السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تحية طيبة وبعد:
أنا مليونير دون أن أعرف هذه هى الحقيقة:
كنت يوما" راكبا" جنب أخي الصغير وهو شاب مثقف وملتزم فكان يمر بى فى الأسواق وإذا بى أري بيتا" من البيوت التى على جنب الشارع وبها محلات كبيرة ترصف بالرخام على جوانبها فرفعت صوتى وقلت ماشاء الله ولا قوة إلا بالله . وفى الحقيقة هذي عادتي من زمان والحمدلله وأقسم بالله أنى لا أذكر يوما" تمنيت شئ لدي أحد كان كبيرا" أو صغير لعدم إهتمامى أصلا" بالأمور المادية والشكليات وهذى البيت لرجل مسن كفيف لا يبصر.
عند مروري بذلك قلت ماشاء الله متى بدأو عمل الرخام فرد علي أخي هل تتمناها تكون لك قلت لا , بس مثلها أو أن أعمل مثلها إذا قدر لى الله عزوجل ,نعم أما هى إلا إن أمكنني ربي شراءها نعم أما هى لا والله .
ولطبيعة أخي الصغير وأسئلته الصعبه قال ماذا لو كانت لك وكنت أعمي لا تبصر. هنا إنتظرت قليلا" وأغمضت عيني لمدة نصف دقيقة وأنا مغمض العينين . فرددت فورا" لا قال ماذا لو كان مليون أغمضت وقلت لا لا لا لا وأقسم بالله العلي العظيم لو أعطي مال الدنيا وما فيها لا أريدها فأكتشفت بأنى مليونير بعينيي فقط فلو قيمتهما والله على ما أقول شهيد لا أزايد بهما ملايين الدنيا وملاذاتها وأنا مليونير بتلك النعمه والمشكلة لدى أنى أصرف كثيرا" من هذا الملايين بالنظر الغير حسن فأتمنى الصلاح والإرشاد فى ما بقي لى من ملايين.
هذا ما أحببت أن أصل إليه إن أموال الدنيا وكنوزها لا تساوي نعمه من نعمه الله عزوجل عليك يا إنسان. وهذا ليس تقليلا" من أخوتنا الكفيفين فهذي إرادت الله وإبتلاء منه وأجرهما عند الله عظيم إذا صبروا وأحسنوا.
وأذكر هنا حادثة المرآه التى أتت إلى الحبيب المصطفي وقالت له أدعو لى يا رسول الله وكانت تشكو من صرع فهذا الحديث:
روى البخاري في صحيحه بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: "ألا أُرِيكَ امرأةً من أهلِ الجنةِ؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أُصرَع، وإني أتكشَّف، فادعُ الله لي، قال: "إِنْ شِئْتِِ صَبَرْتِ ولكِ الجنةُ، وإن شئتِ دعوتُ اللهَ أن يعافِيَكِ"، فقالت: أصبرُ، فقالتْ: إني أتكشَّفُ، فادعُ الله أن لا أتكشَّف، فدعا لها".
ختاما" بقي أن تعرف بأن الكثيرى مليونير دون أن يعرف أنه مليونير ولكنه مسرف جدا" بملايينه فأدعوا له بالهدايه والحرص على ما بقي من مال.
شكرا" للجميع: