اخي ابوجهاد الانصارى
انا قبل كده اتكلمت معاكوا في موضوع العبادات ونزلت ليكوا البحث اللى قريته عنها
وكان فيه ان العبادات نوعين : عبادات مقيدة وعبادات مطلقة
يبقا ليه نوقفها ؟ اذا كان هيا كلها مش توقيفية
وإليك البحث اهو اللي كنت منزله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني انا لست صوفيا ولا سلفيا ولا اخوانيا لكننى مسلم يوحد الله ويشهد ان سيدنا محمد رسول الله ولكن لي صديق صوفي وسألته ف عدة مسائل فوجدته يجيبنى اجابة رائعة وافية يعنى ع سبيل المثال قلت له انك تفعل اشياء لا يفعلها النبي وانها لم ترد عن النبي صلي الله عليه وسلم وايضا انت تفعل اشياء ليست من الدين؟
فقال لي ياصديقي : سأوضح لك
وأعطانى بحث كى أقرأه وسأنقله لكم بحذافيره كى ترسوا بي على بر ياسادة فبحثه عندما قرأته أبهرني جدا
﴿بســـم الله الرحمــن الرحيــــم﴾
عليه توكلت وبه نستعيـــن
شاع في الفترة الأخيرة من العصر الذي نعيشه فئة من المسلمين تدعـــي العلم والإحاطة بأحكام الدين ونصوصه والوصايـــة علي المســـلمين لكى يعودوا بهم إلي أصول الدين وعصوره الأولــي .
وبالتــــــــالي هو الذي يحدد مايتفق وما لا يتفق مع شرع الله ، وخلاف ما يحدده يُعد بدعة وضلالة وأمور محدثة وهو بذلك يصل إلي غايته التــــــي يريد هو تحقيقها بقــــــــــــاعدة بسيـــــــــــطة جدا ومدخل سهل وهـــو ::
إذا قمت بعمل ما أو قلت قولا ما يقول لك : هل هذا ورد عن النبــــي صلـي الله عليه وسلم في الكتاب أو السنة الشريــــــفة؟
ويقصد بهذا الســـــــؤال أن تكون إجابتك إما أن تأتى بآية أو حديث يـنص علي العمل أو القول الذي صـــــدر عنك نصًا كاملا حرفيًّا مـــــن جميـــــع
النــــــــــــــــــــواحــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــى .
وبالتالي إذا لم يوجد فأنت عنده مبتدع أو مقلد بدعة أو مبتـــــدعين عـلي حساب الدين كتابا وسنة فهو رد ، وهكذا يدخل لكل فئات المســــــــــــلمين من هذا المدخل الساذج ، الذي ظاهـــره الورع والتقوى والإلتزام والإتباع المثالي للدين وبالتالى يصبح هو المثل الأعلي للمســـــــــــلم الملتزم بدينه والمدافع عنه ضد أى انحراف أو تغيير أو تبديل.
وهذا المدخل الذي يعتبره معيار الإلتزام من الابتداع ينطوى علي مفهـــوم يجب توضيحه ، لكى يكون واضحا عند جميع المسلمـــــــين سواء المحتج بهذا المدخل أو المخاطب به من سائر المسلمين.
1
ﮅمفهوم هذا المدخل كالآتىﮄ
......................................
أن جميع العبادات والأحكام فى الدين كلها مقيدات فى كل نواحى العمل من نص وكيفية وهيـئة ليس فيها قواعد كلية أو مطلقات وهذا كله غير المباح فالسؤال الآن : هل الدين الصحيح عند الله ورســــــــوله كما يريد هؤلاء أن يحملــــوا المسلمـــــــــــــــــــــين عليه أم لا ؟
بالطبــــــــــــــــع الإجابة لا ...وألف ألف ألف لا .
ﮅلمــــــــــــــــــــــــــاذا لا ؟!ﮄ
.............................................
بالطبــــع لأن الدين فيه : المقيد الكلى والجزئى ، والمطلق الكلى والجزئى الذى سنبينه فيما بعد وعلى هذا ، فهذا المدخل عندهم باطل من أساسه ولا عبرة به ولا مجـــال له فى الدين الصحيح إلا فى مجال معين وهو العبادات المقيدة خــــــلاف ذلك فهو فتنة وضلالة وبدعة منهم ومحدثة فيكون حاله بمن رَمى غيره بما هو فيه من نقــــائض وجهل والمَــــرمىّ برئ من ذلك.
