عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-06-05, 04:21 AM
غربة غربة غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-06-03
المشاركات: 55
غربة
افتراضي الأقليات المسلمة في المعسكر الشيوعي الصيني



الأقليات المسلمة في المعسكر الشيوعي الصيني

د. أحمد الخاني

الأقاليم المسلمة في الصين

تركستان الشرقية: سينكيانغ

التيبت

منغوليا الشعبية

هونغ كونغ

تايوان



الصين: دولة وتاريخ:

تبلغ مساحة الصين الشيوعية قرابة 10 مليون كم2، وهي ثاني دولة في العالم مساحة والأولى في عدد السكان.



يزيد عدد سكانها على مليار و200 مليون نسمة.



نسبة المسلمين فيها 10 / 100.



ويكثر المسلمون في الأقاليم الغربية والشمالية في الصين

كيف دخل الإسلام إلى الصين؟

أولًا: طريق الفتح:

في خلافة عبد الملك بن مروان، قام الحجاج بتعيين قتيبة بن مسلم الباهلي، واليًا على خراسان سنة 86 هـ وقد بدأ قتيبة وجنده بفتح مدينة بلخ التي تقع على مفترق الطريق المؤدية إلى الصغد والصين، وتمكن قتيبة من فتح مدينة بخارى سنة 90ه- ، ثم غزا سمرقند حتى وصل إلى حدود الصين سنة 96 وكان له دور كبير في نشر الإسلام في تلك البلاد، واعتنى بالمساجد وتوزيع العلماء في الشرق، حتى غدا جل أهل تلك المنطقة من المسلمين وبرز منهم علماء كبار).[1]



بين يدي هذا الموضوع، يروي المؤرخون هذه القصة:

بعث إمبراطور الصين إلى قتيبة يسأله عن سبب قدومه إلى الصين، فبعث قتيبة عشرة رجال يخيره؛ بين الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب، فقال لهم الإمبراطور: قولوا لقتيبة ينصرف؛ فإني قد عرفت قلة أصحابه، فقال له هبيرة: وكيف يكون قليل الأصحاب، مَن أول خيله في بلادك، وآخرها في منابت الزيتون؟ يعني: حوض البحر المتوسط، ولولا جرأته عليك لما غزاك، وأما تخويفك إيانا بالقتل؛ فإن لنا آجالًا إذا حضرت فأكرمها القتل. فاختار الإمبراطور الموادعة، ودفع إتاوة للمسلمين، وبذلك بدأت الدعوة تتسرب إلى الصين بالدعاة وبالتجارة.

هذا أولًا- وعرف هذا الطريق بطريق الحرير.



وحينما انتقل الحكم إلى البيت العباسي حاول الصينيون اغتنام الفرصة فهاجموا تركستان الإسلامية، فهزمهم المسلمون سنة 751م.



ثانيًا: عن طريق الجند الذين استقروا في الصين.

فقد طلب الإمبراطور نجدة المسلمين ضد أحد الثوار، فأرسل أبو جعفر المنصور الجند سنة 756م،، واستقر هؤلاء الجند، وتزوجوا من صينيات وتولدت منهم طبقة خاصة، كانت نواة المسلمين، داخل العاصمة تشانغ آن.



ثالثًا: عن طريق التجارة والدعوة في المناطق الساحلية.

لقد كان التاجر المسلم داعية إلى الله، وكون المسلمون مستوطنات تجارية.



رابعًا: عن طريق الدعوة في المناطق الداخلية.




خامساُ: عن طريق تولي بعض المسلمين حكم الولايات.



فقد كان ملوك الصين يحبون المسلمين، لما ظهر منهم من الأمانة والذكاء والشجاعة؛ منهم شمس الدين عمر واسمه الصيني هسين يانغ، المشهور بالسيد الأجل، والقائد جين هو(تشانج هو) وهو مسلم صيني، أرسله الإمبراطور حوالي سنة 1456م قائدًا لأساطيل الصين المؤلفة من 37 ألف جندي بحار، وكان أحد الدعاة، أسلم على يديه خلق كثير.



سادسًا: عن طريق إسلام الأويغور، وهم قبيلة جنكيز خان المغولية في مقاطعة كانسو ومنغوليا وما جاورها.



وعندما وصل الأوربيون الصليبيون إلى الصين بدأت متاعب المسلمين، وكان السلطان العثماني عبد الحميد الثاني،حريصًا على حماية المسلمين في كل العالم، ومنه الصين، باسم الخلافة الإسلامية، فأرسل اثنين أسسا مدرسة كان فيها 120 طالبًا.



ويقول المؤرخ الصيني فنغ جين يوان (لما كان السبيل إلى تحديد تاريخ دخول الإسلام إلى الصين تحديدًا دقيقًا أمرًا متعذرًا، فإننا لم نجد بدًا من أن نحدد ذلك بفترة من الفترات التاريخية على وجه التقريب؛ فقد دخل الإسلام إلى الصين على أيدي التجار العرب وليس على أيدي القوات العربية الإسلامية، وكان تطور الإسلام في الصين تطورًا بطيئًا غاية البطء، إذ لم يثبت أقدامه فيها إلا بعد مضي 700 - 800 سنة)[2].



ومجمل محاور انتشار الإسلام في الصين اثنان:

الأول: بري، على يد الفاتح قتيبة.



والثاني: بحري، الذي نقل الإسلام إلى شرق الصين في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.



