عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-08-23, 07:33 PM
امير عبد القادر امير عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-05-29
المشاركات: 50
امير عبد القادر
افتراضي الايمان باليوم الاخر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الجنات لعباده المؤمنين وجعلها سكنا لهم ووسهل لهم الطاعات وادوها على اكمل وجه وزادوا عليها بالســنن وادها بالحمد والشكر وسهلها لهم وجازاهم باحسن ما عمـلوا خلقها لهم قبل أن يخلقهم وأودعها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والصلاة والسـلام على من وصـفها لهم حتى ابصروها بعين البصيرة وبشرهم بما أعد لهم ربهم فيها بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حـولا. وعلـى الـه وصحـبه اجـمعيـن
ثم اما بعد
ان من تمام الايمان ان تؤمن باليوم الاخره . عن أبي هريرةَ رضيَ الله عنه «أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يوماً بارِزاً للناس، إذ أتاهُ رجلٌ يَمشي فقال: يا رسولَ الله، ما الإِيمان؟ قال: الإِيمان أن تؤمن بالَّلهِ، ومَلائكتِهِ، ورُسُلِهِ، ولقائه، وتؤمن بالبَعثِ الآخر..اخرجه مسلم
ومن الايمان ان تؤمن بالله واليوم الاخره نعم ان الانسان منا يؤمن بذلك لكن ان حقيقه ايماننا مؤرثه من الاجداد فانه فترة بمرور الذمن حتى الفرد منا يمر بايات الاخره وهول يوم القيامة قال تعالى {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2
يمر بها كانه لا تعنيه وهو مطمئن من عذاب الاخره كانه ناجى من هول ذلك اليوم فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ{33} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ{34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ{35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ{36} لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ{37} عبس
لا حول له ولا قوه ان من ايماننا بالله انه امر بالعبادات فادينها وامرنا ان نتدبر القران واصبحنا نقراه قراة الجرايد من غير تدبر وانه ذكر لنا الايات التى تدول على هول يوم القيامة وانه اوصفه لنا بل انزل سورة وسماها بالقيامة والقارعه والغاشيه
وردت كلمه الاخره واليوم الاخر فى كثير من الايات ما يقارب المئة واربعون اية كلها تتحدث عن ذلك اليوم وان اغلب هذه الايات تاتى بعد الايمان بالله وكما ان الايات فصلت اليوم الاخر بانها ذكرت الموت والبعث والحساب والصراط والجنة والنار وقد سمى اليوم الاخر لتاخره عن الدنيا وانفراده بيوم الحساب وهو يوم لا يوم بعده ولا قبله وهو يوم استقرار اهل الجنة فى الجنة واهل النار فى النار المراد به يوم القيامة قال تعالى سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ{1} لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ{2} مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ{3} تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ{4} المعارج
أي مقدار الحُكْم فيه لو تولاه مخلوق خمسون ألف سنة، قاله عكرمة أيضا والكلبي ومحمد بن كعب. يقول سبحانه وتعالى وأنا أفرغ منه في ساعة. عن أبي سعيد الخُدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة». فقلت: ما أطول هذاٰ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنه ليخفف عن المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاة المكتوبة يصلّيها في الدنيا».
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم «يحاسبكم الله تعالى بمقدار ما بين الصلاتين ولذلك سَمّى نفسه سريع الحساب وأسرع الحاسبين».
وان الايمان باليوم الاخر له ثلاثة شعب الاولة الايمان بالبعث وهو احياء اهل القبور من قبورهم وهو يكون عند النفخة الثانيه قال تعالى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ) يس51
قال الله تعالى : (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنـَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) الأنبياء : 104
.واما الشعبة الثانيه هى يوم الحساب قال تعالى إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ{25} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ{ 26 الغاشيه
وهو يوم الجزاء على الاعمال ومن عمل خيرا ادخله الجنة قال تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة82
من عمل غير ذلك فى جنهم خالدون قال تعالى {وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النمل90
وان الحساب ثابت والجزاء من العمل لان الله ارسل الرسل وانزل الكتب وامراء باتباع الرسل وهل نحن التزمنا بذلك ؟ قال تعالى {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115
وتعالى الله ان يكون فعله عبث اذن فلا بد من حساب وعقاب قال تعالى فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ{6} فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ{7} وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{8}الاعراف

واما الشعبة الثالثه وهو التى يدور حولها الموضوع هى الايمان بالجنة والنار
وناخذ مثال فى الدنيا
نحن نسعى فى الدنيا لجمع المال لكى نشيد البنيان ونعمره بحيثو يكون مريح وان نتزوج المراة الجميله وهذا ما يسعى اليه كل رجل .
