من أساليب التربية النبوية/الدعاء/د.عثمان قدري مكانسي
 

[CENTER][FONT=Arial][SIZE=6][COLOR=#008000][B]من أساليب التربية النبوية [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

[CENTER][B][SIZE=6][FONT=Arial][COLOR=#008000]الدعاء[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

[CENTER][B][SIZE=6][FONT=Arial][COLOR=#008000]الدكتور عثمان قدري مكانسي[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

[CENTER][COLOR=blue][SIZE=5][FONT=Arial][B]الدعاء لغة : الرغبة والابتهال ورجاء الخير .[/B][/FONT][/SIZE][/COLOR]
[B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=blue]عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=blue](( . . . . . ثم صلى بنا ، ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial][COLOR=blue]فقالت أمي : يا رسول الله ، خُويدمك ، ادع الله له . فدعا لي بكل خير . . . وكان في آخر دعائه أن قال : [COLOR=magenta]اللهم أكثر ماله وولده ، وبارك له [/COLOR]))( 1 ) .[/COLOR][/FONT][/SIZE][/B][COLOR=blue]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]فيجمل بالداعية أن يدعو لإخوانه ، ويرجو لهم الخير . . وليكن دعاؤه سراً وجهراً . . أما سراً : فلأنه أقرب للصدق ، وأبعد عن حظ النفس ، والداعية لا يبغي من دعائه للآخرين التقرب إليهم فقط ، إنما يريد أن يرضى الله عنهم حقاً ويجتهد في ذلك . [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وأما جهراً : فليبيّنَ لهم إنه يحبهم فتتآلف القلوب ، وتتوطد الصلة .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وفي هذا الحديث نجد النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لأهل بيت أنس رضي الله عنه دون أن يطلبوا ذلك ، فالرسول صلى الله عليه وسلم دعاؤه سكن للمسلمين ، وخير وبركة ، وهذا يسرهم ويزيدهم تعلقاً به ، وإيماناً بدعوته ، واستزادة من دعائه ،[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ونرى ( أم أنس ) تسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يخص أنساً بالدعاء ، فيفعل ، ويدعو له بالبركة في العمر والمال .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ويظهر أثر ذلك الدعاء الكريم ، فقد عاش أنس رضي الله عنه فوق المائة ، ورأى أكثر من ثمانين من أحفاده ، وكان له بستان يثمر في السنة مرتين . . كل هذا ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ولئن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لمن يزورهم ، لقد تعلم من ربه سبحانه ذلك :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( [COLOR=magenta]إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى : طبتَ وطاب ممشاك ، وتبوأت منزلاً في الجنة [/COLOR]))(2) .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ويعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكرم من نطعم عنده بالدعاء والصلاة في بيته ، وكأنك تقول لمن دعاك : أحسنت إلى ضيفانك ، وأكرمتهم ، فجعل الله بيتك طاهراً ، وحياتك طاهرة ، والملائكة زوارَك ، وأبعد عنك السوء ، ووقاك الشياطين وأذاهم .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أهل بيت من الأنصار ، فطعم عندهم طعاماً ، فلما خرج ، أمر بمكان من البيت ، فنضح له على بساط فصلى عليه ، ودعا لهم ( 3 ) .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ولو جاءك رجل لا تعرفه يعودك وأنت مريض لا سمح الله مع أخ لك عزيز ، وكلمك بأدب ، ولم يطل الجلوس عندك ، ولما قام مودعاً جلس قريباً منك ، ثم دعا الله أن يشفيك ويرد عافيتك ، ثم ابتسم وسلم ومضى ، أكنت تعجب لصنيعه ؟ ويكبر في عينك ؟ وتشكر له ما فعل ؟ .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]لا شك في ذلك ، وأراك تسأل صاحبك عنه ، تريد أن تتعرف إليه ، هذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ عاد مريضاً جلس عند رأسه ثم قال سبع مرات (( [COLOR=magenta]أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك [/COLOR])) ( 4 ) .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]دعاء مبارك من رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي العطوف المحب لأمته ، هاديهم إلى الجنة ، وذابّهم عن النار ، يجلس عند رأس المريض ، قريباً إلى قلبه ، يسأل رب العرش العظيم وفاطر السموات والأرض الرحيم بعباده ، أن يشفيه .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]دعاء من كريم إلى كريم !! . . وتفتح السماء أبوابها. . وتحمل الملائكة الدعاء . . وتعود بالشفاء . . الشفاء لجسم المريض من العلة ، والشفاء لقلبه من أدران الدنيا . . [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ويكبر النبي المعلم الأول في عيون أصحابه . . وهو كبير كبير . . وتتفتح قلوبهم لشرعته السمحاء ولصاحبها معلم الناس الخير .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وهذا فَضالة بن عمير الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح ، فلما دنا منه ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : [COLOR=magenta]أفضالة[/COLOR] ؟[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]قال : نعم فضالة يا رسول الله .