على عادتهم أهل البدع والزيغ والضلال فإنهم يظهرون ما يشيد بدعتهم ويخفون ما يهدمها كما فعل اليهود جعلوا التوراة قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً. وصاحب المقال يزعم أن هناك فرق بين ( قَطَعَ ) بالتخفيف وبين ( قَطَّعَ ) بالتشديد. ولاشك أن بينهما فرق ولكن ليس على النحو الذى ظن أنه قد هُدى إليه بينما ضلت عنه الأمة عن بكرة أبيها حتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
فى لغة العرب التى نزل بها القرآن ، القطع هو فصل جزء من كل فصلا تاما بلا اتصال ، أما القطع بدون انفصال فيسمى تعليق. والقرآن خير شاهد على هذا المعنى ولنتأمل هاتين الآيتين :
.gif)
وفى الأرض قطع متجاورات

،
.gif)
وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة

فنجد أن الأولى تبين أن القطع بمعنى الانفصال المكانى فالجار منفصل عن جاره وإلا ما صارت قطعاً. والآية الثانية تبين أن القطع بمعنى الانفصال الزمانى ، ونؤكد جدا على الآية الثانية حيث أن إضافة
.gif)
ولا ممنوعة

لتنفى شبهة أن الانقطاع هنا بالمعنى المعنوى بل على المعنى الحقيقى وهذا خلاف منحى صاحب المقالة!!
ثم لنتأمل الآية التى أخفاها المبتدع والتى تدل على القطع والانفصال
.gif)
ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين

والوتين هو الشريان وقطعه هنا يدل على القطع المادى حتى يحدث انفصال يسيل منه الدم!!
نستنتج مما سبق أن القطع - بالتخفيف - تعنى الانفصال التام ، ماديا ومعنويا ، زمنيا ومكانياً.
ثم نرد على شبهة أن قطّع - بالتشديد هى فقط المتعلقة بقطع اليد فنقول وبالله التوفيق ، أن التشديد يفيد تكرار القطع أو الإمعان فيه أو الغلظة. أما حد السارق فمن رحمة الإسلام أنه يتم فصل اليد فقط لا غير دونما تمثيل ولا غلظة ، وهذا اللفظ - قطع بالتخفيف- يقوم بالمعنى كاملا فلو افترضنا التشديد للزمنا أن نقطع اليد عدة مرات !!