بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة
دليل النبوة يحصل بالمعجزات،
وقيل: باستواء ما يدعو إليه وصحته وسلامته من التناقض،
وقيل: لا يحصل بهما،
والأصح:
أن المعجزة دليل ، وثَمَّ دليل غيرها؛ فإن للصدق علامات، وللكذب علامات.
فمن العلامات -سوى المعجزة :-
النظر إلى نوع ما يدعو إليه، بأن يكون من نوع شرع الرسول قبله، فإن الرسالة من لدن آدم إلى وقتنا هذا لم تزل آثارها باقية…
وذكر منها علامات كثيرة، يرحمه الله رحمةً واسعةً والمسلمين.
فائدة
إذا وجب عليه الإيمان فآمن،
ولم يدرك أن يأتي بشرائع الإيمان،
كان كامل الإيمان، بالنسبة إلي الواجب عليه،
وإن كان ناقصاً بالنسبة لمن هو أعلى منه.
مثاله:
من آمن فمات قبل الزوال مثلاً، مات مؤمناً كامل الإيمان الواجب عليه، لكن من دخلت عليه الأوقات وصلى أكمل إيماناً منه.
فمن ذلك:
عُلم أن نقصان الإيمان على نوعين:
أحدهما: ما يلام عليه.
الثاني:
ما لالوم فيه؛ كهذا المثال.
قلت:
وأما من عجز عن إكمال عمل بعد أن أتى بما قدَرَ عليه منه،
فالظاهر أنه كمن فعله لقوله e
(( من مرض أو سافر، كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً))<SUP>(3)</SUP>،
وأما إن عجز عنه أصلاً، فيحتمل أن يكون له أجر فاعله؛
لقصة الفقير الذي قال:
لو أن عندي مال فلان، لعملت فيه مثل عمله، وكان يصرفه في مرضاة الله؛
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فهما في الأجر سواء ))<SUP>(4)</SUP> ،
ويحتمل عكسه؛ لأن فقراء الصحابة-رضي الله عنهم- لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم :
(( ذهب أهل الدثور بالأجور))<SUP>(5)</SUP> ،
لم يقل لهم:
إن نيتكم تبلغكم ذلك فتمنوا ، وإنما أخبرهم بعمل بدله.
ولكن يقال :
إن الذي لا يقدر على عمل معين:
إما أن يكون لذلك العمل بدل يقدر عليه، فهذا لا يثاب على العمل إذا لم يأت ببدله؛ لأنه لو كان صحيح النية، لعمل ذلك البدل؛
فعلى هذا:
يكون حصول الأجر مشروطاً بعدم وجود بدله المقدور عليه؛ على أنا نقول :
إن من نفع الناس بماله، فله أجران:
الأول:
بحسب ما قام بقلبه من محبة الله ومحبة ما يقرب إليه؛ فهذا الأجر يشركه الفقير إذا نوي نية صحيحة.
والأجر الثاني:
دفع حاجة المدفوع له؛ فهذا لا يحصل للفقير ، والله أعلم.
وبذلك انتهى ما أردنا نقله من شرح الشيخ- رحمه الله- على
(( عقيدة الأصفهاني)).
يتبع إن شاء الله