![]() |
أَبُو بَكْر الصِّدِّيق .. الجَبَلُ الشَّامِخ/قصيدة للدكتور عبد المعطي الدالاتي
[INDENT][CENTER][B][SIZE=6][COLOR=green]أَبُو بَكْر الصِّدِّيق .. الجَبَلُ الشَّامِخ[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER]
[CENTER][B][SIZE=6][COLOR=green]قصيدة للدكتور عبد المعطي الدالاتي[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=6][COLOR=black]حبس التاريخ أنفاسَه أمام أبي بكر ثلاثاً .. يومَ الغار إذ وقف بين فكّيْ المنية فقال له الرسولُ : "[COLOR=green]لا تحزنْ إن الله معنا[/COLOR]"، فثبت قلب الصدّيق لينقل رسالة الثبات إلى الأمة.. [/COLOR][/SIZE][/B] [COLOR=black][B][SIZE=6]ويوم توفي الحبيب، فزُلزلتْ القلوب، أذهلها الخبَر، إلا أبا بكر الذي ربَط الله على قبله فنعى إليهم الرسولَ ، وبشّرهم بخلود الرسالة ..[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=black][B][SIZE=6]ويوم الرِّدة إذ منع الزكاةَ بعضُ الأعراب، فَلان رأي الأصحاب،فقام الصدّيق فيهم خطيباً: "والذي نفسي بيده لأقاتلنّهم حتى تنفردَ سالفتي"، فكبّر عمر تحت المنبر، وأدرك الأصحاب أن الطريق في خُطى الصدّيق:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=black][B][SIZE=6]ومع القصيدة الرائعة التي تجسد هذه الأيام الثلاثة في تاريخ الإسلام:[/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=6][COLOR=blue]"أوَ قُلْتَ: قَدْ مَاتَ الرَّسُولُ ..حَقاً؟!! أتدري ما تَقُولُ؟![/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]مَنْ قَالَ: مَاتَ مُحَمَّدٌ ، فَغَدا بِفِرْيَتِهِ قَتِيلُ "[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]قَدْ قَالَها عُمَرٌ، وَمَا عُمَرٌ ظَلُومٌ أو جَهُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]لَكِنَّهُ الْحُبُّ الْكَبِيرُ تَحَيَّرَتْ مِنْهُ الْعُقُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]مَاتَ الرَّسُولُ فَأظْلَمَتْ سِكَكُ الْمَدِينَةِ وَالنَّخِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]وَبَدا الصِّحَابُ يَعُمُّهُمْ خَوفٌ وَظَنٌّ مُسْتَحِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ سَرَتْ فِيهِ السَّكِينَةُ إِذْ يَقُولُ:[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]" مَنْ كَانَ يَعْبُدُ أَحْمَداً فَإِنَّهُ مَاتَ الرَّسُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]أوْ كَانَ يَعبُدُ رَبّهُ فَاللهُ حَيٌّ لا يَزُولُ "[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]لِلنَّهْجِ رَاحَ يَردُّهمْ وَيَدُلُّهمْ .. نِعْمَ الدَّلِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]وَإذا السُّكُونُ يَعمُّهُمْ طُرًّا وَيَغْشَاهُمْ ذُهُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]إلاَّ أبا بَكْرٍ صَحَتْ فِيهِ الْعَزِيمَةُ لا تَحُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]أوَ لَيْسَ قَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ بِغَارِهِ ، وَلَهُ يَقُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]" صَبْراً أبا بَكْرٍ وَلا تَحْزَنْ فَثَالِثُنَا الجَّلِيلُ "[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]وَيَومَ إذْ مَنَعُوا الزَّكَاةَ فَلانَ بِالرَّأي الرَّعِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]إلاَّ أبا بَكْرٍ بَدا فِيهِ الثَّبَاتُ فَلا يَمِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]" وَاللهِ لَوْ مَنَعُوا عِقَالاً كَانَ يَأْخُذُهُ الرَّسُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]لَغَزَوتُهُمْ وَحْدِي"، فَهَبَّتْ بَعْدَ غَضْبَتِهِ الْخُيُولُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]"اللهُ أَكْبَرُ" قَدْ دَوَتْ عُمَرِيَّةً، وَدَوَى الصَّهِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]فَأَعَادَهَا نَبَوِيَّةً .. يَحْيَا بِهَا جِيلٌ فَجِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]هَذا أبو بَكْرٍ .. وَهَذا عَهْدُهُ العَهْدُ الجَمِيلُ[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]هَذا رَفِيقُ الْمُصْطَفَى وَصَفِيُّهُ .. أَلَهُ مَثِيلُ ؟!!![/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=blue]رَضِيَ الإِلَهُ عَنِ الصِّحَابِ وَعَنْهُمُ رَضِيَ الرَّسُولُ[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=6][COLOR=black]اللهم احشرنا مع المصطفى حبيب الصدِّيق وارض عن الصدِّيق وعن الصحابة أجمعين[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=6][COLOR=black]آمين[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] [/INDENT] |
[CENTER][SIZE=6][COLOR=#008000]أَبُو بَكْر الصِّدِّيق .. الجَبَلُ الشَّامِخ[/COLOR][/SIZE]
:جز:[/CENTER] |
[CENTER][B][SIZE=6][COLOR=black]اللهم احشرنا مع المصطفى حبيب الصدِّيق وارض عن الصدِّيق وعن الصحابة أجمعين[/COLOR][/SIZE][/B]
[B][SIZE=6][COLOR=black]آمين[/COLOR][/SIZE][/B][/CENTER] |
بنت الصديق
بِنْتُّ الصِّدِّيقِ
يَقُولُ المُبغِضُونَ كَسَاكِ عَيْبٌ * غَدَاةَ الرَّكْبُ أذَّنَ بِالرَّوَاحِ وَتَكْفِيْكِ القَوَارِعُ مُنْزَلاتٌ * تَصُكُّ السَّمعَ مِنْ صَوتِ النِّبَاحِ قَوَارِعُ لَمْ يَزِلْنَ مَعَ البَرَايَا * وَصَلْنَ اللَّيْلَ فِي نُوْرِ الصَّبَاحِ عِصابَةُ بِئْسَ دَاعِيَةً أَبِيهَا * كَفَاهَا الدَّرْكُ عَنْ دَرَجِ الفَلاحِ تَجَشَّتْ سِمَّ حَيَّةَ حَيْثُ قَالَتْ * أظُنُّ القَادِمَيْنِ لَفِي افْتِضَاحِ ومُسْتَلُّ الحُرُوفِ أبُو عُبَيدٍ * عَمُودُ الشّرِ أخْبَثُ مِنْ "سَجَاحِ" وِيَأمُرُنِي إلَهِي فِي هُدَاهُ * شَوَاهِدَ يَجْتَمِعْنَ عَلَى كِفَاحِ فَقَرِّي يا رَبِيْبَةَ بَيْتِ صِدْقٍ * بِثَوبٍ مِنْهُ أسْبَغَ مِنْ وِشَاحِ وَعَشْرٌ يا حُمَيْرَةَ مِنْ عَلِيْمٍ * حَكِيْمِ الفِعْلِ يُمْهِلُ لِاجْتِيَاحِ وَطَاَف بِدَارِكُمْ قَمَرٌ سَقِيمٌ * أسِيْفُ الوَجْهِ كَمْدَاً بِالصِّيَاحِ فَقَالَ: أَتَصْبِرِيْنَ؟ نَعَمْ، فِإنِّي * وَمَا جَهِلَتْ بِطُهْرِكِ مِنْ رِيَاحِ وإنِّي إنْ نَقِمْتُ عَلَيْكِ شَيْئاً * لَدَاجِنَةً تَطُوفُ عَلَى النَّوَاحِي فَسَامَرَكُمْ يُسَهِّدُهُ مَنَامٌ * إلى أَنْ هَمَّ شَهْرٌ بالرَّوَاحِ فَقُمْتِ إلَيْهِ يَقْلُصُ دَمْعُ عَيْنٍ * وَقَدْ أَفْرَيْتِ كَبْدَكِ مِنْ نُوَاحِ فَقُلتِ لَهُ وربِّ أبيهِ شَيْخٌ * أبُو يُوسُفَ عَلَى صَبْرِ الجِرَاحِ فَدَاءُ الجِسْمِ نَرجُو لَهُ شِفَاءً * وَدَاءُ القَلبِ شَرُّ مِنَ الْجِرَاحِ وَمَا عَلِمَتْ بَأنّهَا ذَاتُ شَأنٍ * أحَبَّ إلَهُهَا صِيْتَ الفَلَاحِ فَرُبَّ فَضِيْلَةٍ تُطْوَى فَتُمْسِي * عَلَى حِقْدٍ كَأَظْهَرَ مِنْ صَبَاحِ فَجَاءَ بِهَا تُزَفُّ أمِيْنُ وَحْيٍ * وأقْرَأ تَالِيَا نُوْرَ الفَلَاحِ فَقَالَ لَقَدْ بَرِئْتِ بِهَا هَنِيْئَاً * بِإفْضَالٍ وَذِكْرٍ وانْشِرَاحِ فَلمَّا أنْ سَمِعْتِ القَولَ مِنْهُ * تَسَابَقَتِ الحُرُوفُ إلى امْتِدَاحِ وَقَامَ الكَفُّ فَوقَ بِسَاطِ شُكْرٍ * وَقَدْ كَلَّتْ عَرَاقِيْبُ الجَنَاحِ وَبِتِّ بِهَا ضَاحِكَةً عَرُوسَاً * وَدَامِعَتَانِ مِنْ طَعْنِ الرِّمَاحِ ألَسْتُمْ يَومَ مَنْ شَهِدَ الْمَنايَا * وَأمْسَى لِلنَّبيِّ مِهَادَ رَاحِ وأَقْبَلَ طَرْفُهُ يَرْنُو إلَيْكُمْ * تُبَادِرُ مَنْ سِوَاكِ إلى اقْتِرَاحِ فقلتِ: الْعُوْدَ، قَالَ: نَعَمْ* وإنِّي إذَا رَضِيَ الْإلَهُ عَلَى جَنَاحِ فَقُمْتِ إلَيهِ يَغْلُظُ مِنْهُ قَرْنٌ* وَقَدْ هَيَّأتِ عُسْرَهُ لِلصَّلاحِ فَأوفَى لِلْمَلِيْكِ بِخَيرِ طُهْرٍ * وأَتْبَعَ قَوْلَهُ رِفَقَ الصَّلاحِ سَلامٌ حِبَّ مَنْ خَتَمَ الهِدَايَه * وَاُمَّ المُؤمِنِينَ بِلَا امْتِيَاحِ وَبِكْرٌ مَا سَمَاكِ بِهَا قَسِيْمٌ * وَبِنْتُ المُخْلَصِينَ مِنَ السِّمَاحِ هُمَا