عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-01-09, 05:35 AM
الصورة الرمزية يا مصر صباحك نور
يا مصر صباحك نور يا مصر صباحك نور غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-08
المشاركات: 176
يا مصر صباحك نور
افتراضي الديمقراطية في الميزان د. سعيد عبد العظيم

الديمقراطية في الميزان


الكاتب: د. سعيد عبد العظيم

الفتح


فقد جرت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وأسفرت عن اكتساح التيار الإسلامي لمقاعد البرلمان، رغم التشويه والتشهير، ومحاولات التجهيل وتصدي الأخطاء لأبناء التيار الإسلامي، وجد العلمانيون والليبراليون والشيوعيون وكأن البساط يُسحب من تحت أقدامهم، رغم امتلاكهم زمام التعليم والإعلام والثقافة، واتضح أنهم لا أرضية ولا شعبية لهم، فهذه الأمة قد اختارت أهل الدين ولا غرابة في ذلك، فهي أمة مسلمة قد رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا.

أمة تريد أن تعتلي الأرض بالسماء والدنيا بالآخرة، لا تساوم على نجاتها وسعادتها الحقيقة ولا تزايد على العقل والفطرة والشريعة المطهرة، لقد ازداد الأمر وضوحًا بعد الاستفتاء على الدستور، فظهر بكل جلاء أن الديمقراطية أشبه بصنم العجوة الذي كان يصنعه المشرك ثم إذا جاع أكله، فقد انقلب العلمانيون والليبراليون والشيوعيون ومعهم النصارى على الديمقراطية التي يتغنون بها، وعلى إرادة الجماهير وحكم الأكثرية التي يناودون بها طالما وافقت أهواؤهم وظهروا كالبهلوان، فالأكثرية تكون واعية ومثقفة ومتحضرة إذا خالفت شريعة الرحمن، فإذا حدث العكس صارت أكثرية جاهلة لا تعرف مصلحتها أشبه بالقطيع والرعاع!!

لذلك.. لا عجب إن اصطلحت على تسميتها بالديمقراطية التايواني، وإلا فالديمقراطية اليونانية الأصلية ترضى بالشذوذ الجنسي وتنزل على حكم الأغلبية، وهذه وتلك ظلامية ورجعية متخلفة، والفارق بينهما في درجة الضلالة، أما نحن فلا نرضى بالإسلام بديلاً ولا عنه تحويلاً، ولا نقبل لأنفسنا ولا لغيرنا أن نيحد قيد أنملة عن شعيرة أو شريعة من شرائع الإسلام؛ سواء كانت واجبة أو مستحبة، قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وقال عز وجل: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ}، وقال سبحانه: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}،

تناقض وتهافت، من انحرف عن منهج الله لا يحتاج إلى ذكاء خارق ولا إلى تضاخم البراهين والأدلة، فهو من الوضوح بمكان، فلو أتت الانتخابات بشيوعي لرضوا، ولكن أن تأتي بالتيار الإسلامي فملعون أبو الديمقراطية، كما صرَّح أحدهم في جريدة المصري اليوم، تتجول الشعوب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومن النظام الرأسمالي إلى النظام الاشتراكي فيقبلون النتيجة حتى لو كانت 51% إلى 49%، وتقوم الدنيا ولا تقعد إذا قيل لهم سنطبق شرع الله ونعود بالأمة لكتاب ربها وسُنَّة نبيها صلى الله عليه وسلم، وتخرج الاعتراضات.. ما الذي ستفعلونه في السياحة ومع المرأة والنصارى....؟!،

لقد استسلموا لحكم الطغاة والطواغيت من العلمانيين والشيوعيين، وعاشوا في ظلال الدولة المدنية في تونس وليبيا وسوريا واليمن ومصر... حُقبًا وعهودًا وأزمانًا، فهل وجدوا الجنة التي وعدتهم بها ديمقراطية مبارك والقذافي وزين العابدين والأسد وعلى عبدالله صالح (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلًا)، وما احتج صاحبُ بدعةٍ على بدعته بدليل إلا وكان في الدليل ما يرد عليه ويدحض بدعته، والمؤمن لا يلدغ من جُحرٍ مرتين، ولكن مَن انطمست بصيرته لا يأخذ الدرس ولا يرجع عن غيه، ولا يسعنا والحال هكذا إلا أن نقول قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ* قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ* قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ}، { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، وقال سبحانه: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}.

ثارت ثائرة الغلام لمَّا سمعوا بعض الشباب على النت يريدون إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونسبوا ذلك لحزب النور ورغم نفي كل الأطراف للخبر إلا أن الأسئلة مازالت تتناثر في جميع القنوات الفضائية!! ما التهمة في إنشاء هيئة للأمر بالمعروف في أمة مسلمة، دستورها وقانونها ينبثق من كتباب الله وسنة رسول الله؟! وعندنا هيئات ووزارات للإعلام والثقافة والتعليم يُنفق عليها المليارات حتى تكرس للعلمانية وتصد عن سبيل الله وتنفر من دين الله، وتجعل الحرام حلالاً والحلال حرامًا.. أي أنها هيئات تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف، وهذه أحرى بالاعتراض، فإن قالوا: سنفرض الحجاب ونمنع الاختلاط ونأمر بالصلاة.... وهذا يتنافى مع الحريات الديمقراطية، قلنا: إن أمم الأرض تحافظ على نظامها ودستورها وتعلق المشانق لمن خرج على الدستور الوضعي وتنشئ أجهزة الأمن والمخابرات للمحافظة على قانون البلاد،

فما وجه الاعتراض على هيئة الأمر بالمعروف التي راودت فكرتها بعض الشباب على النت وخطأ البشر كثير في تطبيق الإسلام؟! فالأمر بالمعروف لا يعني تبريد الأنظمة الطاغوتية الكفرية، فليس مَن طلب الحقَّ فأخطأه كمَن طلب الباطل فأصابه، قالوا: نرفض وصاية الإسلاميينَ!! وسعوا في فرض وصايتهم على الأمة المسلمة بالباطل، وهذا يسمونه في اصطلاحهم بديكتاتورية الأقلية، وقلة مستبدة ظالمة لا رصيد لها على الأرض لا تعمل بشرع ويقذفون بصنم الديقراطية إلى البحر وقت اللزوم.

أكاد ألمح بزوغ الفجر وسط هذه الظلمة الحالكة، وأرى إرهاصات ومقدمات بين يدي حدث ضخم {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}، فلا يأس ولا قنوط من رحمة الله {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، فها هي ذي الأمة تعاود الالتزام بدين الله، وقد رأت أن الإسلام هو طوق النجاة في الدنيا والآخرة، واختارت أهل الدين لقيادة الأمة، قامت الجماهير من سُباتها تتشوق للعدل وتقاوم الظلم والاستبداد، نعم إن التركة ثقيلة.. فالاقتصاد المصري مديون بأكثر من 160مليارًا، كما صرَّح رئيس الوزراء كمال الجنزوري، والإعلام مازال يمارس دوره في تشويه صورة المتدينين والإسلاميين باعتبارهم إرهابيين ومتخلفين، أي أنه قاطع طريق بامتياز على الدعاة، ولكن حسبنا أن نعرف أن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولا يضيع أجر المحسنين وإن العاقبة للمتقين، فنحن نستبشر لقول النبي صلى الله عليه وسلم [بشروا ولا تنفروا]، والواقع يصدق، فالصورة المُنَفِّرة والآلام التي استحكمت لابد من التعامل معها بإيمان ويقين ومعرفة بالسنن الشرعية والكونية،

ففي الحديث [وإن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا] تدبير الفاجر تدميره وكيده يرتد إلى نحره، وظهور السلفيين واكتساحكم للانتخابات خير شاهد على ذلك، نحن نمر بمرحلة فارقة في التاريخ واللحاظات التي نعيشها لها ما بعدها فلا يليق أن ننسى أنفسنا في زحمة الطحن اليومي وعلينا أن ننتقل من ظاهرة الثورة الكلامية إلى العمل، لا بد من تأدية شكر النعمة بإقامة واجب العبودية والعودة إلى منهج الأنبياء والمرسلين في تعبيد الدنيا بيدن الله والصدع بكلمة الإسلام والحذر من المراوغات السياسية الميكافيلتية،

