س: هل العلمانية حتمية؟ وهل وهل يمكن إدارة دولة - على نحو صحيح - بغير الحل العلمانى؟
ج: بالنظر فى التاريخ ، نجد أن العلمانية نتاج بشرى قاصر لعلاج جملة كبيرة جداً من الأخطاء البشرية ، وأن ظهورها ارتبط بأسباب تتعلق بالتعصب المذهبى والطائفى واستبداد رجال الدين الكنسى الكاثوليك على وجه الخصوص. وإن كانت العلمانية فلحت فى وقف الحروب الدينية أو الطائفية فهى قد أنتجت نوعاً آخر من الحروب هو أشد خطراً وأسوأ نتائج من الحروب الدينية ألا وهى الحروب الاستعمارية التى لا تزال تضرب الكثير من البلدان وتحصد الملايين من الأرواح كل عام.
فما وقع فيه رجال الدين الكاثوليك قديماً هو هو نفس السلوك الذى يقوم به مروجوا العلمانية الآن من هدم بلدان وتدمير مجتمعات وإسقاط دول من أجل نشر العلمانية وبنفس الطريقة ألا وهى القوة والقوة المفرطة.
وعبر التاريخ ظهرت آلاف الدول والامبراطوريات والإمارات وكان لكل منها سياستها فى إدارة شئونها الخاصة الداخلية والخارجية ، وقد نجحت جماعات كثيرة فى إقامة دولاً كبيرة مكتملة الأركان والعناصر ، ونجحت تلك الدول فى تأسيس حضارات كبيرة أخذت بأسباب العلم والرقى ، وقد تم كل هذا فى منأى كامل عن العلمانية ودون الحاجة إليها ، من ذلك حضارات المصريين القدماء وحضارة الإغريق والرومان والصين والهند وخير مثال على هذا من تاريخنا هو تأسيس دولة فى حجم إمبراطورية امتدت من المحيط الأطلنطى غرباً إلى الصين والفلبين وجزر الملايو شرقاً. وقد أثمرت الدولة الإسلامية حضارة كبيرة متكاملة الأركان والمعانى ، وتم هذا فى سياج دينى كامل ، وبعد كامل عن الفكر العلمانى الذى يثقدم لنا على أنه الحل الوحيد لمشاكل الإنسانية!!
الخلاصة :
ليست العلمانية حتمية ، وليست هى الحل الأوحد لاستمرار البشرية فى مسيرتها ، وليست هى الأنموذج الأوحد الذى يجب أن تقوم عليه دولة حديثة أو حضارة صحيحة.
فالعلمانية نتاج بشرى قابل للفشل كالكثير من الأفكار البشرية التى ظهرت وانتشرت ردحاً من الزمن ثم ثبت فشلها فاندثرت وأصبحت فى ذمة التاريخ.
وأن ما من دولة أو مجتمع إلا ويقوم على أساس دينى يدين به أفرادها ، وأن الدين لا يمكن فصله عن الدولة ، وأن الدين الحق قادر على إيجاد سياسة صالحة لإدارة شئون الدولة. فالدولة بمكوناتها الجغفرافية والبشرية والمادية هى خلق ربانى ، والكون الذى خلقه الله يشهد أن قد خُلق بنظام بالغ فى الحكمة والروعة والتنظيم. والذى يستطيع أن يخلق كوناً بهذا الحجم ، ويستطيع أن يضع له القوانين والنظم المحكمة التى تكفل تحركه مليارات السنين دونما وقوع ثغرات أو انفلاتات ، اليس هذا الإله - الذى خلق هذا النظام المادى - بقادر على أن يضع نظاماً آخر لإدارة جماعة قليلة من خلقه ألا وهم بنى الإنسان الذين لا يشكلون أكثر من ذرة من ذرات هذا الكون؟؟؟
وصدق الله :
.gif)
ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
فالذى خلق السموات بقدرته هو الأولى أن تُحكم الأرض بشريعته. والذى ينازع فى هذا هو منازع فى خاصية من خصوصيات رب العالمين ، ومن لم يرض بحكم الله فليرحل من كون الله!!