يَومَانِ مَا لَهُمَا شَرِيْكٌ * وَمِنْ قَبْلُ التَخَيُّرِ بِالسَّرَاحِ وفَضْلُكِ إنْ بَسَطْتُ عَلَيْهِ قَوْلِي * لأغْضَبْتُ الحَوَامِلَ مَنْ صَرَاحِي لَكَمْ شَدَّ الصِّحابُ مِنَ المَطَايَا * وَأَورَدَ غَيرُهُمْ إبِلَ البِطَاحِ فَمَا أتَتِ المَطِيّةُ خَيْرَ مَرْعَى ** غَنِيَّ العُشْبِ أَوفَرَ فِي القَرَاحِ رَدَدْتِ مُطِيّهُمْ حَفْلاً تَهَادَى * وَقَدْ مَالَتْ مَثَاقِيلُ الصِّحَاحِ |
الصديق أبو بكر
اللّهُ أكْرَمَكُمْ فِي الذِّكْرِ مَنْقَبَةٌ ** يَا صَاحِبَ الْغَارِ حَرِّزْ قمَّةَ الرُّتُبِ
ذِكْرٌ عَظِيْمٌ عَلَى وَصْفٍ لِذِي شَرَفٍ ** السَّبْقُ فِي سِلْمِهِ والصِّدْقُ فِي اللَقَبِ ولا تَفُوتُهُ فِي الأصْحَابِ مَكْرُمَةٌ ** كُلُّ الْفَضَائِلِ فِي الأعْمَالِ والْقُرُبِ لَمْ تَفْتَرِقْ حَسَنَاتُ الصَّحْبِ فِي شُعَبٍ ** إلا قَضَى وَطَراً مِنْ تِلْكُمُ الشُّعَبِ لَو قَامَ فِي النَّاسِ يَومَ الْحَشْرِ دَاعِيَةٌ ** هَلُمَّ لِلْخُلْدِ مِنْ أطْرَافِهَا الرُّحُبِ تَلَفَّتَتْ بُرُوقُ السَّعْدِ نَحْوَكُمُ ** وَوَافَتِ الرِّيحُ يُمْنَاكُمْ إلَى الْعَتَبِ تُغَالِبُ الدَّمْعَ كَمْ غَالَبْتَ مِنْ أسَفٍ ** كَالْقِدرِ فِي جَنَبَاتِ الصَّدْرِ مُضْطَرِبِ وكُنْتَ أوصَلَهُمْ قَلْبَا لِمَا عَجِبُوا ** في الشَّيْخِ يَبْكِي لِفَوزِ البَرِّ بِالقُرُبِ فِي يَومِ حَشْدٍ ومِنْ أعْوَادِ مِنْبَرِهِ ** أتَى الرَّسُولُ بِقَولٍ خُصَّ لِلحَدِبِ سُدّوا المَسَالِكَ بَيْتَ اللهِ مَا قَصَدُوا ** إلا مَسَالِكَ صِدِّقِيَّةِ السَّرَبِ جَمَعْتَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَفِي قُرُبٍ ** ثَمَّ الإمَامَةِ بِاسِمِ اللّهِ خَلْفَ نَبِي وَاخْتَارَكَ اللّهُ دُوْنَ الصَّحْبِ فَاجْتَمَعَتْ ** فِي يَوْمِ شُؤمٍ وَفِي تَقْدِيْمِ مُنْتَخَبِ لَمْ تُغْنِ عَنْ سَادَةِ الاَنْصَارِ مَا حَشَدُوا ** مِنَ الْكَلامِ وَمَا سَاقُوهُ مِنْ خُطَبِ مَشِيْئَةُ اللّهِ لَنْ تَرْضَى عَلَى أَحَدٍ ** فِي السَّاجِدِيْنَ كَقَوْلِ الْهَادِ فِي الْكُتُبِ كَرْبٌ تَغَشَّاهُمْ مِنْ فَقْدِ اُسْوَتِهِمْ ** وَقَامَتِ الْحَيُّ مِنْ أَنْصَارِ فِي عَصَبِ قَدْ أَسْكَنَ اللّهُ بَلْوَاهَا بِكُمْ وَغَدَتْ ** شَرُّ نَازِلَةٍ بِالذِّكْرِ فِي غَلَبِ تَحِيَّةٌ أيُّهَا التَّالِي لَكُمْ وَجَبَتْ** بآلِ عِمْرَانَ تَمْحُو سَكْرَةَ النَّصَبِ بَادَرْتَ حَرْبَ فِرَاقِ الدَّيْنِ فِي جَلَدٍ ** بَدَتْ فَأشْعَلَتْ لِلدِّيْنِ مِنْ لَهَبِ لمَّا أَوْقَدَتْ نَارَهَا تَبْغِيْكُمُ حَطَبَاً ** كَانَتْ رَوَاحِلُكُمْ حَمَّالَةَ الْقِرَبِ أَقْسَمْتَ إنْ لَمْ تَجِدْ لِلذَّرِ مِنْ بَدَلٍ** خَيْلاً سِوَاهَا بَدَأتَ الْكُفْرَ بِالسَّلَبِ وَكَيْفَ تَبْقَى ٍسَلامَاً أُمَّةٌ فَرَقَتْ ** بَيْنَ الصَّلاةِ وَحَقِّ الْمَالِ وَالذَّهَبِ تَلَمَّسَ الصَّحْبُ أعْذَاراً فَمَا وَجَدُوا ** كَالسَّيْفِ مِنْ رَايَةٍ لِلرَّدِّ أَو لُجُبِ خُطَاكَ فِي الدّيْنِ كَانَتْ كُلُّهَا تَبَعاً ** وكُنْتَ أبْعَدَ عَنْ حُكْمِ الدّيْنِ بِالطَّلَبِ خَيْلُ الرَّسُولِ إلى الرُّومَانِ غَايَتُهَا ** ورَايَةُ الحِبِّ فِي حِلِّ عَنِ الغَلَبِ وَالقَائِلُونَ أَسْنُّ القَومِ أَجْدَرُهُمْ ** والنَّاظِرونَ لِمَولاً جَدُّوا فِي الطَّلَبِ تَجَاذَبُوكُمْ بِمَا شَاءُوا بِمُخْتَلَفٍ ** مِنَ الأحَاجِيَّ والأعْرَاضِ مُغْتَصَبِ وزَيَّنُوا كَلِمَةً فِي السَّمْعِ قِائِلَةً ** فَمَنْ تَحَرَّزَ فِي العُمْرَانِ لَمْ يُصَبِ ظَنُّوا البَقَاءَ نَجَاةً أنْ تَخَطَّفَهُمْ ** مِنْهَا البُغَاةُ فَكَانَتْ حَزْمَةُ الأَرِبِ وهَزَّتِ الجُنْدَ أقْدَامُ الأَمِيْرِ عَلَى ** خُطَى الرَّكُوبِ يَحُثُّ الحِبَّ بِالأَدَبِ اُنْفُرْ "اُسَامَةَ" بِاسْمِ اللهِ أَبْعَثُكُمْ ** ولا أضِنُّ بِعَشْرٍ هُنَّ مِنْ سَبَبِ نَصْرَ الإلهِ وخَيرِ الرُّسْلِ إنَّهُمَا ** عَلَى العَدُوَّيْنِ لا إعْدَادَ مُحْتَرِبِ وَاَوغِلُو الخَيْلَ فِي ال"بَلْقَاءِ" مَبْدَؤُكُمْ ** وَ "آبِلاً" بَعْدَ ذِكْرِ اللهِ كَالرُّطَبِ جَوَاهِرٌ مَسَّتِ الأسْمَاعَ كَلِمَتُها ** نَدِيَّةً فَوَعَاهَا القَلْبُ كَالخَصِبِ فًسًارَتْ العُصْبَةُ البَدْرِيُّ طِيْنَتُهَا ** إنَّ الحَوَادِثَ أحْيَتْ غُرْبَةَ الشِّعَبِ وأَوفَتِ الجُنْدُ أَغْلَى نَصْرِهَا وَأتِتْ ** دَارَ الرَّسُولِ فَبَاتَتْ آمَنَ التُّرُبِ لمَّا أَثَارُوا عَلَى الرُّومَانِ قَلْعَتَهُمْ ** طَارَتْ بِأجْنِحَةٍ خَلْفٌ مِنَ الرُّعُبِ فَشَانِئُوا الفُرْسِ والْكُفَّارُ فِي وَصَبٍ ** وشَائِنُوا الدِّينِ والأحْبَارُ لَمْ تَطُبِ بَلَوتَهُمْ فَكَمْ عَرَّيتَ صَدْرَهُمُ ** مِنْ مُسْتَكِنٍّ ولَحْنَ القَولِ مِنْ أَرَبٍ لِلدِّيْنِ سَاعَاتُ نَصْرٍ عِنْدَ غُرْبَتِهِ ** كُتِبْنَ فِي صُحُفِ الصِّدِّيْقِ لِلْحِقَبِ نَصَرْتَهُ وَهُوَ فِي تَكْذِيْبِ عَصَبَتِهِ ** فَكَمْ صَدَقْتَ وَكُنْتُمْ صَخْرَةَ العَطَبِ أتَتْهُمْ مِنْكَ فِي الْإسْرَاءِ صَادِحَةٌ ** إنَّي زَعِيْمٌ بِصِدْقِ الْحِبِّ لا الْكَذِبِ لا أبْتَغِي سَمْعَاً لِلصِدْقِ مِنْ رَجُلٍ ** اللّهُ يُطْلِعَهُ كَشْفَاً مِنْ الْحُجُبِ وقُلُّ لِبَاغٍ بِنَشْرِ الْقُولِ مَطْعَنَةٌ ** أفِي الأمِينِ يَكُونُ الطَّعْنُ بالرِّيَبِ ومَا الْمَسِيرُ لِقُدْسٍ غَيْرَ أمْكِنَةٍ ** حَتَّى تَكُونُوا مِنْ الْإسْرَاءِ فِي عَجَبِ وفِي يَقِيْنِي تَلِينُ المُعْجِزَاتُ لَهُ ** ويَصْعَدِ السَّبْعَ فِي بَعْثٍ مِنْ الكُتُبِ رَغِبْتَ حِمْلِ مَطَايَا بُلْغَةً بَلَدَا * إلى المُهَاجَرِ أو زَحْفَا عَلَى الرُّكَبِ والشَّوقُ فِيكُمْ وَفِي وُجْدَانِكُمْ أَمَلٌ ** تُصَاحِبُوهُ غَدَا فِي خِيْرِ مُنْسَرَبِ لَمْ تُخْفِ نَفْسُكَ بُشْرَاهَا ولا سَلِمَتْ ** لِحَاكَ مِنْ فَرْحَةِ التَّبْشِيرِ بِالطَّلَبِ مَدَامِعٌ وبُكَاءٌ مَا عُهِدْنَ وَلا ** بُلِّلَتْ بِالدَّمْعِ عَيْنُ الضَّاحِكِ الطـِّرِبِ يَا نِعْمَ أمْنِيَّةٍ بِاللّهِ قَدْ صَدَقَتْ ** وَصِدْقَ أمْنِيَّةٍ فِي الْقَلْبِ لمْ تَغِبِ خَبَأتَ حِمْلاً عَلَى سَبْقٍ تَجُودُ بِهِ ** وَلَو سُئِلْتَ بِجُودِ النَّفْسِ لَمْ تَخِبِ فِيْكُمْ مِثَالٌ لِخِلَ لَمْ يَدَعْ أهْلاً ** وَمَضْرِبٌ لِمَلِيءٍ جَاءَ بِالْعَجَبِ أَوفَيْتَ لِلدِّيْنِ مِنْ مَالٍ ومِنْ وَلَدٍ ** نَصْرَا بِغَيرِ الله غَيرَ مُنْقَلَبِ والشَّاةُ لِلأثَرِ المَتْبُوعِ تَرْفَعُهُ ** وَيُسْرُ عَبْدِكُمُ رَوَّاحُ بِالحَلَبِ لَمَّا أتَيْتَ لِثَورٍ مِنْ مَدَاخِلِهِ ** تَقَحَّمَ الصَّدْرُ فِي أكْنَافِهِ الْخُرُبِ تَقُولُ إذَا الرَّدَى المَخْفِيُ حَلَّ بِنَا ** نَفْسِي لِخَيْرِ رَسُولٍ هِيَّ لِلْعَطَبِ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ تَرْمِي بِمُحْتَرَزٍ ** مِنْ الثِّيَابِ ومَا أبْقَيْتَ مِنْ سَبَبِ حَتَّى أثَرْتَ عَلَى الْحَيَّاتِ مَسْكَنَهَا ** قَدْ نَابَكَ السُّمُ مَا صَدَّكَ عَلَى الْعَقِبِ مَنَعْتَهَا شُرْفَةً لِلحِبِّ إلْتَمَسَتْ ** وَمَا لهَا فِي فَصِيْحِ القَوْلِ مِنْ عَتَبِ كَمَا أبَيْتُم عَلَى أَبْصَارِهَا مَنَعَتْ ** عَنْ نَاظِرَيْكُم سَفِيرَ النَّومِ لِلعَصَبِ دَبَّ السِّقَامُ فَأبْدَى دَمْعُ مُقْلَتِكُمْ ** أذاهُ وَتَخَفَّى صَوْتُ مُحْتَقَبِ رُمْتَ الصِّيَامَ حَيَاءً أنْ تُكَدِّرَهُ ** غَيْرَ الدُّمُوعَ فَزَارَتْ خَدَّهُ الرَّطِبِ سِالَتْ عَلَيهِ فَلَمْ تَبْرَحْ مَكَانَتَهَا ** والنَّومُ مِنْ مُقَلِ المُخْتَارِ مُخْتَلَبِ مِن مَسِّ كَفّ مِنَ المُخْتَارِ يُتْبِعَهُ ** ومِنْ تِلاوَةِ ذِكْرٍ طِبْتَ لِلتَّعَبِ يَومٌ بِألْفٍ فَعَيْنُ اللهِ ثَالِثَةٌ ** فَمَا الظُّنُونُ وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَجِبِ لَمْ يَبْرَحِ الْيَأسُ جَيْشَ الرَّاصِدِيْنَ بِكُمْ ** حَتَّى انْجَلَى صُبْحُكُمْ عِنْ خِطَةِ الهَرَبِ مَسِيْرَةٌ رَقَبَتْهَا الْعَيْنُ حَارِسَةً ** وَأرْصَدَ السَّمْعُ أُذُنَيْهِ عَلَى الْخُطُبِ تُؤَخِّرُ السَّيْرَ إنْ رُوِّعْتَ مِنْ طَلَبٍ ** كَالسَّبْقِ مِنْ غَدَرَاتِ الرَّاصِدِ الْأُهُبِ وَكَمْ أقَمْتَ لهُ مِنْ حُجَّةٍ فَهَدَتْ** عَلَى الطَّرِيْقِ دَلِيلًا رَأيَكَ الضَّرِبِ هُمْ حَسَّنُوا لِلشَّبَابِ الغِرِّ شَهْوَتَهُ ** فِي بَيْضَةِ الإبْلِ أوفَاهَا لِمُنْتَدَبِ مَا كَانَ مَرْكَبُ سَارِيَّةَ سِوَى فَرَطٍ ** دَنَا فَهَيَّجَ فِيْكُمْ بِذْرَةَ الرُّعُبِ كَانَ الرَّجَاءُ وَكَانَ الْخَوفُ ثُمَّ بَدَى ** سُوْرُ المَدِيْنَةِ فَصَدَّ الهَمَّ لِلذَّنَبِ عِنَايَةُ اللّهِ لَمْ تَغْفَلْ عَلَى رُسُلٍ ** فِي السَّابِقِيْنَ فَهَلْ تَخْفَى عَنِ الْعَقِبِ يَا حُسْنَ مَا خَرَجُوا فِي مَنْظَرٍ عَجَبٍ ** تَحْذُو الشَّبِيْبَةُ فِيْهِ حِفْيَةَ الشِّيَبِ لَمْ يَدْرِ سَائلُهُمْ لمَّا أحَاطُوا بِكُمْ ** خَتَمْتَ مِنْ رُسُلٍ أمْ جِئْتَ مُصْطَحَبِ كَفَيْتَهُمْ بِالثّيَابِ الظِّلِّ مُشْرَعَةً ** يَحْمِيْنَ خَيْرَ الوَرَى مِنْ قُرْصِهَا اللِّهِبِ نِعْمَ الرَّفِيقَ مَا الفَخْرُ فِي اُمَّةٍ حَتَّى يَكُونَ لهَا ** رَسْمٌ مِنَ الحَرْفِ كالصِّدِّيْقِ فِي الكُتُبِ ... وَفِيٌّ تَحْفَظُ سِرَّ الصَّادِقِينَ لَكُم ** وَلا تَبُوحُ بِسِرِّ الْخَائِنِ الْغَصِبِ وسَيِّدٌ مِنْ تَمِيمٍ لا عِدَاءَ لَهُ ** إلا التَّرَفُّعَ عَنْ عُبْدَانَ بِالحَسَبِ لا الدَّهْرُ عِندَكُمُ يُبْدِي نَوَاجِذَهُ ** ولا المُصَابُ بِمَتْرُوكٍ إلَى النُّوَبِ ولا الحَوَائِجُ إذْ يَشْقَى الفَقِيْرُ بِهَا ** بِبَاقِيَاتٍ ويَفْنَى المَالُ لِلنَّسَبِ وتَرْكُكُم كِسْوَةَ العَانِي مُسَبَّلةً ** وجَفْنَةَ الضَّيفِ تَشْكُو جَذْوَةَ اللَهَبِ سَلِ اليَتِيْمَ لَهُ أيُّ المَدَامِعِ لَمْ ** تُكْفَفَ وأيَنْ مُصَابُ الفَقْدِ بَعْدَ أبِ وصَّالُ مَرْحَمَةٍ كفَّالُ أرْمَلَةٍ ** حَمَّالُ نَائِبَةٍ نَسَّابَةُ الْعَرَبِ سَعَتْ بِهِم نَحْوَكَ الأَخْبَارُ تَسْحَرُهُمْ ** يا رُبَّ ساعٍ لِرَايِ العِيْنِ مُنْجَذِبِ وجه يُزَيِّنُكُمْ غَرَّاءُ صَفْحَتُهُ *** غَارَتْ لُهُ العَيْنُ فِي صُفْرٍ وفِي أَدَبِ وازَّيَّنَتْ مِنْ قَوَامِ العُودِ طَلْعَتُكُمْ ** تُجَافِيَ الْلَحْمَ فِي ثَوبٍ مِنَ القُشُبِ في حُلّةٍ جَهَدَ الخِصْرَيْنِ مِحْمَلُهَا ** فَلَمْ تُمَسَّكْ وَلَمْ تَكْشِفْ عَنِ العَصَبِ شَيْبٌ مِنْ الحُمْرِ القَانِي يُخَضَّبُهُ ** مِنْ نَبْتَةِ الوَسْمِ يُخْفِي رِقَّةَ الشَّنَبِ تِلْكَ المَحَاسِنُ مِنْ خَلْقٍ وَمِنْ خُلُقٍ ** اُشْرِبَتْ فِي القَلْبِ أظْمَتْهُ وَلمْ يَصُبِ |
الساعة الآن »08:55 PM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة