عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-03-23, 03:27 PM
الصورة الرمزية أبو جاسم
أبو جاسم أبو جاسم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-25
المشاركات: 34
أبو جاسم
افتراضي رسالة لكل حاكم ،،،



مهما طال ليل الظلم لابد أن يسطع نور العدل المبين , وهذا ماتحقق على بعض الأراضي العربية ,وبأنتظار أن تنظم باقي الشعوب العربية وتخرج على "فراعنة" هذا العصر، فهاهي الشعوب الثائرة التي تجرعت على مدى السنين الماضية الظلم والذل والهوان قد وصل الأمر بها إلى الانفجار في المظاهرات الشعبية التي خرجت تطالب بحقوقها وحريتها المشروعة,خرجت كي تطالب بدينها وبنصرة أخوانهم ، وماكان أحد يتصور أن هذه الأنظمة الطاغية التي ظلت تحكم شعوبها بالاستبداد والقهر والظلم والعدوان تسقط بهذه السرعة كما رأينا في تونس ومصر وليبيا واليمن وقريباً في سوريا والسعودية والأردن ودول الخليج بأذن الله ، وبذلك أيقن المتربصون من الغرب الكافر وأذنابهم المتخاذلون من علماء السلطان أن الشعوب إذا أرادت العدل والعزة والكرامة فلا شيء يقف أمامها ، لذا تسابق هؤلاء المتربصون وأذنابهم كعادتهم في محاولة "التزلف" لهذه الشعوب الثائرة بصورة جديدة وبأي طريقة تحقق مصالحهم.
والمتابع للأحداث على بعض الأراضي العربية يستبشر بتتابع سقوط الأنظمة الظالمة الطاغوتية "الفرعونية" التي لم تعتبر بغيرها , وهذه النهاية الطبيعية لكل ظالم مهما تجبر وعلا في الأرض ، لأن الله جل في علاه حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده , ولنا عبرة وعظة في نهاية الظالمين من الأمم والشعوب السابقة الذين أهلكهم الله جل في علاه بقوته وجبروته وعظمته , كيف لا وقد قال جل في علاه :


((فكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) ,


وهكذا تكون نهاية الظلمة والطغاة وأعوانهم والراكنين إليهم على مر الأزمان والدهور , وقد قال الإمام الحسن البصري رحمه الله ‏ :


(خصلتان من العبد إذا صلحتا صلح ما سواهما : الركون إلى الظلمة , والطغيان في النعمة)


كيف لا وقد قال الله جل في علاه :


(( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)) ,


وقال جل في علاه :


((ولا تظغوا فيه فيحل عليكم غضبي)).


ومن تأمل نهاية الظالمين وما جرى عليهم من العذاب والهلاك قديماً وحديثاً يتعجب من هؤلاء الظلمة الطغاة الذين لايهدأ لهم بال حتى يروا دماء الأبرياء من المؤمنين تنـزف على أيدي زبانيتهم المجرمين


((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) ,


ومع كل هذا الظلم والطغيان نجدهم قد أطلقوا لأنفسهم ولأعوانهم العنان , ووقعوا في مستنقعات الشهوات والشبهات ,وتجاوزوا الحدود وانتهكوا المحرمات, وجاهروا بالمعاصي والمنكرات , وداهن علماء السلطان في شرعنة أفعال هؤلاء الطواغيت وما فعلوا ذلك إظهاراً للحق وإنما جرياً وراء حطام هذه الدنيا الفانية ، أين هم من قول سفيان الثوري رحمه الله تعالى عندما سأله رجل فقال :


(إني أخيط ثياب السلطان . هل أنا من أعوان الظلمة ؟؟ فقال سفيان :
بل أنت من الظلمة أنفسهم ، ولكن أعوان الظلمة من يبيع لك الإبرة والخيوط).


والذين يظلمون الناس بغير حق , ويعذبون العباد , ويظنون أن الملك والسلطة التي في أيديهم والمال الذي في خزائنهم والقوة التي في أجسادهم هي حصون تمنعهم من الله جل في علاه، ألا فليعلموا أن بطش الله شديد , وليتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :


((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ : وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)) ,


ولما حُبس جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي هو وأبوه , قال لأبيه :


(ياأبت , بعد الأمر والنهي أصارنا الدهر القيود ، ولبس الصوف , والحبس. فقال: يا بني دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها).


وأختم بقصة جميلة حدثت للخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله حين سأله رجاء بن حيوة رحمه الله عن حال رعيته مع العمال فقال :


(رأيت الظالم مقهوراً , والمظلوم منصوراً, والفقير مبروراً , فقال: الحمد الله الذي وهب لي من العدل ما تطمئن إليه قلوب رعيتي).
__________________
ولـدتـك أمـك يـابـن أدم بـاكـيـآ
والـنـاس حـولـك يـضـحـكـون سـرورآ
فـاجـتـهـد لـنـفـسـك أن تـكـون إذا بـكـوا
.فـي يـوم مـوتـك ضـاحـكـآ مـسـرورآ
.
رد مع اقتباس