منتدى السنة للحوار العربى

منتدى السنة للحوار العربى (https://www.alsonah.org/vb//index.php)
-   موضوعات عامة (https://www.alsonah.org/vb//forumdisplay.php?f=34)
-   -   العفو من أبواب العز (https://www.alsonah.org/vb//showthread.php?t=2804)

حفيدة الحميراء 2009-07-24 04:54 PM

العفو من أبواب العز
 
[CENTER][B][COLOR=blue][COLOR=red][SIZE=5]:بس:[/SIZE][/COLOR][/COLOR][/B]
:سل:
[B][COLOR=blue][COLOR=red][SIZE=5]العفو من أبواب العز
كتبه/ عصام حسنين[/SIZE][/COLOR]

[SIZE=5]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فإن العفو بشرط الإصلاح[1] كما قال الله -تعالى-:

[COLOR=purple](فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)[/COLOR] باب عظيم من أبواب العز كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: [COLOR=darkgreen](وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً)[/COLOR] الحديث رواه مسلم.

وهو من آكد الأمور التي حث الله -عز وجل- عليها فقال:[COLOR=purple] (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [/COLOR](الشورى:43).

وأخبر -عز وجل- أنه لا يقوم به إلا أهل الصبر والحظوظ العظيمة، وأنه لا يوفق له إلا أولوا العزائم والهمم العالية والبصائر النافذة.

قال الله -تعالى-:[COLOR=purple] (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [/COLOR](فصلت:34-35).

[COLOR=darkgreen]والعفو وصف الكريم الرحمن -جل وعلا-، وآثاره مشاهدة في عباده وخلقه، وشهود العبد هذه الآثار مما يهيجه على التخلق بهذه الصفة العظيمة؛ تعبداً لله -تعالى- بذلك؛ وطلباً لعفوه وصفحه فإن الجزاء من جنس العمل.[/COLOR]

عن عليّ -رضي الله عنه- قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله -تعالى- حدثنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

[COLOR=purple](وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [/COLOR](الشورى:30) [COLOR=darkgreen]وسأفسرها لك[COLOR=red][U] يا عليّ، [/U][/COLOR]ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله -تعالى- أكرم من أن يثني عليهم العقوبة في الآخرة، وما عفا الله -تعالى- عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه.[/COLOR]
رواه أحمد وحسن إسناده العلامة أحمد شاكر.

كما أن العفو والصفح من خلق [COLOR=red][U]قدوتنا وحبيبنا محمد [/U][/COLOR]-صلى الله عليه وسلم-.

ومن وصفه هكذا [COLOR=red][U]وصفته عائشة -رضي الله عنها[/U][/COLOR]-، وكذا هو وصفه في التوراة.

فقد [COLOR=red]سئلت عائشة -[/COLOR]رضي الله عنها- عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت:[COLOR=darkgreen] (لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صاخباً بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح)[/COLOR] رواه أحمد.

[COLOR=red][U]
وعن عطاء بن يسار بن يسار قال:[/U][/COLOR]

لقيت عبد الله بن عمرو فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في التوراة فقال: [COLOR=darkgreen]أجل والله إنه لموصوف في التوراة كصفته في القرآن: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي أسميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح).[/COLOR] رواه ابن جرير وهو صحيح.

[COLOR=red][SIZE=5]ولقد كانت حياته -صلى الله عليه وسلم- واقعاً حياً لهذا الخلق الكريم: [/SIZE][/COLOR]

[COLOR=darkred]عن أنس -رضي الله عنه- قال:[/COLOR]

كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عنقه اليمنى وقد أثرت بها حاشية البردة من شدة جبذته [COLOR=darkgreen](وفي لفظ المسلم: حتى انشق البرد): فقال: يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك فالتفت إليه -صلى الله عليه وسلم- فضحك ثم أمر له بعطاء)[/COLOR] رواه مسلم.

[COLOR=red][U][SIZE=5]قال النووي – رحمه الله: " فيه: [/SIZE][/U][/COLOR]

[COLOR=darkgreen]احتمال الجاهلين، والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة.... [/COLOR]
وفيه: كمال [COLOR=red][U]خلق رسول الله -[/U][/COLOR]صلى الله عليه وسلم- وحلمه وصفحه " أ.هـ شرح مسلم 7/147.

وغير ذلك من الأمثلة كثير كلها تحُثنا حثاً على التخلق بهذا الخلق الكريم.

واعلم أن الدنيا ساعة، والمقام بها يسير لا تحتمل تقاطعاً أو تدابراً إلا في الله -تعالى- ولله، وأنه ينبغي أن نعامل إخواننا بالسهولة واللين -قدر الاستطاعة- فقد وصف جابر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله:[COLOR=purple] ( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلاً سهلاً........ )[/COLOR] الحديث رواه مسلم أي: [COLOR=darkgreen]سهل الخُلق، كريم الشمائل، لطيفاً، ميسراً في الخلق.[/COLOR]

وقال -صلى الله عليه وسلم-: [COLOR=darkgreen]( مَن كان سهلاً هيناً ليناً حرمه الله على النار ) [/COLOR]صحيح الجامع.

وقال أيضاً -صلى الله عليه وسلم-: [COLOR=darkgreen]( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى )[/COLOR] رواه البخاري.

وقال أيضاً -صلى الله عليه وسلم-: [COLOR=darkgreen]( ارحموا تراحموا واغفروا يُغفر لكم.... [/COLOR])

[COLOR=red][U][SIZE=5]ولننتبه إلى أن الشحناء والتقاطع من أسباب حجب المغفرة عن العبد، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-:[/SIZE][/U][/COLOR]

[COLOR=darkgreen]( تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكل عبد مسلم لا يُشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال انظروا (أي: أخروا) هذين حتى يصطلحا) [/COLOR]قالها ثلاثاً. رواه مسلم.

وقال -صلى الله عليه وسلم-:[COLOR=darkgreen] ( ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في النصف من [COLOR=#ff0000]شعبان[/COLOR] فيغفر لأهل الأرض إلا لكافر أو مشاحن )[/COLOR] صححه الألباني بمجموع الطرق.

[COLOR=red][U][SIZE=5]إخواني الأحبة:[/SIZE][/U][/COLOR]

ما أحوجنا في هذه الآونة إلى هذا الخُلق الكريم واقعاً حياً بيننا، نسأل الله -تعالى- العفو والمعافاة في الدنيا والآخرة.

والحمد لله رب العالمين.



--------------[/SIZE][/COLOR][/B]
[B][COLOR=blue][SIZE=5]

[1] قال العلامة السعدي في تفسيره:[COLOR=darkred] "وشرط الله في العفو الإصلاح فيه ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته فإنه في هذه الحال لا يكون مأموراً به"[/COLOR] أ.هـ

المصدر
موقع صوت السلف
[/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/B]

عبدالرزاق 2009-07-25 12:46 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

محب علي بن ابي طالب 2011-11-16 01:53 PM

رد: العفو من أبواب العز
 
ما اعظم ان يجلس الانسان وحيدا ويعفو عن كل من ظلمه طمعا فيما عند الله.


الساعة الآن »11:05 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة