[حسين شوشة]

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن اليهود والنصارى يتعجبون من المسلمين , كيف أن الواحد منهم لا يخاف الموت
وهم لايدرون السر فى ذلك , إن السر فى ذلك هو الإيمان بأن هناك حياة أخرى هى الحياة الحقيقية
يقول الله فى هذه الحياة (وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون )فهى أى الآخرة هى قمة الحياة
أما غير المسلمين فلا يؤمنون بذلك , ولذلك فهم يحرصون على الحياة يقول الله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة 0ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون )

وهذا الإيمان ينفع المسلم عند لقاء العدو , وعند الدفاع عن قضية تتعلق بالدين ,
فأنت تجد المسلم لا يخاف لقاء العدو
لأنه يؤمن باحدى الحالتين إما النصر وإما الشهادة , يقول الله تعالى ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ( 52 ) قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين ( 53 ) وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون ( 54 ) ) التوبة
يقول بن كثير رحمه الله

يقول تعالى : ( قل ) لهم يا محمد : ( هل تربصون بنا ) ؟ أي : تنتظرون بنا (إلا إحدى الحسنيين ) شهادة أو ظفر بكم . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وغيرهم . (ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ) أي : ننتظر بكم هذا أو هذا ، إما أن يصيبكم الله بقارعة من عنده أو بأيدينا ، بسبي أو بقتل ، ( فتربصوا إنا معكم متربصون )
فهنيئا لكل مسلم يدافع عن دينه , أو يدافع عن قضية تتعلق بدينه, فهو فائز فائز , إن قتل فاز بجنة الخلد مع النبيين والشهداء والصالحين , وإن انتصر فاز بالنصر
هذا والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم