ما أعلمه من تفسير الآية الأخيرة في سورة البقرة أن العفو هو الصفح فيما يتعلق بين العبد وربه، وقد تأكدت للتو من ذلك، فقد قال ابن كثير رحمه الله ((وَقَوْلُهُ وَاعْفُ عَنَّا أَيْ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مِمَّا تَعْلَمُهُ مِنْ تَقْصِيرِنَا وَزَلَلِنَا وَاغْفِرْ لَنا أَيْ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ عِبَادِكَ فَلَا تُظْهِرُهُمْ عَلَى مُسَاوِينَا وَأَعْمَالِنَا الْقَبِيحَةِ))
حاولت أن أصل إلى الفرق بين العفو والصفح لكني لم أصل إلى نتيجة مؤكدة، وكل ما فهمته أن العفو قد يكون عن استحقاق للعقوبة وقد لا يكون، أما الصفح فما ذكر إلا في موضع الاستحقاق.
لعل الجمع بين ما وجدته في التفسير وما وجدته في قواميس اللغة أن طلب العفو في الآية من سورة البقرة إنما جاء على تخصيص الاستحقاق للعقوبة، فالسياق يذكر ذلك، كما أن ذكر المغفرة مقترنة بذكر العفو قد يخصص المعنى في كونه على الاستحقاق.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
|