وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ
 

[RIGHT] [FONT=Tahoma][SIZE=6][COLOR=#ee2830]وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ

[/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][IMG]http://www.55a.net/firas/ar_photo/1211014358546507237_62a7a839cb.jpg[/IMG][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#0000ff]

وردنا السؤال التالي: [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#ff0000]لدي سؤال اردت ان توضحوا اجابته لي جزاكم الله خيراً. [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#ff0000]لماذا قال الله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام "وأخاف أن يأكله الذئب ... الآية" لماذا عرٌف الذئب ولم يقل أخاف ان يكله ذئب ( من الذئاب ) لكن قال الذئب وكأنه يعرف الذئب او ان هناك ذئبا واحدا؟؟ أفيدوني جزاكم الله تعالى خيراً. [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#0000ff]أجاب عليه فضيلة الأستاذ محمد إسماعيل عتوك المتخصص في إعجاز القرآن البلاغي. [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]قوله عز وجل:[COLOR=#0000ff]﴿ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]أولاً- الذئب حيوان مفترس من الفصيلة الكلبيَّة، وهو كلب بَرِّيٌّ وحشيٌّ . ومن خلقه الاحتيال والنفورُ والغدر . وهو يفترس الغنم . وإذا قاتل الإنسان فجرحه ورأى عليه الدم، ضَرِيَ به فربما مزَّقه . وفيه لغتان: ذئب، وذيب، والأولى هي الأصل، وهي لغة الحجاز، وبها قرأ الجمهور . ومن الثانية قول الشاعر يخاطب جرو ذئب كان قد رباه، واستأمنه على أغنامه بدلاً من الكلب: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]أكلت شُوَيْهَتي وربيتَ فينا .. فمن أدراك أن أباك ذيب [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]ثانيًا- ومعنى [COLOR=#0000ff]﴿ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾: [/COLOR]أن يقتله ويأكل منه . وفعل الأكل يتعلق باسم الشيء، والمراد بعضه . يقال: أكلَه الأسد، إذا أكل منه . قال تعالى[COLOR=#0000ff]:﴿ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ ﴾(المائدة: 3)[/COLOR]، عطفًا على المنهيات عن أن يؤكل منها . أي: بقتلها . ومن كلام عمر- رضي الله عنه- حين طعنه أبو لؤلؤة:« أكلني الكلب » . أي: عضَّني . [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]ثالثا- وخصَّ الذئب بالذكر دون غيره، لأنه أغلب ما يخاف منه من الصحارى . وكانت أرضهم- على ما قيل-: مذئبة . أي: كثيرة الذئاب، ولهذا خصَّه بالذكر . وقيل: إنما خصَّه بالذكر، لأنه سبع ضعيف حقير، فنبَّه عليه السلام بخوفه عليه منه على خوفه عليه مما هو أعظم منه افتراسًا من باب أولى .. ولحقارة الذئب خصَّه الربيع بن ضبع الفزاري في كونه يخشاه، لما بلغ من السن ما بلغ في قوله: [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]والذئب أخشاه، إن مررت به .. وحدي، وأخشى الرياح والمطرا [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]رابعًا- والتعريف في ( الذئب ) يجوز أن يكون تعريف العهد الذهني، مثل تعريف ( السفينة ) في قوله تعالى:[COLOR=#0000ff]﴿ حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾(الكهف: 71 ) [/COLOR]. قال الكلبي:« رأى في منامه أن الذئب شَدَّ على يوسف، فلذلك خافه عليه » . ويجوز أن يكون تعريف الحقيقة، أو الجنس . أي: ذئب من الذئاب . ومثله تعريف ( الإنسان ) في قوله تعالى[COLOR=#0000ff]:﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾(العصر: 2) . [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]ومثل ذلك على القولين تعريف ( الكهف ) في قوله تعالى:[COLOR=#0000ff]﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ ﴾(الكهف: 16 )،[/COLOR] فيجوز أن يكون تعريف العهد، بأن كان الكهف معهودًا عندهم يتعبدون فيه من قبل . ويجوز أن يكون تعريف الحقيقة، أو الجنس . أي: فأووا إلى كهف من الكهوف . [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]والقول الثاني هو الأرجح والأقوى في التعبير عن المراد، وهو أبلغ من التعبير بلفظ النكرة . فلو قيل:( وأخاف أن يأكله ذئب )، بلفظ النكرة، لما كان له من القوة والبلاغة ما كان لقوله:[COLOR=#0000ff]﴿ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ﴾، [/COLOR]بلفظ المعرفة، لأن التنكير ينبىء عن ذئب تافه ضعيف لا ينبغي الخوف منه، فالخوف من ذئب كالخوف من لا شيء، وذلك بخلاف التعريف فإنه ينبىء عن خوف عظيم، لأنه يشمل الذئاب كلها ضعيفها، وقويها .. ومثل هذا التعريف في القرآن كثير، كتعريف ( الحمار ) في قوله تعالى[COLOR=#0000ff]:﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ ﴾(الجمعة: 5)، [/COLOR]وتعريف ( الكلب ) في قوله تعالى:[COLOR=#0000ff]﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ﴾(الأعراف: 176). [/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic]خامسًا- ما وقع من يعقوب- عليه السلام- من هذا القول كان تلقينًا للجواب من غير قصد، وهو على أسلوب قوله سبحانه:[COLOR=#0000ff]﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(الإنفطار: 6)[/COLOR]، والبلاء موكل بالمنطق .. أخرج أبو الشيخ وغيره، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[COLOR=#0000ff]« لا تلقنوا الناس، فيكذبوا، فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس، فلما لقنهم أبوهم كذبوا، فقالوا: أكله الذئب ».[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[RIGHT][FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#000000][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#0000ff]محمد إسماعيل عتوك[/COLOR][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]