يبدو أن مشاركتي لم تفهم بشكل صحيح، فأعيد التأكيد على بعض الأمور لأحبتي في الله:
1- أنا أميل لقول الشيخ عثمان الخميس، ولا أترحم على القذافي لأني أراه مرتداً، لكن المرتد يجب أن يستتاب، لذلك ذكرت هذه النقطة في مشاركتي.
2- كون المقال الأصلي لأخي ابن عائشة حفظه الله ذكر مع القذافي أبناءه، كان لا بد من الوقوف عند الأبناء، فما الذنب الذي قام به الأبناء؟ عن نفسي لا أعلم، فخشيت أن يكون ذنبهم أنهم أبناؤه.
3- هل كل إفساد في الأرض يوجب القتل؟ الجواب لا، فالله سبحانه وتعالى يقول
.gif)
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

[المائدة:33].
4- لم أكن لأذكر المشانق إلا لأنني اقتبستها، وهي ليست الفكرة التي أريد نقاشها لأننا جميعاً متفقون عليها، لكن وجودها في الاقتباس ألزمني التنبيه عليها، وإن كنت أعلم قصدك، وإن كنت أيضاً أعلم أنها مصطلح لا يقصد فيها طريقة التنفيذ.
5- لا يصح بعد ذكر قول إمام العزمية أن نطلق اللفظ في كفرهم، وإنما مثلت بالرافضة لأن دينهم مفضوح على خلاف العزمية الذين يتواجدون في منطقة محدودة من العالم، فمثلاً لا يصح أن آتي بقول للخميني عليه من الله ما يستحق ثم أقول الرافضة كفار، وكلنا يعلم مقالات الخميني وما فيها من كفر صريح، بل ولنا في السلف الصالح أسوة حسنة، فالإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء وبعد أن ترجم لمحي الدين بن عربي، قال ((وَمِنْ أَرْدَإِ تَوَالِيفِهِ كِتَابُ "الفُصُوْصِ"، فَإِنْ كَانَ لاَ كُفْرَ فِيْهِ، فَمَا فِي الدُّنْيَا كُفْرٌ، نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ وَالنَّجَاةَ، فَوَاغَوْثَاهُ بِاللهِ!))، لكن هل حكم الإمام الذهبي بكفر ابن عربي؟ انظر إلى قوله بعد ذلك ((قُلْتُ: إِنْ كَانَ مُحْيِي الدِّيْنِ رَجَعَ عَنْ مَقَالاَتِهِ تِلْكَ قَبْلَ المَوْتِ، فَقَدْ فَازَ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيْزٍ.)).
6- ذكري للقضاء ليس كما فهمه أخي العباسي حفظه الله، لكني أردت القول أن القاضي (سواء القاضي بالهيئة التي نعيشها اليوم أو القاضي في الهيئة التي كانت في عهد السلف أو حتى النوع الذي ذكرنا به أخي العباسي جزاه الله خيراً وهو أمير السرية) هذا القاضي حينما يقضي أمراً عليه أن يستشعر في قلبه أنه يقول هذا الحكم الذي أصدره هو حكم الله في الأرض، وهذا قول ليس بالهين، فالحكم على القذافي وأبنائه (أكرر أبنائه) ليس بالأمر الهين، والمقال الذي كتبه أخي الفاضل ابن عائشة كان مقالاً قديماً طالب فيه بإعدام القذافي وأبنائه، أي أن ذلك لم يكن عند القبض على القذافي، أي لم يكن ذلك الحكم حكم أمير السرية، فهل استشعر أخي الحبيب الفاضل ابن عائشة وهو يكتب ذلك المقال القديم أنه يعتبر قوله هذا حكم الله في تلك المسألة؟ وهل هي بالفعل حكم الله في المسألة المطروحة؟