عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2009-09-04, 05:43 PM
مازن إبراهيم مازن إبراهيم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-04
المشاركات: 9
مازن إبراهيم
افتراضي

تلقي العامة ، وفهمهم تعاليم الإسلام الصافية النقية الخالية من البدع والمحدثات ، لأنها وفق ما جاء في كتاب الله ، أو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أيده الصحابة والتابعون لهم بإحسان .
ورأوا أن تسمية هذه الدعوة ، التي ساندها الأئمة من آل سعود ، وتوسعت دائرة انتشارها حتى أصبحت قوية ، بعد أن بدأ نجمها يسطع سريعا باسم : المحمدية ، تقوية لها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بها من عند ربه اسمه محمد ، وهذا يزيدها تمكينا عند المسلمين . أو باسم الدعوة الجديدة فهذا لا يحقق الغرض المقصود في استثارة العامة والجهال ، وهم الدهماء في المجتمع الإسلامي ، ولا يحققان تأليب العداء عليها ، وعلى القائمين عليها .
وخوفا من أن يؤثر رأي الدارسين المنصفين في بلاد الإسلام أو بلاد الغرب . فقد تفتقت الحيلة على إيجاد رأي معاكس يخدم الغرض ، ويؤلب على هذه الدعوة ورجالها ، فقالوا عن الشيخ وعن أتباعه أنهم خوارج ، وأنهم قرامطة ، وأن مذهبهم خاص أو خامس ، وأنهم جاءوا بدين جديد ، وأنهم يكفرون غيرهم ، فكانت هذه الأقوال متضاربة ومتباينة .
فوجدوا بغيتهم في اسم الوهابية ، لما فيه من إثارة وشمولية ، مقرونة بالفتاوى القديمة الصادرة عن هذه الملة في الأندلس وشمال أفريقيا ، منذ القرن الثاني الهجري .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

وأن في اسم سليمان بن عبد الوهاب ومخالفته لأخيه محمد في دعوته ، ما يعزز ذلك علاوة على المبرر القوي الذي يضفي الشرعية على ما وصفوا الدعوة به ، لوجود الفتاوى التي تبرز للعامة ، فيتلقفها أصحاب المصالح والأهداف التي تخدم ما في نفوسهم .
يدعم ذلك الأكاذيب التي ألصقت بالشيخ محمد ورجال الدعوة معه ، حيث تكونت الأرضية المناسبة لهذا العمل المناوئ للدعوة .
وعندما تجمعت هذه المبررات أمامهم ، ووجدوا طريقا ممهدا لتحريك الجيوش ، وتشجيع المرتزقة والمتحمسين ضد الوهابية القديمة ، جردت الحملات لمحاربة الخوارج كما يزعمون ، الذين وصفوهم بالكفار الوهابية .
ووفق هذه التسمية ، حيث نفضوا الغبار عن ذلك اللقب الكامن في سجلات التاريخ ، فقد وجدوا في اسم سليمان الأخ الشقيق للشيخ محمد مكسبا يعزز مطلبهم ، ولكي يقوى هذا السلاح في أيديهم ، جاءت فكرة التأليف باسمه ، ردا كتابيا يوزع في البلاد التي أشيعت فيها الردود على الشيخ محمد ، ليكون في رد سليمان ركيزة قوية في تهيئة النفوس للاستجابة لما هدفوا إليه .
فبدأ إرهاق الناس بالضرائب- كما يقول الجبرتي في تاريخه :(عجائب الآثار)- وإجبار الناس على الإنفاق والبذل ، والإغداق على بعض قبائل الجزيرة لتسهيل المهمة ، مع إغرائهم بالذهب والفضة ، حتى أن أهل مصر صار تعاملهم (بالنيكل) . إلى جانب الأموال السرية من الغرب ، والمستشارين في حملته منهم ، لتقوية إبراهيم باشا حتى يحقق مآربهم في القضاء على هذه الدولة الجديدة .

<o:p></o:p>

كل هذا مع تذكية العداوة بالحماسة للقتال بالنفس ، لمن لا يقدر على الإنفاق ، والجبرتي رحمه الله ممن عاصر الأحداث ، حتى قيل إن إبراهيم باشا أوعز بقتله عام (1238هـ) رحمه الله ، لما ثبت له من آرائه حول الدعوة السلفية في نجد ، المصاحبة لقيام الدولة السعودية الأولى . فقد استنكر رحمه الله الحملة ، واستنكر تكبر إبراهيم باشا وتعاظمه على العلماء ، الذين جاءوا للسلام عليه بعد عودته من حملته على الدرعية ، واستهجانه تسميتهم لأهل نجد بالكفار ، نموذج ذلك ما ذكره عن حوادث عام (1235 هـ) ، وخاصة في شهر صفر يراجع الجزء الرابع من (عجائب الآثار) للجبرتي ، حوادث عام 1235هـ . .
- هذا الأسلوب الذي عملوه في استغلال اسم الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، والأكاذيب عليه ، وعلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب له نظائر في أعمالهم ضد الدعوة الإصلاحية وحماتها ، نورد منها اثنين فقط .
الأول : ما تزعمته صحيفة (المقطم) ضد الملك عبد العزيز رحمه الله ، من أنه مصاب بمرض السل ، ومن أمور أخرى فندها صاحب مجلة المنار ، ورد أكاذيبهم ، ومنها ما قالوه عن تمرد البادية ورجوع البلاد للفوضى ، والدعوة إلى توقف المسلمين عن الحج .
الثاني: همفر الذي قيل عنه بأنه جاسوس بريطاني له علاقة بالشيخ محمد بن عبد الوهاب ، كما جاء في المذكرات التي سميت باسم : مذكرات همفر .
ومقصد الأول : خدمة من دفع له ، ليدافع باسمهم وعن مآربهم .
وإضعاف مكانة الملك عبد العزيز .
وهدف الثاني : التنفير من دعوة الشيخ محمد لعلاقتها بالنصارى ، وخدمة الكفار وأنها ضد الإسلام . والمتابعون لهذه الأمور والمحققون ، لم يجدوا لذلك أصلا ، ولم يسمعوا باسم ( همفر ) هذا من قبل .<o:p></o:p>

- بل إن الوتري المولود في عام (1261هـ) بالمدينة ، في محاكمته السلفية الوهابية بالمغرب ، في تساؤلاته ، قد رد عليه الأستاذ : أحمد الغماري ، الذي حقق رسالته هذه ، ومما قال : لماذا يتحيز للسلطان التركي ، وللوالي محمد علي ضد محمد بن عبد الوهاب ، فهل هو تزمت شديد للطرقية على حساب السلفية ، أو توجد خلفيات أخرى وراء التحامل؟ انظر ص 4 من مجلة الآداب بفاس شعبة التاريخ (1406هـ) ، ويقع التحقيق في (46) صفحة . .
- ولذا فلا نستبعد أن يخرج في يوم من الأيام كتاب للشيخ عبد الوهاب يرد فيه على ابنه محمد ، وفقا لما أخرجوا لابنه سليمان ، وما جاء في مذكرات ( همفر ) الجاسوس البريطاني ، والكذب لا حدود له .<o:p></o:p>

من وسائل الدفاع عنه :
- وإن مما يدافع عن الشيخ : سليمان بن عبد الوهاب ، وما نسب إليه من أمور ضد أخيه ، وضد الدعوة الإصلاحية ، التي قام بها دعوة وتبليغا ، بمؤازرة الإمام محمد بن سعود - رحم الله الجميع- ما كتبه بيده ، وضمن رسائله التي وقع نظرنا على اثنتين : واحدة من الشيخ سليمان ، والثانية جوابية إليه ، وهي كما يلي :
أولا : أورد الشيخ فوزان السابق في كتابه : (البيان والإشهار) الطبعة الثانية عام (1413هـ) ، وهي نسخة مصورة عن الطبعة الأولى عام (1372هـ) ، أن الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، أعلن عن خطئه ، وأظهر توبته عما سلف ، وكتب في ذلك رسالة هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من سليمان بن عبد الوهاب إلى الإخوان : أحمد بن محمد التويجري ، وأحمد ومحمد أبناء عثمان بن شبانة ، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد : فأحمد الله الذي لا إله إلا هو ، وأذكركم ما من الله به علينا وعليكم ، من معرفة دينه ، ومعرفة ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من عنده ، وبصرنا من العمى ، وأنقذنا من الضلالة ، وأذكركم بعدما جئتمونا في الدرعية من معرفتكم الحق على وجهه ، وابتهاجكم وثنائكم على الله تعالى ، الذي أنقذكم ، وهذا دأبكم في سائر مجالسكم عندنا ، وكل من جاءنا من المجمعة ، يثني عليكم ، والحمد لله على ذلك . وكتبت لكم بعد ذلك كتابين ، غير هذا ، أذكركم وأعظكم ، ولكن يا إخواني معلومكم ما جرى منا ، من مخالفة الحق ، واتباعنا سبيل الشيطان ، ومجاهدتنا في الصد عن اتباع سبيل الهدى .
واليوم معلومكم : لم يبق من أعمارنا إلا اليسير ، والأيام معدودة ، والأنفاس محسوبة ، والمأمول منا : أن نقوم لله ، ونفعل مع الهدى ، أكثر مما فعلنا مع الضلال ، وأن يكون ذلك لله وحده ، لا شريك له ، لا لما سواه ، لعل الله سبحانه ، يمحو عنا سيئات ما مضى ، وسيئات ما بقي ، ومعلومكم عظم الجهاد في سبيل الله ، وما يكفر من الذنوب ، وأن الجهاد باليد والقلب واللسان والمال ، وتفهمون أجر من هدى الله به رجلا واحدا .
والمطلوب منكم أكثر مما تفعلون الآن ، وأن تقوموا لله قيام صدق ، وأن تبينوا للناس الحق على وجهه ، وأن تصرحوا لهم تصريحا بينا ، بما كنتم عليه سابقا ، من الغي والضلال .
فيا إخواني الله الله ، فالأمر أعظم من ذلك ، فلو خرجنا نجأر إلى الله في الفلوات ، وعدنا الناس من السفهاء والمجانين في ذلك ، لما كان بكثير منا ، وأنتم رؤساء الدين والدنيا في مكانكم أعز من الشيوخ ، والعوام كلهم تبع لكم ، فاحمدوا الله على ذلك ، ولا تتعللوا بشيء من الموانع .
إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا بد أن يرى ما يكره ، ولكن أرشدكم في ذلك إلى الصبر ، كما حكى الله تعالى عن العبد الصالح في وصيته لابنه .
فلا أحق من أن تحبوا لله وتبغضوا لله ، وتوالوا لله ، وتعادوا لله ، وترى يعرض للإنسان في هذا أمور شيطانية ، وهي أن من الناس من ينتسب لهذا الدين ، وربما يلقي الشيطان : أن هذا ما هو صادق وأن له ملحوظا دنيويا ، وهذا أمر ما يطلع عليه إلا الله تعالى ، فإذا أظهر أحد الخير فاقبلوا منه ووالوه وإذا ظهر من أحد شر وإدبار فعادوه واكرهوه ، ولو أنه أحب حبيب .<o:p></o:p>