فانه يكد ليحقق مراده لانه يؤمن بان المال هو الذى سوف يحقق ذلك
واما الدرا الاخره نحن نؤمن بها ولكن لا نسعى اليها بلهف ولا بجهد نعم انها امر مسلم به ولكن ما اعددنا لها ؟ انا ايماننا بها ايمان فطره ونحن وجدنا ابانا يقول ذلك هنالك جنه ونار ونحن امانا ان هنالك جنة ونار هل شمران عن سواعد الجد لعمل لذلك اليوم ؟ فان ايماننا باليوم الاخره فيه ضعف ان من عقيدة السلف ان الايمان يزيد وينقص
ان نقص الايمان لا بارتكاب المعاصى ولكن بالبعد عن الذكر وماجالسة العلماء وعدم التفكر والتدبر فى ايات الله عز وجل وهذا هو نقص ايماننا بالدار الاخره
نجد ان الصحابة والتابعين كانوا يخافون من اليوم الاخر ومن يوم الحساب واذكر انه ورد ان صبى كان يجلس بجوار امه وهى توقد فى النار وكانت تضع العيدان الصغيرة قبل الكبيرة لتوقد النار بكاء ذلك الصبى بكاء شديد فسالته عن الذى يبكه فقال رايتك تضعين الصغار من العود وتذكرتو نار الاخره وقوله {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }البقرة24 وانى اخشى ان توقد بنا نحن الصغار قبل الكبار
كان الصحابى يبكى حتى ان اثر الدموع تكون على خده من كثرة البكاء كان عمر رضى الله عنه يقولى ياليتنى كنت شجرة فتعض
وكان يقول ياويلك يا عمر
كان عثمان رضى الله عنه يقراء الاية التى بها العذاب فيبكى حتى يمرض فيزوره الصحابة لمرضه هذا هو كمال الايمان باليوم الاخره
واين نحن من اؤلائك ؟
ونجد ان ايمان الصاحبة باليوم الاخرة والخوف من عقاب الله عز وجل جعلهم يرغبون فى فعل الطاعات راجين الثواب من الواحد القهار وتركوا المعصيات خوفا من العقاب وكان الجزاء انهم بشروا بالجنة وهم على وجه الارض يمشون
كيف نحقق الايمان باليوم الاخر ؟
ان تحقيق الايمان باليوم الاخر وجب عليك ان تعلم ان هذه الدنيا فانيه وانها قصيره عنْ ابنِ عُمرَ قَالَ ،: «أَخَذَ رَسُولُ الله بِبَعْضِ جَسَدِي فقَالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ القُبُورِ» » .
عن عَبْدِ الله ، قَالَ: نَامَ رَسُولُ الله على حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ الله لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً، فَقَالَ: «مَالِي وَلِلدُّنْيَا، ما أَنَا في الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» .هذه هى الدنيا
قال تعالى {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64
والمراد بانها هى الحياة الحقيقه لو كانوا يعلمون
واننا تعلقنا بالرجاء وتركنا العمل لوصول الى الدار الاخرة واقصد جنات الله فان الرجاء فى رحمة الله عز وجل لا بدا من ان تترجم بالعمل حتى تنالها قال تعالى {إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }. {مُّشْفِقُونَ} خائفون وجِلون مما خوّفهم الله تعالى وروى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدّقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات». وقال الحسن: لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها. والوجَل نحو الإشفاق والخوف؛ فالتقِيّ والتائب خوْفه أمر العاقبة وما يطلع عليه بعد الموت
اذا ان الرجاء فى رحمة الله مربوط بالعمل وليس العمل السهل بالعمل الصعب والمكابدا حتى تصل الى الجنات ونجد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصف لنا الدار الاخره من لحظت الموت الى دخول اهل الجنة الجنه واهل النار النار وناخذ على سبيل المثال حديث ورد فى المسند عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تدنوا الشمس يوم القيامة على قدر ميل، ويزاد في حرِّها كذا وكذا، يغلي منها الهوام كما يغلي القدور، يعرقون فيها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق ».
تخيل معى ان الشمس فوق راسك وانك تسبح فى العرق وان هذا العرق التى انت فيه هو خطاياك فى الدنيا كم كذبيت كم خنت كم ارتكبت من المعاصى ان الامر اشد ورد ان فى حديث مرفوع عن عائشه رضى الله عنها انها قالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال تحشرون يوم الفيامة حفاة عراه غرلا فقلت يارسول الله الرجال مع النساء ؟ فقال يا عائشه الامر اشد من ذلك ) وان الناظر الى يوم القيامة والمتدبر لايات الله واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يراى ان الامر اشد قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2
كيف ينعم بالعيش من عرف ذلك ؟ عَنْ (أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا
(.نسال الله عز وجل ان ينجنا من عذاب القبر وان يخفف علينا هول ذلك اليوم انه القادر على ذلك ولحديث بقيه
رد مع اقتباس