تحدث عن المسلمين في هذه المناطق، خوان فو، كانتون حاليًا، سليمان التاجر السيرافي، وقد سافر إلى الصين أكثر من مرة. ومن أشهر الآثار الإسلامية في الصين مسجد ذكرى النبي - صلى الله عليه وسلم - في كانتون، ومسجد الطاهر في تشوان تشو، وفيه حجر مكتوب عليه اسم مؤسسه، وهو تاجر عربي يدعى: عجيب مظهر الدين، قدم إلى هذه المدينة سنة 515هـ.



وكتب الدكتور علي المنتصر الكتاني يقول (إن شمس الدين عمر كان من آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم تولى ابنه السيد باين رئاسة الوزارة، وترك شمس الدين خلفًا صالحًا أمدوا الصين بقواد وعلماء إلى يومنا هذا.



ولقد زار ابن بطوطة بلاد الصين فقال: في كل مدينة من مدن الصين مدينة للمسلمين، ينفردون بسكناها، ولهم فيها مساجد لإقامة الجمعيات وسواها وهم معظمون محترمون، وكان للمسلمين دور بارز في تأسيس دولة مينغ، حتى ذهب كثير من المؤرخين إلى القول بأنها دولة إسلامية، ولأن مؤسسها الإمبراطور مينغ تساي تسو وزوجته الإمبراطورة: ما، كانا مسلمين، فهذا الإمبراطور لم ير قط في معبد وثني منذ استلامه الحكم، كما حرم الخمر في جميع أنحاء الصين، وكان يكن للرسول - صلى الله عليه وسلم - حبًا عظيمًا، ظهر في قصيدة له يمدح فيها النبي الكريم نقشها على جدار مسجد مدينة نانكينغ الأعظم، ولا تزال إلى اليوم[3].



المسلمون في عصر المغول:

وقد نهض المسلمون في عهد المغول بالصين نهضة سريعة، وزاد نفوذهم، وشغلوا مناصب عديدة في الدولة وزار ماركو بولو الصين، وكتب عن أحوال المسلمين في تلك البلاد، وبرز من بين المسلمين حسن يوجينغ نائب رئيس الوزراء، وتولى المسلمون حكم 8 ولايات من الصين في عهد المغول وكانت الصين 12 ولاية.



المسلمون في عهد المنشوريين:

ثم تغيرت الأوضاع في هذا العهد، فكان عهد ظلم واستبداد بسبب جهل الموظفين المنشوريين بعادات المسلمين، لهذا ظهرت عدة انتفاضات، قام بها المسلمون، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين.



المسلمون في العهد الجمهوري 1911م:

وبعد انتهاء الحكم المنشوري وإعلان الحكم الجمهوري على يد صن يات صن، نال المسلمون حقوقهم بعد فترة من الاضطهاد، دامت حوالي ثلاثة قرون لهذا تعاون المسلمون مع الحكم الجمهوري، وقد وضع الحكم الجمهوري المسلمين في المرتبة التي تليق بهم، وظل المسلمون مخلصين للحكم الوطني بعد وفاة الدكتور صن، وفي عهد خليفته الجنرال شان كاي شك حاربوا معه من أجل توحيد الصين، وتكونت جمعية الصين الإسلامية لإنقاذ الوطن الصيني.



المسلمون الصينيون في عهد الحكم الشيوعي:

استولى الشيوعيون على حكم الصين عام 1949م، وهادنوا المسلمين أول الأمر، مثل لعبة الدب الروسي الشيوعي، فبعد نجاح الثورة الشيوعية بدأت الأفعى الصفراء تحرك رأسها، وتنفث سمها ضد المسلمين، ومر المسلمون بمراحل يتجرعون فيها أبشع أنواع التنكيل.



كان ماو تسي تونغ،لعنه الله، العدو اللدود للإسلام والمسلمين؛ وقد أخذ بتهجير المسلمين لإذابتهم، أنشأ معسكرات حشد فيها الشبان والشابات، وأجبرهم على الحياة معًا لإفسادهم، وقد اتخذت بعض الدول العربية ذات النظم الفاسدة، هذه الوسيلة للغاية نفسها، في الصين قام المسلمون في كاشغر بالعصيان وراح ضحيته 360 ألف مسلم من خيرة شباب الإسلام.



ثورة ماو الثقافية:

أعلن ماو عن ثورته الثقافية، وما هي إلا مذابح قد أعدها للمسلمين، وخطط لها باسم الثقافة، لقد قتل خمسة ملايين مسلم في هذه المذبحة، وبعد أن أخذ الله ماو حصل انفراج للمسلمين، ولو كان جزئيًا، وأعلن رئيس المؤتمر الحاج محمد علي تشانج، بأن الدولة منحت حرية الاعتقاد الديني أو عدم الاعتقاد، وذلك في مؤتمر 1980، وأقيمت صلاة عيد الأضحى في بكين عام 1401هـ وعادت بعثات الحج وتم افتتاح المساجد المغلقة.



ومنطقة نينجسيا؛ حاكمها مسلم هو حسين حنبلي، لقد تخلت الصين عن بعض أفكارها الشيوعية التي قسرها عليها ماو، وألغت المزارع الجماعية،بعد التخلي عن الاشتراكية وانتقاد الماركسية، وهذه ثورة على ثورة ماو.



ومن الجدير بالذكر؛ أن شكل تعامل السلطات الصينية مع المسلمين في الصين، يتوقف على سياسة الدول العربية والإسلامية، في التعامل مع هذه السلطات، وكلما تحسنت هذه العلاقة، تحسنت ظروف الأقلية المسلمة هناك، وقد زاد عددهم على 100 مليون مسلم.

وللموضوع بقية

رد مع اقتباس