً : مسألة اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره من المسائل النظرية التي للاجتهاد فيها مجال ، والاختلاف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم والدين ، وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين : أجر الاجتهاد ، وأجر الإصابة ، ويؤجر فيه المخطئ أجر الاجتهاد . وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين : فمنهم من رأى اعتبار اختلاف المطالع ، ومنهم من لم ير اعتباره . واستدل كل فريق منهما بأدلة من الكتاب والسنة ، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد كاشتراكهما في الاستدلال بقوله تعالى : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) البقرة/189 . وبقوله صلى الله عليه وسلم : ( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ) الحديث . وذلك لاختلاف الفهم في النص ، وسلوك كل منهما طريقاً في الاستدلال به . ونظرا لاعتبارات رأتها الهيئة وقدرتها ، ونظراً إلى أن الاختلاف في هذه المسألة ليست له آثار تخشى عواقبها ، فقد مضى على ظهور هذا الدين أربعة عشر قرناً ، لا نعلم فيها فترة جرى فيها توحيد الأمة الإسلامية على رؤية واحدة . فإن أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء يرون بقاء الأمر على ما كان عليه . وعدم إثارة هذا الموضوع ، وأن يكون لكل دولة إسلامية حق اختيار ما تراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة ، إذ لكل منهما أدلته ومستنداته . ثالثاً : نظر مجلس الهيئة في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب ، وما ورد في الكتاب والسنة ، واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك ، فقرروا بإجماعٍ عدمَ اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ) الحديث . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ ) الحديث . وما في معنى ذلك من الأدلة " انتهى نقلا عن "فتاوى اللجنة الدائمة" (10/102) . |
الساعة الآن »02:04 PM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة