لا عدوى ولا طيرة
 

[FONT=Arial] [/FONT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]حياكم الله جميعا وبارك فيكم
[SIZE=7]لا عدوى ولا طيرة [/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]



[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]جاء في كتاب [COLOR=red]القول المفيد على كتاب التوحيد[/COLOR] لمحمد بن صالح بن عثيمين- حمه الله - ( 2/93) وعند الكلام على قول من لا ينطق عن الهوى ((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر))... [/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]قوله صلى الله عليه وسلم: [COLOR=red]"لا عدوى".[/COLOR] "لا" نافية للجنس، ونفي الجنس أعم من نفي الواحد والاثنين والثلاثة، لأنه نفي للجنس كله، فنفى الرسول صلى الله عليه وسلم العدوى كلها.[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]والعدوى:[/COLOR] انتقال المرض من المريض إلى الصحيح، وكما يكون في الأمراض الحسية يكون أيضاً في الأمراض المعنوية الخلقية، ولهذا أخبر صلى الله عليه وسلم أن جليس السوء كنافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة . [/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]فقوله: "لا عدوى" يشمل الحسية والمعنوية، وإن كانت في الحسية أظهر....[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]وتأملو هذا الكلام البديع الممتع لابن عثيمين - رحمه الله -:[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=navy][U]((لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر))...[/U] [/COLOR][/FONT][/SIZE]


[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]وهذا النفي في هذه الأمور الأربعة ليس نفياً للوجود، [/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]لأنها موجودة،[/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]ولكنه نفي للتأثير، [/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]فالمؤثر هو الله، [/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]فما كان منها سبباً معلوماً، فهو سبب صحيح، [/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]وما كان منها سبباً موهوماً، فهو سبب باطل، [/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]ويكون نفياً لتأثيره بنفسه إن كان صحيحاً، [/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=blue]ولكونه سبباً إن كان باطلاً.[/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]فقوله: "لا عدوى": العدوى موجودة، ويدل لوجودها قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يورد ممرض على مصح)) ، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]أي: لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل الصحيحة، لئلا تنتقل العدوى.وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد)) . [/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]والجذام مرض خبيث معد بسرعة ويتلف صاحبه، حتى قيل: إنه الطاعون، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=blue][U]فالأمر بالفرار من المجذوم لكي لا تقع العدوى منه إليك، وفيه إثبات لتأثير العدوى،[/U][/COLOR] [/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red]لكن تأثيرها ليس أمراً حتمياً، بحيث تكون علة فاعلة، [/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفرار، وأن لا يورد ممرض على مصح من باب تجنب الأسباب لا من باب تأثير الأسباب بنفسها، فالأسباب لا تؤثر بنفسها، لكن ينبغي لنا أن نتجنب الأسباب التي تكون سبباً للبلاء، لقوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} [البقرة: 195]، [/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red][U]ولا يمكن أن يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم ينكر تأثير العدوى، لأن هذا أمر يبطله الواقع والأحاديث الأخرى.فإن قيل: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال: ((لا عدوى. قال رجل: يا رسول الله الإبل تكون صحيحة مثل الظباء، فيدخلها الجمل الأجرب فتجرب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن أعدى الأول؟)) ,[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][U]يعني أن المرض نزل على الأول بدون عدوى، بل نزل من عند الله[/U] ـ عز وجل ـ، فكذلك إذا انتقل بالعدوى فقد انتقل بأمر الله، والشيء قد يكون له سبب معلوم وقد لا يكون له سبب معلوم، فجرب الأول ليس سببه معلوماً، إلا أنه بتقدير الله تعالى، وجرب الذي بعده له سبب معلوم، [/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red][U]لكن لو شاء الله تعالى لم يجرب،[/U][/COLOR] ولهذا أحياناً تصاب الإبل بالجرب، ثم يرتفع ولا تموت، وكذلك الطاعون والكوليرا أمراض معدية، وقد تدخل البيت فتصيب البعض فيموتون ويسلم آخرون ولا يصابون.[/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red][U]فعلى الإنسان أن يعتمد على الله، ويتوكل عليه، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل مجذوم، فأخذ بيده وقال له: ((كل)) يعني من الطعام الذي كان يأكل منه الرسول صلى الله عليه وسلم " لقوة توكله صلى الله عليه وسلم ، فهذا التوكل مقاوم لهذا السبب المعدي. [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][SIZE=6]وهذا الجمع الذي أشرنا إليه هو أحسن ما قيل في الجمع بين الأحاديث[/SIZE]، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]وادعى بعضهم النسخ، فمنهم من قال: إن الناسخ قوله: "لا عدوى"، والمنسوخ قوله: "فر من المجذوم"، و"ولا يورد ممرض على مصح"، وبعضهم عكس، [COLOR=red][SIZE=6]والصحيح أنه لا نسخ، لأن من شروط النسخ تعذر الجمع،[/SIZE] [/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][U]وإذا أمكن الجمع وجب الرجوع إليه، لأن في الجمع إعمال الدليلين، وفي النسخ إبطال أحدهما، وإعمالهما أولى من إبطال أحدهما، لأننا اعتبرناهما وجعلناهما حجة، وأيضاً الواقع يشهد أنه لا نسخ. [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]


[U][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]ثم قال رحمه الله:[/COLOR][/SIZE][/FONT][/U]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]فهذه الأربعة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم تبين وجوب التوكل على الله وصدق العزيمة، ولا يضعف المسلم أما هذه الأشياء، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]لأن الإنسان لا يخلو من حالين: [/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[COLOR=navy][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red]إما [/COLOR]أن يستجيب لها بأن يقدم أو يحجم أو ما أشبه ذلك، فيكون حينئذ قد علق أفعاله بما لا حقيقة له ولا أصل له، وهو نوع من الشرك. [/FONT][/SIZE][/COLOR]


[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]وإما [/COLOR]أن لا يستجيب بأن يكون عنده نوع من التوكل ويقدم ولا يبالي، لكن يبقى في نفسه نوع من الهم أو الغم، وهذا وإن كان أهون من الأول، لكن يجب ألا يستجيب لداعي هذه الأشياء التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقاً، وأن يكون معتمداً على الله ـ عز وجل ـ. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Arial][SIZE=3][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red][U]ثم قال رحمه الله[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]فالحاصل أننا نقول: لا تجعل على بالك مثل هذه الأمور إطلاقاً، فالأسباب المعلومة الظاهرة تقي أسباب الشر، وأما الأسباب الموهومة التي لم يجعلها الشرع سبباً بل نفاها، فلا يجوز لك أن تتعلق بها، بل احمد الله على العافية، وقل: ربنا عليك توكلنا. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]ثم قال رحمه الله :[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]وهذا الحديث جمع النبي صلى الله عليه وسلم فيه بين محذورين ومرغوب، [/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red][U]فالمحذوران هما العدوى والطيرة، [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red][U]والمرغوب هو الفأل، [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]وهذا من حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن ذكر المرهوب ينبغي أن يذكر معه ما يكون مرغوباً، ولهذا كان القرآن مثاني إذا ذكر أوصاف المؤمنين ذكر أوصاف الكافرين، وإذا ذكر العقوبة ذكر المثوبة، وهكذا. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3]

[CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=navy][COLOR=red]قال الشيخ سليمان آل الشيخ : [/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وأما أمره بالفرار من المجذوم ، ونهيه عن إيراد الممرِض على المصحّ ، وعن الدخول إلى موضع الطاعون ؛[/FONT][/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
[FONT=Arial][SIZE=3][CENTER][SIZE=6][COLOR=red][U]فإنه من باب اجتناب الأسباب التي خلقها الله تعالى ، وجعلها أسبابا للهلاك والأذى ، والعبد مأمور باتِّقاء أسباب الشر إذا كان في عافية[/U][/COLOR][/SIZE] ، [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]فكما أنه يؤمر أن لا يُلْقِي نفسه في الماء أو في النار أو تحت الهدم أو نحو ذلك كما جرت العادة بأنه يُهْلِك ويُؤذي ، فكذلك اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم وقدوم بلد الطاعون فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف ، والله تعالى هو خالق الأسباب ومسبباتها لا خالق غيره ، ولا مقدر غيره .[/COLOR][/SIZE][/FONT]




[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy][COLOR=red]قلت [/COLOR]: والله إنه كلام بديع ذلك بأنه يحمل روح العلم والفهم الصحيح ولندعُ الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه...فرحم الله ابن عثيمين و علماء أهل السنة رحمة واسعة ... آمين[/COLOR][/SIZE][/FONT]




[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=navy][U]ونستتطيع الآن أيها الأفاضل أن نجمل لكم كلام العلماء [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=navy][U]في الجمع بين أحاديث هذا الباب بفضل الله[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=navy]فقد جَمَعوا بين هذه الأحاديث من وجوه :[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[/CENTER]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3]

[CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=navy][SIZE=7][COLOR=red][U][I]الأول :[/I][/U][/COLOR][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE]

[SIZE=5][COLOR=navy][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red]أن العَدوى إذا انتقَلتْ كان ذلك بِقَدَرِ الله ، لا بتأثير المرض ذاتِه ،[/COLOR] [/FONT][/COLOR][/SIZE]
[CENTER][COLOR=navy][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]ويَدل عليه ما رواه الإمام أحمد والترمذي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا يًعْدِي شيء شيئا ، فقام أعرابي فقال : يا رسول الله النُّقْبَة من الْجَرَب تكون بِمِشْفَرِ البعير أو بِذَنَبِه في الإبل العظيمة فَتَجْرَبُ كلّها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فما أجْرَبَ الأول ؟ لا عدوى ولا هامة ولا صفر ، خلق الله كل نفس فكتب حياتها ومصيباتها ورزقها . [/FONT][/SIZE][/COLOR][/CENTER]
[/CENTER]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3]

[CENTER][COLOR=navy][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red][U]وهو يُوضِّح ما تقدّم من رواية الشيخين .[/U][/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR][/CENTER]
[COLOR=navy]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[CENTER]
[/CENTER]
[FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]فقوله صلى الله عليه وسلم : " فما أجْرَبَ الأول ؟ " أي أنّ أول بعير أُصيب لم يَكن نتيجة عدوى ولا أنه خالَط غيره ، وإنما كان ذلك بِقَدَر ِ الله ، فلو لم يُقدِّر الله انتقال ذلك الْجَرَب لم يَنتقِل ، كما أنه لو قَدّر سلامة البعير الأول لم يُصَب
[/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]والمشاهد أن البيت أحيانا يُصاب أحد أفراده بالزًُّكام فيُصاب كل من في البيت ، وأحياناً يُصاب الرَّجُل في بيته ولا تنتقل العدوى لأقرب الناس إليه ![/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]فمن الذي جعلها تنتقل في مرّة ولا تنتقل في مرّات ؟[/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy]


[CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red][U]إنه الله الذي قَدّر الأقْدَار ، [/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red][U]وليس المرض الذي انتقل أو انتشر .[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy]

[CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red]قال ابن عبد البر[/COLOR] : أما قوله : " لا عدوى " فمعناه أنه لا يُعْدِي شيء شيئا ، ولا يُعْدِي سقيم صحيحا ، والله يفعل ما يشاء ، لا شيء إلا ما شاء .[/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy]

[CENTER][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red][U][I]الثاني :[/I][/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][U][COLOR=red]أن العدوى لا تنتقل بِنفسِها ، وهو بمعنى السابق .[/COLOR][/U][/FONT][/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5][CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red]قال ابن الأثير :[/COLOR] كانوا يظنون أن المرض بنفسه يَتَعَدّى ، فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس الأمر كذلك ، وإنما الله هو الذي يمرض ويُنَزل الداء .[/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red][I][U]الثالث :[/U][/I][/COLOR][/SIZE] [/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][COLOR=red][U]أن الأمر بالاعتزال في حقّ من يُخشى أن يَعتقِد أن المرض انتقل بنفسه ، أو أن المريض هو الذي أصابه بالمرض .[/U][/COLOR][/FONT]
[CENTER][FONT=Traditional Arabic]روى عبد الرزاق عن معمر قال : بلغني أن رجلا أجذم جاء إلى ابن عمر فسأله ، فقام ابن عمر فأعطاه درهما فوضعه في يده ، وكان رجل قد قال لابن عمر : أنا أعطيه فأبى ابن عمر أن يناوله الرجل الدرهم .[/FONT]
[FONT=Traditional Arabic]فهذا من هذا الباب .[/FONT][/CENTER]
[/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5][CENTER][FONT=Traditional Arabic][U][I][SIZE=6]وقد جاء الإسلام بِعزْل المريض الذي يكون مرضه خطيراً مُعدِياً .[/SIZE][/I][/U][/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][CENTER]
[/CENTER]
[FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5][CENTER][FONT=Traditional Arabic]قال عليه الصلاة والسلام : لا يُورِد مُمْرِضٌ على مُصِحّ . رواه البخاري ومسلم . [/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=red]قال العلماء[/COLOR] : الممرِض : صاحب الإبل المراض ، والمصِحّ : صاحب الإبل الصحاح ، فمعنى الحديث لا يورد صاحب الإبل المراض إبله على إبل صاحب الإبل الصحاح ، لأنه ربما أصابها المرض بِفِعْلِ الله تعال وقَدَرِه الذي أجرى به العادة لا بِطَبْعِها فيحصل لصاحبها ضرر بمرضها ، وربما حصل له ضرر أعظم من ذلك باعتقاد العدوى بِطَبْعِها فيكفر .[COLOR=red] أفاده النووي .[/COLOR][/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic]وقال عليه الصلاة والسلام في شأن الطاعون : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تَخْرُجوا فِرارا منه . رواه البخاري ومسلم . [/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][CENTER]
[/CENTER]
[FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=7][COLOR=red][U]قلت:[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red][U]وهذا أول حجر صحي عرفه تاريخ البشرية[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red][U]أفادنا به خير البرية الذي لا ينطق عن الهوى[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=red][U]- صلى الله عليه وسلم -[/U][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][COLOR=navy][SIZE=5]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]وبهذا يتبين أن هناك عدوى ولكنها لا تعدي بنفسها ولذلك جعل أهل العلم هذه الأربعة التي وردت في الحديث الذي نحن بصدده في كتب التوحيد ذلك بأن الضار النافع هو الله سبحانه وليس غيره.[/SIZE][/FONT][/CENTER]
[/SIZE][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=6][CENTER][COLOR=red]والله أعلم .[/COLOR][/CENTER]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][CENTER][SIZE=6][COLOR=red][U][I]ونسأل الله أن يعلمنا وإياكم علما نافعا[/I][/U][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial][SIZE=3][CENTER][SIZE=6][COLOR=navy]وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=7][COLOR=red]آمين[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/SIZE][/FONT]