فعــــــــلى هذا كله ما أشارت إليه هذه الفئة بعد تطبيق مدخلها من أنه بدع وضلالات هو فى الحقيقة هو صحيح الدين من عبـــــادات صحيحة مقبولة من الله ومشروعة كتـــــابا وسنــــة رغم أنف تلك الفئة مالم ترجع إلى الله وتـــــقلع عما هى فيه وتعلم وتبين ، وإلا فعليها وِزرها ، ووِزر من انخدع بهم وعمــــــل بمدخلهم ، ووِزر من أساءوا إليهم من فئــــات المسلمــــين وطــــوائفهم الذين لم ينخدعوا بهم وتحملــــوا تضليلــــهم وتكفيـرهم وهم
يحــــاربون الله ورســــوله ويصــــدون عن دينــــه الصحيــــــــــــــــــــح.
2
والسؤال الآن : ماهو المدخل الصحيح لتحديد ماهو من الديــن أومــــــــــــــــــــــــن غيــــــــــــــــــره ؟
ﰢ يكــــــــــــون كالآتــــــــىﰢ
..................................
السؤال فى حــالة المقــــيد : بهل ورد أم لم يرد مثل الصلاة والصوم ؟
والسؤال عن العبــــادات المطلقـــــــة : بهل أذن الشارع مطلقا أم لا ؟
ولا يصـــــــــح أن يُسأل بأحد السؤالين فى غير مجاله وإلا اختلطت الأمور وضاعت الحقائق ، ونشأت الفتن ، بمعنى لا يُسأل عن المطلق بهل ورد أم لـــــــــــــــــــــــــــــــــم يـــــــــــــــــــــــــــــــرد ؟
فقط الســــــــؤال عن الإذن من الشــــارع من جنــــس هذا المطلــــــــــــق
ولا يُسأل عن المقيد بهل أذن الشــــــــارع أم لا ؟
بل لابد من الســــــؤال بهل ورد أم لم يـــــــــرد فى كل تفصيلة من تفاصيل هــــــــــــــــــــذا المــــقــــيــــــــــــــــــــــــــــــــد.
وهذا البيان واجب ونصح عام لسائر المسلمين بكل طوائفهم وفئـاتهم حتى لا يقع بينهم اقتتال وخصام وجفاء من جراء تضليل الشياطين لبنى الإسلام
وليــــس موجها من فئة إلى فئة بعينـها ، ولكن للاجتماع على كلمة سواء بين المسلمين جميعا ، وتوحيدهم قلبا وقالبا خلف الدين الصحيح كما يحبه الله ورسوله ، بتصحيح المداخل والمفاهيـــــــم العامة التى تكون كالمبادئ الحاكمة بين فئـات وطـــــوائف المسلمــــين ، والتى لا يُعد التباين والتنوع من خلالها فرقة أو اختلاف أو خروجًا عن الدين بل هو تنــــوع مشـــروع ومقصــــــــــــــــــــود بإذن الشــــــــــــــــــــارع.
بل إن المقيد الكلى فى الدين هو أقل القليل ، والبــــــــاقى وهو الأكثـــــــــر وهو المطلق الكلى والجزئى الذى ليــــــــس له من دليل إلا إذن الشـــــارع فــــــــى مطلقــــه أو بعــــض التقيـــــــــــــــدات.
فعلــــى هذا لا يصح المدخل المزعوم المشار إليه فى السابق إلا فى هــــذا الجزء القليل فقط ، وهو المقيد الكلى وهـو مذكور بحذافيره فى كتب الفقه "رضى الله عن علمائنا" الذين قاموا بتقييده فى كتبهم كما صـــــح عندهم
3
من الكتاب والسُّنة "جزاهم الله عنا خير الجزاء" ، أما ما عدا ذلك فـــهو المطلق جزئيًا أو كليًا ، وهو خــــــارج المدخل المزعوم (بـــوَرد أم لا ؟) الخــــــــــــــــاص بالمقيــــــــــــــــــــــــــــــــدات.
فعلــــى الجميـــــع التوبــــة والإنابــــة والرجــــوع إلى الله فى اتبـــــــــاع
المــــداخل والمفــــاهيم الصحيحــــة للديــــن وعــــدم الانقيــــاد للهـــوى والانـــخداع بزخارف الأقوال التى تـــــــؤدى بصاحبها إلى غضب الله وهو يظــــــــــــن أنــــــــــــه يحســــــــن صنــــــــــعًا.
الآتى بعد توضيــــح وبيـان ماسبق بيانه من عبادات مقيدة ومطلقة لتبين صحة المداخل الصحيحة من المداخل الباطلــــــة.
ﰢ من معايير التقييد والإطلاق تتعلق بـ ﰢ
.................................................. ........
