عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-07-30, 02:14 AM
الصورة الرمزية حفيدة الحميراء
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المشاركات: 743
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء
مميز الشَذَا الفَيَّاح فِي تَرجَمَةِ أبِِي عُبَيْدةَ بنِ الْجَرَّاحِ






بسم الله الرحمن الرحيم
الشَذَا الفَيَّاح
فِي تَرجَمَةِ أبِِي عُبَيْدةَ بنِ الْجَرَّاحِ


بقلم :
أبُي الحَسَنَاتِ الدِمَشقِيُّ

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحَمدَ للهَ نَحمَدُه وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أنفُسِنَا وَمِن سَيِئَاتِ أعمَالِنَا، مَن يَهدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَن يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهَ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدَاً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ.وبَعدُ،

فَهَذِهِ تَرجَمَةٌ مُختَصَرَةٌ للصَحَابِيِّ الجَلِيلِ، أمِينِ الأمَّة، وفَاتِحِ الشَامِ: أبِي عُبَيْدةَ عَامِرِ بنُ الْجَرَّاحِ  ، أسمَيتُهَا :

«الشَذَا الفَيَّاحُ( ) فِي ترجَمَةِ أبِِي عُبَيْدةَ بنِ الْجَرَّاحِ » .

والله المُستَعانُ وَعليهِ التُكلَانُ،، وَلا حَولَ وَلاقوَّةَ إلا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

ذِكرُ اسمِهِ وَنَسَبِهِ :

هُوَ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنُ الْجَرَّاحِ بنُ هِلالِ بن أُهَيْبِ - ويُقَالُ: وُهَيْبِ - بنُ ضَبَّةَ بنُ الْحَارِثِ بنُ فِهْرِ بنُ مَالِكِ بنُ النَضْرِ بنُ كِنَانَةَ بنُ خُزَيْمَةَ بنُ مَدْرَكَةَ بنُ إِلْيَاسَ بن مُضَرِ بنُ نِزَارِ بنُ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ؛ أبو عُبَيْدَةَ القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ، مَشْهورٌ بِكُنيَتهِ وبالنسبَةِ إلى جَدِّهِ فيُقَالُ: أبُو عُبَيْدةَ بنُ الْجَرَّاحِ  ‏( ).
ويَجتَمِعُ مَعَ النَبِيِّ  في جَدِّهِ السَابِعِ: فِهرِ بنِ مَالكِ ‏( ).

وأُمُّه : أُمُّ غَنْمٍ بِنتُ جَابِرِ بنُ عَبدِ بنُ الْعَلاءِ بنُ عَامِرِ بنُ عَمِيرَةَ بنُ وَدِيعَةَ بنُ الْحَارِثِ بنُ فِهْرِ( )، قِيلَ:إنَّهَا أدرَكَتْ الإسلامَ وأسلَمتْ ( ).

أولادُهُ :كَانَ لأبي عُبَيْدَةَ مِنَ الوَلَدِ يَزيدٌ وعُمَيرٌ، - وأمُّهُمَا هِندُ بِنتُ جَابِرِ بنُ وَهبِ بنُ ضَّبابِ بنُ حُجَيرِ بنُ عَبدِ بنُ مَعِيصِ بنُ عَامرِ بنُ لؤيِّ - لكنَّهُمَا مَاتَا ، فَلَيسَ لَهُ عَقْبٌ ( ).

ذِكرُ صِفَتِهِ :


"كَانَ رَجُلاً نَحِيفَاً، مَعرُوقَ الوَجهِ، خَفِيفَ الِلحيَةِ، طُوَالاً، أجْنَأ ، أثرمَ الثَّنِيَّتَينِ"( )، "وكَانَ يَخضِبُ بِالحِنَّاءِ والكَتَمِ، وكَانَ لَهُ عَقِيصَتانِ"( ).