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]قال : [COLOR=magenta]ماذا كنت تحدث به نفسك [/COLOR]؟ ( وكان الله تعالى قد أطلع نبيه على دخيلته ) .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]قال : لا شيء . . كنت أذكر الله . ( كذب ليداري انفعاله من المفاجأة ) .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ( ولم يفضَحه لأنه يريده مسلماً ) ثم قال : [COLOR=magenta]استغفِرِ الله . ثم وضع يده على صدره فسكن [/COLOR]. ( يد رسول الله الشريفة الطاهرة تعكس زاوية الحقد في قلب فضالة مئة وثمانين درجة إلى الحب والإكبار ، ويدعو له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهداية ) .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]قال فضالة : والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله أحبُّ إلي منه صلى الله عليه وسلم .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ومع تغيير القلب من الحقد والبغضاء إلى الحب والإجلال ، تتغير الأفعال من الشر إلى الخير ، ومن الزنا إلى الطهر والعفاف : ألم يدْعُ رسول الله له ؟ ؟ ألم يضعْ يده الشريفة على صدره فسكن ؟؟ .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]قال فضالة : فرجعت إلى أهلي ، فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها ، [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]فقالت : هلم إلى الحديث . ( وأي حديث بين رجل وامرأة كل منهما غريب عن الآخر ؟! . . ) [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]فقلت : لا . . ( قالها وهو يشعر بالإيمان يغمره ، والضياء يعمره ، فقد انقلب إنساناً آخر ، إنساناً مؤمناً يبعد عن الزنا بُعْدَ السماء عن الأرض ) ، فما له – بعد لقائه بالحبيب – أربٌ بالفساد ، وما عاد يُسيغُه .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وانبعث فضالة يقول ( معلناً حلاوة الإيمان ) :[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]قالت : هلم إلى الحديث فقلت : لا * يأبى عليك الله والإسلام[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]لو ما رأيت محمداً وقبيله * بالفتح يوم تكسر الأصنام[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]لرأيت دين الله أضحى بيناً * والشرك يعلو وجهه الإظلام ( 5 )[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]- وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه أن يدعو بعضهم لبعض ، فما بينهم وبين الله حجاب ، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( [COLOR=magenta]إن خير التابعين رجل يقال له أوَيْس ، وله والدة ، كان به بياض [/COLOR]( أي برص ) [COLOR=magenta]فمروه فليستغفر لكم [/COLOR])) ( 6 ) .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وكان الرجل من اليمن . . وكلما جاء وفد من اليمن في خلافة الفاروق سأل أمير المؤمنين عمر عن أوَيْس ، حتى رآه ، ورآى فيه الصفات التي ذكرها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعلمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ووصفه وأمره أن يدعو للمسلمين . .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]ويدعو أويس لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وللمسلمين . .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وأنا – الفقير إلى رحمة الله وعفوه - أرجو أن يدعو كل أخ لأخيه وللمسلمين . .[/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

[CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial]اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]اللهم انصر الإسلام والمسلمين [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]واعز كلمة الحق والدين [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]خذ بنواصينا إلى الحق [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]وعوِّدْ ألسنتنا قول الصدق [/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]إليك لجأنا فلا تردنا خائبين[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]يا أرحم الراحمين[/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

[CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial]الهوامش : [/FONT][/SIZE][/B][/CENTER]

[CENTER][B][SIZE=5][FONT=Arial]( 1 ) رواه البخاري في الأدب المفرد الحديث / 88 / .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial](2) رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد ، وابن حبان ، والبخاري في الأدب المفرد الحديث / 345 / .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]( 3 ) أخرج البخاري في صحيحه (( كتاب الأدب )) ، وفي الأدب المفرد الحديث / 347 / .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]( 4 ) الأدب المفرد الحديث / 536 / .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]( 5 ) مختصر سيرة ابن هشام : لعفيف الزعبي ، وعبد الحميد الأحدب ص/ 235 .[/FONT][/SIZE][/B]
[B][SIZE=5][FONT=Arial]( 6 ) من رياض الصالحين ، رواه مسلم الحديث / 370 / .[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]