روى حنبل بن إسحاق في محنة الإمام أحمد ، والخلاَّلُ في السنة بسند صحيح، قال حنبل: (( في ولاية الواثق اجتمع فقهاءُ بغداد إلى أبي عبد الله (أي أحمد بن حنبل): أبو بكر بن عبيد وإبراهيم بن علي المطبخي وفضل بن عاصم، فجاؤوا إلى أبي عبد الله، فاستأذنتُ لهم، فقالوا: يا أبا عبد الله! هذا الأمر قد تفاقم وفَشَا ـ يَعنون إظهارَه لخلق القرآن وغير ذلك ـ فقال لهم أبو عبد الله: فما تُريدون؟ قالوا: أنْ نُشاوِرَك في أنَّا لسنا نرضى بإمْرَته ولا سلطانه، فناظرهم أبو عبد الله ساعة، وقال لهم: عليكم بالنُّكرة بقلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تَشُقُّوا عصا المسلمين ولا تسفِكوا دماءَكم ودماءَ المسلمين معكم، انظروا في عاقبة أمرِكم، واصبروا حتَّى يَستريح بَرٌّ أو يُستراح من فاجر، ودار في ذلك الكلام كثير لَم أحفظه، ومَضوا.
ودخلتُ أنا وأبي على أبي عبد الله بعد ما مضوا، فقال أبي لأبي عبد الله: نسأل اللهَ السلامةَ لنا ولأمَّة محمد، وما أحبُّ لأحدٍ أن يفعل هذا، وقال أبي: يا أبا عبد الله! هذا عندك صواب ـ يعني الخروج ـ؟ قال: لا! هذا خلافُ الآثار التي أُمرنا فيها بالصبر، ثمَّ ذكر أبو عبد الله قال: قال النبيُّ : (( إن ضربَك فاصبِر وإن .. وإن ... فاصبر ))، [رواه أحمد (5/403)، ومسلم (1847)] فأمر بالصبر ... )). اهـ كلام أحمد.
|