الزمان ، المكان ، الصيــغة ، العدد ، الترتيب ، الهيئة ، الكيــفية ، الأداء ، سرًا أوجهرًا ، فردًا أو جماعة ، فرضًا أو تطوعًا.
والتقيُّد قد يكون جزئيا أو كليا ، الإطلا ق قد يكون جزئيًا أو كليًا كذلك مــن المعايير السابق ذكرها مثال ذلك العبادات المقيدة :التى هى قواعد الإسلام وبُنى عليها فهى الصَّلاة والزَّكاة والصَّوم والحجّ.
والعبادات المطلقة : مثل الذِّكر بأنواعه ، والصـــلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ، ومجالس العلم ، ومجالس القرآن ، وأساليب الدعوة للإسلام.
التقييد والإطلاق من الشــــارع نفسه لا دخل لأحد فيه إلا اتباع الشــــــارع والامتثــــال والإذن لــــــه بلا قيــــد ولا شــــرط .
4
أولا : مثال للعبادات المقيدة
.............................................
الصـــلاة مثلا قُيِّدت بأمر المُشَـــــــرِّع صلـــى الله عليـــــه وسـلم بقوله : "صلوا كما رأيتمونى أصلِّى "، فعمـــل المسلمـــــون على تقييد كـــــل شاردة وواردة تتعلق بالصـــــلاة وأحكامـــــها ، وكذا ما يتعلق بها مــــــن الوضــــوء وأحكامــــه وكل ذلك مُبيَّن فى كتــــــب الفقه كفـــــــــرائــــض.
فبينت كتب الفقه عن المشرع صلى الله عليه وسلم مواقيت الصــــــــــــلاة ( أى الـــزمان ، وعدد ركعات كل صــــلاة ، وهيئـات كل ركعة وما يفسدها
وما يصلحها ، وأذكار الصلاة فى القيام والركــــوع والســــجود وغيــــره
وتَسلسل إلــــى أدق التفاصيــــل وكــــــــذا الوضــــــــوء وأحكامــــــــــــه.
ويُقال فى الصيــام كما يقال فى الصلاة من بيان أحكامه إلى أدق التفاصيل وكــــذا فى الزكــــاة تم تحديد الأنصبــــة ونسبة الزكـــــاة فيها ومواعيدها ومصــارفها ، وكذا فى الحــــج من بيان (المـــواقيت المكانية ، والزمانية وأركانه ، وترتيب أفعاله وما فيها من أعداد وأزمنة إلى أدق التفاصيـــل).
وكذلك كما قيل فى العبادات يقال فى المعاملات والحدود وكتب الفقه مبنية فى الأساس على بيان تلك العبادات المقيدة وأحكامها "جزى الله القائميـن عليها خدمةً للإسلام والمسلمين والتى كان يتعذر على المسلم العـــادى أن يُلم بأطرافها لولا جهد هؤلاء العلماء المخلصين.
وهذه العبــــادات المقيــــدة لا محيص للمسلــم عنها فإن فعلها أُجِر وإن لم يفعلها يأثـم ولا بديــــل عنها بأى نوع من العبادات المطلقة ، ومُقدَّمة على كل العبــــادات المطلقـــة ، ولا تصح العبادات المطلقة إلا بعد أداء العبادات المقيدة المفروضة وإلا كان ذلك جهـــل بالديـــن.
وهى أقل القليل فى الديــن ومبنية على اليسر وليس العسر ، أوالتحريــــج على المسلم فى أحكامها ، ودليل على أن الإطلاق فى الدين هــو من اليسر على المسلم فى دينه لا يحرج على المسلم فيه إلا فتَّان للمســــلم فى دينـه.
5
وهذه العبــــادات المفــروضة المقيدة لها عبادات تطوعية أو نوافل من جنسها ، حدّّدها الشــــارع اجتهــــادا للمسلــــم فى طلب مرضــــــــــاة الله وزيــــــادة فــــى الأجــــر فــــى الآخــــــــــــــرة.
وهى متروكة للمسلم إن فعلها أُجِر، وإن لم يفعلها لم يأثــــم وهــــــذا أول الإطــلاق فى العبادات ، حيث أن المسلم مُخيَّر فــــى أدائها " فالتخيير أول الإطلاق" ، وهذه العبادات التى هى ظل الفروض منها ماهو مقيــــد نسبيا
ومنها ماهو مطلق : مثل صـــلاة سنن الفرائض مقيدة بالفرائض وإن كنت مخير فيها ، وفى نفس الوقت هناك صلوات غير مقيدة بشــىء فى الزمان
والمكان والعدد وإن كنت مقيــــــــد بهيئتهــــا وأحكامها فقط ، فالصــــلاة
مثل: صلاة التطوع عموما ليلا أو نهارا وهذا غيــــر صلــــوات الأحــــوال والمناسبــــات مثل : صلاة الإستخــــارة والعيديــــن والإستسقــاء والقيام.
فهكذا التقيد الصارم فى الفرض صار يطلق رويدا رويدا حتى صـــــرنا إلى صلاة التطوع المطلقة ، فأصل الصلاة التطوعية المطلقة هـــو إذن وإباحة الشارع لها للمسلم ليؤديها كما يحلــــو له مع مراعاة الآداب الإسلاميــــة العامة فى أحكام الصلاة وغيرها مثل : كراهــــة الصــــلاة بعد العصــــــــر وبــــعد الفجــــر وحتــــى شــــروق الشمـــــــس.
فالمشروعيــــة فيها إذن وإباحــــة الشارع فلا يصــــح لمسلم أن يقــــول للآخر : هذا لم يفعله النبى صلى الله عليه وسلم أو ائتنى بحـديث تذكر فيه أن النبى عليه الصلاة والسلام صلَّى هذه الصلاة أو هذه الصلاة بــــدعة لم تــــرد عن النبــــى صلــــى الله عليــــه وسلـــــم.
فجميعها أسئلة باطلة ظاهرها الورع والتقوى والاتباع وباطنـها الجهل ولا عبرة بهذه الأسئلة الباطلة والتقــــوى الفارغــــة والاتباع المــــزعوم لأن الديـن نأخذه عن المشــــرع صلى الله عليه وسلم ، وليــــس عن جهــــلاء وأغبيــــاء لا يلتفت إليهــــم ولا عبــــــرة بهــــم.
ومثل ذلك يُقال فى الصوم ، فهناك صيام تطوعى اختيارى من جنـس صوم فريضة شهر رمضــــان ، فمن فعله أُجِر ومن لم يفعله لم يأثم مثل : صيام الثلاثة أيام البيض من كل شهر عربى والإثنين والخميس من كل أسبــــوع وصيــــام عاشــــوراء ويــــوم النصــــف من شعبــــان وأيام ذى الحجـــة.
6
وهناك صيام يوم وإفطار يوم ، والستة من شــــوال وهناك الصيام المطلق فى أى يــــوم تصوم إلا أن تصــــوم الدهـــر كله.
فلا يصـــح أن يُسأل أحد لماذا تصوم مادام هذا اليوم لا يصطـــدم بالأيـــام المكروه فيها الصيام أو المحرمة؟! ، فلا يصح لمسلم أن يقول لآخر هذا لم يفعله النبــى صلـــى الله عليه وسلم ، أو ائتنى بحديث تذكر فيه أن النبـــى صلي الله عليه وسلم صام ذلك اليوم وخصصه بالصيام ، أو هذه بدعة لــم ترد عن النبى فكلها أسئلة باطلة ظاهرها الورع والتقوى والاتباع وباطنها الجهل ولا عبرة بهذه الأسئلة الباطلة والتقوى الفارغة والاتباع المزعــوم
لأن الدين نأخذه عن المشـــرع صلى الله عليه وسلم وليـــس عن جهـــلاء وأغبياء لا يلتفت إليهم ولا عبرة بهم ، ومثل ذلك يُقال فى الزكـــاة والحج.
تتدرج العبــــادات من التقييد اللازم الجازم إلى التطوع المطلـــق الذى فيه المسلم أمير نفسه بإذن الشارع وإباحته اجتهادا لمرضاة الله وزيادة الأجر عند الله فى الآخرة ، ولا تحـريج لأحد من المسلمين علي إمارة المسلم من نفسه على نفسه سواه بأمــــر الشـــارع نفسه الذى أعطاه هذا الحـــق ولا يسلبه منه احد أيا كان فى أى زمان أو مكان ، مهما كـــــان شأنه وإلا كان ذلك التدخل ناشئا عن جهل أو تسلط شيطانـــــىّ وليس دينى شرعى مادام المسلـــــم يمـــارس هــــذا الحـــق وفقًا للشـــرع فى عمـــومـــه وآدابـــه.
فمن حاول تحت دعوى الاتبـــاع المزعـــوم والتقــوى الفارغة والإخلاص الكاذب أن يتدخل لسلـــب هذا الحـــق أو إخراجـــه من مضمونه بأىّ أقوال مزخــــرفة للتغرير بالمسلمين وتضليلهم عن حقائق الدين الصحيح كمـــا يحبه الله ورسـوله ، فهو شيطان إنس ، عدوّ لله ورسوله ، ويصُـــد عـــن دينه الصحيـــح وعليه إثمـــه وإثـــم من اتبعه ، وهو داعٍ إلى ضـــــــــلالة وليـــــــــس إلــــــــى هــــــدى كمـــــــا يـــزعم.
وهذا الحق لا يُرد بوجود الأفضل أو المسنـــون لأن وجودهما لا يسلب هذا الحـــق بتشـــريع المشـــرِّع نفسه ، وهذا المسلك نـــوع من الالتفاف على
هذا الحـــق التعبُّدى الخالص للمسلـــم وتفريغه من مضمونـه واجْتثاثه من أصله ، ونوع من الوصاية والتسلُّط على المسلم باسم الدين والغيـرة عليه من الضيـــاع أو انتشار البدع أو هدم الديــن إلى غير ذلك من الأقوال التى ظاهرها الـــورع ، وهى تلاعب بالإسـلام والمسلميـــن وفتنة للمسلـــم عن صحيـــح دينه وعباداته ، وتدخل فيما بين العبــد وربِّه بـــلا وازع دينى أو
7
أخـلاقى حتى صـــار المسلم من كثرة هذه الأقوال المزخرفة فى عماية عن
هذا الحق الأصيل الذى أعطاه له المشـــرع وسلبه منه هــؤلاء دعاة الفتن ولا يفعل إلا ما يأمرونه به ، وليس من نفسه على نفسه حـــق فى عبـــادة خاصة له ... هو أمير نفسه فيها ، بل هــؤلاء الدعاة صـــاروا يتعقبون كل مسلم أو جمـــاعة من المسلميـــن فى كل شـــاردة وواردة لا تتفق مـــع ما يـــريـــدونه هم ، فهـــو نـــوع من الوصــاية والإمـــارة علـــى المسلــــــم
باســـــم صحيـــح الديـــن ، والديـــن منهم بـــراء كما ســـبق بيـــانه فـــي البدايـــة بـــــالمدخل البــــــاطــــــل المـــزعـــوم.
وهذا الحـــق كما يكـــون للفرد يكون للجماعة ؛ أىّ جماعة كانت أن تكون أميــــــرة نفســـها فــــــى عباداتـــها المطلقـــــة.
فالجماعة عبــارة عن مجموعة أفراد اتفقت إرادتهم على ممارسة أو أداء عبـــادة من العبـــادات المطلقة التى لهم الحــق الشرعىّ فى التعبُّد بها كما أذِن المشــــــرع صلـــــى الله عليــــــه وسلــــــم.
فلا تُسأل هذه الجماعة عـــن عبادتها أن هذا لــم يرد عن النبى صلـــى الله عليه وسلم ، وهى بدعة وضلالة ولا أصل لها وخلاف المسنون مما يوحى أنهم أصحاب تقوى واتباع وإخلاص وعلم وغيرة على الإسلام والمسلمين
ولكـــن فى الحقيقة هو جهل فاضح بأصول الدين الصحيح حيث لا علم لهم بحق الأفراد والجماعات فى أداء العبادات التطوعية المطلقة بإذن الشـارع وإباحته ، ولا وصايـــة عليهم فى ذلك من أحد وأنهم أمـــراء أنفسهم على أنفسهـــم دون وصايـــة أو تدخـــل مـــن أحــد فى حـــدود أحكـــام الإسلام وأدابه ، أمـــا التدخـــل من أحد المسلميـــن مـــع الآخـــر فيكون فى حالــة الإخلال أيا كان نوعه فى العبادات المقيدة أو المسنونـــة أو آداب الإســلام العامـــة أحكامـــه خـــلاف ذلك يكـــون التدخــــل إثمـــا علـــى صـــاحبـــه
وعدو لله ورســـولــه وهــــــو ضـــال ومُـضـــل.
8
ثانيـــا العبـــادات المطلقة
........................................
هـــى عبادات مطلقة كليةً فى الصيغة والعدد والهيئـة والزمـــان والمكـــان
والكيفية من أصل إجماع الكتاب والسُّنة بداية ونهاية مـن زمن الوحى إلى أن تقوم الساعة ، لم تُقيد بشئ إطلاقا والأفراد والجماعات أمــراء أنفسهم فى هذه العبادات ، ولا يصح السؤال كما سبق بيانـه فى العبادات التطوعية المطلقة بكلمة ( ورد ولم يرد ) ولا أصل له أو بدعة أو ضلالة أو خـــروج عن صحيح الدين أو هدم الدين أو خـــلاف الأولــى وإماتة السنة إلى آخره من تلك الأقوال المزخرفة التى هى مداخل شيطانية لهدم أصـــل من أصول الدين ، وهــو حق الأفراد والجماعات فى التعبد بالعبـــادات المطلقة وهـــم أمراء أنفسهم ، لا تحريج ولا تدخل ولا تضييق ولا سلب ولا وصاية علــى هذا الحق من أحد ، لأن هذا حـــق أصيل من الله ورسوله إلــى أفراد الأمة وجــــماعتهــــــا لا يعجــــــب المتسلـــطيــــــــن.
