العرب
مرحبا
دائما , من يعيش تحت الظلم والقهر ولا يرضى عن حاله , هو بالتأكيد من يتطلع للتغيير أملا أن ينتقل من وضع سيء إلى وضع حسن , سواء كان هذا الإنسان محبا للدنيا أو كارها لها , قليلون هم من يعيشون في الرخاء والنعيم أو على الأقل راضون عن حالهم , يطمحون للتغيير , سواء كانوا أهل دنيا أو أهل دين , لأن التغيير يجب أن يسير في اتجاه أن تحب لغيرك ما تحبه لنفسك , لا أن تفرض على غيرك ما تحب أن يفرض عليك , فهذا ظلم عظيم لن يؤدي إلا إلى بقاء الوضع على ما هو عليه .
عندما قامت الثورة في مصر , والتي تسمى أيضا الأهرام أو أم الدنيا , طالب الثوار بثلاث مطالب , وهي أساس التغيير بل هي أم التغيير , عدالة اجتماعية كرامة إنسانية وحرية , طبعا كل هته المطالب لم يتحقق منها شيء , لأن المظلوم والمقهور والذي من المفترض أن تقوم من أجله الثورات , يبقى في أعين الناس , ومنهم الثوار , مجرد شخص مسير ولا يمكن له أن يكون في يوم من الأيام مخيرا , أو ربما على الأصح لا يجب السماح له بالاختيار , لهذا تموت الثورات في أيامها الأولى مع انسحاب , ليس الثوار , وإنما المظلومين والمقهورين , سواء شاركوا في الثورة أو علقوا عليها أملا أو تعاطفوا معها حتى .
وعلى ذكر الحرية . يقال أن حرية الإنسان تقف عند التعدي على حرية الغير , وهذا صحيح , لكن في حالة ما إذا تم توحيد الحرية , بمعنى أن يكون معنى الحرية , وهو ذات الحرية , واحدا بالنسبة لجميع الناس , وهذا لا يمكن له أن يتحقق إلا بعد التغيير , التغيير كما يريده المظلومون والمقهورون وليس كما يريد بقية الناس وكثير منهم ثوار . ولنأخذ كمثال فقط فصلا بسيطا من فصول الحرية ألا وهو حرية التعبير . عندما يقول الإنسان كلاما يعجب الآخرين ويوافق مرادهم , فلا مجال هنا للحديث عن الحرية , لأنها ليست موحدة الآن , وبالتالي فهي دائما تحاول مخالفة القوانين المعمول بها في المكان الذي تحضره , إذن فحرية التعبير هي أن يقول الإنسان كل ما شاء وكيفما شاء ومتى شاء وأينما شاء وكل شاء وشاء وشاء , طبعا في انتظار توحيد المعنى . وللتجريب فقط سنحاول قياس درجة حرية التعبير في هذا المنتدى , وسنبدأ بكلام بسيط , ومن خلال ردة الفعل سيتسنى لنا تكوين فكرة عن درجة الحرية , لكن ما يمكن أن يأتي من كلام فهو لا يطاق . فلنبدأ إذن . العرب شر خلق الله . العرب , فمجرد ذكر هذا الاسم يشعر الإنسان بنار بداخله من شدة الغضب . العرب أخبث خلق الله . العرب , فمجرد ذكر هذا الاسم يكاد دماغ الإنسان أن ينفجر من شدة الحيرة , لماذا . العرب أسفل سافلين خلق الله . العرب , فمجرد ذكر هذا الاسم يتمنى الإنسان لو لم يكن شيئا مذكورا .
|