ذِكرُ إسلامِهِ :

كانَ  أحدَ العَشَرَةِ السَابِقينَ للإسلامِ، فَعَنْ يَزَيدِ بنِ رُومَانَ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ: انطَلقَ ابنُ مَظْعُونَ، وعُبَيْدَةُ بن الحَارِثِ، وعَبدُ الرحمَنِ بنُ عَوفِ، وأبُو سَلَمَةَ ابنُ عَبدِ الأسَدِ، و أبو عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ، حَتى أتَوا رَسُولَ اللهِ  فَعَرَضَ عَليهمُ الإسلامَ، وأنبَأهُم بِشَرَائِعِهِ، فَأسلَمُوا في سَاعةٍ وَاحِدَةٍ، وَذَلِكَ قَبلَ دُخُولِ رَسُولِ اللهِ  دَارَ الأرقَمِ( ).


ذِكرُ طَرَفٍ مِن أخبَارِهِ :

أولاً: في حَيَاةِ المُصطَفَى  :

1) هَاجَرَ  مِنْ مَكَةَ إلى الحَبَشَةِ الهجِرَةَ الثَانِيَةَ، لكنَّهُ لمَ يُطِلْ المُقَامَ بِهَا ( ).
2) وهَاجَرَ  إلى المَدِينَةِ، ونَزَلَ على كُلثُومِ بنُ الهِدْمِ ( )، وآخَى النَبيُّ  بينَهُ وبَينَ أبِي طَلحَةَ  ( ).
3) وشَهِدَ بَدْرَاً، وجَاءَ مِن خَبَرِهِ يَومَئذٍ أنَّهُ  قَتَلَ أبَاهُ المُشْرِكَ، كَمَا جَاءَ عَنِ عَبْدِ الله بْنِ شَوْذَبٍ رَحِمَهُ اللهُ، قَالَ : جَعَلَ أَبُو أَبِي عُبَيْدَةَ يَتَصَدَّى لأَبِي عُبَيْدَةَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَجَعَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَحِيدُ عَنْهُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ قَصَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَتَلَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ هَذِهِ الآيَةَ حِينَ قَتَلَ أَبَاهُ:  لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [المجادلة : 22 ] إِلَى آخِرِ الآيَةِ ( ) .

4) وأبْلَى يَومَ أُحُدٍ بَلاءً حَسَناً، وثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ حِينَ فَرَّ النَّاسُ وَوَلَوَا، وجَاءَ مِن خَبَرِهِ يَومَئذٍ أنَّهُ نَزَعَ الحَلَقَتَينِ اللَّتَينِ دَخَلتَا من المِغْفَرِ في وَجْنَةِ رَسُولِ اللهِ .

فعَنْ أُمِ المُؤمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالتْ: كَانَ أبْو بَكرٍ  إذا ذُكرِ يَوم أحدٍ بَكَى ثُمَّ قَالَ: ذَاكَ كُلُّهُ يَومُ طَلحَةَ ! ثُمَّ أنْشَأ يُحَدِّثُ قَالَ:كُنتُ أوَّلَ مَنْ فَاءَ يَومَ أحُدٍ، فَرَأَيتُ رَجُلاً يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ  دُونَهُ - وأرَاهُ قَالَ: يَحمِيهِ - قَالَ: فَقُلتُ: كُنْ طَلحَةَ! حَيثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، فَقُلتُ: يَكُونُ رَجُلاً مِنْ قَومِي، أحَبُ إليَّ وبَينِي وبينَ المَشرِقِ رَجُلٌ لا أعِرفُهُ، وأنا أقرَبُ إلى رَسُولِ اللهِ  مِنهُ، وهُوَ يَخطَفُ المَشيَ خَطْفَاً، لا أخطَفُهُ فَإذَا هُوَ أبو عُبَيْدَةَ بن الْجَرَّاحِ، فانتَهَينَا إلى رَسُولِ اللهِ وقَدْ كُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ، وَشُجَّ في وَجهُهُ، وقَدْ دَخَلَ في وَجْنَتِهِ حَلَقَتَانِ مِنَ حَلَقِ المِغفَرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : "عَليكُمَا صَاحِبُكُمَا" يُريدُ طَلحَةَ، وقَد نَزَفَ لا يُلتَفَتُ إلى قَولِهِ، وَذَهَبتُ لأنزَعَ ذاك مِن وَجهِهِ، فَقَالَ أبو عُبَيْدَةَ: أقسَمتُ عَليكَ بِحَقِّي مَا تَركتَنَي! فَتَرَكتُهُ، فَكَرِهَ أنْ يَتَنَاوَلَهُمَا بِيَدِهِ فَيُؤذِيَ النَبِيَّ ، فأَزَمَ عَلَيهِمَا بِفِيهِ، فَاستَخرَجَ إحْدى الحَلَقَتَينِ، وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الحَلَقَةِ، وَذَهَبتُ لأَصنَعَ مَا صَنَعَ ، فَقَالَ : أقسَمتُ عَليكَ بِحَقِّي مَا تَركتَنَي! قال: فَفَعَلَ مِثلَ مَا فَعَلَ في المَرَّةِ الأولىْ، فَوَقَعَتٍ ثَنِيَّتُه الأُخرَى مَعَ الحَلَقَةِ، فَكَانَ أبو عُبَيْدَةَ مِن أحسَنِ النَاسِ هَتَمَاً فأصلَحنَا مِن شَأنِ النَبِيَّ ، ثُمَّ أتينا طَلحَةَ في بَعضِ تِلكَ الجِفَارِ، فإذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبعُونَ - أو أقَلُ أو أكثَرُ - بَينَ طَعنَةٍ وَرَميَةٍ وضَربَةٍ، وإذا قَد قُطِعَت أصَابِعَهُ، فَأصَلحنَا مِنْ شَأنِهِ" ( ).