ويــشق عليهم هذا الحـــق الممنــوح من الله لعباده يســـرًا وتيسيرًا ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وطمعا فى جزيل أجره وعظيم ثوابه مثل ذكر الله تعالى ومجالس العلم ومجالس القرآن والدعوة إلى الله والصلاة على النبى صلي الله عليه وسلم والدعاء والجهاد فى سبيل الله والخطب والندوات ...... إلخ فمثلا ذكر الله تعالى أتـــى الأمر بـه كليًا مطلقًا فى الكتاب والسنة واقتـــرن بـــالإكثار منه وليس مجرد الإتيـــان به ، ومـــع ذلك جعله الله أفضل سائر العبادات المطلقة ، والمسلـــم أمير نفسه فيه بحيث أصبح من إطـــلاقه فى متناول المسلم مهما كانت أحواله وفيه من الأسرار والأنـــوار مــا يساعده على أداء المقيـــدات والمطلقـــات الدينية ويحجــزه عن سائـــر منـــاهـــى
ومحظورات الدين بــل يصله بالله مباشرة وبهذا تتم من هذا الإطلاق الكلى حجّـة الله على عباده فى طلب رضاه وجزيل ثوابه مهما كانت أوضــــاعهم الإقتصاديـة أو الإجتماعيـة أو الأدبيَّـة أو العلمية.
والذكـــر تسبيح وتحميد وتكبير وتمجيد وتهليل ودعــاء وثنـــاء وتعظيـــم وتقديس لله تعالى ، بأى صيغة تؤدى المعانى السابقة كليًّا أو جزئيًّـــا وأى عدد وأى زمان ومكـان وأى هيئة قيام وقعود .. نيام أو المزج بينهم ... أو حركة أو سكونا ... جهرا أو سرا ... فـــردا أوجماعـــة ... لا قيود إلا آداب
9
الإســـلام العامــة ، ولا تدخل من أحد فردا أو جماعـــة ضـــد آخرين تحت
أى مسمَّــــى أو مفهـــوم ، لا يُقرِّه الشـــرع الصحيـــح وليـــس بالإدعـــاء والأهـــــــــواء والإختـــــــــلا ق والإفتــــــــــراء.
فلا يصح فى أى عبادة ذكرية السؤال (بورد أم لم يرد) لأنـــه لم يقيد أصلا ومعلوم عند كل من شهد الشهادتين من أصل الإســـلام أن الذكـــر مُطلـــق ولذلك فالسؤال (بورد أم لم يرد) فوق أنه باطـــــل من أساسه فهو صـــادم لقلـــب وفكـــر ووجـــدان الذاكــر من مدى جهل وفداحـــة غبـــاء السائــل وجحوده وخـــوائه الباطنـــى ، وتدينـــه الأجـــوف مــع دعـــوى العلــــــم والإلتـــــــــزام والقــــــرب مــــــن الله تعالــــــى.
والدليـــل على تناقض هذا المنكر أنـه يمارس مجالس العلم المطلقة حسب مايـــراه أنه علـــم على أصلها الأول حتى يوم الناس هذا دون أن يـــــوجه الســــــؤال (بهــــــل ورد أم لــــــم يـــــــــرد) ، بل الاســم فقط أنه مجلس علم وأن الإذن المطلق من الشـــارع بالدعوة إليه ، ولم يحـــدد أو يقيد أى شئ فيه ، وصـــار مطلقًا فى الزمـان والمكـــان والأسلـــوب والموضـــوع
والكيفية والأداء ، أفراد وجماعات ........... إلخ ، فأصبــح المتناقض الآن يمارس هذا الحق على إطلاقه ويقيد مجالس الذكر من عند نفسه وهما فى الإذن المطلــــــق مـــــن الشــــــارع ســـــــــواء.
والدليـــل أيضا على تناقض هذا المنكر أنه يمارس مجالس القرآن المطلقة حسـب نيَّته وضميـــره على أصلها الأول حتـــى يومنا هذا دون أن يوجـــه السؤال (بورد أم لم يرد) ، بل الإســـم فقط أنـــه مجلس قـــرآن وأتى الإذن المطلق من الشـــارع للدعـــوة إلـــي هذا المجلس مطلقا ولـم يحدد أو يقيد أى شئ فيه فصار مطلقا فـــى الزمـــان والمكـــان والأسلــوب والموضوع والكيفيـــة والأداء ... أفـــرادًا أو جمــــاعــــــات.
