[النهر الأزرق]

العبادة توسع الرزق وتبعد الهم وتسعد القلب
" ابن آدم ، تفرَّغ لعبادتى ، أملأ صدرك غنىً ، وأسُدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ً، ولم أسد فقرك "
رواه الترمذى ، والبيهقى عن أبى هريرة .
وردت بهذا المعنى عدة أحاديث قدسية .. منها ما رواه الحاكم من حديث معقل بن يسار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول ربكم تبارك وتعالى : "يابن آدم تفرغ لعبادتى أملأ قلبك غنىً ، وأملأ يديك رزقا ً، يابم آدم لا تباعد عنى فأملأ قلبك فقرا ً، وأملأ يديك شغلا " ( الحاكم فى المستدرك جـ 4 صـ 326 )
شرح الحديث :
أمر الله تعالى لعباده أن يفرغوا قلوبهم إلى عبادته - تعالى - لايشغلوها بالسِوى - أى بما سِوى الله تعالى من أعمال وأشغال وأفكار وتطلعات – فيملأ صدورهم غنى ، فلا ينظروا إلى الدنيا وزهرتها ، ولا إلى ما فى أيدى الناس ، بل الدنيا بأيديهم دون قلوبهم ، يأخذون الزاد للآخرة كمثل المسافر ، ليس له من سفره إلا المرور إلى مقصده ، وهذه طريقة السلف الصالح والقرون الأُوَلْ .
ويسد فقره : بألا يحتاج إلى أحد ، وتشبع نفسه وتزهد فى الدنيا .
وإن لم يفعل : ما أمره الله من ذلك ملأ صدره شغلا وأن يكون همه الدنيا ، لايشبع من حطامها لانهماكه فيها ، وشرهه .
ولم يسد فقره : بل يكون دائما محتاجا فيها ، ظاهر الفقر وإن كان لديه مال كثير .
نسأل الله السلامة من الدنيا والميل إليها .