5) كما أنَّه شَهِدَ الخَنْدَقَ ، والمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ  ( ).

6) وكَانَ  مِنْ عَليَّةِ أصحَابِ رَسُولِ الله ِ، وقَدْ أمَّرهُ على بَعْضِ السَرايَا وَمِنْهَا :

أ- سَرِيةُ ذي القَصَّة - وهو : مَوضِعٌ بَيّنَهُ وبَيّنَ المَدِينَةِ أربَعَةٌ وعُشرونَ مِيلاً ( ) - في رَبِيعِ الآخِرِ مِن السَنَةِ

السادِسَةِ للهِجْرَةِ:

أرسَلَهُ  في أربَعِينَ رَجُلاً إلى بَني ثَعْلَبَةَ بنِ سَعدٍ، فَسارُوا لَيلَتَهُم مُشاةً، ووَافُوا (ذا القَصَّة) مَعَ عَمَايةِ الصُبحِ، فأغَارُوا عليهمْ فأعجَزُوهُم هَرَبَاً في الجِبَالِ، وأصَابُوا نَعَمَاً وَرِثَّةً، ورَجُلاً واحِدَاً فأسْلَمَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ ، وخمّسَ رَسُولُ اللهِ  الغنيمةَ، و قَسَّمَ ما بَقِيَ عَلَى أصْحَابِهِ ( ).


ب- سَرِيةُ ذاتِ السَلاسِلِ - وَهِيَ مِنْ مَشَارِفِ الشَامِ في بَلَى ونَحوِهِمْ مِنْ قُضَاعَةَ - في جُمَادَى الآخِرَةَ مِنْ السَنَةِ الثَامِنَةِ للهِجْرَةِ:




حيَثُ أمَّر النَبِيُّ  عَمْرو بنَ العَاصِ  في غَزْوَةِ ذَاتِ السَلاسِلِ، فَخَشِيَ عَمْرُو؛ فَبَعَثَ يَسْتَمِدُّ، فَنَدَبَ النَبِيُّ  الناسَ مِنَ المُهاجِرِينَ الأوَّلِينَ، فَانتَدَبَ أبُو بَكرِ وعُمرَ في آخَرينَ، فأمَّر عَليهم أبا عُبَيْدَةَ بن الجَرَّاحِ مَدَداً لعَمْرو بنَ العَاصِ؛ فَلمَّا قَدِمُوا عَليهِ قَالَ: أنا أمِيرُكُم !. فَقَالَ المُهاجِرُونَ: بَلْ أنتَ أميرُ أصْحَابِكَ، وأبو عُبَيْدَةَ أميرُ المُهاجِرينَ. فَقَالَ: إنَّمَا أنتُم مَدَدِيْ!. فَلمَّا رَأىْ ذَلكَ أبو عُبَيْدَةَ - وكَانَ حَسَنَ الخُلِقِ مُتَبِعَاً لِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ  وعَهدِهِ - فَقَالَ: تَعْلَمُ يا عَمْرو أنَّ رَسُولِ اللهِ  قالَ لي:"إنْ قَدِمْتَ عَلى صَاحِبِكَ فَتَطَاوَعَا" وإنَّكَ إنْ عَصَيْتَنِي أطَعْتُكَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو: فَإنِّي أمِيرٌ عَلَيكَ ، إنَّمَا أنتَ مَدَدٌ ليْ. قَالَ: فَدُونَكَ. فَصَلَّى عَمْرُو بنُ العَاصِ بِالنَاسِ ( ).