والدليل أيضا على تناقض هذا المنكر أنه يمارس الدعـــوة إلى الله حســـب اعتقاده مطلقةً على أصلها الأول حتى يومنا هذا ، دون أن يوجه الســـؤال (بورد أم لم يرد) ، بل الإســـم فقط أنـــه دعوى إلى الله وأتى الإذن المطلق مــــــن الشـــارع بالدعـــوة إليه مطلقًـــا ولـــم يحـــدد أو يقيــــد أى شـــئ فصـــار مطلقًـــا فـى الزمـــان ، والمكـــان ، والأسلـــوب ، والموضــــوع والكـــيفيـــة والأداء ،أفــــــرادًا أو جمـــاعـــــات.
10
ويُقال مثل ذلك فى الصـــلاة على النبـــى صلـــى الله عليه وسلم والدعـــاء حيث نـــرى المنــكر يـريد أن يقيدها بســـؤاله الباطـــل (بورد أم لم يرد) ،
وهـــى عبـــادات مطلقــة أتـى الإذن المطلـــق بهـــا من الشـــارع مطلقـًا ،
ويُـــقال مثل ذلك فى الجهاد وهو مطلق فى إذنه وفى كيفيته وأدائه وزمانه ومكـــانه .............. إلخ ، حســـب طبيعـــة الزمـــان والمكـــان والبيـئـــة والمجتمع إلى آخـــره مــن الأساليـــب والأدوات.
يتضح مما سبق أن المدخل السابق الإشارة إليه فى البداية الذى تتبناه تلك الفئة فى عصرنا هذا ، والتى تدَّعى العلم والإتباع والإلتزام والدعـــوة هـو مدخل باطل شكلا وموضوعا ومردودا على صاحبه وعلى المسلم الحق أن ينتبه إلـــى هذه الفتنة ، وينصح نفسه وغيــره من هذه الفتن بـــل ويُبصِّر أصحاب هذه الفتن معذرةً إلـــى الله ورســــــوله.
ومما سبق يتضح أن الأصل فى الإسـلام هو اليسر والتيسير وأن التضييق هو فى أقل القليل ، ومـــع ذلك له رخصة تُيسِّر مـــافى التضييق مـن حرج يـــشُــــــق عــــــلــــى أصحــــــاب الأعـــــــــذار.
ومــع ذلك (فالفروض أو المقيدات) هى المفتاح والأصل إلى كل العبـــادات المطلقة كليًا أو جزئيًا ولا تصــح إلا بتلك الفـــروض ، ولا يجب الإهتمـــام بالمطلق على حساب المقيد وإلا كان انعكاسًـــا وانتكاسًـــا لأمـــور الديـــن التعبُّدية ، وهـــذا أمـــر مفهـــوم وليـــس هنـــاك حاجة للتأكيـــد ولكـــن لا مـــانع مـــن التذكيـــر ، فإنه من النصيحة وليـــس للتشكيـــك أو التخـوين أو التَّشْويــــــه أو التكفيـــر والتهجـــم ، فإنـــه مــــــن وقــــاحـــة المشكك والمشـــوه (عافـــانا الله وإيـــاكم وأعــاذنا منه).
فكما المســـــلم المتطـــــوع أمير نفسه على نفسه من نفسه ، كذلك هـــــو
(أمين الله على نفسه) ومسئـول عن هذا الحق الدينى التطوعى أمام الله تعالــــــــى ... أحســــــــن أم أســــــــــــــــــــاء .
إن الإنسان (أمين الله على نفسه) بحكم تحمُّله للأمانـــــة التى عرضت علـــــى السمـــــاوات والأرض فأبَيْـــــنَ أن يَحْمِلْنَها وحملهــــا الإنســــان.
11
وهذه الأمـــــانة فرديـــــة بحتــــة بين الله وعبده لا بينية فيها لأحد ماعـدا
الرسالـة والبـلاغ ، أما التحمل والأداء فعلى عاتـــق الإنسان نفسه ، ولهذا يخلقه الله فردًا ويـــــأتى الدنيا فردًا ويـــــرحل فردًا ويُبعث فردًا ويُــحَاسَب فـــــــــردًا عـــــلـــــى النَّقيــــــــــر والقِطْميــــــر.
يتساوى فى ذلك التابع والمتبوع على السواء ، ويــــــزيد المتبوع بمثل ما أدى إلـــــى التابعيـــــن ، دون أن يَعْفى ذلك التابعيـــــن شيئًا بحكم الأصالة والمسئـــــوليـــــة الكاملــــــــــة الفرديـــــــــــــة.
فمن عرَّض نفسه لك متبوعًا فإن كان ربانيا ذو هدى ونور فهذا حظك وإن كان غير ذلك فعليك بالحذر، لأنه بشر يجرى عليه قدر الخطأ والصواب إن لــــــــــم يكــــــــــن الضــــــــــلال والهـــــــــلاك.
فلا يَغُرَّنَّك أحوال الدنيا ومظاهرها التى قد تُقْبِل علــى أهل الغواية والضلال والإفتـــــراء والكـــــذب ودُعـــــاة الفتـــــــــــــن.
فعلى قدْر مسئوليتك عن أمانتك وحسابك عليها بصفتك الفرديـــــــــة يكون حذرك وتثبُّتك مهما كانت الزَّخارف القولية وشهادات الزور الدينية ، فهـى أخطر التغريرات والخداعات التى يترتب عليها أسوأ المصائر والنهايــــات فى الآخرة آجــــلا ، إن لم يكن فى الدنيا عاجـــلا.
ولا يقبل أن يكون متبوعًا من البشر إلا مريضًـــــا أو مجازفًــا ، بعدما علم الجميع مسئولية المتبوع ماهى إلا زيادة فى التبعات التى يتحملها فهو فـى الحقيقة ليس سَاعٍ إلا فى مصير نفسه خيرًا أو شرًا ، فلينظر هذا الإنســان فى عاقبة أمره بصفته فردًا بحتًا أما التَّابع فهو فى جميع الأحوال مسئــول مسئوليـــــة كاملة أصيلة بحكم خلقته ووجـــوده.
وهذا وإن كان ذلك فى معرض كشف مدخل باطل خادع كاذب مثير للفتــــن على مستوى المسلميــــن فيما بينهم وعلى مستوى الديـــــن نفسه وفهمه والــــــــــعـــــمـــــل بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه.
12
* مثل ما سبق بيانه *
............................
فهنــــــــــاك مداخل ومفاهيم كثيرة رائجة مازالت بين فئات من المسلمين تعبث بها كأدوات لتفريـــــق جماعة المسلمين ووئامهم الروحىّ والمعنوىّ والفكرىّ وتعكيـــــر صفو أصـــــول دينهم ووحدتـــــه الربَّانيـــــة الإلهيــة
ولكن ... ولكن ... إيَّـــــاك والإغتـــــرار بهـــــــم.
وأبسط علامات هذه المداخل هى :
• تزرع الفرقة والشقاق والخلاف بين المسلمين.
• تعكر صفو الدين.
• تصدم العقل والقلب والروح.
• مظاهر جوفاء وقسوة وجفاء.
• إلى آخر ما يمكن أن تحسه بإيمانك ولا يقع تحت حصر.
• أقوال خادعة براقة بل ومتناقضة.
فلا أدرى ما أقول إلا :
استفت قلبك وإن أفتاك النـــــاس وأفتـــوك ولا حول ولا قوة إلا بالله العـلى العظيم ، وأنت مسئـــــول ومُحاسب أمـــام الله تعالى وحدك وحججك قائمة بين يديك ، فأعِد لهذا اللقاء جوابًا ولا تضيع فرصة عمرك دون التــــــزوُّد بــــالزَّاد الصحيح المقبول ، واستعن بما سبق بيانه فى الحذر والتثبُّت وَرَدّ كل فنون الباطل الخادعة المزخرفة بمعرفة أصحابها الشياطيـــــن تغريــرًا بالمسلميـــــن وهدمًا للديـــــن ، وإن ربك لبالمرصاد ولـــــن يَـــــذر عباده لتلاعــــــــــب السفهـــــــــاء والمغروريــــــــــن.
والجديـــــر بالذكر أن هذا المدخـــــل قد يكون بصياغة أخرى هى :
يقول لك القائل : هل عمل النبى صلى الله عليه وسلم ذلك (يقصد كما سبق أن هذا الفعل صوت وصورة وحرفىّ عن النبى صلى الله عليه وسلم ) مثل كلمة (هل ورد أم لم يرد) فبالطبع ستقول لا ... فيقول لك مالم يفعله النبـى صلى الله عليه وسلم لا أفعله ، ورع وحيطة كاذبة خادعة ولا دراية له عن العبـــــادات بأنـــــواعـها المطلقـــــة والمقيَّـــــدة كمـــــا سبـــــق بيانـــــه.
موقع ####
13
|