وجامع الأمر في هذا : أن الله خلقنا لعبادته ، وحده لا شريك له ، ومن رحمته بعث لنا رسولا يأمرنا بما خلقنا له ، ويبين لنا طريقته ، وأعظم ما نهانا عنه : الشرك بالله ، وأمرنا بعداوة أهله وبغضهم ، وتبيين الحق ، وتبيين الباطل ، فمن التزم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو أخوك ، ولو هو أبغض بغيض ، ومن تنكب عن الصراط المستقيم فهو عدوك ، ولو هو ولدك أو أخوك ، وهذا شيء أذكركموه مع أني بحمد الله أعلم أنكم تعلمون ما ذكرت لكم ، ومع هذا فلا عذر لكم عن التبيين الكامل ، الذي لا يبقى معه لبس ، وأن تذكروا دائما في مجالسكم ما جرى منا ومنكم ، وأن تقوموا للحق ومع الحق أكثر من قيامكم مع الباطل ، فلا أحق من ذلك ، ولا لكم عذر؛ لأن اليوم الدين والدنيا مجتمعة ، ولله الحمد في ذلك .
فتذكروا ما أنتم فيه أولا ، في أمور الدنيا ، من الخوف والأذى ، واعتداء الظلمة والفسقة عليكم ، ثم رفع الله ذلك كله بالدين ، وجعلكم السادة والقادة ، ثم أيضا ما من الله به عليكم من الدين . انظروا إلى مسألة واحدة ، فمما نحن فيه من الجهالة ، كون البدو تجري عليهم أحكام الإسلام ، مع معرفتنا أن الصحابة قاتلوا أهل الردة ، وأكثرهم متكلمون بالإسلام ،
ومنهم من أتى بأركانه .
ومع معرفتنا أن من كذب بحرف من القرآن ، كفر ولو كان عابدا ، وأن من استهزأ بالدين ، أو بشيء منه فهو كافر ، وأن من جحد حكما مجمعا عليه ، فهو كافر ، إلى غير ذلك من الأحكام المكفرات ، وهذا كله مجتمع في البدو وأزيد ، ونجري عليهم أحكام الإسلام ، اتباعا لتقليد من قبلنا بلا برهان .
فيا إخواني تأملوا وتذكروا في هذا الأصل لديكم على ما هو أكثر من ذلك ، وما أكثرت عليكم الكلام إلا لوثوقي بكم: أنكم ما تشكون في شيء فيما تحاذرون ، ونصيحتي لكم ولنفسي .<o:p></o:p>
والعمدة في هذا : أن يصير دأبكم في الليل والنهار أن تجأروا إلى الله أن يعيذكم من أنفسكم ، وسيئات أعمالكم ، وأن يهديكم إلى صراطه المستقيم ، الذي كان عليه رسله وأنبياؤه ، وعباده الصالحون ، وأن يعيذكم من مضلات الفتن ، فالحق وضح وابلولج وماذا بعد الحق إلا الضلال .
فالله الله ترى الناس اللي في جهاتكم ، تبع لكم في الخير والشر ، فإن فعلتوا ما ذكرت لكم ، ما قدر أحد من الناس يرميكم بشر ، فصرتوا كالأعلام ، هداة للحيران .
فالله سبحانه وتعالى ، هو المسئول أن يهدينا وإياكم سبل السلام . والشيخ وعياله ، وعيالنا طيبين ولله الحمد ، ويسلمون عليكم ، والسلام ، وصلى الله على محمد وأله وصحبه وسلم ،
اللهم اغفر لكاتبه ولوالديه ولذريته ، ولمن نظر فيه ، فدعا له بالمغفرة ، والمسلمين والمسلمات أجمعين انظر: (البيان والإشهار) لفوزان السابق ، ص 74- 76 . .
ثانيا - وقد ذكر الشيخ فوزان السابق ، قبل إيراده هذه الرسالة ، وذلك في رده لكشف زيغ الملحد الحاج مختار ، وهو موضوع الكتاب حجة أولئك الخصوم ، وتعلقهم بالشيخ سليمان بن عبد الوهاب ، ورده على أخيه محمد ، ذلك الرد الذي يزكيهم ، ويقوي شبهتهم ، ونحن في هذا ننفيه ، فيقول الشيخ فوزان : وأما قول المعترض : وممن تصدى للرد على محمد المذكور ومناظرته أخوه سليمان . ثم قال : وأقول : إنه لا دخل لقريب ولا بعيد في الهداية إلى الدين ، وإن أنكر سليمان على أخيه ورد عليه وناظره لم نجد ما يدل على أنه ناظر أخاه الشيخ محمدا . ، فلا يلزم من ذلك كون سليمان على الحق ، وكون أخيه محمد على الباطل ، وفي الأنبياء عبرة بنوح وإبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا فقد هدى الله سليمان إلى الحق ،
رد مع اقتباس