وعن الشَعْبيِّ رَحِمَهُ اللهُ قالَ: قالَ المُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ  لأبي عُبَيْدَةَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ  أمَّرَكَ عَلينا، وإنَّ ابنَ النابِغَةِ ليسَ لكَ مَعَهُ أمْرٌ - يَعني : عَمْرو بْنَ العَاصِ - فَقَالَ أبو عُبَيْدَةَ : "إنَّ رَسُولَ اللهِ  أمَرَنَا أنْ نَتَطَاوَعَ، وأنا أُطِيعُهُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ " ( ).


ج- سَرِيةُ الخَبَطِ أو سِّيفُ البَحْرِ في رَجَبٍ مِنَ السَنَةِ الثَامِنَةِ للهِجْرَةِ:

عَنْ أبي الزُبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بِنْ عَبْدِ اللهِ  قَالَ: "بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ  وَأَمَّرَ عَلَينَا أَبَا عُبَيْدَةَ؛ نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيشٍ وَزَوَّدْنَا جِرَاباً مِن تَمرٍ لَمْ يَجِد لَنَا غَيرَهُ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُعطِينَا تَمرَةً تَمرَةً، قالَ: فَقلتُ: كَيفَ كُنتمْ تَصْنعُونَ بِها؟ قال: نَمُصُّهَا كَمَا يَمُصُّ الصَّبِيُّ، ثُمَّ نَشْرَبُ عَلَيْهَا مِنْ الْمَاءِ، فَتَكْفِينَا يَومَنَا إِلَى اللَّيلِ، وكُنَّا نَضرِبُ بِعِصِيِّنَا الْخَبَطَ ثم نَبلُّهُ بالماءِ فَنَأكُلَهُ.


قَالَ:وانطَلَقنَا عَلى سَاحِلِ البَحرِ؛ فَرُفعَ لنا عَلى سَاحِلِ البَحرِ كَهَيئَةِ الكَثِيبِ الضَّخمِ، فأتيناه؛ فَإِذَا هِيَ دَابَّة تُدعَى (الْعَنْبَرُ)، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَيِّتَةٌ؟! ثُمَّ قَالَ: بَلْ نَحنُ رُسُلُ رَسُول اللَّهِ , وَفِي سَبِيل اللَّهِ, وَقَدْ اُضطُرِرّتُمْ فَكُلُوا، قال: فَأَقَمنَا عَلَيهِ شَهرًا وَنَحنُ ثَلَثمِئَةٍ حَتَّى سَمِنَّا.


قَالَ: وَلَقَدْ رَأَيتنَا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقبِ عَيْنهِ( ) بِالْقِلَالِ الدُّهنَ، وَنَقتَطِعُ مِنهُ الفِدَرَ ( )، كَالثَّورِ - أَوْ كَقَدرِ الثَّورِ -فلَقدْ أخذَ منَّا أبو عُبَيدةَ ثلاثةَ عَشَرَ رجُلاً؛ فأقعَدَهُمْ في وَقْبِ عَينهِ، وَأَخَذَ ضِلعًا مِنْ أَضلَاعه فَأَقَامَهَا، ثمّ رحَّلَ أعظمَ بعيرٍ مَعَنَا فَمَرَّ مِنْ تَحْتِها، وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحمِهِ وَشَائِقَ ( )، فلمّا قَدِمنَا المَدينةَ أتينَا رَسُولَ اللَّهِ  فَذَكَرنَا ذلِكَ لَهُ، فقَالَ: "هوَ رِزْقٌ أخرَجَهُ اللهُ لَكُمْ، فَهَلْ مَعَكُمْ مِن لحَمِهِ شَيٌء فَتُطعِمُونَا؟ "قال: فأرسلنا إلى رَسُولِ اللَّهِ  منهُ فأَكَلَهُ" ( ).






7) وعِندما فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ  مَكَّةَ في السَنَةِ الثَامِنَةِ للهِجْرَةِ، كانَ أبو عُبَيْدَةَ قائداً لأحَدِ الجُيُوشِ ( ).
8) وفِي عَامِ الوُفُودِ - وهو العَامُ التَاسِعُ للهِجْرَةِ - أرسله رَسُولِ اللَّهِ  مَعَ وَفدِ نَجْرَانَ لِيُعَلِّمَهُم الإسْلامَ.
فَعَن حُذَيفَةَ بن اليَمَانِ  قَالَ: جَاءَ العَاقِبُ والسَيِّدُ صَاحِبَا نَجرَانَ إلى رَسُولِ اللَّهِ  يُرِيدَانِ أنْ يُلَاعِنَاهُ. قَالَ : فَقَالَ أحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ لا تَفعَلْ! فَوَاللهِ لئِنْ كَانَ نَبِيَّاً فَلَاعَنَنَا لا نُفلِحُ نَحنُ ولا عَقبُنَا مِنْ بَعدِنَا. قَالَا : إنا نُعطِيكَ مَا سَألتَنَا، وَابعَثْ مَعَنَا رَجُلاً أمِيناً، ولا تَبعَثْ مَعَنَا إلا أمِينَاً. فَقَالَ "لأبعَثَنَّ مَعَكُم رَجُلاً أمِينَاً، حَقُ أمِينٍ".فَاستَشرَفَ لَهُ أصحَابُ رَسُولِ اللَّهِ  - وَفي رِوَايَةٍ : فَجَثَا لَهَا أصحَابُ النَبِيِّ  عَلَى الرُكَبِ - فَقَالَ: "قُم يا أَبَا عُبَيْدَةَ بنَ الْجَرَّاحِ"، فَلَمَّا قَامَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  "هَذَا أمِينُ هَذِهِ الأمَّةِ" ( ).
وفِي نَفسِ العَامِ، أرسَلَهُ الرَسُولُ  إلى البَحرَينِ ليأتيَ بِجِزيَتِهَا ( ).


9) وَعِندَمَا قبُِضَ رَسُولُ اللهِ ، واجتَمَعَ النَّاسُ فِي سَقِيفَةِ بَنيْ سَاعِدَةَ، كَانَ أبُو عُبَيْدَةَ مِن أوَّل مَنْ بَادَرَ إليهَا.



فَفي حَدِيثِ السَقِيفَةِ الذيْ تَرويْهِ أمُّ المُؤمِنينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا قَالَتْ: "وَاجتَمَعَتِ الأنصَارُ إلى سَعدِ بنِ عُبَادَةَ في سَقِيفَةِ بَنيْ سَاعِدَةَ ، فَقَالُوا : مِنَّا أمِيرٌ وَمِنكُم أمِيرٌ، فَذَهَبَ إليِهمْ أبو بَكرٍ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ، فَأسكَتَهُ أبو بَكرٍ، و كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا أرَدتُ بِذَلِكَ إلَّا أنِّي قَدْ هَيَّأتُ كَلَامَاً قَدْ أعجَبَنِي، خَشِيتُ أنْ لا يَبلُغَهُ أبو بَكرٍ، ثم تَكَلَّمَ أبو بَكرٍ فَتَكَلَّمَ أبلغُ النَّاسِ، فَقَالَ في

كَلَامِه: "نَحنُ الأمَرَاءُ وأنْتُم الوُزَرَاءُ"، فقالَ حَبَّابُ بنُ المُنذِرِ: لا واللهِ لا نَفعَلُ! مِنَّا أمِيرٌ، ومِنكُم أمِيرٌ، فَقَالَ أبو بَكرٍ: " لا، وَلَكِنَّا الأمَرَاءُ، وأنتُمُ الوُزَرَاءُ، هُم أوسَطُ العَرَبِ دَارَاً، وأعرَبُهُم أحسَاباً، فبَايِعُوا عُمَرَ أو أبا عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ"، فقال عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أنتَ، فأنتَ سَيِّدُنَا وَخَيّرُنَا وَأحَبُّنَا إلى رَسُولِ اللهِ ، فأخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ " ( ).


__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس