اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باحث عن الحق
وهناك تساؤل آخر غير متعلق بالصحيحين وهو اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أقر الصحابة على تدوين الأحادبث في حياته وكان الصحابة أحرص ما يكونوا في ذلك فلماذا لم يدون الصحابة أو يتناقلوا نصوص خطب الجمعة للرسول صلى الله عليه وسلم والبالغة حوالي 550 خطبة ؟؟
|
بخصوص هذه الشبهة فقد سبق لى الرد عليها ووسوف أضع لك ذلك الرد بعدما أورد نص الشبهة .
الشبهة :
اقتباس:
اثناء تجوالي في احد المواقع التى لا يسمح بذكرها في منتداكم الموقر , لفت نظري تساؤل طرحه احد الاعضاء هناك حول عدم قيام المسلمين الاوائل بنقل وتدوين خطب صلاة الجمعة التى يفترض ان رسول الاسلام قد القاها بعد هجرته الي يثرب - المدينة المنورة . وبصراحة لفت نظري السؤال رغم بساطته لسببين , الاول لاهمية خطبة صلاة الجمعة لدى المسلمين من حيث كونها مناسبة تستعرض فيها احوال الامة, وبالتالي كان يمكن ان تشكل تلك الخطب مرجعا تاريخيا مهما لاحوال دولة الاسلام الاولى في تلك الفترة . وثانيا لان الفترة التى مكثها الرسول في المدينة تجاوزت العشر سنوات اى ان هذه الفترة شهدت ما لا يقل عن 500 اسبوعا او يوم جمعة كان من المفترض ان يلقي فيها الرسول خطب صلاة الجمعة , ولكن مع ذلك لم استطع من خلال بحثى في صحيحى البخاري ومسلم من العثور الا على احاديث تتناول التأكيد على اهمية صلاة الجمعة وضرورة مراعاة آدابها ,ولكنها لا تتضمن خطبا منقولة لصلاة الجمعة ,وهو امر غريب حقا .وعلى اية حال , لعل محرك البحث لدى لا يعمل بشكل جيد , وان كان الامر كذلك فهل لكم ان تساعدوني في العثور على مثل تلك الخطب . وشكرا
|
الرد :
أولاً: المسلم العادى يعلم جيداً أنه لا يجوز الحديث ولا الكلام مع جوار المصلي ولا التلفظ بأي شئ أثناء خطبة الجمعة ، فمن باب أولى لا يجوز للمصلى أن يكتب أثناء خطبة الجمعة ، لأن من يفعل ذلك لن تكون صلاته كاملة الأجر لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "من قال لأخيه والإمام يخطب يوم الجمعة : اصمت ، فلا جمعة له" أى لا جمعة كاملة الأجر. وكان الصحابة أحرص الناس على علو الأجر.
ثانياً : روى الصحابة أحاديث كثيرة عن رسول الله ، ولم يبينوا الحال التى ألقى فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا لفائدة ، فنجدهم يقولون : "قال رسول الله كذا وكذا ..." فهل يمنع هذا أن يكون هذا القول خلال خطبة الجمعة أو غيرها؟ ولكن لم يكن هناك ضرورة لأن يقول الراوى أن هذا كان فى خطبة الجمعة ، ولو كان هذا ضرورياً لذكره ، مثال ذلك الحديث الذى أخبر فيه النبى ببعض الفتن وأحداث الساعة فجمع الناس وارتقى المنبر ثم خطب فيهم حتى الظهر ثم نزل وصلى العصر ثم خطب حتى المغرب ثم نزل وصلى المغرب ثم صعد وخطب حتى جاء الليل وهكذا وهنا بان أهمية ذكر ذلك.
الشبهة:
اقتباس:
عندما يتصدى اى شخص لتأريخ سيرة انسان ما او جمع اقواله , فانه يبتديء بالاهم فالمهم فالاقل اهمية , وترتيب الاولويات هذا يأتي من اهمية المناسبات التى تحدث في حياة الانسان المراد رصد سيرته . هناك حوادث مفصلية كثيرة في تاريخ الرسول رصدها كتاب السيرة النبوية وحرص جامعى الاحاديث على نقل ما ذكره الرسول في تلك هذه الحوادث . ولكن عندما نأتي الي المناسبة المهمة التى تتكرر بصورة دورية كل اسبوع في فترة تاريخية حاسمة بالنسبة لتقرير مصير الدولة الاسلامية الناشئة , فاننا نجد العجب العجاب .
|
الرد :
بل العجب العجاب ما تقوله أنت !!!!!!!!!!
وهل هناك بشر على وجه البسيطة نالت سيرته الاهتمام الذى نالته سيرة الرسول ، حتى أدق شئ فى خصوصيات حياته والتى تتعلق بالأمور التشريعية ، إنك لو قمت الآن برصد حياة أحد زعماء العالم بالصوت والصورة وهو لا يزال على قيد الحياة فلن تصل لمثل ما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شئ آخر جدير بالذكر تعليقاً على كلامك ، أنت تعتبر أن المناسبة هى الحدث المهم وهى بطل الموقف ولذا وجب رصد ما جاء بها من كلام وأحداث ، وهذا خطأ بين وفرق كبير بين ما يقوم به المؤرخون وبين سيرة الرسول الكريم ، عليه أفضل صلاة وأزكى سلام ، ذلك أن المهم فى سرد سيرته العطرة ليست المناسبة هى البطل فيه - كخطبة الجمعة مثلاً - ولكن العنصر الفاعل فى الموضوع هو كلام النبى نفسه سواء أكان أثناء خطبة الجمعة أو خطبة العيد أو خطبة حجة الوداع أو حتى السير فى أحد طرقات المدينة ، أو حتى الحديث متكئ ، كحديث : "وكان متكئاً فاعتدل وقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ، وظل يكررها حتى قلنا ليته سكت" وهنا لم يصف الراوى حاله فى بادئ الأمر - حيث كان متكئاً فى الأصل - ولكنه ذكره عندما احتيج إليه ليبين خطورة ما هو آت.
__________________
قـلــت : من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
|