الوحدة الوطنية، الصنم الذي صنعناه فأكلنا / مروان الجبوري

الوحدة الوطنية، الصنم الذي صنعناه فأكلنا / مروان الجبوري

كان المشركون قبل الاسلام يصنعون الاصنام من التمر ليعبدوها ، ثم إذا جاعوا أكلوها ، فكان له في ذلك الوقت فائدتين حسب وجهة نظرهم القاصرة: روحية، وجسدية ، أما نحن أهل السنة في العراق فقد صنعنا صنم الوحدة الوطنية، فإذا به يأكلنا.
الوطن هو المكان الذي تجمعنا فيه الجغرافية، والتاريخ، والثقافة؛ لتحقيق الأهداف، والمصالح المشتركة. والتعريف هنا يراد به العراق طبعا! على الأقل هذا قاله لنا الأستاذ طعمة (مدرس التربية الرياضية) الذي كان يدرسنا مادة التربية الوطنية، وبصراحة هذه المادة لم يكن ينفع أن يدرسها إلا الأستاذ طعمة، الذي كان يشرب الخمر أمامنا خلال الدرس.
المشكلة هي أن أهل السنة في العراق ما زالوا يعملون بنظرية الأستاذ طعمة، ولم يدركوا أنه كان سكرانا عندما قال هذا التعريف !
واذا كان الأستاذ طعمة سكرانا، فما بال أهل السنة في العراق!
هناك أسئلة عن مفهوم الوطن، والوطنية، والتواطن يجب أن نجيب عليها لنرى إن كان موقفنا صحيحا تجاه الوطنية، أم غير صحيح:
هل تجمعنا بالشيعة جغرافية، أو تاريخ، أو ثقافة؟
وهل نسعى لتحقيق أهداف ومصالح مشتركة؟
إن الجغرافية التي يؤمن بها الشيعة هي ما تأمرهم بها عقيدتهم، فإيران أحب إلى قلوبهم، وأقرب من الأنبار، والموصل، وصلاح الدين، وديالى ، أما تاريخ الشيعة فهو: تكفير، وتحقير فاتح العراق، وناشر الإسلام فيه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وثقافة الشيعة هي:
القتل، والكره، واللطم، والحزن، والتخريب، والتعطيل.
أما الأهداف والمصالح فباتت معروفة لكل عاقل: تحويل العراق إلى بلد شيعي، وذلك بقتل أهل السنة، وتهميشهم، وتدمير مناطقهم، فالشيعي لا يعترف بالسني بصفته مواطنا في العراق إلا بحالتين: إما أن يكون جثة تحت التراب، أو خادما خانعا للشيعة ودينهم.
بل ان الشيعي يرى في السني، الذي يقول أنا سني: مجرما، وهابيا، أمويا، عرعوريا، تكفيريا، بعثيا، صداميا، أفغانيا ...الخ ، يجب ان يقتل.
هكذا أصبحنا أذلة عندما تركنا عقيدتنا، ولم نتخذها دليلا لتشكيل وعينا، ونورا لنميز طريقنا، فأصبح البعض يستحي أن يقول أنا سني، في الوقت الذي تغلق فيه شوارع العراق 150 يوما في السنة من الشيعة من أجل إقامة طقوسهم الدينية.
وبعد كل ما عانيناه من ثقافة الوطنية التافهة، جاء البعض ليتحرك بهذه الثقافة لينصر "العراق" تحت شعار "عراقنا واحد"، ليضعف موقفنا، ويفرق وحدتنا، ويسلخنا عن عمقنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن مفهوم الوطنية الذي سُوِّق لنا ، والذي استخدمه الشيعة للقضاء علينا، هو خيار الحمقى والبلداء، الذين عجزوا عن تقديم حلول وأفكار لإنقاذ أهل السنة في العراق، ولم يجدوا إلا هذا الصنم ليتمسحوا فيه، يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي: "عندما تبزغ الفكرة يسقطُ الصّنم، وعندما تموت الفكرة يبرزُ الصّنم" ، فأقول لأهل السنة في العراق كسروا الصنم، واهجروا سدنته.
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى،
ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق.
|