فمعظم النار من مستصغر الشرر، وإرضاء الناس غاية لا تدرك، ومصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة جميع الوجوه، من الخطوة بمكان أن يظهر فينا من يطالب بتطبيق الديمقراطية برغم أنه يطالب بتنطبيق آليات الديمقراطية وأنه يقصد الديمقراطية المصري!! فالديمقراطية وثن يعبد من دون الله ولها مفهوم غير أهلها، وما دخلت بدعة إلا وخرجت في المقابل سنة، من الخطورة أن نسلك مسسلك المداهنة والتنازل عن الثوابت...

فما عند الله من نصر وعز وتمكين لا نناله إلا بطاعتنا له، ومهما نطلب العز في غير طاعة الله أذلنا الله، وكان عمر وغيره من الأفاضل رضي الله عنهم لا يعد للحادث الذي يحدث سوى طاعة الله ورسوله، ويقول: هذا الذي بلغنا به ما بلغنا، والدعوة السلفية ما بلغت الذي بلغته إلا بالاعتصام بحبل الله المتين وذكره الحكيم وصراطه المستقيم والاجتماع على هذا المنهج المبارك، الكتاب والسُّنة، بفهم سلف الأمة،

فلا يمكن أن نختزل المشروع الحضاري الإسلامي في العمل الحزبي السياسي، ولا يجوز إهمال الدعوة وتعبيد الناس بدين الله بسبب الانشغال السياسي، فالسياسة فرع والدعوة أصل، السياسة شراب قد يتعاطاها هذا أو ذاك، أما الدعوة فهي ماء جعل الله من كل شيء حي، السياسة يجب أن تكون شرعية لا ميكافيللية، والسياسي الشرعي ينبغي أن يكون كصاحب يس الذؤ أتى من أقصدى المدينة يسعى، قال: قال الحق تعالى: { قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}،

فقد نصحم ميتًا كما نصحهم حيًّا، ولم يغير ولم يبدل، وهكذا المؤمن تجري محبته الخير للخلق منه مجرى الدم من العروق، ننشد إصلاحًا تعليميًّا وصحيًّا وسياسيًّا وإعلاميًّا واقتصاديًّا، وبوابة ذلك هو إقامة واجب العبودية، نريد حضارة على منهاج النبوة وبهذا نفترق عن غيرنا، وإلا فلا يصح أن يكون تعمير الدنيا بخراب الآخرة، ما قيمة أن نصنع صنيع قوم نوح وعاد وثمود، ما قيمة أن نمتلك الدنيا وننسى الآخرة؟!، أقاموا المصانع لعلهم يخلدون، وكانوا ينْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ثم انقلبوا إلى ربهم غير مأسوف عليهم، وقال سبحانه: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}،

وقال سبحانه: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}، وقال تعالى في شأن الربا وهو آخر المحرمات في القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}، وهي حرب لا طاقة لأحد بها إن هو تعامل بها. وكانت الآيات تتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول الحق تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، لا يصح أن تكون كالشمعة تنير الطريق لغيرها وتحترق هي، فأنت تطلب النجاة والسامة لنفسك ولغيرك، فاحذر أن يراك حيث نهاك وأن يفتقدك حيث أمرك، واحرص على طاقة الوقت واعلم أن السلام لا يعد لها شيء والجلا يبن والرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، والورع من الدين، وأنت لا تكلف إلا نفسك، فإذا اختلط عليك الأمر فرده إلى عالمه،

وليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر ولكن العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين، والوقت وقت غربة وجهاة نحتاج فيه كثيرًا لأعمال ميزان المصالح والمفاسد وتعرض فيه قضايا لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر وأصعب ما في الأمر أنك لست كعمر وقد لا يتواجد أمثال أهل بدر، ولا يخفى على أحد أن الاشتغال بالسياسة وتكوين الأحزاب ودخول ما يسمى بالمعترك السياسي له كثير من المحاسن وعليه كثير من المآخذ، فلتكن المآخذ منك على بال، فمعظم النار من مستصغر الشرر، والمؤمن يرى ذنوبه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه أما المنافق فيرى ذنوبه كذباب جاء على وجهه فقال به هكذا وهكذا، لا بد من الاستعانة بالله عز وجل وقدم التفريط فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، سل نفسك هل مازلت توضح المفاهيم لمن يذبح السيد البدوي ويستغيث بأبي العباس المرسي، ولمن يقدم العقل على النقل، وتأخذ حذرك ممن يسب الصحابة الكرام، هل مازلت تحافظ على تكبيرة الإحرام مع الإمام وتقرأ وردك من كتاب الله وتحافظ على أذكار الشروق والغروب والنوم، هل مازلت تحب الله وتبغض في الله، اعرض نفسك على كتاب الله ستعلم مقامك اليوم ومكانك عند الله غدًا.

لابد من العمل على إحياء الشعائر والشرائع وإعمار الدنيا بدين الله، وتطبيق الشريعة تطبيقًا صحيحًان وإعداد الكوادر والكفاءات المؤهلة لإدارة الدولة وتحقيق الفروض الكفائية من خلال المشروع الإسلامي الحضاري، وضرورة التنسيق والتحالف بين الحركات والتيارات الإسلامية، وبيان من هم أهل السنة والجماعة وما هي أصولهم والتركيز على أن أهل السنة والجماعة هم السواد الأعظم من المسليمن وأنهم أرحم الناس بالناس، وقد يتطلب إحياء الحوار وأن نسمع من بعض بدلاً من أن نسمع في بعض، فتوحيد المواقف في مواجهة الهجمة الغربية الشرسة التي تريد اقتلاع هوية الأمة لا يحتمل التراخي أو التهاوي، فنحن في مواجهة قوى تريد تحويل مصر إلى دولة علمانية لا دينية، فلا بد أن نكون يدًا واحدة على عدو الله وعدونا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية عن المشركين: [لا يعطونني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا وافقتهم عليها، وشهد حلفا في دار عبد الله بن جدعان في الجاهية يقال له حلف الفضول وكان لنصرة المظلوم، وقال: لو دُعيت به في الإسلام لأجبت]،

وقال صلى الله عليه وسلم:[إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وأقوام لا خلاق لهم]، وشرع الله مصلحة كله، وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله، لابد من إحياء مفهوم الأمة وفقه الأمة وتوضيح ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كهذه التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته العظيمة المسماة بهذا الاسم ورسالة "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" ورسالة "رحمة أهل السُّنة والجماعة بأهل ابدع والمعاصي"،

نحتاج لتقدير نوعية الخلاف الذي قد يطرأ وهل هو من الخلاف السائغ الذي لا يفسد للود قضية أم من الخلاف غير المعتبر، فما كل خلاف جاء معتبرًا.

يجب تبادل الخبرات بين الحركات والتيارات الإسلامية والتركزي على التكامل بينها دون أن يحل أحدنا محل الآخر مع احتفاظ كل فصيل بخصائصه المشروعة، والمسلم يحب وغن ظلمك وجار عليك، والكافر يبغض وإن أعطاك ومنحك، {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، فلا يجوز أن نصبح حربا على أنفسنا أو أن نتعامل بمنطق الأمريكان (من ليس معنا فهو علينا)، وعلى الدعاة إلى الله أن يتوجهوا إلى حل المشاكل والحذر كل الحذر من أن يصبحوا جزءًا من هذه المشاكل، فالمهمة عظيمة لا بد أن نرتفع إلى مستواها وإلا فالأمر إن لم يكن بنا فبغيرنا، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}، {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}،

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
[caution]انا امثل نفسى فقط ولا امثل حزب النور وانما انا من محبى الدعوة السلفيه لذا اساهم فى نشر اخبار الحزب ورد الشبهات والتشويه المبرمج عن حزب النور والدعوة السلفيه[/caution]


رد مع اقتباس